أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي عرمش شوكت - الامن في العراق بين استراتيج الحكومة وتاكتيك الارهابيين














المزيد.....

الامن في العراق بين استراتيج الحكومة وتاكتيك الارهابيين


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2386 - 2008 / 8 / 27 - 08:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عشت في جمهورية اليمن الديمقراطية ردحاً من الزمن ، وقد تعلمت من شعبها الطيب الكثير من الحِكم والعِبر في الحياة ، وبخاصة في دهاليز السياسة ، و مما عايشناه هو كيف كانت تلك الحكومة محترسة من اعدائها بالرغم من شحة الامكانيات المالية ، وكما سمعنا ما كان لديهم مقولات يرددونها دائماً ، فعندما يتفاءلون يقولون ( بيقع خير ) ومعناها سيقع خير ، وعند التشاؤم يقولون ( احذروا من الاخزاق ) ويقصدون بكلمة الاخزاق ، الثقوب ، التي تحصل في اي امر ما ، ولم يحسب لها حساب ، وكان التعامل مع ( نظرية الاخزاق ) تلك ، قد جعلهم يمسكون بأمنهم الداخلي والخارجي بصورة منيعة .
ان رباط الحديث عن الثقوب دعتنا اليه كثرة الاختراقات التي يتسرب منها الارهابيون اليوم في العراق رغم ( الجدران ) الامنية التي انشأتها الخطط العسكرية والصولات والجولات والتي نضفت البلد الى حد ما من اعمال الارهابيين والخارجين عن القانون ، ولكن التصديات الحكومية كانت اقرب الى الاسعافات الوقائية من كونها علاجات لقطع طريق العودة على من اراد ان يطرح نفسه بديلاً وذلك بالتجاوز على القانون ، بهدف اثبات الوجود وفرض الامر الواقع ، لغاية اضعاف السلطة وارهاب الجماهير واخذ زمام البادرة لارجاع الاوضاع الى الماضي الدكتاتوري المقبور ، فضلاً عن ما يرادفه من مساعٍ اقليمية طامعة عابرة للحدود ، فلابد من اعتماد مقياس نجاح العمليات الامنية بمعيار الثبات والتقدم وليس بالنتيجة الآنية وكأنها الانتصارالحاسم ، لان المعركة على السطح تختلف نتائجها عما هي تحت الارض ، والمقصود هنا ان الذين ارادوا فرض سلطتهم بالقوة قد سقطت رهاناتهم بفعل اختلال توازن القوى الميدانية لصالح الحكومة ، المستندة على اكبر ترسانة اسلحة في المنطقة التى يمتلكها جيش الامريكي ، والمفصل الاخر هو ان االجيش العراقي بات محترفاً ، في حين قوى الارهاب بكل تلاوينها تفتقر للآهلية القتالية والخطط العسكرية ، ولا تصلح مهارات افرادها الا الى عمليات الكر والفر والغدر، وقد خاضوا التجربة بهدف تطويق المدن ومسك الارض ولم يحققوا اي نجاح يذكر في المعارك الميدانية . الى انهم نجحوا في عمليات الاغتيالات والخطف والذبح وسرقة البنوك اي اعمال مافيوية سرية منظمة .
وعلى ذلك كان انسحابهم من الميدان بهدف تغيير في التاكتيك ، اذ كان الظهور المسلح والمواجهات المباشرة مع قوات الامن لم يفض الا الذهاب المؤكد الى الجحيم ، حيث اصبح المسلحون هدفاً مكشوفاً لقدرة سلاح ومقاتلين مدربين لا وجه للمقارنة بينهم وبين الخارجين عن القانون ، ولهذا كان الهروب المبكر والمصحوب بالخسائر الجسيمة هو النتيجة التي انتهت اليها اغلب المواجهات ، وما تمخضت عنها الصولات الامنية الاخيرة خير دليل على ذلك ، وكانت النتائج قد اظهرت بجلاء عجز الخارجين عن القانون امام المواقف الحاسمة ، مما جعلهم يعيدون النظر باساليبهم ، ومن حصيلة الخمس سنوات الماضيات تبين لهم كما يبدو ان العمل الغادر في الازقة والشوارع الخلفية افضل لهم من النزول الى الشوارع الرئيسية ومواجهة القوات الامنية ، اذ ان اغتيال الشخصيات البارزة يخلق رعباً بين الناس اكثر من تفجير دورية عسكرية ، واستخدام لاصقة ناسفة اكثر سهولة واقل خسارة من استخدام سيارة مفخخة ، واستخدام شخص انتحاري افضل وادق من استخدام صواريخ الهاونات العشوائية ، وهذه الاساليب تتمتع بقدرة مارقة اكثر من غيرها والتي بامكانها التسرب من خلال الثقوب واختراق الجدران الامنية وهذا تحديداً ماسمي بالهشاشة في الوضع الامني .
وكان التغيير في الاونة الاخيرة ملموساً في تاكتيك الارهابيين والخارجين عن القانون ، وتجلى ذلك في ارتفاع حالات الاغتيال للشخصيات الوطنية البارزة في الدولة والمجتمع وحتى من عموم ابناء الشعب العراقي الذين انضموا الى صفوف المدافعين عن العملية السياسية ، اغتيال بعض قادة الصحوات على سبيل المثال وليس الحصر، وكان آخر نتائج تاكتيك الارهابيين هو ، اغتيال الشخصية الوطنية والكادر الثقافي الشهيد الدكتور ( كامل شياع ) مستشار وزير الثقافة ، ومن طرفنا نستنكر هذا الفعل الجبان الغادر الذي راح ضحيته ما يمثل ابرز العقول النيرة التي يتوقف عليها مستقبل الثقافة العراقية وبناء صرحها الحضاري الزاهر ، ولعل هذه العملية الاجرامية القذرة تفتح اعين المسؤولين في الحكومة على خطورة تغيير اساليب الارهابيين ، وما يفرضه ذلك من اجراءات عالية المسؤولية وبحس امني حذر ، وفي ذات الهم يتوجب الاخذ بعين الجد والتحري عن تلك الاخبار التي تؤكد بان المجرمين الهاربين خارج الحدود من جراء الصولات الامنية الاخيرة قد عادوا بعد ان تدربوا بعناية وتزودوا بقوائم تضم اسماءاً لشخصيات من صفوة المجتمع العراقي بهدف تصفيتهم جسدياً ، وهذا ما اشارت اليه الاخبار التي ذكرت بأن قوات الامن في البصرة قد القت القبض على متسلل جاء من عبر الحدود الايرانية في منطقة التنومة وضبطت معه قائمة طويلة باسماء شخصيات هامة في المجتمع البصري مطلوب اغتيالها ، هذا المشهد الاخير في مسلسل المعارك الوطنية مع الارهابيين والخارجين عن القانون ، سيخلق اهتزازاً عنيفاً في التحسن الامني الذي مازال هشاً ، وربما تتبعثر الحالة الامنية من جديد اذا ما جرى اهماله ، والعهدة على المسؤولين .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون مأزوم وناخب مظلوم
- اول غيث قانون الاقاليم نزاع حدودي عقيم !!
- {{ الراصد }} اصلحوا الدستور تٌصلح الامور
- {{ الراصد }} التصعيد في الازمة ... تدحرج الى الهاوية
- {{ الراصد }} قانون انكبح متعثراً بعتبة البرلمان !!
- {{ الراصد }} مضاربات في بورصة العملية السياسية
- {{ الراصد }} الحزب الشيوعي العراقي وثورة 14 تموز المجيدة
- {{ الراصد }} ثورة 14 تموز ... غرة في جبين تاريخ العراق السيا ...
- {{ الراصد }} خريف الاحتلال في صيف العراق اللاهب
- {{ الراصد }} الاتفاقية العراقية الامريكية .. تراتيل لنصوص لم ...
- {{ الراصد }} وداعاً للسلاح
- {{ الراصد }} سياسة مفاوضات ام مقايضات سياسية ؟
- {{ الراصد }} العراق ... قيظ وقضية قضيض اهلها مفقودا
- {{ الراصد }} قانون الانتخابات في غياهب المحاصصة !!
- {{ الراصد }} من اين تبدأ طريق الزعامة
- {{ الراصد }} هيئة نزاهة ام هيئة نزقة ..؟
- {{ الراصد }} التيار الديمقراطي العراقي .. شد الاحزمة للانتخا ...
- {{ الراصد }} سلاح المقاومة خلع حجاب الشرعية واعتدى سافرا
- {{ الراصد }} جهود ووفود حصيلتها تكرار الوعود
- {{ الراصد }} الطبقة العاملة العراقية .. الغتها الدكتاتورية و ...


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي عرمش شوكت - الامن في العراق بين استراتيج الحكومة وتاكتيك الارهابيين