أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - الحجاج مظلوما !















المزيد.....

الحجاج مظلوما !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 737 - 2004 / 2 / 7 - 05:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


  ما حملني على تذكر ما قاله مالك بن دينار في الحجاج الثقفي إلا ما قاله رئيس مجلس الحكم لشهر شباط الأبتر هذا، والذي يحمل عنه العراقيون ذكريات مريرة ، لا يمكن أن تمحى من ذاكرة شعبنا المبتلى بقتلة لا يعرفون غير القتل ، ولا يحبون غير سفح الدماء ، وهتك الاعراض ، وقتل النساء ، وتشريد الملاين ! ومع ذلك نهض الأن من يريد الدفاع عنهم ، وراح البعض من كان للأمس القريب يمسح على أكتاف صدام الساقط يزين صورتهم ، وينسبهم تارة الى السنة ، وأخرى الى الجيش الذي  حلّ نفسه ، واستعجل خلع ملابسه العسكرية قبل أن يصله جندي أمريكي واحد . وقد اشتكى قائدهم الضرورة صدام! هزيمتهم تلك قبل أن يشتكيهم غريب بعيد ، وهؤلاء ، وثانية هؤلاء ، هم أذرع الاخطبوط الساقط والذي ينتظر الرحمة من اسياده الأمريكان في أن يمنوا بها عليه . هؤلاء هم من كان يذيق الشعب العذاب ، وهم من أودع الآلآف من العراقيين باطن الأرض . هم الذين دفنونا رجالنا ونساءنا أحياء في مقابر جماعية عرفتها الدنيا كلها ، وسودت وجه من أراد تبريرها ، ممن انعدمت فيهم ضمائرهم ، وممن لا زالت قلوبهم تطفح بالحقد ، وتغلي بالكراهية ، وممن يتمنون عودا لذلك الماضي الأسود الذي أخجل بما ارتكبوا به من جرائم الوحوش المفترسة . فعلام يتباكى هؤلاء المدافعون على فريق أو عقيد أو نقيب في جيش مهزوم ، كان كل همه خدمة النظام الساقط ، لا خدمة الوطن ولا الدفاع عنه . هاتوا واحدا من هؤلاء قاتل في بغداد مثلما قاتل الجنود الفقراء المغرر بهم في مدينة أم قصر أو في مدينة الناصرية ؟
كل العالم يعرف أن بغداد أحتلت بدبابتين أمريكيتين عبرتا من الكرخ الى الرصافة ، وتستقرتا في ساحة الفردوس أمام صنم صدام فيها ، وحين تناوله الجنود الأمريكان بحبالهم ، مع جماهير شعبنا المضطهد ، اعتلاه أبو تحسين بنعله الذي لم يبعه فيما بعد بآلاف من الدنانير ! هذه هي قصة سقوط بغداد في اليوم التاسع من شهر نيسان لسنة الفين وثلاث ، فماذا سيقول صناديد القرن العشرين ! من قوات الحرس الخاص والحرس الجمهوري للاجيال القادمة من العراقيين حين يقرؤون قصة سقوط بغداد على صورتها البائسة هذه ، أ لم يتذكر هؤلاء الجبناء كيف قتلوا الآلاف من أبناء شعبنا في مدن الجنوب بعد انتفاضة آذار سنة 1991 م ؟ لكن جيشا قائده جبان مثل صدام ماذا يرجى منه غير قتل الرجال والنساء العزل من شعبنا المظلوم ! ؟
والعجيب في الأمر أن يأتي أحد الأن ويذرف الدموع على قتلة احترفوا القتل مهنة منذ هذا الشهر الأبتر في انقلابهم الأسود سنة 1963 م ، أن يأتي أحد ويدعو لمصالحة مع مجرمين لم تتحقق براءتهم بعد للان ، وللان ما زالوا يمارسون القتل والأرهاب في عمليات لم يكن هدفها أبدا تحرير العراق من الأمريكان ، ولم يكن هدفها الدفاع عن الأسلام ، وإنما هدفها الأمل المستحيل في العودة الى أيام الامتيازات التي فقدوها ، فعن أي تحرير يتحدثون ؟ وعن أي اسلام يدافعون ؟
ويبدو لي ، بعد ذلك ، أن بعضا من رؤساء مجلس الحكم ، يلتقون في زلات اللسان وهفواته ، فمنذ أشهر طالب السيد عبد العزيز الحكيم العراقيين بتسديد ديون لايران لم يعرفها العراقيون ، ولم يستقرضوها من أحد ، واليوم وفي هذا الشهر الأبتر ، وفي خطبة صلاة عيد الأضحى في مسجد من مساجد بغداد ، يطالب رئيس مجلس الحكم الجديد ، محسن عبد الحميد ، بمساعدة " المظلومين " من أعضاء الجيش السابق وحزب البعث ، ولا أعرف السبب الذي حدا بالسيد محسن عبد الحميد أن يستخدم لفظ " المظلومين " ويطلقه على هؤلاء ، فمتى كانوا هم مظلومين ؟ وإذا كان يعني أن الظلم لحقهم زمن صدام ونظامه فهذا مما لا يقره عاقله ، فقد كانوا هم لحمة النظام وسداه ، وإذا كان يعني أن الظلم لحقهم زمن الأحتلال ، ويريد هو أن يرفع عنهم هذا ظلم ، فالأولى به أن يطالب برفع الظلم عنا نحن العراقيين الذين أكلنا ظلم صدام وشربنا على مدى أكثر من ثلاثين سنة ، أن يطالب برفع الحيف والظلم عن الملاين من العراقيين الذين لم يروا تراب العراق على مدى عقود من الزمان ، والذين تقاسمت أرض بلدان كثيرة قبور بعضهم ، وكل هذا بسبب من ظلم هؤلاء وسيدهم صدام الذي آزروه ظلما على شعب يدعون هم من أبنائه ، وإذا كان السيد رئيس مجلس الحكم لهذا الشهر الأبتر يرى أن الاحتلال ، الذي يستظل به هو ألآن ، ظالما ، فلماذا يريد أن يدفع ظلم هذا الأحتلال عن أعضاء الجيش السابق وحزب البعث ، ولا يدفعه عن نفسه هو أولا ، وعن الشعب الذي ضطهده صدام بهؤلاء ثانيا؟
رحم الله مالك بن دينار حين قال : ( والله لربما رأيت الحجاج وهو يتكلم على المنبر ، ويذكر حسن صنعه للعراقيين ! وسوء صنعهم له ! حتى يخيل إلي أنه مظلوم ! )
لقد صار الظالم مظلوما في لغة حكامنا الجدد ، وهم يعلمون علم اليقين أن صداما جبان ، وقد أثبت الوقائع ذلك ، حين أخرج ذليلا ، بائسا من حفرة حقيرة ، وهو شارد الذهن ، يتلمس الرحمة من أسياده ، وهم يعلمون أن هؤلاء " المظلومين " ، بلغة رئيس مجلس الحكم ، هم سيفه الذي أطاح برؤوس الملاين من أبناء شعبنا العزل ، فكيف يردوننا أن نصفح عن مجرمين ونتصالح معهم ، وهم متهمون للان ؟
لقد كانت خطوة حلّ أجهزة النظام القمعية ، وبما فيها جيش صدام ، خطوة موفقة ، وصحيحة ، وناجحة ، فالجيش في العراق أعد لغاية واحدة ، هي حماية النظام من الشعب ، وحين أراد الزعيم عبد الكريم قاسم أن ينحاز بالجيش الى شعبنا المظلوم ثار عليه هذا الجيش في انقلاب دموي ، اسود في شهرنا الابتر هذا ، ذلك الانقلاب الذي اسماه المهيب البكر ! عروس الثورات !! في تحدٍ صلف ، ووقح لمشاعر أغلبية شعبنا الذين سالت دماء ذويهم حرى في شوارع مدن العراق في صبيحة الثامن من ذاك الشهر الأبتر ، تلك الصبيحة التي يتوجب على العراقيين أن يرفعوا الرايات السود على واجهات بيوتهم ، حدادا على الأنفس الزكية التي أزهقت في عروس الثورات تلك ! وليعلم رئيس مجلس الحكم أن الذين يسميهم بالمظلومين هم من ذات طينة البعث التي سفكت دماء العراقيين على مرأى ومسمع من العالم ، وليعلم كذلك أن اذاعة هؤلاء من بغداد قد تغنت طويلا بقتلنا ، وهي تصدر بيانات الموت الواحد تلو الأخر ، فلا تنكؤوا جروحنا ، ولا يمكن ، كما ترون ، أن يكون الحجاج مظلوما ، أبدا لم يكن الحجاج مظلوما !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدتان
- اثنان لايموتان في العراق : النخل والحزب الشيوعي !
- عن المهر والنهر والفكر المستورد !
- المقهى والجدل
- تهديدات السستاني على لسان المهري والرد الأمريكي !
- قرار الكاشير ولغة الغطرسة !
- مكروا فمكر بريمر !


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - الحجاج مظلوما !