أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - حذار فالقادم أعظم!














المزيد.....

حذار فالقادم أعظم!


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2386 - 2008 / 8 / 27 - 10:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم تكن جريمة اغتيال الشهيد كامل شياع مفاجئة لكل متتبع للأوضاع العراقية الراهنة، وليست هي الجريمة الأولى بل هي جزء من سلسلة الجرائم التي عصفت وما تزال بالمجتمع العراقي، والتي استهدفت وما تزال تستهدف المثقفين الديمقراطيين على وجه الخصوص.
إنها الريح السوداء لقوى الظلام والفاشية الدينية التي تسعى لإبقاء حالة التخلف التي أوصلنا إليها نظام الطغيان الصدامي وحزبه الفاشي خلال خمسة وثلاثين عاما من حكمهم البغيض.
ثم جاءنا الغزو الأمريكي الوحشي باسم [تحرير الشعب العراقي!] ليسلم العراق لقوى ظلامية أشد وحشية وأقسى، والتي وضعت في مقدمة أهدافها شن الحرب على العناصر التنويرية من المثقفين العراقيين الذين كرسوا حياتهم لإنقاذ شعبنا من حالة التخلف التي عادت بنا القهقرى عشرات السنين إلى الوراء، من أجل تكريس هيمنتها على السلطة، ونهب ثروات البلاد، وهي تدرك أن الجدار الصلد الذي يقف أمام تحقيق طموحاتها الشريرة هي الطبقة المثقفة الواعية حاملة راية التحرر والديمقراطية وحقوق الإنسان، الساعية لتأمين حياة كريمة تليق بالإنسان في المجتمع العراقي الذي قاسى لأكثر من أربعة عقود مرارة الفقر والجوع والحرمان والأمراض الفتاكة، وسلب الحريات ، والسجون والتعذيب والقتل بالجملة، والقبور الجماعية خير شاهد على ذلك، وفقدان الخدمات الأساسية الضرورية، والأخطر من ذلك كله فقدان الأمان وشيوع الجريمة المنظمة التي باتت تمارسها الميليشيات بعد سقوط نظام الطاغية صدام والتي تتخذ من الإسلام وسيلة لتنفيذ مآربها الشريرة .
إن استشهاد الباحث والكاتب والمثقف كامل شياع ، وسائر المثقفين الشهداء الآخرين الذين سبقوه على أيدي تلك العصابات المجرمة هو ناقوس خطر يدق بأعلى صوته محذراً من حملة ظلامية أوسع واشمل تجتاح العراق، وتضع في مقدمة أهدافها بكل تأكيد المثقفين التقدميين، الذين تعتبرهم قوى الظلام والفاشية التي تهيمن اليوم على الشارع العراقي اليوم من أجل تكريس الأوضاع الحالية البائسة، وتكريس سلطتها الجائرة، والحيلولة دون انتقال الشعب العراقي نحو الانفتاح على العالم المتقدم، ونفض غبار الرجعية والتخلف، واللحاق بركب الإنسانية الناهضة من خلال السعي لإقامة نظام حكم ديمقراطي حقيقي، وسيادة القانون، وتحقيق العدالة الاجتماعية بين سائر مكونات الشعب بمختلف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم دون تمييز.
إن قوى الظلام لا يروق لها أن تجد شخصية وطنية علمانية لها دور في وزارة الثقافة، ولذلك فقد بذلت جهدها لإزاحة الوزير الأول الأستاذ مفيد الجزائري، لتضع مكانه شرطياً لا يفهم من الثقافة شيئا، ثم اتبعته بعد الانتخابات الثانية وتشكيل حكومة المالكي بالملا اسعد الهاشمي الذي تبين للعدالة أنه ليس فقط أمياً متخلفا لا يفهم معنى الثقافة، بل وقاتلاً من طراز فريد، أدين بقتل ولدي أحد زملائه في البرلمان السيد مثال الآلوسي بدم بارد، ورغم أن المحكمة الجنائية قد أثبتت عليه الجريمة وحكمت عليه بالإعدام، فقد جرى تهريبه خارج العراق لكي تُرضي الحكومة والإدارة الأمريكية السيد طارق الهاشمي حرصاً منهم على عدم انهيار حكومة التحاصص الطائفي المقيت، والحكومة بطبيعة الحال تتحمل كامل المسؤولية عن تهريب هذا المجرم القاتل.
أن قوى الإسلام السياسي المهيمنة على السلطة اليوم لا يروق لها أن ترى أية وجوه ديمقراطية علمانية في وزارة الثقافة، حيث تُعتبر الثقافة عندهم سموم تهدد المجتمع الذي ينشدونه مجتمع التخلف والعبودية ، ولا بد من (تنظيف)! هذه الوزارة على وجه الخصوص، وسائر الوزارات الأخرى بوجه عام من كل عنصر مثقف مخلص لوطنه وشعبه، يستهدف التصدي لحالة التخلف والهمجية التي تعصف بالبلاد اليوم.
إن اشتداد حملة قوى الظلام والرجعية والفاشية الدينية في الآونة الأخيرة يتعلق بقرب إجراء الانتخابات المحلية للمحافظات التي هيمنت على السلطة فيها عبر الانتخابات السابقة، والتي باتت معروفة لسائر أبناء وبنات شعبنا كيف جرت تلك الانتخابات، وتحت أي شعارات، وعن الدعم الذي تلقته من قبل المرجعية الدينية، وكل ذلك جرى تحت وقع سلاح ميليشيات الأحزاب الدينية الطائفية وإرهابها، وقد تكشفت لشعبنا حقيقة هذه القوى والجرائم التي ارتكبتها بحق عشرات الألوف من المواطنين الأبرياء، وهي اليوم وبعد أن انكشفت على حقيقتها، وخيبة الأمل الكبرى التي أصابت لمواطنين الذين انتخبوهم، ورفضهم لإعادة انتخابهم من جديد، لم تجد سبيلا للتشبث بالسلطة إلا بشن الحرب على القوى التقدمية والعلمانية ورموزها، والحيلولة دون عودة عشرات الألوف من المثقفين من بلدان اللجوء إلى الوطن ، فهي تدرك تماماً تأثير هذه العودة على مستقبلهم وتأثيرهم في المجتمع العراقي الذي بدأ يعي الدرك السحيق الذي قادته هذه القوى إليه.
أن القوى الديمقراطية والعلمانية مدعوة اليوم أن تعي حقيقية المخططات الظلامية والفاشية والمخاطر التي تنتظرها وتنتظر الشعب العراقي قبل فوات الأوان، والتصدي بحزم لهذه المخططات، وفضح أهدافها الشريرة ، من خلال تعبئة الجماهير الشعبية، وزجها في النضال من أجل كبح نشاطات هذه القوى الظلامية ، ولاسيما وأن البلاد باتت على أبواب الانتخابات المحلية، والتي ستعقبها في العام القادم الانتخابات البرلمانية، التي ستحدد بكل تأكيد مصير العراق لعقود طويلة إذا ما هيمنت هذه القوى على السلطة من جديد .
الوقت يمر سريعا، والعاقل من يعي أهمية عامل الوقت وضرورة استغلال دل ساعة، بل كل دقيقة من أجل الاستعداد لخوض الانتخابات من أجل تحقيق نتائج ذات تأثير فاعل في الحكومات المحلية، وفي البرلمان القادم، من أجل تحقيق انعطافة تاريخية في بناء العراق الجديد، وتحريره من عبودية الاحتلال، ومن هيمنة القوى الظلامية والفاشية، والنهوض به في كافة المجالات السياسية والاجتماعية ولاقتصادية والثقافية والصحية والخدماتية.
فهل تعي القوى الديمقراطية والعلمانية هذه الحقيقة؟
أتمنى ويتمنى كل المحبين لشعبهم ووطنهم ذلك....



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهكذا تكون نهاية حياة أدبائنا وكتابنا ومثقفينا؟
- العراق ومخاطر المعاهدة الأمريكية المقترحة
- حكومة الكويت والسياسة القصيرة النظر تجاه العراق!!
- من ذاكرة التاريح: الفخ الذي نصبه الحزب الديمقراطي الكردستاني ...
- حول الديمقراطية والحياة الحزبية في العالم العربي
- المقدمات الخاطئة لن تعطِ إلا نتائج خاطئة وقد تؤدي إلى نتائج ...
- العراق يواجه خطر داهم ، وعلى الشعب أن يأخذ الأمر بيده قبل فو ...
- أحزاب الإسلام السياسي الطائفي تتاجر بأرواح المواطنين
- الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران والخيارات المرة
- إلى الذين طعنوا بثورة 14 تموز وقائدها الشهيد قاسم :هكذا وقع ...
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق الحلقة الأخيرة ...
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق الحلقة 29 / 30
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق الحلقة 28 / 30
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق الحلقة 27 / 30
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق الحلقة 26 / 30
- دروس وعبر من ثورة 14 تموز المجيدة
- في الذكرى الخامسة والأربعين لانتفاضة الشيوعيين ضد نظام انقلا ...
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق الحلقة 25 / 30
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق / الحلقة 24
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق / الحلقة 23


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - حذار فالقادم أعظم!