أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد هجرس - اختراعات مصرية: الحكومة ضد الحكومة!















المزيد.....

اختراعات مصرية: الحكومة ضد الحكومة!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2386 - 2008 / 8 / 27 - 09:59
المحور: كتابات ساخرة
    


أصدرت "لجنة الشفافية والنزاهة" تقريرها الثانى فى 18 أغسطس الجارى.
والتقرير ينطوى على أهمية استثنائية لسببين:
السبب الأول يتعلق بموضوعه، والسبب الثانى يتعلق بالجهة التى أصدرته.
أما الموضوع فهو الحالة الراهنة للشفافية فى مصر وعلاقتها بالفساد، مع نموذجين تطبيقيين لمدى تحقيق الشفافية فى الجهاز الادارى المصرى، وفى وضع ومناقشة الموازنة العامة للدولة.
وفى الحقيقة فان التقرير فى معالجته لهاتين الحالتين التطبيقيتين أرسى دعائم أدبيات مهمة لثقافة الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد، ووضع يده على نقاط ضعف أساسية تحتاج إلى اصلاح عاجل.
وعلى سبيل المثال، وفى معرض حديثه عن مشكلات الوضع الحالى لصنع الموازنة، يقول التقرير أنه على الرغم من التحسن الذى طرأ على إعداد الموازنة، إلا أن هناك بعض أوجه القصور التى تحول دون تفعيل الرقابة الشعبية والبرلمانية للموازنة وهى:
- عدم وجود قدر كاف من الشفافية فى مراحل الاعداد الأولى للموازنة، وهى المرحلة التى تضع أسسها الرئيسية.
- إفتقار إعداد الموازنة إلى المرونة وهو ما يحد من قدرة الوزارات على تنفيذ المشروعات بكفاءة أكثر.
- الاقتصار على مناقشة البيان المالى وملامح الخطة التنموية السنوية دون الدخول إلى تفاصيل كل منهما بطريقة صحيحة، بل ان البعض يعتبى الموازنة العامة للدولة هى البيان المالى الذى يلقيه وزير المالية رغم كونه مجرد الملامح العامة لهذه الوثيقة الاساسية.
- عدم تحديد لجان استماع من خارج المجلسين، خاصة من جانب الخبراء والأكاديميين، وليس المسئولين الحكوميين.
- يؤدى عدم وجود أهداف كمية يسهل متابعة تنفيذها إلى صعوبة تحديد ما إذا كانت الموازنة قد حققت الهدف المرجو منها ام لا.
- مازالت الموازنة العامة المصرية موازنة بنود واعتمادات لا تساعد على إجراء تقديرات سليمة للايرادات والمصروفات مبنية على أساس التكلفة والعائد وعلى أساس دراسة البدائل المتاحة، كما لا تساعد على التحليل الاقتصادى لمعاملات الحكومة ولا تشتمل على معايير لمقياس كفاءة وفعالية الإنفاق العام.
- قيام بعض الوحدات بفتح حسابات خاصة يتم ايداع بعض المتحصلات بها والصرف منها خارج الموازنة بالمخالفة لمبدأ العمومية الوارد بقانون 53 لسند 1973 وكذلك الاستخدام المفرط للميزانيات التكميلية.
ولا شك أن هذه ملاحظات ثاقبة وجوهرية، لا تقل عنها أهمية تلك الملاحظات الخاصة بدور الإعلام ومنظمات المجتمع المدنى فى مكافحة الفساد والتى تنطلق من الاعتراف بأن الإعلام يعد العنصر الأكثر فاعلية وتأثيرا فى الرأى العام دون غيره من العناصر، وهو الطرف الملقى على عاتقه تفعيل مبدأ الشفافية من خلال إتاحة المعلومات للجمهور، ومسئولية تنوير الرأى العام وتطوير الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الفساد بكافة أشكاله.
ومن خلال تحليل مضمون المادة الإعلامية التى تناولت قضايا الفساد أتضح ان هذه التغطية الإعلامية قد اتسمت بعدد من الملامح الرئيسية، هى فى رأى التقرير:
1- عدم وجود دور اعلامى حقيقى لتوعية المواطن بخطورة قضية الفساد وكيفي يمكن مواجهته والتصدى له (وهى مسألة ليست فوق مستوى الجدال بكل تأكيد).
2- وجود اتجاه كبير لتحميل الحكومة والنظام السياسي وحدهما المسئولية الأولى والمباشرة لتفشى ظاهرة الفساد دون التركيز على ضرورة تضافر كافة قوى المجتمع فى التصدى لهذه الظاهرة (وهى أيضا مسألة فيها نظر).
3- وسائل الإعلام الخاصة والصحف الحزبية هى الأكثر تناولا لقضية الفساد دون وجود دور بارز لوسائل الإعلام القومية (وتلك مسألة تحتاج الى شرح وتفصيل).
4- غياب الحيادية فى عرض وجهات النظر المؤيدة والمعارضة عند الطرح الاعلامى لقضية الفساد ، فضلا عن عدم وجود دقة فى عرض الأرقام التى مالت إما إلى المبالغة والتضخيم أو التقليل من حجم الظاهرة واستخدام إحصائيات وأرقام عن حجم قضايا الفساد غير صحيحة ودمجها فى أكثر من سياق.
5- عدم وجود دور بارز للإذاعة والتليفزيون فى تناول قضية الفساد، فقد اقتصر الأمر على عدد من البرامج الحوارية دون وجود برامج نقاشية تطرح الجوانب المختلفة لتغطية الفساد وتكلفته وسبل التفاعل الايجابى مع تلك الظاهرة .
وفى رأى التقرير ان تطوير دور الإعلام فى مكافحة الفساد يتطلب تطوير وتحديث التشريعات المتعلقة بتنظيم الإفصاح وتداول المعلومات، ووجود تشريع وطنى ينظم عملية الوصول إلى المعلومات والحصول عليها من مصادرها بما يضمن حق وسائل الإعلام فى الحصول على المعلومات ونشرها.
وخلص التقرير إلى توصيات مهمة لتعزيز ودعم الإطار المؤسسى لمحاربة الفساد سنعود إليها فى مقال لاحق.
لكن ما يلفت النظر الى هذا التقرير هو السبب الثانى لأهميته الاستثنائية، الا وهو اللجنة التى أصدرته. فهى لجنة شكلها وحدد اختصاصاتها وزير الدولة للتنمية الإدارية، الدكتور احمد درويش، بالقرار رقم 86 لسنة 2007 ونص القرار على أنها " تختص باستكمال أعمال الوزارة فى دراسة سبل واقتراح آليات تعزيز ودعم الشفافية والمحاسبة ومكافحة الفساد بوحدات الجهاز الادارى بالدولة والقضايا الحكومية والعامة، وذلك استهداء بملاحظات مجلس الوزراء.. وقرارات اللجنة الوزارية الخاصة ببحث موضوع مكافحة الفساد".
وهذا يعنى أن اللجنة "حكومية" أو تعمل تحت مظلة الحكومة رغم أنها تضم شخصيات غير حكومية، وهو ما يتعارض مع مضمون المادة السادسة من اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، والتى تشترط استقلال جهاز مكافحة الفساد عن الأجهزة الحكومية والسلطة التنفيذية.
ومطالبة اتفاقية الأمم المتحدة باستقلالية اللجان الوطنية لمحاربة الفساد مطالبة فى محلها، لأن الحكومات لا يمكن أن تكون الخصم والحكم فى آن واحد.
وبتطبيق هذه القاعدة على حالة اللجنة المصرية التى أصدرت هذا التقرير المحترم نجد تجسيداً لهذه المفارقة. فهذه اللجنة يرأسها وزير فى الحكومة، وهى فى الوقت نفسه توجه انتقادات بعضها عنيف جداً للحكومة،وهذا يتناقض من ناحية مع مبدأ التضامن الوزارى، ويتناقض من ناحية أخرى مع حقيقة أن الحكومات لا تطالب – مثلنا- بهذا المطلب أو ذاك، لأنها هى السلطة التنفيذية التى بيدها الحل والعقد.
وبالتالى فان اهتمام الحكومات بمكافحة الفساد يكون بوضع خطط وسياسات وبرامج مربوطة بجداول زمنية وليس بطرح قائمة مطالب مثل تلك التى طرحها التقرير المشار إليه، وهى فى معظمها مطالب جيدة، وإن تكن غير كافية.
وللحديث بقية.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر الأخرى!
- مبروك للدمايطة.. على الانتصار فى نصف المعركة
- من يستحق التعويض .. -أجريوم- أم -دمياط-؟!
- تسليم وتسلم!
- إحرقوا كتب الفلسفة.. اليوم قبل الغد!!
- وثيقة مستقبل مصر «2»
- الجريمة... والعقاب
- تنويعات علي لحن المشروع الليبرالي (1)
- دبرنا يا وزير!
- وقفة احتجاجية.. من أجل البحث العلمي!
- دماء على رمال مرسى مطروح !
- هل استعار -الأخوان- شعار -الإسلام هو الحل- من أمريكا؟!
- .. و على المتضرر اللجوء الى .. الجماهير
- السفيرة وفاء: رغم كل شئ .. مصر تتغير
- -الشخص-.. الذى نحب أن نكرهه!
- شعاع أمل: رئيسة جمعية أهلية ترفض «التمويل الأجنبي»
- تصوروا: كيسنجر يرفض دبلوماسية العضلات الأمريكية!
- تأملات عبر المحيط الأطلنطى (2)
- تأملات عبر المحيط الأطلنطى: يوم الاعتذار القومى
- فتنة ملوي.. واستراتيجية المصاطب!


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد هجرس - اختراعات مصرية: الحكومة ضد الحكومة!