أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رياض الأسدي - تعالوا إلى زها محمد حديد














المزيد.....

تعالوا إلى زها محمد حديد


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2386 - 2008 / 8 / 27 - 09:57
المحور: حقوق الانسان
    


هذه الأميرة البابلية المفعمة برائحة الشرق وبخوره التي اعتادت الحياة في الغرب، فتعلمت منه الكثير وعلمته الكثير: هذه التحفة العراقية ما انفكت تهب العالم ما هو جميل ومبهر فأعطته وأعطاها. منحته جلّ تصاميمها العظيمة، ووهبته عقلها الجميل. كرّست المعمارية زها – أحيانا تكتب زهاء- حياتها لبنائه ووضع اللمسات الجميلة على وجهه الكبير، فكرّس لها كلّ الثناء والتميز والحياة الكريمة.
ولكن.. وهذه (اللكن) الكبيرة دائما: أن يعيش المبدع العراقي كلّ حياته في هندسة ما لدى الآخرين في بلاد تحترم الإنسان وتقدر عمله؛ هو أقصى ما يطمح إليه كلّ مهاجر عن وطنه. ولكن – أيضا- ماذا يمكنه أن يفعل إزاء التفاتة واحدة إلى بلده الذي يزدان بالخراب فوق الخرائب والدموع على الدموع والدماء على الدماء!؟ لا شيء يورق من بعيد حتى هذه الساعة؛ ليس ثمة زهرة ما وسط الخرائب السود. ولاشيء غير الغربان تنعب وسط المدن الكالحة الفقيرة المدقعة. فتبقى الغصة عالقة دائما في صدره: لم لا يحدث كلّ هذا العمل الرائع في بلادي الخراب؟! لم لا يحدث ولو جزء يسير منه في الأقل؟ هل العراق بلد فقير كغانا أو الكونغو او .. حتى يتركه مبدعوه ومفكروه وأطباؤه وفنانوه..؟ العراق الغني دائما بما وهبه الله سبحانه له من ثروات مادية وروحية، والأدهى هي ثروات عقول أبنائه المهاجرين الذين يقفون طوابير أمام السفارات الأجنبية ومكاتب الهجرة. وهنا مكمن الحسرة التاريخية.
يكفي أن نورد – فقط- تصريح (ديفيد كي) احد أشهر المفتشين عن أسلحة الدمار الشامل في العراق عام 1998 لننظر مدى الصدقية:" لا توجد في العراق أسلحة دمار شامل. ولكن يوجد فيه ما هو اخطر: يعمل في العراق (400) ألف عقل علمي هندسي وطبي وصناعي وأكاديمي .. وكلّ هؤلاء الآن يحرثون البحر! وواحدة من هؤلاء ال(400) ألف هي (زها محمد حديد) طبعا. لكنها وجدت الفرصة في الغرب، فلم تحرث إلا أرض الآخرين جمالا معماريا خلابا. وبقي الباقون من العراقيين يحرثون البحر!
تنقلت المعمارية العالمية زها محمد حديد بين عواصم دول متقدمة كثيرة من لندن إلى روما إلى طوكيو وحتى دبي لتصمم الملاعب والأوبرات والجسور والأبراج والمدن السياحية، حيث حازت تصاميمها الهندسية على أرقى الجوائز العالمية. ومن الطبيعي بعد هذه الجهود المعمارية العالمية والخبرة الجمالية الفائقة أن تكون الورشة الهندسية التي تديرها المعمارية العراقية زها هي الثالثة في التصنيف العالمي!
كانت زها قد جمعت بين روح الرياضيات الحديثة وما تتطلبه من دقة عالية وغرابة في الحلول والهندسة المعمارية الجديدة لتقدم إلى العالم أروع التصاميم المذهلة. تستحق زها محمد حديد لقب الأميرة البابلية المتنقلة وسفيرة العراق في كلّ مكان من العالم. ليس لأن تلك المرأة المكافحة مثالا للمرأة العراقية الذكية فحسب، بل لأنها ضربت أمثلة جديدة على قدرة الإنسان العراقي وتفوقه المبهر إذا ما أتيحت له الفرصة في ممارسة عمله وإبداعه.
ويبقى السؤال قائما: كم من العراقيين أتيحت له فرصة إظهار مهاراته وعلمه؟ لاشكّ بأنهم قلة لا يتجاوزون عدد المسبحة مائة وواحد! لكنهم رغم ذلك فقد بينوا للعالم أن الإنسان العراقي هو من أذكى شعوب الأرض. فقط: امنحوه الفرصة! ولماذا تكون الفرصة لدى الغير دائما ولم لا تكون في العراق؟! ماذا؟؟؟ هل نحن في حلم؟! أية فرصة في بلد يوجد فيه (4) مليون مهاجر ويحتل المرتبة الأولى في الفساد الإداري والمالي حسب تقرير الشفافية الدولية الأخير؟! ماذا يمكن لزها أن تعمل لهكذا بلد؟! ولماذا يكون الإنسان العراقي هو الأول والمميز في عمله إذا ما عمل خارج بلده في وقت توجه له الرصاصات القاتلات حينما يعيش فيه؟!
زها محمد حديد العراقية الأصل والفصل، درست الرياضيات أولا ثم شغفت بحلول وشرنقات الهندسة البابلية القديمة التي تعلمها أفلاطون فيلسوف اليونان الشهير، حتى رسخت في عقله الذي أنتج عالم المثال كما تشير بعض المصادر. زها حديد (المتبغددة) دائما على الشرق والغرب بتصاميمها العالمية الصعبة أصبح من الشائع أن يقال عنها أنها تصاميم (قراطيس) يصعب تنفيذها على أرض الواقع لقوتها الجمالية وغرابتها؛ لكنها حينما تنفذ تكون تحفة فنية كبرى كصاحبته تبهر العالم في كلّ مرة.
والسؤال: ترى لو فكرت زها بفتح مكتب لها في بغداد الآن، ماذا تنتظر لبناء وطنها وهي ابنة واحد من صناع الوطنية العراقية المعروفين، السياسي العراقي وأحد مؤسسي الحزب الوطني الديمقراطي محمد حديد؟ تنتظر طبعا سيارات دفع رباعي مظللة، يهبط منها رجال بزي الشرطة طبعا، فيخطفونها ليطالبوا بفدية خيالية! هذا هو وطن زها محمد حديد المعمارية العالمية حاملة الجنسية البريطانية. ولكن ماذا بعد تطورات الوضع الأمني الحالية : هل تفكر زها بالعراق؟؟؟؟؟ حقيقة.



#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعددت السفن والطوفان واحد
- حديث إبن الرافدين: حساب عرب سياسي
- البحث عن قبعة نابليون
- المسيري: ثلمة في جدار قديم
- نادورام كوتشي
- وهم العالمية: بيس نفر
- حزن ما بعد المليون
- عمود طاجا / عمود تيراقا
- إلى كراج النهضة
- سبخة العرب
- العشرة المبشرون..!
- لماذا ننشر كتبنا هنا؟
- انهض أيها القرمطي
- فتاح باشا
- حرب عالمية أقتصادية على الأبواب؟؟
- تعالوا إلى الطفولة العراقية في غينس
- العراق وتركيا : من الخاسر في النهاية؟
- الستراتيجية الاميركية بعد سبتمبر 2007
- بكالوريا
- بندورا بغداد


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رياض الأسدي - تعالوا إلى زها محمد حديد