أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق التميمي - كامل شياع المطرود من الغابة الوحشية














المزيد.....

كامل شياع المطرود من الغابة الوحشية


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 2386 - 2008 / 8 / 27 - 09:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


انها اقرب للمزحة ان نكتب عزاءنا بالدم والدموع ونطرز مناديلنا بحرقة الالم ومرارة الفراق والقاتل يضحك من كل ذلك وفي احسن الفروض والتوقعات لايسعه ان يقراء عزاءاتنا ولعناتنا التي نكتبها تحت وضع (اللاحول ولا قوة ).
اصبح كامل شياع خارجا من غابة الوحوش الضارية الآن وأصبح الاتصال به في عالمنا محالاً بعد ان لم تسعفعه عزلته ولاتعويذة خارطة وطنه المخبأة في القميص المثقوب برصاص الغدر والوحشية كثيرا .
غادرنا كامل شياع بلا مقدمات بعد ان نفدت اسلحته في مقاومة حكام الغابة الحجرية ووحوشها الضارية .
تلك الاسلحة التي لايملك كامل سواها وهي عبارة عن مناديل بيضاء يجفف به دمع الفراق لأحبة سبقوه في الهم والمكابدة وشاطروه لعنة التغرب عن الاوطان والعودة اليها مسرعين للموت حبا على ارصفة شوارعها.
وسلاح البراءة المرسوم في ابتسامته المشرقة وتاريخ من حكايات البطولة والتغرب على ارصفة المدن الغريبة، زارني كامل بالامس و كان مثل ما تركته اخر مرة وضاء ومشرقا ولطيفا كنسمة في ذروة القيظ وهمس لي :
هذا افضل لي فانا لاقدرة لي على مقاومة هذه الوحوش التي تريد ان تستدرجني الى مالايليق بمحبتي للوطن وثقتي بالناس انا لا اعرف تسديد البنادق ولا اطيق الحرس الشخصي ولا اتلفت مذعورا خلفي لاني لاابتكر العداوات ولا اصنع الخصومات ورصيدي مزدحم بالاحبة ومزدان بالاصدقاء لااعرف للاحقاد ممرا وولا للكرهية سبيلا فلماذا أخاف الموت او الغدر ؟
ولذا فكان من الافضل ان اغادر قبل ان ارضخ لشروط هؤلاء الوحوش الذين طردوني من غاباتهم.
ساعود اليكم متقمصا صوت البلابل التي ستغني لصباحاتكم البيضاء وساشدو مع النوارس التي تمرح على دجلة في مواسم فيضاناتها المقبلة .
ستجدوني مرسوما فوق سطر من كتاب يعلم الصغار انشودة الوطن ورسم خرائطه دون الوان الطوائف واسماء المذاهب وامتيازات الاديان وطني الذي حملته كالجمر فوق اصابعي وانا اجوب طرقات العالم ومدنه انتظار الحلم عودتي وموتي الاخير فوق اسفلت شوارعه .
عدت كما وعدت للعائلة والاصدقاء ريثما سقط تمثال الذعر والخوف وزرعت بينكم املا بانتصار قيم التنوير والمعرفة ومضيت بعد ان فشلت بالرد على الذئاب التي كانت تترصدني منذ دخولي لشارع المتنبي.
ستتذكرونني هناك حتما عند تزورون المتنبي الشارع وتجوبون منعطفاته ودروبه التي كنت اصطحبكم فيها ايها الاصدقاء هل تتذكر ياتوفيق عندما اخابرك لااشتهي شايا او ثرثرة للاحبة نذهب فورا للشابندر وتلومونني على لا مبالاتي لعدم اصطحابي لحرس شخصيين واقول لك اني لااتصور ان يوجد من يتربص بي الشر ويريد قتلي لاني لا املك الا للمحبة لكل الناس والبشر في العالم كله.
لربما تكون معركة خطط لها سادة العدم وقراصنة الثقافة السوداء ضد رموز الفكر والحرية والتنوير لان كامل واحد من الرموز الفاضحة لمدرسة الحرية والثقافة المدنية وحرية الانسان.
نعم قد يكون الافضل لك ان تغادرنا لعالم بلاوحوش آدمية ولا عقائد تشرعن القتل لشعورها بالنقص لما تمتلكه من بياض في القلب والروح يمتلكها امثالك من البشر الاستثنائيين .
ولكن ستبقى ياكامل شياع حسرة ومرارة كبيرتين تتوزعان في قلوب الاصدقاء الذي شاطرتهم الالام والاحلام والرغبات وهواجس الحب الذين لايمكن نسيانهم لابتسامتك وهي تتفاءل بغد جديد وسلام يرفرف على هذه الغابة التي لازال يقطنها وحوش العصور المظلمة. في هذه اللحظة من الصدمة والذهول اتذكر شقيقك (سعدي )الذي كان يتحدث بزهو عن شقيق غادر العراق بعد ان ضاقت عليه السبل ليبحث عن طريق للقضاء على الفاشية التي تحكمت برقابنا واحلامنا الغضة. واتذكر معها حكايات الاستجواب للعائلة الى مكاتب الامن البعثية لتعاقبها وتضايقها على ولد عاق بحق الحكومة أسمه كامل شياع وهاهم اسلاف تلك الذئاب تترصدك اليوم لانك كنت خارجا عن المحاصصات والتصنيفات ولعبة الموت التي تمقتها وتندد بقراصنتها دوما.
فكنت صديقا للجميع وكان غيابك مفجعا للجميع الا تلك الذئاب المتوحشة التي طردتك لعالم يليق بك حيث لااحقاد ولاكراهية ولاموت يتربص بالانسان مازلت اتذكر كلماتك التي حفزتني للعودة الى البلاد بعد غيابي عنها لاكثر من 200 يوم.
(عد يا توفيق لامعنى لكلماتنا خارج بيتنا العراقي عد يا توفيق لنقايض هذا البيت بعطاياه الكريمة ولننفض عن وجهه اثار الخراب وظلال الجريمة ومن غيرنا يملك هذا الشرف عد يا توفيق اتراني تركت تلك البلاد السعيدة لاسهم في ترميم ما تركه الفاشيون على خارطة وطننا من جراح وندوب).
وعدت ياكامل بتحريض منك لااشهد مشهدك الاخير وانت تنتصر على قاتل وحشي بعزلتك وبياض قلبك وما تركته في قلوبنا من وجع الغياب وحكايات بطولة وانت تناضل الفاشية وانت تقارع الظلامية الجديدة بنور افكارك وصلابة مواقفك .
نحن نترقب قدومك ياكامل مع اول كوكبة للنوارس البيضاء التي ستحتفل معنا بهزيمة اخر وحش ضار يتربص بدوائر غدره للنيل من فريق التنوير والحرية الذي مازال مشتتا ومشرذما حتى هذه اللحظة من رحيلك المر ما يسهل اصطياد طيوره البيضاء الوديعة من قبل هذه الوحوش المفترسة والتي تامل بالانقضاض على حلمك بالحرية التي حلمت بها على طول لياليك القاسيات الغريبات. كامل شياع لااقول وداعا فقد اصبحت الكلمة (كليشة) متكررة نكتبها كل يوم وندونها على بياض صفحاتنا المنكوبة بانتظار المزيد من الضحايا وبانتظار المزيد من الخسارات .
لفريق التنوير والحرية الذي تنتمي اليه بهوية المواطن العراقي والصفة المعرفية.
لااقول وداعا ولااكتبها لانها اصبحت بلا جدوى ولاتترجم صراخي وعوائي في وحشة غيابك وغياب الاحبة من امثالك وانما اقول انا بانتظار اغنيتك السعيدة التي سترددها عصافير الوطن عند هزيمة اخر جندي من جنود الشر عن بلادنا العزيزة
سنتتظرك هناك ياكامل وانت بكامل عافيتك وجميل ابتسامتك.



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقتي مع يوسف شاهين
- أسمى التهاني والتعازي
- الفنانة والآثارية والروائية العراقية أمل بورتر: جاء أبي ليحت ...
- ملايين الزائريين للمراقد المقدسة يعاملوها معامل المحاكم والم ...
- الجامعة في تلك الايام
- قراءة في كتاب (المرأة في عراق ما بعد التغيير) ترسيم لملامح ا ...
- عنف تتوارثه الاجيال
- عقوق الشعراء
- عرس مائي لكاظم غيلان يؤجل عرسه المنتظر
- بأنتظار بابا نوئيل عراقي
- الحمراني الهارب من اليابسة لتخوم اخرى
- حرائق الوطن الغائبة عن محاورة الشعراء
- السطر الاخير في رواية العائدين والذاهبين من العراق
- مذكرات هاشم جواد ..آعترافات بهزائم مؤجلة
- حوار طويل مع الناقد ياسين النصير
- الزعيم الاوحد نستذكره في زمن الديمقراطية المرة
- صلاحية نفاد الكتابة
- عيد وباي حال عدت يا عيد الصحافة
- مناكدات بين معلمين ومريد
- الناصرية الشجرة الطيبة


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق التميمي - كامل شياع المطرود من الغابة الوحشية