أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - التجريب واصطياد فراشات المعني بشبكة الصورة














المزيد.....

التجريب واصطياد فراشات المعني بشبكة الصورة


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 2386 - 2008 / 8 / 27 - 05:41
المحور: الادب والفن
    


لما كانت صحبة الرجال لا تجعلك رجلاً وصحبة الشعراء لا تجعل منك شاعراً ولا تجعلك صحبة الفنان فناناً ولا صحبة العلماء تصنع منك عالماً فإن معاشرة فنان مسرحي هاو للتجريبيين لا تصنع فناناً مسرحياً تجريبياً ، فمالم تكن شياطين الشعر قد تلبستك فتدثرت بعباءة المعاناة الإنسانية وترشفت مسام روحك رحيق التمرد فاهتز كيانك فلن تكون شاعراً ولن تكون فناناً ولن تكون ناقداً أو عالماً ولن تكون تجريبياً إذا افتقدت إلى ألم يسرع بك إلى طريق الكمال ، وافتقدت روحك عبر رحلة تعطشها الإبداعية إلى رحيق التمرد بكؤوس الخيال تروي بها فهناك.
كثير من فناني المسرح يتصدرون أفيشات عروضهم المسرحية بدون فن مسرحي حقيقي وهم بذلك أشبه بمن يذهب إلى ميدان المعركة بسيف خشبي ، أولئك يتجهون بعروضهم نحو الظلمات فهم يقدمون فناً لا يرضي سوى جهلاء الروح.
أما الفنان الحقيقي ، فنان التجريب ، فهو ذلك المبدع الذي يفعل فنه بالجمهور ما يفعله الربيع بالأشجار ، لأنه يستمد إشعاعه من منجم الإبداع نفسه فيعطينا عرضاً ساطعاًَ بالشموس التي تخترق أشعتها ضباب الحركة المسرحية العربية .
ذلك أنه أنفق عمره لحظة إثر لحظة في البحث عن أفضل الطرق وأقصرها لحضنا على الإنصات لنغم إبداعه في حركة الجسد الخفيضة والعالية دون أن تعشى أبصارنا من سماع أنغامه ودون أن يحجب إشعاع حركتها عن أسماعنا.
لأن مثل ذلك الفنان عاش حياته ممعن الفكر في تأمل فراشات المعنى في صوره المسرحية فأبدع صوراً جمالية لا ترى على مدى إبصار العين ، بل على مدى إبصار الروح . لذلك فرضت على النقد عند النظر التأملي أو التحليلي قياس الحس بالحس ، وقياس الوعي بالوعي، وقياس غير المتناهي في الصغر أو في الكبر بنبضات الروح ، وغيب الصورة ليس سوى الأرواح تبصره .
ولقد مر بنا القليل من تلك العروض المسرحية التجريبية التي يتوفر لها مثل ذلك الحظ على مدى عشرين سنة حبلى بحملها التجريبي فشاهدنا ميلاد أكثر من عرض أجهد المتلقي المتسارع إلى استكناه معناه العام بالبصر لا بالبصيرة فما تحقق له ما أراد ولا أعطاه العرض مفتاحاً للفهم .
فمثل تلك العروض لا يرى فيها المتفرج وجهه ولا يرى وجه مخرجه أو وجه ممثله ، ولكنه يرى إن استطاع وجهة العرض الإبداعية (الفكرية والجمالية) حالما يستعير عين عصره من منظور لا يرى وجه (مختار) في العرض التجريبي (حلم نحات) ولا وجه (تحية حليم) أو وجه (شادي عبد السلام) في صحراء وليد عوني ولا وجه (البياتي) ولا وجه (رابعة العدوية) من خلف صوفها وتصوفها ولا يرى وجه (جبران خليل جبران) ولا يرى غيبوبة (نجيب محفوظ ) في يقظة وليد عوني ، وإنما يرى حضور نجيب محفوظ في غيابه ويرى بديلاً عن وجوه كل شخصية من هؤلاء المبدعين يرى وجهة كل منهم الإبداعية والفكرية والجمالية حالما يستعير عين عصره ؛ عندئذ يتحول بصره إلى بصيرة ، يبصر بها خالق فراشات المعنى في صور شادي عبد السلام الحية الخالدة ، وفي شعر البياتي ويرى "نبي جبران" على أجنحة تلك الفراشات ويرى ضمير "رابعة" من خلف شفيف صوفها الذي به تدثرت . ووجه تحية حليم في نسج خطوطها وظلال ألوانها ويرى وجه مصر القديم الحديث في تماثيل محمود مختار لكنه يرى وجه ذاته في طيف كل وجه من وجوه الشخصيات التي رسم خطوطها العرض التجريبي (غيبوبة) ذلك العرض التجريبي الذي تمكن مخرجه من اصطياد فراشات معنى روايات نجيب محفوظ بشبكة الصورة . فلماذا لا يجسد غياب نجيب محفوظ بحضوره في عرض (غيبوبة) في حفل افتتاح هذه الدورة 2006م .



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقنيات الكتابة السينمسرحية في- تسابيح نيلية- لحجاج أدول
- المسرح في زمن الحكي
- حوارية القطع والوصل في الحديث عن المسرح الشعرى
- الفن بين ثقافة الاباحة وثقافة المنع
- أشكال الفرجة الشعبية وعناصرها في المسرح العربي (سيميولوجيا ا ...
- توازن الصورة الفنية بين المسرح والفن التشكيلى (1)
- مسرح إبسن بين المتخلفات والمتغيرات المعرفية المتلازمة
- محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف الحواتكي
- التعبير المسرحي الشعري بين التأمل الذاتي والانفتاح على المعن ...
- بيرجنت وفن الإهانة
- تعليقا ً على دراسة ازدواجية اللغة لمهدى بندق


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - التجريب واصطياد فراشات المعني بشبكة الصورة