أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز العرباوي - عندما ينتصر المسلمون ثقافيا :














المزيد.....

عندما ينتصر المسلمون ثقافيا :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2385 - 2008 / 8 / 26 - 04:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في بادرة طيبة من المجلة الأمريكية " فورين بوليسي " والتي أخذت على عاتقها أن تقوم باستفتاء عام لقرائها حول مائة ( 100 ) شخصية ثقافية فاعلة ولها شعبية كبيرة في مجال عملها الثقافي تمكن عشر أشخاص مسلمين من دول إسلامية مختلفة بتصدر هذه القائمة التي ضمت مائة شخصية من كل العالم . هذه البادرة الطيبة والتي كانت للمجلة الجرأة في نشر نتائج الاستفتاء بكل أمانة رغم تصدر المسلمين للائحة ورغم وجود جو عام يسوده التوتر ضد كل ما هو مسلم ويمت بصلة إلى الإسلام ، وبالتالي يمكننا القول أن المجلة انتصرت على كل الرؤى المعادية للإسلام والمسلمين في الغرب عموام وغيرت النهج المتبع عندهم تجاهنا وحاولت تقديمنا بوجه مختلف وبرؤية مختلفة عن ما هو متعارف عليه حولنا عند أغلب الشعوب الغربية .

تصدر التركي " فتوح غولن " المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية والهارب من بلاده منذ 1999 بعد اتهامه بتقويض العلمانية من طرف جهات تدافع عن العلمانية في تركيا . وهو بالمناسبة زعيم روحي يدعو إلى حياة مبنية على الاعتدال الإسلامي ونبذ العنف وتبني الوسطية في الدين ، هذا الأمر يدعو إلى الفخر وإلى الإحساس بقيمة دعاتنا المعتدلين الذين يبنون دعوتهم الدينية على أسا سليم يحبب الدين إلى الناس كلهم ولا ينفرهم منه . بينما الرتبة الثانية حصل عليها " محمد يونس " البنغالي الذي حصل على جائزة نوبل للسلام منذ سنوات والذي كان سباقا إلى إبداع فكرة تمويل المشاريع الصغيرة لصالح الفقراء وضعيفي الدخل حيث استفاد منها 7 ملايين شخص ، هذا العمل العظيم يعتبر جهدا استحق عليه جائزة نوبل للسلام وأكثر لأن الرجل استطاع أن يدخل الفرحة إلى قلوب الملايين من الفقراء وساعدهم على تمويل مشاريعهم وأنقذهم من البطالة ومد اليد وتسول الرزق من الآخرين ، وبالتالي فقد كان ومازال تلك اليد العظيمة التي منحت الأمل للملايين في بلاده .

وأما الدكتور " يوسف القرضاوي " الأب الروحي للجماعة الإسلامية كما وصفته المجلة ورئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الذي حصل على الرتبة الثالثة فقد كان جديرا بها لأنه رجل دعوة بامتياز وشخص يدافع عن الإسلام في كل المنتديات والمؤتمرات عبر العالم وعلى شاشات الفضائيات أشهرها الجزيرة القطرية ، ولذلك فقد كان اختياره موفقا من طرف قراء المجلة .

ثم حصل الروائي والأديب التركي الحاصل على جائزة نوبل للأدب عام 2006 " أورهان باموك " الذي أثار الجدل حوله بموقفه من قضية الأرمن الملف الذي لازال يمنع من تقدم تركيا في الحصول على عضوية الاتحاد الأوربي . الروائي التركي المذكور اشتهر بكتاباته ومواقفه من الكثير من القضايا المثيرة للجدل بالبلد والتي منحته قدرة على فرض تواجده في الساحة الثقافية داخليا وخارجيا .
وحصل على الرتب الستة المتبقية على التوالي الناشط والسياسي الباكستاني " اعتزاز إحسان " والداعية المصري " عمرو خالد " والبروفسور الإيراني " عبد الكريم سروش " والفيلسوف السويسري حفيد " حسن البنا " مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بمصر السيد " طارق رمضان " وعالم الأنثربولوجيا الأوغندي " محمود ممداني " ثم أخيرا الناشطة الحقوقية والمحامية الإيرانية " شيرين عبادي " . وفي رؤيتنا التي قد تحتمل الاختلاف مع الكثيرين فإننا نرى أن هذا التصنيف قد اعتمد على الكثير من الجوانب السطحية لكل شخصية دون الاهتمام بفكره وإنتاجه المهم في الساحة الثقافية عموما . فلو استحضرنا الداعية المصري " عمرو خالد " مثلا فإننا لا نرى فيه القدرة على الصمود أمام الآخرين الذين جاؤوا بعده في التصنيف وحتى أمام الكثيرين الذين لم يحصلوا على مراتب متقدمه . فالداعية " عمرو خالد " والذي إن تجرد من طريقته في إلقاء محاضراته أمام الشباب والنساء على الخصوص والتي يعتمد فيها على وسائل مختلفة كالتهريج والبهلوانية والسخرية أحيانا فإنه لن يستطيع أن يجمع حوله العشرات من الناس لضعف الأفكار والمعارف التي يقدمها .

وبالرغم من كل هذا ، فإن هذه المبادرة الجميلة وهذه النتيجة الأجمل تجعلنا نعتز بانتمائنا لهذا الدين ، وتجعلنا متيقنين بأن الغرب يحترمنا على الأقل في دواخل نفسه ولا يستطيع أن ينكر ذلك إذا انضم إلى امتحان بيننا وبينه وطبقت في ذلك الشفافية والمصداقية لأن النصر حليفنا دائما منذ فجر التاريخ ، وهذا ليس من قبيل الاعتداد بالذات الإسلامية بالذات وإنما هي الحقيقة المطلقة التي أبان عليها المسلمون منذ زمان وما زالوا يفعلون .

ومما يؤخذ على البعض منا وهم كثر للأسف الشديد أنهم لا يستغلون مثل هذه المبادرات لتغيير نظرة الآخر إلينا . فليس من الحكمة أن نتجاهل كل ما يظهر صورتنا الحقيقية ونهتم فقط بما يسيء إلينا ... وحتى نتمكن من تغيير رؤية الآخر إلينا فعلينا أن نثبت للعالم أننا قادرون على الفعل والتأثير بكل الوسائل رغم مشاكلنا الكثيرة ورغم كل الهجمات المنظمة التي توجه لنا ورغم الحروب التي تشن ضدنا بكل الوسائل المتاحة لدى الطغاة في هذا العالم . فهنيئا لكل الفائزين من المسلمين عموما دعاةً وأدباءَ ومثقفينَ وهنيئا لكل المسلمين بهذا الانتصار الرائع ....



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشباه المثقفين وزمن الفن الرديء :
- العدالة والتنمية في أولى خطوات التغيير :
- استقالة المثقف أم غفلة منه فقط ؟
- الاتحاد من أجل المتوسط وقضايانا العربية
- المجلس الاستشاري لحقوق الانسان والصحافة المستقلة :
- الاتحاد الاشتراكي من النضال إلى المداهنة
- الزواج الالكتروني عند المغاربة وغيرهم :
- جديد إعلامنا - أفلام . تي . في . متقدرش تفتح عينيك - :
- التطور الثقافي ووسائله :
- الدغرني واحترام العمل السياسي :
- االشعر و - الشعرية - والشعير :
- - سامي الحاج - وأكاذيب أمريكا : عزيز العرباوي :
- الدولة والمجتمع وثقافة العنف :
- المنع يطال الجزيرة في الرباط :
- لماذا هذا الصمت تجاه العراق ؟
- نائب برلماني من حزب العدالة والتنمية يصف موقف وزير الاتصال ب ...
- المحرقة مسؤولية من ؟ :
- التعليم والديمقراطية المغربية :
- أنا الحرف التائه في الظمات
- - المساء - تسجل هدفا في مرمى الدولة المغربي :


المزيد.....




- تحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر تجمع عدد من راقصي الباليه ...
- قطر: نعمل حاليا على إعادة تقييم دورنا في وقف النار بغزة وأطر ...
- -تصعيد نوعي في جنوب لبنان-.. حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد إ ...
- البحرية الأمريكية تكشف لـCNN ملابسات اندلاع حريق في سفينة كا ...
- اليأس يطغى على مخيم غوما للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقر ...
- -النواب الأمريكي- يصوّت السبت على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- شاهد بالفيديو.. العاهل الأردني يستقبل ملك البحرين في العقبة ...
- بايدن يتهم الصين بـ-الغش- بشأن أسعار الصلب
- الاتحاد الأوروبي يتفق على ضرورة توريد أنظمة دفاع جوي لأوكران ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز العرباوي - عندما ينتصر المسلمون ثقافيا :