أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - إتحاد الأقاليم الجنوبية لا -إقليم الجنوب-














المزيد.....

إتحاد الأقاليم الجنوبية لا -إقليم الجنوب-


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2385 - 2008 / 8 / 26 - 04:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




مؤخرا تردني مجموعة مقالات من الكاتب تقي جاسم صادق و لكن إن أراد الكاتب أن أدخل معه في نقاش علني فأنا أرحب بذلك، تدور غالبية مقالات الكاتب حول فكرة أساسية و هي إقامة ما يسميه بـ"إقليم الجنوب الشيعي" و رغم أنني أتفق مع كثير من أطروحاته السياسية و بعض آراءه حول الحكومة العراقية و مظلومية الغالبية الشيعية في العراق، إلا أن طرحه لا يخدم الشيعة خصوصا و العراقيين عموما، فأعداء العراق يسعون الآن إلى إثارة النعرتين الطائفية و القومية، و حين يخسر العراق روحه الوطنية التي تتجسد في الديمقراطية، فإن البعث و من لف لفهم ممن يريد إشعال حرب أهلية سيكونون أول من يستفيد.
و المقال الذي يعنيني ها هنا هو موضوع كتبه الكاتب ردا على مقال للكاتب فاضل المياحي الذي رفض ربط 9 محافظات جنوبية ببعضها في فدرالية واحدة و لأسباب مختلفة، لا أريد أن أتهم الكاتب تقي جاسم صادق بنفس المنطق الرجعي القديم الذي يوزع تهم التخوين و التضليل و لكن خطابه طائفي عرقي بلا شك و يهدد فعلا بتحويل العراق إلى جهنم حقيقية، فهو يطرح أشياء متناقضة و يتعامل مع فكرة الوحدة "الطائفية و العرقية القومية بدلا من الوطنية" بمنظور العقل القديم الذي ينظر إلى البشر كمجموع قطعان.
الكاتب ينتقد أحزابا شيعية إسلامية بل و يتهجم عليها سواء بالقول أنها فاشلة أو لا تنتمي إلى العراق و تارة بأنها موغلة في الفساد الحكومي، لكن الكاتب يروج في الوقت ذاته لمبدأ "الإقليم الجنوبي" و هو ذات الطرح الذي تطرحه تلك الأحزاب التي اتهمها بالفساد قبل قليل، و هذا التنظير المتناقض هو الذي يدفعنا للقول بأن كل النقد الموجه إلى هذه الأحزاب هو مجرد تحضير لذهن القارئ العراقي "شيعيا كان أم سنيا" لما يحضر له من أفكار تصب لمصلحة جهة بعينها و لكي لا يحكم القارئ على الكاتب سلفا بأنه تابع للحزب أو التيار الفلاني، فكلنا يعلم أن "إتحاد أقاليم الجنوب" لو تحقق فسيكون أقوى من "إقليم الجنوب" الذي سيبقى خاضعا لمركز آخر، ربما النجف، بدلا من التبعية إلى بغداد و بالتالي تكون الفرصة مواتية لعوائل معينة للهيمنة و فرض طابع واحد للإقليم و رئيس "دكتاتور" آخر يمُنّ على المحافظات بالمنح و الهبات.
إن إقليم البصرة إذا ما قدر له أن يولد و يصبح حقيقة فإنه و لعدة أسباب سيكون خطوة مهمة باتجاه التقوية الاقتصادية و السياسية للعراق ككل و للجنوب على وجه الخصوص، فإقليم البصرة لن يكون طائفيا و لا قوميا عنصريا يتعامل مع العراقيين بمنطق "الغرباء" و "الوافدين"، و إذا ما كان الكاتب تقي جاسم صادق يصف شخصية وطنية كالدكتور وائل عبد اللطيف بأنه يعرض مخططا مشبوها هو إقليم البصرة المستقل، فإن الاستنتاج الواقعي و العقلي يقول أن إقليم الجنوب الذي نرفضه لأسباب وطنية و آخرون يرفضونه لأسباب "طائفية"، هذا الإقليم سيكون سببا أو حجة لآخرين ليقيموا دكتاتورية أخرى و بأعذار أخرى.
إن إدارة مجموعة فدراليات ديمقراطية قائمة على أساس الهوية الوطنية سيعزز لكل محافظة "إقليم" بما يتبعها من أقضية و نواحي بأن تدافع عن حقوقها ضمن الإطار العراقي الديمقراطي و هذا النموذج الفدرالي هو المطبق في جميع أنحاء العالم في الولايات المتحدة و سويسرا و البرازيل و غيرها من بلدان تطبق الفدرالية الإدارية، و إذا ما كان شيعة العراق سينظرون إلى أنفسهم من خلال ثقب الباب الطائفي، كما هو سائد في البلدان العربية القائمة على الطائفية لا على بناء الدولة الحديثة، فإن هذا سيعني أنهم يختارون المضي في التجارب الطائفية و الفئوية الضيقة و خسارة انتماءهم العراقي، هذا الانتماء الوطني الذي اختارته جميع دول الرفاه الاقتصادي و التطور من حيث النظم السياسية و الاجتماعية.
كما أن إقليم الجنوب لو قام كبديل عن فدراليات الجنوب التي ستكون أقوى كونها مجموعة إدارات ديمقراطية، فإن هذا الإقليم سيهيء ظروفا مناسبة لحرب أهلية شيعية ـ شيعية، للهيمنة على الإقليم، كما حصل مع الحرب الأهلية الكردية التي أزهقت أرواح الآلاف عدا المعاقين و الخسائر المادية و الاجتماعية، إذن فإن إقليم الجنوب الكبير سيكون هو الاختيار الأسهل للدكتاتور الذي سيقيم بين الحين و الآخر حفلات استقبال لمحافظيه الـ 9 مرحبا بهم بالبذخ و الترفيه بينما المواطنون يعانون الفقر و الحرمان و التهميش و ربما تصلهم صدقة من صدقات العائلة الأموية الحاكمة، لكن حينما تكون هناك إدارة تنظر إلى مصلحة مواطنيها و تطالب بحقوقهم أمام المركز فإن من الصعب جدا أن تستطيع فئة أو يستطيع حزب اللعب بالورقة الطائفية كون المواطنين ينتمون للعراق و للاتحاد الفدرالي الجغرافي اللا ديني و اللا قومي، فمع الطائفة و القومية يكون القهر و الظلم و الصراع، و من يُنظر للإقليم الطائفي أو القومي لا يختلف عن صدام حسين المجرم و نظامه البعثي أو عن ذلك الإرهابي الزرقاوي و المصري، فكل هؤلاء هم نافخون في النار التي تحصد أرواح أبناء العراق و بناته.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]




#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لهذه الأسباب.. أكره البعث
- ثقافة رهن الارتزاق!!
- مبادئ لتنمية الديمقراطية العراقية
- الدعوة.. على مفترق الطريق
- الانتخاب و الديمقراطية كونها -تجربة-!!
- فجأة.. العراقيون كلّهم بعثيون ..!!
- من حكم المركز.. إلى المركزيات.. نظرة إلى الفدرالية في العراق ...
- رحلتي مع الفيحاء
- -القومي-.. حاكما و معارضا!!
- أحزاب -وراثية- حتى العظم
- الديمقراطية التوافقية التآمرية و أزماتها
- هل تتخلى إيران عن نهج -الوهابية-؟
- المسلمون يهتفون: عاش هبل.. يسقط محمد..!!
- مؤتمر مدريد لحوار الأديان.. حكماء و دهماء
- الحوزة العلمية و الديمقراطية
- أزمة الفهم الديني في مجتمعاتنا
- الإرهاب ..بين الدين و القومية
- من صدام حسين إلى البشير..
- السفينة العراقية و حضرة -المفتي التمساح-!!
- إشكاليات تناقض الدولة الدينية و الدولة المدنية


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - إتحاد الأقاليم الجنوبية لا -إقليم الجنوب-