أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - اليسار الفلسطيني والازمة الفلسطينية....تحديات ومهام















المزيد.....

اليسار الفلسطيني والازمة الفلسطينية....تحديات ومهام


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2384 - 2008 / 8 / 25 - 08:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


التحركات التي تقوم بها قوى جبهة اليسار الفلسطيني ( الشعبية، الديمقراطية وحزب الشعب) لتجاوز حالة الانقسام التي تمر بها الساحة الفلسطينية، ومحاولاتها الرامية لاعادة اللحمة والوحدة الفلسطينية، تقع على عاتق هذه القوى مهمات وتحديات قد تتجاوز قدرتها الحالية، بحكم حجمها الجماهيري ووجودها خارج مصادر القرار بالساحة الفلسطينية، وبحكم الوضعية الحالية التي تمر بها الساحة الفلسطينية من تراجعات على الصعيد النضالي والسياسي بمواجهة هذا الكيان الصهيوني، وما تركته احداث غزة خلال 15 شهرا، نقلت الوضع الفلسطيني الى اسوء مرحلة بتاريخ الصراع مع هذا الكيان، فوصلت الامور بنا الى ان نحلل الدم الفلسطيني، وان يكون الفلسطيني فريسة سهلة الاصطياد، ضحية مصالح فئوية وذاتية فلسطينية، لا يستفيد منها الا هذا الكيان، الذي ينقض على كافة الانجازات الفلسطينية، التي كان ثمنها دما فلسطينيا على مدار ما يزيد على اربعة عقود.

القلق الفلسطيني لحالة الانقسام، ينبع من موقع الحفاظ على هذه الانجازات الوطنية التي كان ثمنها عشرات الالاف من الشهداء، حيث ابدع شعبنا بنضالاته ولم يبخل بتضحياته، هذا القلق الذي ياتي من القوى الحريصة على القضية الفلسطينية، والتي تتصدرها اليوم قوى جبهة اليسار، والتي جاءت نتيجة متطلبات المرحلة لمحاولة انتشال القضية من البئر التي تسقط به، قبل وصولها الى القاع، حيث تقع المسؤولية على كل الحريصين بانتشال القضية من المستنقع الذي وقعت به، نتيجة تصرفات غير مسؤولة مارستها قوة كانت بالامس توجه كل اسلحتها النارية والاعلامية والفكرية بمواجهة هذا الكيان، قوى كانت بالامس يحسب الكيان الصهيوني لها مليون حساب، انتقلت من موقع المواجهة مع هذا الكيان الى مواجهات داخلية، تهدد كل الانجازات والمكاسب الوطنية الفلسطينية، وتهدد القضية الفلسطينية بالانهيار والضياع.

منظمة التحرير الفلسطينية شكلت بمرحلة من مراحل نضالها عنوانا كيانيا فلسطينيا، التفت حولها كافة اطياف والوان الشعب الفلسطيني، وحاول الكيان الصهيوني بدعم الادارات الامريكية المتعاقبة والعديد من الدول الغربية التعامل مع القضية الفلسطينية من خلال تجاوز هذه المؤسسة، من خلال خلق بدائل فلسطينية تارة واخرى من خلال التعامل مع بعض الحكومات العربية بصفتها الوصية على شعب فلسطين، ورغم فشل هذا الكيان من تحقيق رغباته وفشل كافة محاولاته الرامية لتصفية القضية او تهميشها، الا انه تمكن من جر قيادة المنظمة الى الوقوع بالفخ الذي طالما نصبه، وجرها الى مستنقع التنازلات والاوهام، كما تمكن الكيان الصهيوني الاستفادة من التناقضات الداخلية الفلسطينية التي برزت منذ انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الاولى، وتجيير هذه التناقضات بما يخدم الكيان الصهيوني واهدافه، وكانت رهانات الكيان الصهيوني بمكانها عندما تمكنت من جر قيادات فلسطينية من كافة الاطراف الى الداخل الفلسطيني، موهمة هذه القيادات وتركها ببحر الاوهام والمراهنات سواء بقدرتها على الاستمرار بالمقاومة او الاستمرار بالتفاوض، ولكن ما تمكن انجازه هذا الكيان هو ايقاف الانتفاضة الشعبية الفلسطينية التي شكلت وبكل صراحة مرحلة نضالية راقية بالنضال طرحت القضية الفلسطينية وبكل قوة بكل المحافل الدولية، وادانة دولية مستمرة ومتواصلة للكيان الصهيوني.

رغم كافة المحاولات الفلسطينية والعربية الرامية الى توحيد الصف الفلسطيني، الا ان كافة هذه المحاولات حتى اللحظة لم يكتب لها النجاح بهذا الاتجاه، ويعود السبب بذلك الى الاطماع والمصالح الذاتية والفئوية لكل طرف وجهة، حيث تطرح هذه الاطراف حقية تمثيلها للسيطرة على مؤسسات السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية بمحاولة لكسر العظم، معتمد كل طرف على قاعدته الجماهيرية وعلى قوانين باهته ورخيصة، ليعطي لنفسه حقه بالتمثيل، وهذه القوانين التي لا تخدم المصلحة الفلسطينية والقضية الفلسطينية، وانما مصالح فئوية.

اهمية تشكيل قطب ثالث بالساحة كان مطلبا فلسطينيا منذ سنوات، الا ان هذا القطب لم يتمكن من بناء ذاته ليكون قادرا على منع مزيدا من التدهور بالساحة الفلسطينية، وجبهة اليسار الفلسطيني التي بدات تطرح نفسها رغم تاخر تشكيلها، الا ان احتمالات ايقاف عجلة التدهور والانهيار مازالت قائمة، وامام اطراف جبهة اليسار مهام وتحديات تفرضها المرحلة عليها، لتجاوز مواقف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية وقيادة حماس، التي تثبيت عدم جديتهم بدفع عجلة الحوار الى الامام، فاتفاق القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني التي توفران ارضية مناسبة، لا تتعامل معها الاطراف الفلسطينية المتصارعة على اساس انهما ارضية مناسبة لانطلاق الحوار الفلسطيني واخراج الساحة الفلسطينية من وضعها المؤلم، فكل المؤشرات تقول ان الطرفين الرئيسين يضغطان باتجاه مزيدا من التنازلات لتحسين وضعهما على الصعيد الداخلي الفلسطيني ولفرض شروطه على الاخر، مما يزيد الامور تعقيدا، ورغم سيطرة وهيمنة كل طرف على قطعة جغرافية محددة من الوطن، تمنع التشابك والمواجهة على اساس حتى مفاهيم الحرب الاهلية، وما زال كل طرف يثبت قدرته على فرض سيادته وملاحقة الطرف الاخر وزجه بالسجون دون اي رادع.

فجبهة اليسار الموجودة خارج مصادر القرار، لم يبقى امامها الا ان تطرح نفسها من خلال حشد الجماهير، ورغم صعوبة هذه المهمة والعقبات التي تواجه قوى اليسار الفلسطيني من الدعوة الى مسيرات جماهيرية وشعبية بكل من الضفة الغربية وقطاع غزة، الا ان التحدي الذي يواجه هذا الطرف هو قدرته على كسب ثقة الجماهير وتوسيع قاعدته، فالجماهير الفلسطينية تعي خطورة ما تمر به القضية الفلسطينية ومصيرها، الا ان الجماهير تنظر ايضا الى اليسار الفلسطيني ببارقة امل، اذا تمكن هذا اليسار من تغليب المصلحة الوطنية الفلسطينية، على العديد من خلافاته الداخلية بكيفية التعاطي مع الوضع الحالي، ومتطلبات المرحلة التي تفرضها المصلحة الوطنية الفلسطينية، كما على اليسار الفلسطيني ان ياخذ بعين الاعتبار ان اطراف الصراع بالداخل الفلسطيني ستمارس كل امكانياتها الذاتية، لتضغط على اليسار من اجل افشال مهمته الرامية الى ترميم البيت الفلسطينية وتخليص الساحة الفلسطينية من الشوائب والافكار الرجعية التي تحاول هذه القوة تثبيتها بالقاموس السياسي الفلسطيني وباساليب المواجهة مع هذا الكيان، بما يخدم مصالح فئوية.

فاليسار الفلسطيني يدرك حجم الضغوطات والتدخلات الاجنبية والاقليمية التي تمارس على الاطراف الفلسطينية المتناحرة، وما تتركه من عقبات مستعصية امام جمع الشمل الفلسطيني لحسابات اقليمية ودولية، يدفع ثمنها شعبنا الفلسطيني غاليا على حساب حريته واستقلاله وكرامته، وهنا يقع على عاتق اليسار البحث عن المخارج اللازمة لهذه الحالة، والتعاطي مع الجماهير الفلسطينية من خلال فضح وتعرية هذه الاجندة التي لها ايادي تخريبية بالشان الفلسطيني الداخلي، مما يترك انعكاسات سلبية على القضية الفلسطينية، فالقرار الفلسطيني ليس قرارا مستقلا وانما تابعا، واخراج القضية الفلسطينية من هذه التبعية وانتشالها من هذه الضغوطات والتدخلات الاجنبية تفرض على قوى اليسار مهام وتحديات وتضحيات تفوق التصور قد يدفع ثمنها اليسار غاليا، وان فشل اليسار باخراج الساحة الفلسطينية من الحالة التي تمر بها قد يسرع بانهياره وبتمرير المشروع الصهيوني على المنطقة العربية والشرق الاوسط بكاملة.
جادالله صفا
البرازيل
24/08/2008



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاكم الاسبانية ...... والجرائم الاسرائيلية
- اللاجئون الفلسطينيون بامريكا اللاتينية... خطوة باتجاه التصفي ...
- ايهما اقل شرا سلطة رام الله ام سلطة غزة
- انهيار فتح.... انهيار للمشروع الوطني الفلسطيني؟
- كم بقي لدينا من الوقت لنمنع الانهيار؟
- لمين التعويض للفلسطينيين ام الاسرائيليين؟
- رسالة الى السيد انطونيو غوتيريس رئيس المفوضية العليا للاجئين
- التناقضات المستعصية بالعلاقات الداخلية الفلسطينية
- دفاعا عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- تطورات الوضع العام للاجئيين الفلسطينيين بالبرازيل
- الفأر اللي الغى نشاط النكبة
- اللاجئين الفلسطينيين بالبرازيل ماهو واجبنا اتجاههم؟
- اي مصير ينتظرنا؟ مستقبل مجهول، ام حل مفروض؟
- لاتركبوا الطائرة الا والعلم الفلسطيني يرفرف بايديكم
- ايهما اقل شرا مؤتمر انابولس ام الموافقة على التهدئة؟
- لماذا لا تتوقف القيادة الفلسطينية عن ادانة المقاومة؟
- لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني بالبرازيل... وافاقها المستقب ...
- تحيا فلسطين ...... تحيا تشيلي...تسقط موريتانيا ....... تسقط ...
- اليسار الفلسطيني بالبرازيل وانعكاسات مفاهيمه على المؤسسات ال ...
- اللاجئين الفلسطينيين بتشيلي المحيط من امامكم والعدو من ورائك ...


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - اليسار الفلسطيني والازمة الفلسطينية....تحديات ومهام