أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - في الوطن/ على أعتاب الشهر الفضيل/ بضائع فاسدة ...تجار جشعون ....فقراء وجياع ....غياب أحبة ..















المزيد.....

في الوطن/ على أعتاب الشهر الفضيل/ بضائع فاسدة ...تجار جشعون ....فقراء وجياع ....غياب أحبة ..


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2384 - 2008 / 8 / 25 - 02:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


في ظل حالة الانفلات بأشكالها وتعبيراتها المختلفة،وعلى كل الصعد وفي مختلف الميادين وفي ظل غياب المحاسبة والمساءلة وفرض السيادة والقانون،وتحت وطأة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الكثير من أبناء شعبنا الفلسطيني،بسبب الحصار الظالم وسياسة القمع الإسرائيلية، وفي حالة انتفاء واختفاء وغياب الضمير والوازع الأخلاقي والديني والوطني عند فئة من التجار ممن تركوا العنان لجشعهم وطمعهم والبحث عن طرق الإثراء غير المشروع،حتى لو كان ثمنه قتل الآخرين،أو إصابتهم بأمراض خطيرة ومزمنة،نرى ان هذه الفئة من التجار،تستغل تلك الظروف الصعبة والقاسية وحاجة الناس وجوعهم وفقرهم، لكي تعمل على تسويق الكثير من البضائع الفاسدة ومنتهية الصلاحية،والتي أغلبها يكون قادم من المستوطنات والمناطق الإسرائيلية،وتعمل على طرحها في الأسواق مع بداية الشهر الفضيل بأسعار منخفضة ،تغري الفقراء والمحتاجين بشرائها وسد رمق جوع أطفالهم وعائلاتهم ،وخاصة بعد يوم طويل من الصيام،حيث أن ظروفهم الاقتصادية الصعبة،وعدم توفر الأموال الكافية لا تمكنهم من شراء سلع وبضائع بأسعار مرتفعة ،ونحن نسمع ونقرأ يومياً عن الكثير من السلع الفاسدة المضبوطة ،والتي يحاول هؤلاء العابثين بأمن وصحة المواطن من تجار الموت وممن لهم الكثير من الارتباطات المشبوهة مع الاحتلال،طرحها وترويجها في الأسواق،ونحن نعتبر هذه الحرب على صحة المواطن لا تقل خطورة عن الحرب الشاملة،التي يشنها الاحتلال على شعبنا الفلسطيني في المجالات الأخرى، ومن هنا يجب التعامل مع هذه المسائل،والتي ترتقي الى حد الخيانة والجرائم الكبرى،بالكثير من التشدد والإجراءات العقابية الرادعة،لكي تمنع وتحد من النشاط والمخاطر الإجرامية واللا أخلاقية لمثل هذه الفئات الجشعة والنهمة والفاقدة لانتمائها الوطني والمتجردة من أخلاقها وقيمها الإنسانية.
والشهر الفضيل يجب أن تكون قيم التعاضد والتكافل والتضامن حاضرة فيه بقوة، وبالتالي الكثير من العائلات المستورة والفقيرة،سوءا كانت حاجتها لظروف وأوضاع اجتماعية او بفعل سياسات الاحتلال وإجراءاته،من منع للعمل أو اعتقال لرب الأسرة أو حصار وإغلاق وتجويع وغير ذلك،فيجب العمل على توفير حياة كريمة لهم وتقديم العون المساعدة لهم،بعيداً عن لغة تحميل "الجمائل" أو أن ما يقدم لهم هو صدقة ومنّة من هذا الطرف أو ذاك أو هذه الفئة أو تلك،أو إشعارهم بعجزهم وحاجتهم،وبمعنى آخر أن لا نكون نحن والزمن والظروف عليهم،وأن لا تكون قيم التعاضد والتكافل مجرد شعارات مرفوعة أو عبارات"وكليشهات" يجري ترديدها والتغني بها في المناسبات والمؤتمرات والندوات والمحاضرات..الخ،وليس لها أية ترجمات وتطبيقات عملية.
وفي هذا الشهر الفضيل الكثير من الأمهات والزوجات والأبناء والأخوة والوالدين،ينتظرون أن يعود غيابهم من السجون والمعتقلات الإسرائيلية،وهم في كل وجبة إفطار تدمع عيونهم وتخفق قلوبهم،على أحبتهم في السجون،ما يعانونه ويقاسونه من ظروف صعبة،والمسألة أن الكثير من الأهالي طال انتظارهم،بحيث أن الكثير ممن تركهم أبائهم أطفال كبروا وتزوجوا وأنجبوا،وما زالوا هم في السجون،وكذلك هناك الكثير من الآباء والأمهات،من غادروا هذه الدنيا،وهم يمنون النفس أن تكتحل عيونهم برؤية أبنائهم،وآخرين ممن لم تسمح سلطات السجون الإسرائيلية وأجهزة مخابراتها بزيارة أبنائهم في السجون منذ سنوات،ما زالوا يحلمون بأن تتاح لهم فرصة رؤية أبنائهم أو احتضانهم .
هؤلاء الأهالي الذين قدموا أبنائهم زهرات شبابهم،وضحوا وناضلوا ودفعوا وما زالوا يدفعون ثمناً باهظاً على المستوى الشخصي والأسري والاجتماعي والوطني، من أجل تحقيق حلم شعبنا في الحرية والاستقلال،هم أيضاً بحاجة للرعاية والتضامن معهم،على كل المستويات المادية والمعنوية والتواصل معهم ومشاركتهم كل مناشطاتهم وفعالياتهم المنددة والمستنكرة للممارسات الإسرائيلية وإدارات سجونها بحقهم من قمع وتنكيل وعزل وغيرها.
والعائلات التي تنظر عودة غيابها من والد وزوج وأخ وابن منذ ما يزيد على عشرين عاماً،لا أبالغ ان قلت أنها هي وأبنائها،من يستحقون الأوسمة والنياشين عن جدارة واستحقاق،وليس الكثير من المنتفعين والمتسلقين والمتاجرين بدماء ونضالات شعبنا العظيم،وأنا أجزم أنه مع قدوم الشهر الفضيل تتزاحم الكثير من الذكريات في رؤوس أبناء الحركة الأسيرة،وهم يمنون النفس أن يكون هذا آخر رمضان لهم في السجون،والعديد منهم أكثر من مرة تحطمت أحلامهم وخابت آمالهم بالتحرر من الأسر،فبعد أن تركهم أوسلو رهناً وفريسة للتصنيفات والتقسيمات والاشتراطات الإسرائيلية،وبعد أن تسرب اليأس والإحباط وخيبة الأمل الى قلوبهم وصدورهم،عاودهم الأمل والانتعاش واستعادوا عافيتهم ومعنوياتهم،بعد عمليات أسر الجنود التي قام بها حزب الله في تشرين أول /2000 وتموز/2006،ولكن هذه الآمال عادت للتبدد من جديد،وهنا ليس بسبب خذلان حزب الله لهم وتخليه عنهم،ولكن كون الجنود الإسرائيليين المأسورين كانوا أمواتاً،مما أضعف وحد من قدرة الحزب على فرض شروطه،فيما يتعلق بأعداد وأسماء الأسرى في صفقات التبادل،وان كان قد سجل انتصاراً هاماً في تحرير عميد الأسرى العرب سمير القنطار من الأسر الإسرائيلي،والذي طالما رفضت إسرائيل إطلاق سراحه.
صحيح أن جذر وأساس البلاء والمصائب لنا هو الاحتلال،ولكن يجب أن لا يكون المشجب الذي نعلق عليه كل شرورنا وأخطائنا ومسلكياتنا الخاطئة،فلا يكفي على سبيل المثال لا الحصر،القول بأن التاجر الفلاني يوزع أو يبيع بضائع فاسدة،ويجد له الحماية والحضانة والرعاية من أصحاب النفوذ،بل يجب مجابهته ومحاربته بكل الطرق والوسائل،والعمل على جلبه الى المحاكم وإيقاع أقصى العقوبات به،وليس إيداعه سجن خمس نجوم لعدة أيام أو شهور،حيث تنشط الواسطات والرشاوى،والتي سرعان ما تخرجه ليس فقط من السجن،بل وتبرأه من التهم والجرائم التي ارتكبها،والمقصود هنا أنه يجب أن يلاحق ويحاكم ليس صغار التجار،بل الحيتان الذين يغرقون البلد والوطن بكل أنواع وأصناف الفساد والموبقات،من بضائع فاسدة ومأسسة وهيكلة الفساد والرشاوى،والمتاجرة بكل شيء بدءاً من البضائع الفاسدة ومروراً بالإنسان وانتهاء بالوطن.
وفي الختام نقول ونحن على أعتاب الشهر الفضيل،ان استمرار الانقسام السياسي والجغرافي،والضعف الداخلي والتناحر على وهم سلطة غير موجودة،من شأنه أن يدفع بكل هذه العصابات و"المافيات"،أن توسع من دورها ونشاطها المشبوه والضار،بل وأن تفرض سلطتها وسطوتها على الكثير من الناس،مستفيدة من حالة الانقسام والضعف والتفكك والتحلل والتآكل والتراجع في دور القوى والأحزاب الوطنية والإسلامية.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في القدس / على أعتاب الشهر الفضيل / جدران ...كاميرات ... أسل ...
- يرحل قائد....ويسجن آخر/ وتبقى الجبهة والوطن
- في القدس / على أعتاب العام الدراسي الجديد / طلاب بلا مدارس و ...
- بين اتفاق - الرف- وتداعيات حرب تموز ...
- بلعين مرة ....أخرى
- عام الخسارات الفلسطينية والعربية/ العظماء يرحلون بصمت!!!
- هل اطلاق سراح نواب ووزراء حماس/ مقدمة لانجاز صفقة التبادل بي ...
- لقاء عباس - -أولمرت- في الوفت الضائع !!
- برسم حسن النوايا الاسرائيلية / الافراج عن خمسة أسرى فلسطينيي ...
- مفارقة / ما بين-أولمرت- والزعامات العربية !!
- تصفيات....اغتيالات.....هدم.....اعتقالات فلسطينية واسرائيلية
- بين سعدات والبرغوثي
- حزب نور وتيار مهند
- أمريكيا ليس لها أعداء دائمين/ فهل يتعظ المعتدلون العرب؟؟؟
- الأسرى القدماء/ ملف -شاليط- والفرصة الأخيرة
- من نصر تموز /2006 الى نصر تموز/ 2008
- ويبقى الوطن مستباحاً/ العراق....فلسطين....السودان....ف...
- بلعين الجدار..... بلعين الحوار...... بلعين أشرف أبو رحمة ... ...
- المطلوب ميزانية خاصة للأعراس والمناسبات الاجتماعية الأخرى!!؟
- نابلس......اقتحامات....القدس.....استيطان....غزة حصار رغم الت ...


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - في الوطن/ على أعتاب الشهر الفضيل/ بضائع فاسدة ...تجار جشعون ....فقراء وجياع ....غياب أحبة ..