أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - ريما كتانة نزال - ام سعيد العتبة تتحرر














المزيد.....

ام سعيد العتبة تتحرر


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 2383 - 2008 / 8 / 24 - 11:33
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


يرفض قلبك المعتقل دخول موسوعة غينيس لتحطيمه الرقم القياسي لمدة الاعتقال؛ فلا يعنيه الشهرة؛ ولا يغريه الدخول الى التاريخ من بوابة الدخول على الطريقة الغربية؛ فهم لهم شأنهم في توثيق الأكثر والأقل؛ الأطول والأقصر؛ والغريب والعجيب من الأشياء؛ فما الفائدة من موسوعة لا تحسب العمر الذي يقتل ببطء واحتراف.

تتابع ام سعيد بدقة بالغة كل التصريحات وجميع المعلومات المتعلقة بقضية الأسرى؛ وعلى مدار الثلاثون عاما الماضية أصبحت خبيرة قانونية؛ وعلى الصعيد سياسية أصبح لديها خبيرة كبيرة تنطلق من المواعيد المقدسة وخلافها.
هذه المرة؛ أم سعيد العتبة كان قلبها يحدثها بإفراجه القريب؛ حتى وهي تستمع الى معارضة وزير الأمن الداخلي الشديدة لإطلاق سراح سعيد وأبو علي؛ وتصرح من جانبها لجاراتها بأنها تعتبر تصريحات الوزير تندرج في إطار تقديم نفسه كمرشح لرئاسة كديما؛ وتستفيض بشرح وجهة نظرها السياسية؛ ولكنها تؤكد مع تحليلها بأن قلبها يحدثها بأنه سيطلق سراحه...
ام سعيد لا يهمها الحديث عن دخول قلبها موسوعة غينيس للأرقام القياسية؛ فلديها فلسفتها الخاصة حول رقمها الخاص؛ وتقول اتركوا غينيس لتحطيم الأرقام الضخمة والمايكرونيزية؛ اتركوها للحوادث التي تتحقق بسرعة؛ أعلى قفزة واكبر فطيرة؛ رقمنا يحسب بحساب الزمن البطيء؛ وهو لا يرى نتيجته بالعين المجردة؛ احسبوها بعدد اخطوط المرسومة على والوجه؛ وبعدد العصي والجلدات التي وقعت على القلب المقيد؛ ولتحسب بعدد الأحفاد وبأبنائهم الذين لم يأتوا، وبعدد الأعياد التي مرت بغياب كعك العيد؛ وعدد الزيارات التي تمت والأخرى التي حرمت بها من رؤية الشوق والحنين؛ وبنزيف الملح الصخري من محجريها.
تعكف أم سعيد على احتساب العمر الضائع؛ وتضع بحسابها نظرية المواعيد المقدسة؛ والأرقام الموسوعية؛ اعتقل الابن في صباح باكر قبل نهاية تموز بيومين اثنين فقط؛ وقبل اسبوع على زواجه الذي تأجل لتزويج البنت؛ التي أصبح عمر ابنها ثلاثون عاما؛ وبذلك يكون قد ذرت الريح من الزمن واحدا وثلاثين عاما؛ وثلاثمئة واثنين وسبعين شهرا؛ وإحدى عشر ألفا ومئة وتسع وستين يوما؛ وبما ويعادل مائتين وثمانية وستين ألف ساعة واثنان وثلاثين ساعة إضافية أخرى؛ وتعتريها الرجفة من قلب معتقل تحمل سياط الفراق...
نابلس الفرحة بعائدها ستحتضن من جديد ولدها ؛ ويدنو عيبال مقب جرزيم لوهلة؛ وستزغرد نساء البلدة العتيقةامعلنة عن عودة المحرر؛ وترفرف الرايات بألوانها الأربعة؛ وتلوح الأيدي وترتفع الجباه بقطعة الموزاييك الأصيلة؛ وتختال الحواري والأزقة والزواريب والحبلات؛ ويسكب شراب الخروب والتمر هندي لترتوي الحارات؛ وستصفق طيور الزاغ ؛ وتدنق الكنافة بسكرها؛ وتزهو الأصص بفلها.
ام سعيد الخبيرة بشؤون الأعتقال والاحتلال؛ تمسك بقبضتها القوية فرحتها؛ لا تسمح بانطلاقها إلى حيث تشاء؛ فقد تعلمت ان تتفاءل بحذر؛ لكن اليد تتراخى مع العقل؛ فهو حر ومتمرد ينطلق الى حيث يشاء له هواه؛ وفتح خزانة ذكرياته أعانته على الصبر والاستمرار؛ فبدأ يخيط قصص فك القيود والسلاسل؛ ويضع سيناريو اللقاء المفترض؛ ويعطيه في كل رحلة ضبابية تفصيلا جديدا تغني النص المعَََََد.
يذهب الخيال هذه المرة الى ما حرمه سابقا؛ يذهب الى ملف مغلق منذ ثلاث عقود؛ ويستحضر تأجيل عرس زينة الشباب أسبوعا واحدا قبل الاعتقال؛ مخاطبا الخاتم بأنها انتظاره لن يطول؛ ولا تأجيل بع اليوم؛ وتفتح درجا آخر خصت به ملف الاعتقال؛ وتتطلع على نص حكم الاعتقال المؤبد؛ وعلى العقوبة التي تفنن المحتل في ابتداعها؛ عندما قرر العدل في غيبوبته؛ أن يغلق نصف البيت بالطوب والحجارة؛ كعقوبة جماعية لرحم سعيد؛ ويتداعى الشريط وترى نفسها تتغلب على خوفها بعد خمسة عشرعاما؛ تهدم الجدران الاحتلالية لتتسرب الى بيتها؛ لتنتشر في أرجائه محملة بأصرارها وعزيمتها.
أم سعيد السياسية والإعلامية تصرح أخيرا بأنها ستستقبل ابنها في بيتها الذي خرج منه آخر مرة؛ التزاما بنصها؛ وبعدها كما صرحت بأنها ستكون جاهزة إغماض عيونها.




#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا فعل الشاعر بنا
- أي قانون للأسرة الفلسطينية نريد؟
- من نابلس مع التحية..
- في الذكرى الثانية والعشرين لرحيل خالد نزال-انت ونحن
- صديقتي نهاية الجيوسي وتورابورا
- من هموم عضوات مجالس الحكم المحلي
- جماهيرية الحركة النسائية الفلسطينية
- الاصوليون وجمعية نساء من اجل الحياة
- ماذا بعد وصول المرأة الى مجالس الحكم المحلي!
- العدالة والمساواة في الخطاب النسوي الفلسطيني
- لنترك جدارا مدمرا من مقاطعة نابلس
- صورة المرأة في مسلسل باب الحارة
- واحد وعشرون عاما على غياب خالد نزال
- زيارة اوبرا وينفري للمناطق المحتلة
- لنعط حكومة الوحدة الوطنية فرصة قبل الاضراب
- -لماذا تركت وزارة المرأة -لحماس
- في القدس
- نعبر الى العام2007 ممزقين
- دور الاعلام الفلسطيني في مواجهة العنف ضد المرأة
- مطلوب مبادرة للمرأة الفلسطينية لتحريم الاقتتال الداخلي


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - ريما كتانة نزال - ام سعيد العتبة تتحرر