أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - في رحاب محمود درويش














المزيد.....

في رحاب محمود درويش


بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 2382 - 2008 / 8 / 23 - 06:26
المحور: الادب والفن
    



في كنف الحجر البعيد..
سكت تغريدك خارج السرب..
في المنفى البعيد..
غيبوبتك الأبدية..
سباتك الأبدي..
قصيدة في بدايتها..
لم تنتهي بعد..
ستضل تسكننا إلى الأبد..

علمتنا كيف نغرد ل "ريتا"..
كلنا نعشق "ريتا"..
كلنا نردد "ريتا"..
حملنا قصائدك ومضينا..
ننتشر في اللامكان..
قصائدك اليوم تنعيك..
قضيتك اليوم ترثيك..
ونحن.. نحتاج إلى الدموع لنبكيك..


العالم اليوم ضدنا..
والاتجاهات تخنقنا..
وخطر الأحبة يهددنا..
فإلى أين.. يا ترى نمضي..؟
حكاية شعر محمود..
حكاية مأساة شعب..
مأساة أرض فلسطين..
مأساة البشر.. كل البشر..

لا ندري أي قدر حل به..
ليتوقف قلبه عن الخفقان..
في أمريكا الطغيان..
برمزية الفنان..
يقول لنا بلغة الوجدان..:
هنا انفجرت علينا غرائز العدوان..!
أراد القدر.. تصوير مأساة البشر..
عبر مأساة موته خارج الدار..

من الطفولة رددنا..: "سجل أنا عربي.."
ثم .. "معتدل القامة أمشي.."
إلى " ريتا ".. وشدو خليفة..
تتسلل رسائل الحب والحنين..
تمتزج برائحة الأرض وعطر الحبيب..
بمهارة العاشق يمرره إلى قلوبنا..
إن رحلت عنا إلى الأبد في النهاية..
ستبقى بيننا.. أبدا قصيدة بلا نهاية.

من وطنٍ إلى وطنٍ.. سافر بنا..
ومن قلبٍ إلى قلبٍ..
طار كالطيف بنا..
بحثًا عن الهُوَيَّةٍ..
التي يرجمُنا العالمُ من أجلها..
لأننا نحبها.. نحبها..
فلسطين.. تصلب من جديد..
في عهد أمريكا النفط والدولار والحديد.

بخشوع المتعبد نصغي إلى شعره..
قرأناه..لننسى همومَنا..
لنواسي أنفسَنا..
لنرى الحبيبةَ بعينيهِ..
لنسمعَ نبضَ قلوبنا..
لنسمع آهات أهلنا..
ليجمعنا حصار العار..
تحت سقفٍ من الضجرِ والأملِ.

قرأناه طفلا وشابًّا يحب الحياة..
ومقاتلا عنيدا بالكلمات..
يعلّمُ العدو أن الألمَ يمسّ القاتلَ والقتيلِ..
يعلّمُ العدوّ أن الحصارَ سيخنقُ الجميعَ..
بطل يُصارعُ الموتَ في صمت..
يتحايلُ عليهِ حينا بالنسيانِ..
وحينا.. يعقد معه صلحا..
فيشعل معه شمعَ ميلادهِ..

قرأناه رحّالا..
بدأ من الأرضِ وطارَ إلى اللانهائي..
ثمّ عادَ صوفيّ يفكّ رموزَ الحياةِ..
يُهدي المفرداتِ معانيها..
أصر.. أن تبقى الحياة شعرا..
أصرّ .. أن يبقى العالمَ قصيدةً..
يتحرّكُ فيها ويحرّكها بخفّة قطا..
لتمطرَ القصيدةُ حبا وجمالا.. لا تغيب عنهما الحقيقة..

رحلةُ درويش بدأت في وعينا من آهاته:
"آه يا جُرحي المكابر.."
"وطني ليس حقيبة.."
"وأنا لستُ مُسافر!"
حطّ ُ رِحالَهُ في قلب شعبه..
مصارعاً ذاكرة النسْيان..
لدى الأعداء والأصدقاء..
صانعاً خرائط.. لا تتبدَّلُ ولا تتغيَّر..

عن رُعْب الواقع تسمو شاعريته..
تختزنُ فلسطين وناسَها..
تختزنُ تاريخَ وحاضِرَة العربَ..
قهر حضرةَ الغياب..
وضَع الكلمةَ على الجُرح المأساوي..
وحول المأساة إلى ملحمة..
ما تنصَّل عن ملحمته..
ما تنصَّل شعب فلسطين عن ملامحه..

ففلسطينُ هي المكانُ..
هي الأرض.. هي الوطنُ..
هي العيشُ الملطَّخ بالدم والعَرَق..
عرفَها شبراً.. فشبراً..
وما نسيَها.. ولا وضعَها في حقيبةٍ..
رسمها على جبهته الشمّاء..
وراح يُصارعُ الأمواجَ العاتيةَ..
ليضع بلادَه بين كفَّيه..

شرفت حدود الكلام..
قبل رحيلك وكذا بعده..
بحجم الشمس سموت بالحقيقة..
صانع الهوية الجديدة.. القديمة..
بالحرف بالشعر بالأحاسيس النبيلة..
بالكلمة المتوهّجة.. المتلأْلئة.
ستبقى من الأسماء التي تسكننا..
لا ننساها أبدا ولا تنسانا...

-----------------
بنعيسى احسينات من المغرب



#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية والانتخابات في المغرب: نموذج الانتخابات التشريعي ...
- عم الفساد.. في البلاد
- دراسة: المحددات الظرفية و الثوابت التاريخية لثورة الملك و ال ...
- المحددات الظرفية و الثوابت التاريخية لثورة الملك و الشعب في ...
- سهر
- فتاة الطبيعة
- الفراشة ( قصيد للشاعر الفرنسي - لامرتين- )
- أهمية الوسائل التعليمية ودورها في الفعل التربوي التعليمي
- قصة حلم..
- عند المغيب
- حول مقاربة المنهاج الدراسي في مجال التربية والتعليم
- البحث التربوي: من الملاحظة العلمية وملاحظة الفصل إلى مناهج ا ...
- خرجوا مراكز تكوين أساتذة التعليم الابتدائي بين الرغبة والحق ...
- كم أشتكي.. / بنعيسى احسينات
- حول ديداكتيكية الطرائق التعليمية في المجال التربوي التعليمي
- التدريس بالوسط القروي وظاهرة الأقسام المشتركة في المغرب
- شكوى
- التربية والتعليم بالعالم القروي في المغرب: من الاختلالات الق ...
- في ذكرى النكبة
- تخطيط الوضعيات الديداكتيكية والتدريس: من الأهداف إلى الكفايا ...


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - في رحاب محمود درويش