أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فاطمه قاسم - قريبا هناك.... في القوقاز















المزيد.....

قريبا هناك.... في القوقاز


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2381 - 2008 / 8 / 22 - 09:13
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


من المفروض أن القادة العرب، والاستراتيجيين العرب، يتابعون باهتمام كبير ما يجري في الجمهورية القوقازية جورجيا هذه الأيام، لأن ما يجري لم يعد محصورا في تبليس العاصمة الجورجية، أو في الإقليمين اللذين لديهما رغبات قوية انفصالية وهما أوسيتيا الجنوبية وإنجازيا، بل إن ما يجري أقام خطا من التوتر العالي من موسكو إلى واشنطن، مرورا بالأشد قربا العاصمة الأوكرانية كييف، والعاصمة البولندية وارسو، وصولا إلى بروكسل مقر قيادة حلف الناتو، تزامنا مع موقف عملي صدر عن العاصمة التركية أنقرة التي لم تسمح لسفينة انقاذ أوروبية أن تعبر مضيق الدردنيل إلى البحر الأسود الذي تنفجر الحرب القوقازية على شواطئه.

وسط هذه البانوراما الواسعة:
فإن العواصم الشرق أوسطية والعربية منها بصفة عامة لابد أن تكون مهتمة أشد الاهتمام، وأحب أن أذكر هنا بما يقوله دائما المفكر المصري محمد حسنين هيكل من أن حدود الآمن المصري – وبالتالي العربي- لا تقف عند حدود سيناء، أو عند حدود بأي دولة عربية، بل يصل هناك إلى القوقاز، كان ذلك في الماضي، واليوم هو أشد إلحاحا بسبب تداخل المصالح والآدوار.

هل هي رياح الحرب الباردة تهب من جديد؟
هل هو اعتراض بصوت الرصاص على جشع القطب الآمريكي الواحد الذي لا يريد أن يبقي لغيره شيئا؟
هل هي الخرائط توشك أن ترسم بطريقة جديدة مثلما حدث قريبا في قلب أوروبا، في البلقان التي خرجت فيه ثماني دول مستقلة من رحم الدولة اليوغسلافية بتشجيع أيديولوجي وسياسي واقتصادي وعسكري من الاتحاد الأوروبي وبقيادة الولايات المتحدة الأمريكية؟

الأسئلة كثيرة،
الأسئلة كلها من الوزن الثقيل،



ولأحداث كلها قريبة جدا منا مع أنها هناك في القوقاز، لقد أعجبني كثيرا تعليق أحد المحللين السياسيين الجورجيين الذي وصف الأوضاع في القوقاز بأنها أشبه بحبل مشدود متوتر، طرفه الأول في موسكو وطرفه الثاني في واشنطن ولكنه يلتف حول عنق جورجيا، الجمهورية القوقازية الصغيرة – أربعة ملايين ونصف فقط – التي يمكن أن يجري لها عملية توليد قيصرية ليخرج من رحمها جمهوريتين أصغر منها وهما أنجازيا الأكثر انفصالا، وأوسينيا الجنوبية التي تسير على نفس الطريق.

ويلاحظ المراقبون أن روسيا الاتحادية تحاول في هذه الأزمة أن تذكر دول حلف الناتو بأياديها البيضاء عليهم في أفغانستان، وفي الحرب على الإرهاب،وفي ثقلها في الملف النووي الإيراني، أو في دورها عموما في العالم، وبصورة أوضح، فإن روسيا الاتحادية التي تخففت منذ عشر سنوات من التركة الثقيلة للإتحاد السوفيتي بما فيها من دول كانت تحملها روسيا على أكتافها، ترى نفسها الآن أكثر رشاقة، وحيوية، وقدرة على طلب المشاركة بحصة أكبر، وليس الوقوف على السياج انتظارا لعطاء الآخرين.

أعتقد أننا، شرق أوسطيا وعربيا على وجه الخصوص، حين نتابع مجريات الأحداث بدقة، سوف نكتشف أننا لسنا بعيدين أبدا، بل نحن في قمة المعمعة، وأول الملاحظات الجديرة بالاهتمام أن اللعبة التي كنا نتوقع أقصى مدى لها في إيران، في المسافة بين مياه الخليج جنوبا إلى شواطئ بحر قزوين شمالا، قد تجاوزت المدى في مفاجأة مذهلة لتنتقل هناك على شواطئ البحر الأسود الشمالية، وهناك من يقول تبعا لذلك أن خارطة أميركيا الشرق أوسطية لم تعد هي الخارطة الناجحة، بل هناك من يوسع المدى إلى أميركيا الجنوبية التي أعلن الرئيس الفنزويلي " شافيز" تأييده للحراك الروسي، وربما من المبكر لأوانه أن نحصي عدد الأطراف الأكثر سعادة بهذا داخلها،

المشكلة الأمريكية:
أن الولايات المتحدة التي قامت بدعاية كبرى لتبرير انفصال إقليم كوسوفو عن صربيا لم يعد في وسعها أن تحقق نفس الرواج وهي تتحدث عن عدم جواز انفصال أنجازيا أو استونيا الجنوبية عن جورجيا، لأن المقاييس حينئذ ستكون مزدوجة، والمقاييس المزدوجة لا يسكت حيالها إلا الضعفاء أما الأقوياء فإنهم يردون عليها بمقاييس مزدوجة أخرى حين حرمت روسيا انفصال جمهورية الشيشان وتحلل الآن انفصال أنجازيا واستونيا.





أمام هبوب رياح تشبه إلى حد بعيد رياح الحرب الباردة، فإن النظام الإقليمي العربي يلزمه النظر بقوة، والمتابعة الدقيقة، والإسراع في تحصين هذا النظام الإقليمي العربي، عن طريق بذل جهود كبرى، واتخاذ سياسات حكيمة وحازمة لإطفاء بؤر التوتر الداخلية، ابتداء من فلسطين والانقسام الفلسطيني الذي وصل إلى أخطر مستوياته، مرورا بلبنان واستمرار اللهيب الداخلي فيه بين وقت وآخر، والسودان وقضية دارفور، واضطراب العلاقات العربية هنا وهناك، لأن هبوب رياح الحرب الباردة وما يشابهها يساعد كثيرا على اشتعال الحرائق الكبيرة من مستصغر الشرر، فلم لانقوم بجهد حقيقي وجاد لإطفاء هذه الشرارات الصغيرة الموجودة في هذه البؤر التي ذكرناها.

لقد كشفت الأحداث الأخيرة في القوقاز، أن إسرائيل – جارتنا الصغيرة القوية – كانت هناك، في قلب الأحداث، من خلال سلاحها، وليس هناك أكثر من السلاح إغراء لانفجار الأحداث العتيقة والحروب، فلولا هذا السلاح الإسرائيلي والأمريكي والأوروبي ربما، لما تشجع الرئيس الجورجي سكاشفيلي على التحرش بالدب الروسي، ونحن بحاجة ماسة لأن نعرف إلى أين وصلت حدود هذا السلاح الإسرائيلي في منطقتنا، هل هذا السلاح وصل إلى أطراف دارفور كما يقال؟ هل هذا السلاح موجود فعلا في إقليم كردستان العراق؟ وهل هذا السلاح يذهب وحيدا لأسباب تجارية محضة أم يذهب مصحوبا بالخبراء العسكريين والأمنيين والسياسيين؟.


كما أننا عربيا:
بحاجة ماسة لأن نعرف تطورات الموقف الأوروبي ضد موسكو، هل يتوحد الموقف الأوروبي أم يظل متباينا وبالتالي فإن تظل معفية من موقف تجابه فيه روسيا، لأنه في حال تم ذلك فإن الموقف الروسي قد ينقلب دورة كاملة في الملف الإيراني، والملف العراقي، والملف الأفغاني، وقد يصل هذا الانقلاب إلى شواطئ المتوسط في لبنان وفلسطين.

ليس هذا بالتحديد تصوير للأحداث كما لو أنها أفعال أو ردود أفعال ميكانيكية بسيطة، فالسياسة والاستراتيجيات والمصالح أكبر وأعقد من ذلك بكثير، ولكن كل ما أحببت أن أشير إليه هنا، إلى المقولة الصحيحة باستمرار، وهي أن حدود المن القومي ليست على أبواب عواصمنا، وليست أمام أرنبة أنوفنا، وليست تحت أقدامنا، إن حدود الأمن القومي العربي قريبة فعلا، قريبة لدرجة أنها يمكن أن تبدأ هناك من القوقاز، من شواطئ البحر الأسود الجورجية، أو شواطئ بحر قزوين الإيرانية، أو من حواجز الرمال الشاسعة بين تشاد ودارفور، أو من أي مكان تصل إليه


طموحات القوة، واحتياجات الطاقة، وحيوية طرق المواصلات، وامتدادات المحاور المتحالفة، وضغوطات المصالح الكبيرة.

والحكمة القديمة تقول، أنه يجب أن نحصن بيتنا حتى ننتبه إلى ما يحدث عند الجيران.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همس الرحيل
- استنساخ العدو
- إعادة تركيب المشهد الفلسطيني
- احتمالات الزمن الصعب
- ليل يحتاج الى نهاية
- اطفالنا ذوي الاحتياجات الخاصة بين ظلم المجتمع وعجز القوانين
- ضرورة اسمها القوة
- قرارخارج السياق
- الحوار الوطني رؤية عملية
- الحوار الفلسطيني ماذا ينتظر؟
- اختبار كبير اسمه التهدئة
- مثلث اليأس في الذكرى الاولى للانقسام
- افتراض التشابه افتراض الاختلاف
- دعوة ابو مازن والوقت الحاسم
- وحش اسمه الفراغ
- اسرائيل نيران تحت الرجل السياسي
- غزة وسباق الحلول
- كم نحن حمقى
- صلح في لبنان أم سلام في المنطقة
- حوار الدوحة امل كبير وخوف اكبر


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فاطمه قاسم - قريبا هناك.... في القوقاز