أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - شاكر النابلسي - لكي لا تحترق أصابعنا في كركوك















المزيد.....

لكي لا تحترق أصابعنا في كركوك


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 2380 - 2008 / 8 / 21 - 10:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


-1-

اشتعلت من جديد في العراق، قضية كركوك التي يمكن - إن لم تتمكن العقلانية والوطنية والواقعية العراقية من فرض نفسها على هذه القضية - أن تتحول إلى فتنة طائفية، وربما تؤدي إلى حرب أهلية – لا سمح الله - فيما لو تدخلت فيها أصابع من الجوار المختلف واستطاعت أن توقد نار حرب أهلية، تعويضاً عن النار التي لم تستطع إشعالها في العراق، عن طريق الإرهاب في السنوات الخمس الماضية، وأثبت فيها الشعب العراقي بكافة مكوناته العرقية والدينية، أنه شعب واحد، وعدوه عدو واحد.

فالجيران الذين لم يستطيعوا إيقاد حرب أهلية بواسطة عناصر الإرهاب المرسلة من قبلهم، يحاولون – دون شك – الآن إشعال نار الفتنة في كركوك. ولكن الشعب العراقي الذي فوّت الفرصة على هؤلاء، وقضى على الإرهاب والإرهابيين، بمقدوره أن يفعل الشيء نفسه في قضية كركوك، ويضع الوطن العراق نصب عينيه قبل منطق الأقاليم، ومنطق المحافظات، ومنطق الامتيازات، ومنطق المخاصصات. لذا، مطلوب من الشعب العراقي ومن ممثليه في مجلس النواب، أن يحتكموا إلى العقل وإلى الوطنية العراقية، لا إلى الوطنية العرقية فقط، وإلى الواقع لا إلى دسائس الدساسين من دول الجوار. فدول الجوار، تريد أن يبقى العراق مشتعلاً، تنتشر فيه الفوضى والنزاعات.

ومن هنا، أصبحت قضية كركوك في الأسابيع القليلة الماضية ليست قضية الكرد أو العرب أو التركمان أو الآشوريين وحدهم، ولكنها أصبحت قضية إقليمية يتردد صداها في أنحاء الشرق الأوسط، كما أصبحت قضية عالمية، شغلت الرأي العام العالمي، وخاصة الأمريكي المعني بالدرجة الأولى بقضية العراق ككل، وبالحالة العراقية التي تعتبر كركوك جزءاً حيوياً ومهماً منها.



-2-

اطمأن الجميع على مستقبل كركوك حين أقرَّ الدستور العراقي وأقرَّت المادة 140 التي تشرح صراحة مصير كركوك القادم. ووافق الشعب العراق باستفتاء عام، وحر، وديمقراطي، على هذا الدستور، ومن ضمنه المادة 140 "التي تخصّ قضية كركوك وسائر المناطق، التي ظلت موضع نزاع بين الكرد ونظام البعث، حول ما إذا كانت تدخل أو لا تدخل من ضمن إقليم كردستان، الذي ُمنح حكماً ذاتياً في العام 1970. وهذه المادة وضعت خريطة طريق لحل هذه المشكلة"، كما قال الكاتب العراقي عدنان حسين (أوان، الكويت، 7/8/2008)، والذي رأى أن عدم العمل بهذه المادة، ومسلك بعض النواب تجاه ذلك، يُعدُّ انقلاباً على الدستور العراقي.
ويرى الخبير القانوني العراقي د. منذر الفضل كذلك، أن "حل قضية كركوك، يكمن في تطبيق نص المادة 140 من الدستور. وأن أي قانون يصدر مخالفاً للدستور، سيكون باطلا بسبب علوية الدستور على القانون. وهذا ما نراه في قانون الانتخابات هذا، حيث جاءت المادة 24 منه بعيده كل البعد عن روح المادة 140 من الدستور، وعن خارطة الطريق التي تضمنتها المادة المذكورة لحل مشكلة كركوك" .لذا، فإن كركوك اليوم تُعتبر المحك لمدى عقلانية وواقعية القيادات السياسية في العراق، كما أنها الصخرة الضخمة والأخيرة، أمام التقدم، والاستقرار، والازدهار، الذي ينتظر العراق.

ويضيف د. الفضل " ولعلنا لا نريد هنا التذكير، بأن المادة 140 من الدستور، كانت نتيجة جهود كبيرة مبذولة من جميع الأطراف السياسية، منذ ما قبل تحرير العراق من حكم الطاغية، وحتى الانتهاء من الدستور العراقي لعام 2005 . وأن الكُرد قبلوا الدخول في العملية السياسية، بناء على تفاهم بين القوى السياسية، حول بناء عراق تعددي، فيدرالي، وحل مشكلة كركوك حلاً عادلاً، وإزالة آثار التعريب عنها . وهذا ما تمَّ التأكيد عليه في مؤتمر المعارضة العراقية المنعقد في لندن في ديسمبر 2002، ومن ثم في قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية في المادة 58 منه، المتعلقة بكركوك والمناطق المتنازع عليها . وبالتالي فإن الالتفاف على هذه الأسس، أو التنصُّل منها سيكون له عواقب وخيمة، وسيتسبب في فقدان ثقة الكرد بأشقائهم العرب. وسيذكرهم بسياسات النظام السابق وجرائمه في كردستان، وخاصة جرائم التعريب في كركوك"

-3-

لم تسلم كركوك من عبث واستبداد العهد البائد. فكما حرص صدام حسين على تغيير هوية العراق من بلد لكل مكوناته العرقية والدينية، إلى بلد لعرق واحد وهو العرب، ولطائفة واحدة وهي السُنَّة، مع طمس كل الأعراق الأخرى والطوائف الأخرى، وكان من ضمن ذلك كركوك. بل إن كركوك تُعتبر الضحية السمينة للعهد البائد، والتي تمَّ فيها تغيير الحقيقة الديمغرافية، وتهجير أهلها من الكُرد، وإسكان العرب بدلاً منهم. وما زال جزء كبير من هؤلاء المهجَّرين في الشتات . وكما قال عدنان حسين الكاتب العراقي، فإن "قضية كركوك تمثل خير تمثيل حال البؤس، والتعاسة، والتخلف، والإملاق، والخوف، والفجيعة، والخراب، التي يكابدها كل العراق، حيث سعت الحكومات السابقة لصهر القوميات الأخرى، والتعسف في حقها، وهو ما لم يقبل به أحرار هذه القوميات، ومعهم أحرار العرب الذين يرون أن مصلحة عرب العراق، وكل العرب، إنما في تأمين حقوق القوميات الأخرى، واحترام خصوصياتها والعيش في سلام وتعاون ووئام معها، وليس في الاستبداد بها وبحقوقها وإذلالها".

-4-

هناك أراء كثيرة في العالم العربي حول قضية كركوك، منها ما هو منصف، ومنها ما هو ظالم، ومنها من هو واقعي وعقلاني، ومنها ما هو خيالي ورومانسي. ومن هذه الآراء، أن قضية كركوك يجب أن تحلَّ على أساس:

1- اعتبار كركوك إقليماً قائماً بذاته.

2- أن تكون كركوك لكل من الكُرد والعرب والتركمان، وباقي مكونات الشعب العراقي.

3- أن يعود ريع النفط من كركوك إلى الحكومة المركزية في بغداد، التي عليها واجب تقسيم الريع بين سكان كركوك، حسب أعراقهم.

4- إعادة من أُجبر من الكُرد على الهجرة من كركوك في عهد البعث، العودة إلى كركوك، وتعويضهم عما فقدوه وخسروه من جراء عملية التهجير.

5- إشراف أمريكا ورعايتها لهذه الخطوات، باعتبارها المسئولة الأولى عن الحالة العراقية، والتي بمقدورها أن تضغط على كافة الأطراف لقبول الحلول المعقولة والمنصفة.

-5-

فهل تلقى هذه الخطوات صدىً، من كافة المكونات العراقية، لحل قضية كركوك، التي نريدها أن تبقى في أيدٍ عراقية صرفة، دون أي تدخل من الخارج، وخاصة من قبل بعض جيران العراق، الذين يترصدون بالعراق وبكركوك خاصة، كما تترصد الذئاب والثعالب لفريستها السمينة، علّها تقدر هذه المرة على صيدها، بعدما فشلت خلال السنوات الخمس الماضية، من خلال إرسال قوافل الإرهاب والنحر والانتحار، وبعدما بدأت القاعدة تهرب من العراق، وبعدما انتهى التمرد المسلح الذي كان يقوم به السُنَّة العراقيون، الذين يحاولون استعادة سيادتهم. وأخيراً، بعدما استطاعت الحكومة التي تسودها أغلبية شيعية في بغداد التغلّب، على الأقل مؤقتاً، على الميليشيات الشيعية، التي كانت تتحدى سلطتها، كما يقول هنري كيسنجر، في مقاله (الحقيقة الجديدة في العراق).



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاج الإرهاب في -ثلاثة فناجين من الشاي-
- هل ستنجح إستراتيجية أوباما تجاه العراق؟
- مورتنسون وابن لادن نموذجان للخير والشر
- ماذا سيبقى من -بوش- للتاريخ؟
- هل يُصلِح أوباما العطّار ما أفسده بوش؟
- لماذا انتشرت صورة الأمريكي القبيح؟
- مذبحة التراث في الثقافة العربية المعاصرة
- هل تخشى أمريكا من الثروة الخليجية؟
- التركة العراقية في الإرث الأمريكي
- كيف تقتل أمريكا إسرائيل بدم بارد؟
- الإرهاب: طبولٌ فارغةٌ تُقرع للضجيج والإثارة
- العفيف الأخضر المفكر العقلاني المتغيّر
- رسالة أمريكية واضحة للشعب العراقي
- هزيمة الإرهاب وانتصار حرية الشعب العراقي
- العراق بين المطرقة الإيرانية والسندان الأمريكي
- لماذا كل هذا الفزع من الاتفاقية الأمريكية - العراقية؟
- أوباما الصهيوني: مسؤولية مَنْ؟
- ذكرى هزيمة لم نتعلم منها شيئاً
- ما هو الدور الأمريكي المطلوب في الشرق الأوسط؟
- لبنان أكثر حاجة من سوريا إلى السلام مع إسرائيل


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - شاكر النابلسي - لكي لا تحترق أصابعنا في كركوك