أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - تحولات أميركية جديدة















المزيد.....

تحولات أميركية جديدة


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2380 - 2008 / 8 / 21 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تفصل ساعات قليلة من يوم21أيار2008بين توقيع(اتفاق الدوحة)واعلان استئناف المفاوضات السورية الإسرائيلية في استانبول بمباركة أميركية(أوعلى الأقل عدم اعتراض)،فيماقبل أسابيع من ذلك عبرت واشنطن عن اعتراضها على فكرة هذه المفاوضات لما جاء رئيس الوزراء التركي لدمشق معلناً عن استعداد الطرفين لها بوساطة تركية،وهو مااستمرت عليه العاصمة الأميركية لسنتين سابقتين وخاصة بعد انتهاء حرب صيف2006،التي أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك عمير بيريتس باليوم الثاني لإنتهائها عن"أنه ينبغي تهيئة الظروف لإجراء محادثات مع سوريا".
ربما يكون(اتفاق الدوحة)نقطة مفصلية في تاريخ الشرق الأوسط ،من حيث كونه يعبر عن اتجاه،تلاقى فيه(الدولي)=واشنطنو(الإقليمي)=دمشق،إلى تبريد بؤرة أزمة رئيسية بالمنطقة(وربما تسكينها وحلحلتها)بعد أن انعكس صدامهما،بين عامي2003و2004بشأن العراق المغزو والمحتل،في ترجمة معينة أشعلت بلاد الأرز منذ صدور(القرار1559)في يوم 2أيلول2004،وهو أيضاً في تعاكس مع صفحة سابقة لما ساهمت واشنطن(ولو عبرأبعاد محلية)في تفشيل تفاهمات لبنانية سابقة،مثل التي جرت في جدة بشباط2007بين بعض قوى الموالاة والمعارضة،كماأن هذا يطوي صفحة أميركية كانت فيها واشنطن تعرقل مبادرات أوروبية(تضمنت انفتاحاً على دمشق)لحلحلة الأزمة اللبنانية،كماجرى من قبلها حيال مبادرة الفرنسيين في شهر تشرين الثاني2007قبيل أسابيع من انتهاء ولاية الرئيس اللبناني السابق،فيما رأيناها بشهر تموز2008تغطي الإنفتاح الفرنسي على العاصمة السورية،وأيضاً تظلل بظلها (مشروع الإتحاد المتوسطي)الذي طرحه الرئيس ساركوزي بمايتضمنه من دور محوري لشرق المتوسط وأوله سوريا.
لايعني هذا بأنه لم يكن لدول أخرى دور محوري بالوصول إلى(اتفاق الدوحة)،مثل ايران،إلاأن دوافعها لم تكن تتجاوز نطاق تبريد بلاد الأرز وعدم دفعها للإشتعال بفعل ماقام به"حزب الله"في يوم9أيار2008،ومايمكن أن يولده هذا الإشتعال من انعكاسات على المنطقة العربية كانت ستساهم في زيادة عزلة طهران الداخلة في أتون أزمة ساخنة مع واشنطن منذ ثلاث سنوات،وهي،إذا أريد الدقة،ليست أكثر من دوافع وقائية لم تؤد إلى قبض العاصمة الإيرانية لمكاسب من(اتفاق الدوحة)،وإنما هي هادفة إلى تفادي وضع كان سيكون أسوأ للمصالح الإيرانية،فيماكان وضع السوريين مختلفاً،لذلك رأينا،وبسبب ذلك،استمرار الأزمة الإيرانية مع الغرب،الأميركي والأوروبي،في مرحلة(مابعد الدوحة)،إذا لم يكن تفاقمها،بينما فُتحت على إثر(الدوحة)صفحة جديدة للعاصمة السورية مختلفة تماماً عن صفحتي(مابعد بغداد2003)و(مابعد بيروت2005).
بالمقابل،فإن هناك تحولاً أميركياً محورياً آخر،يتمثل في رعاية أميركية جديدة منذ خريف2007لعملية تنامي الدور الإقليمي التركي بالمنطقة،بعد إدارة ظهر واشنطن لأنقرة طوال الفترة الفاصلة عن يوم 1آذار2003لمارفض البرلمان التركي السماح بفتح جبهة شمالية أمام القوات الأميركية المتحفزة لغزو العراق وهوماأدى إلى حظوة لأكراد العراق عند واشنطن على حساب الأتراك،حيث تُرجم هذا التحول الأميركي في تعاون استخباراتي وعسكري من قبل واشنطن مع أنقرة ضد"حزب العمال الكردستاني"وفي تغطية أميركية لإجتياحات أنقرة لشمال العراق رغم احتجاجات الطالباني والبرزاني الحليفين لواشنطن،ثم في طي موضوعي(الفيدرالية)و(الإستفتاء على مصير كركوك)الذي كان مقرراً في الشهر الأخير من عام2007حسب الدستور العراقي،وصولاًإلى اقرار البرلمان العراقي مؤخراً لقانون انتخابات المحافظات العراقية الذي وجد الأكراد أنفسهم أمامه بلاسند في وجه تحالفات الشيعة والسنة العرب الجديدة(بعد عودة"جبهة التوافق"للحكومة)المظللة برضا أميركي.
أدى هذان التحولين المفصليين،في التوجهات الأميركية،إلى وضع جديد بالمنطقة وملفاتها الساخنة:تبريد في لبنان وحلول في الأزمتين الرئاسية والحكومية؛تهدئة في غزة واتجاه إلى تجاوز سياسة عزل"حماس"؛تبدلات في المشهد العراقي لصالح صورة للعملية السياسية تختلف عن وضعية(مابعد9نيسان2003)لمارعت واشنطن سلطة عراقية تستند إلى التحالف الشيعي- الكردي،حيث بدأت بالبروز من جديد قوة الُسُنة العرب الذين تقترب قواهم الأساسية(منذ عام2007)من الأميركان ومن كتل شيعية(="المجلس الأعلى"و"حزب الدعوة")بدأت بالإبتعاد التدريجي عن طهران وساهمت في تغطية شيعية لعملية ضرب وتحجيم"الصدريين"بربيع2008بعد أن أصبح الأخيرون المرتكز الرئيسي لإيران في وسط شيعة العراق منذ عام2005،فيماأصبح ظهر الأكراد العراقيين إلى الحائط.
في هذا الإطار،يلاحظ أن هذه التحولات الأميركية الجديدة،على صعيد المنطقة،لم تؤد إلى ابراز دوري الرياض والقاهرة،حيث كان لهما دورين هامشيين في(اتفاق الدوحة)،بخلاف ماكان عليه المشهد الإقليمي منذ خريف عام2006إثر انتهاء حرب12تموز عندما برز دورا العاصمتين السعودية والمصرية مع طرح الإدارة الأميركية لإستراتيجية"معتدلين ضد متطرفين"،إلى درجة وصل فيها ذلك لحدود أن يتم ايقاف(أحداث23-25كانون الثاني2007)ببيروت عبر جهد سعودي- ايراني،فيما بدأ بالبروز،بالتوازي مع ذلك السعودي،دور مصري في الأزمة اللبنانية خلال مجرى عام2007لم يكن معهوداً منذ أواسط السبعينيات- لم يكن دور السيد عمرو موسى ببعيد عن ذلك- لما طغى الدور السوري على ماعداه،إلى درجة أن الترشيح العملي للعماد ميشيل سليمان قد كان من خلال زيارة لمصر واجتماع مع الرئيس مبارك في صيف2007.
كإجمال،يلاحظ أن هذه التحولات الأميركية الجديدة ترتبط بإزدياد التعثر الأميركي في المنطقة،واقتراب استراتيجية واشنطن،الموضوعة مع غزو العراق"لإعادة صياغة المنطقة"،من الفشل،حيث كان التحول باتجاه الإعتماد على "المعتدلين العرب"مرتبطاً بتبدل المشهد الإقليمي ضد الأميركان على ضوء نتائج حرب2006وباضطراب العراق المتزايد بعد أربع سنوات من تجاهل واشنطن لمصالح القاهرة والرياض وباقي دول الخليج العربي والأردن في خططها الخاصة بالعراق المغزو والمحتل،لتأتي هذه التحولات الجديدة من قبل العاصمة الأميركية باتجاه دمشق وأنقرة لتكون نتائجها أكثر جذرية من تلك بتأثيراتها،بحكم ازدياد اختلال المشهد الإقليمي المتزايد لغير صالح واشنطن وعلى ضوء ازدياد قوة طهران الإقليمية.
تتزايد السخونة من قبل الغرب،الأميركي والأوروبي،حيال العاصمة الإيرانية بالتزامن مع أشهر من (الإنفتاحات)و(الإتفاقات)و(التهدئات)و(فتح صفحات جديدة)باتجاه عواصم معينة بالمنطقة:إلى أين سيؤدي كل ذلك؟..........




#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عسكر موريتانيا:العودة من وراء الستار
- ثالوث السياسة العربية
- هل انتهت الثورة اليمينية؟
- الماركسيون العرب والإسلام
- اليساريون العرب: تصنيم-الحليف-
- ثنائيات عربية متضادة
- تمظهرات الصراع السياسي
- تركيا:تناقض العلمانية والديموقراطية
- قراءة في (اتفاق الدوحة)
- هل وصل عصر النفط إلى منعطف حاسم؟
- تنامي الدور التركي
- اقتراب شيعة العراق من الإنشقاق
- تحت الخيمة:الإصلاح المحافظ
- الإستيقاظ الجديد للنزعة الحربجية العربية
- تطويع السودان
- مسار انقسامات (الجامعة العربية)
- هل فشل المشروع الأميركي في العراق ؟
- حدود القوة الروسية
- نموذج (الدولة الفاشلة)
- كوريدور الماركسية- الليبرالية


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - تحولات أميركية جديدة