أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - وليد الفضلي - الصحف الجديدة .. بين التجديد والاستنساخ الإعلامي














المزيد.....

الصحف الجديدة .. بين التجديد والاستنساخ الإعلامي


وليد الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 2380 - 2008 / 8 / 21 - 09:41
المحور: الصحافة والاعلام
    


أحرزت الصحافة الكويتية اليومية توسعاً كبيراً خلال فترة وجيزة، بعدما ألِـف القارئ الكويتي مصاحبة خَمس صحف على مائدته الصباحية، وهي: جريدة الرأي العام (1961)، وجريدة الوطن (1962) التي بدأت أسبوعية، ومن ثم تحولت إلى يومية في (1974)، وجريدة القبس (1972)، وجريدة السياسة (1963)، وجريدة الأنباء (1976).

فقد أضاء قانون المطبوعات والنشر للعام 2006 صفحة جديدة في أفق تاريخ الصحافة الكويتية، ودشن بدء مرحلة مغايرة من العمل الإعلامي، لم يتمظهر شكلها النهائي بعد؛ فلاتزال غالبية الصحف الجديدة في مخاض «التأسيس»، وبناء كوادرها مهنياً وفنياً، بالإضافة إلى تكوين مفردات خطابها الإعلامي، لتمتلك من خلاله القدرة على الحضور في مشهد إعلامي مزدحم، والمنافسة فيه محمومة وعلى أشدها بين زملاء مهنة المتاعب. ولكن حداثة التجربة زمنياً لا تمنعنا من محاولة تكوين قراءة أولية لتجربة الصحف الجديدة بعين نقدية، وهذا ما سوف نشرع به في هذا المقال.

كسر طوق الاحتكار

أن أهم منجز للصحف الجديدة هو كسرها طوق الاحتكار التقليدي لسوق الصحافة السياسية اليومية من قـبل الصحف الخمس القديمة في الكويت، والذي دام أكثر من ثلاثة عقود، لمصلحة شريحة أوسع من المواطنين، فقد تزايد عدد الصحف ليصل إلى 14 صحيفة يومية سياسية حتى كتابة هذا المقال، بالإضافة إلى قائمة طويلة من الجهات الطامحة تنتظر الحصول على ترخيص يمكنها الدخول إلى حلبة العمل الإعلامي.

كما أسهمت الصحف الجديدة في استيعاب مختلف الآراء والتوجهات الفكرية والسياسية والاجتماعية؛ فالمتابع للصحافة الكويتية يدرك حجم التنوع الهائل في الأفكار والأطروحات، والذي قد يصل في بعض الأحيان حد التناقض، وهذه نتيجة متوقعة لاتساع سقف حرية العمل الصحافي، وضريبة ممارسة الحقوق التي كفلها المشرع الكويتي. لكن هل استُثمر هذا التنوع أو التعدد بما يخدم مشروع بناء وتحديث الدولة والمجتمع، أم أنه مجرد فصل ساخن من مسرحية حوار «الصمخان» ومَعلم جديد من معالم الفوضى والتشظي الاجتماعي والسياسي؟ أترك الإجابة للقارئ الكريم.

ولا تفوتني الإشارة إلى أن تزايد أعداد الصحف فَتح الباب أمام الكثير من الخبرات والكفاءات الإعلامية، وبالأخص الشابة للدخول إلى معترك العمل الصحافي، وفي الوقت ذاته أعاد مجموعة من الأسماء التي هجرت شارع الصحافة إلى ميدان العمل مرة أخرى، وانعكس الطلب المتزايد للصحافيين على ارتفاع أجورهم بشكل مجز، مقارنة هنا طبعا بما سبق من مراحل.

مؤسسات مُستنسخة

إلا أن المشهد ليس بهذه المثالية الحالمة، ولا الكلاسيكية الهادئة، التي يتمناهما أي مواطن في العالم العربي؛ فصحف جديدة دخلت النفق ذاته، الذي استقرت فيه غالبية الصحف القديمة، واستأنست لأنغام الخطاب الإعلامي والسياسي السائد لتلك المؤسسات الإعلامية، فلم تتكبد عناء اكتشاف مناطق جديدة، أو مهملة، تشغل حيزاً من اهتمام قارئ الصحف في الكويت، ناهيك عن استهداف شرائح جديدة من القراء.

بعبارة أخرى إن بعض الصحف الوليدة لم تقم على أسس علمية وقراءة موضوعية لاحتياجات سوق العمل الإعلامي، أو امتلاك رؤية مغايرة للمسألة الإعلامية ودورها الحضاري في مشروع التحديث. وهي في الغالب مؤسسات مُستنسخة لتجربة الصحف الخمس القديمة، أولت اهتماما مميزا وفريدا بتزيين الصحيفة بالألوان والصور، فيما أهملت تجديد المضمون والرسالة الصحفية.

الحلقة الأضعف في الصحف الجديدة

إن المنافسة الإعلامية اليوم ليست بالشكل الجذاب للصحيفة، أو بصنع السبق الصحافي، أو حتى الحصول على تصريح حصري لمسؤول! فهذه أدوات لا تصمد أمام سرعة انتشار المعلومات والأخبار عبر الصحافة الإلكترونية والفضائيات، وإنما التميز يكون بالصفحات المتخصصة التي تفرد مساحة أكبر للمختصين وأهل الخبرة، بالإضافة إلى التحليل الإخباري الذي يعيد ترتيب مجريات الأحداث بشكل منهجي، يمكن القارئ من كشف الحقائق المخبأة ما بين سطورها، ويساعده في بناء رؤية استراتيجية للحدث وتداعياته. لكن هاتين النقطتين تشكلان الحلقة الأضعف في صحافتنا الجديدة.

من جانب آخر، إن الكثير من أصحاب الصحف الجديدة دخلوا العمل الصحافي بعقلية تجارية بحتة، وذهنية تبحث عن أقصر الطرق وأسرعها لاقتسام كعكة الإعلانات التجارية، والاسترخاء على كرسي الوجاهة السياسية، ونستدرك هنا فنقول إن هذا الهدف مشروع وليس مَعيبا، إلا أن الإشكالية تكمن في محورية الهدف التجاري في العمل الصحافي، وانعكاسه السلبي على موضوعية العمل في الصحيفة، بالإضافة إلى عامل استقرار التجربة وثباتها.

كما أن غالبية الصحف الكويتية، منذ فترة ما بعد تحرير الكويت، انزوت في علبة الخبر المحلي، وركلت الخبر الخارجي إلى الهامش، حتى تظن أن أهل الكويت يعيشون في منطقة معزولة! ولا يتأثرون بأي تلوث للبيئة السياسية والاجتماعية للجار القريب وللصديق البعيد!، غير مكترثين بما يجري حولهم من أحداث وتحولات، فجل اهتمامها يتمركز حول ملاحقة دخان حرائق التصريحات النيابية، وغبار زيارات المسؤولين والوزراء، وصولا إلى التنبؤ بموعد حلّ مجلس الأمة أو استقالة الحكومة.

في الختام، كثيرا ما تسهم التحديات والمصاعب في تحفيز القوى الذاتية وتجديد الذات المبدعة، لذا حَري بالصحف المحلية أن تسارع لاستثمار هذه التحديات، وإعادة تقييم خطابها الإعلامي وفق معطيات الوقت الراهن، وأن تبتكر أدوات جديدة للتواصل مع الجمهور، الذي تحولت اهتمامات شرائح طويلة عريضة منه، وبالأخص فئة الشباب، تجاه الوسائل الإعلامية الحديثة من مثل: الفضائيات، والصحافة الإلكترونية، ومواقع الإنترنت، ومراكز تزويد الأخبار عبر رسائل الهاتف النقال (SMS).



#وليد_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام العربي... والتحديات الراهنة
- أية ذهنية يحملها النواب..؟!
- مجتمعات قلقة..!
- اغتيالات الأمل
- يوم من أيام الوطن
- المغامرة النقدية
- أوطان بلا مواطنين ...!
- من سرق المصحف..؟!
- الفجوة بين صُناع القرار وصُناع الأفكار
- عاشوراء.. برسم كل المسلمين
- مَأسسة الفعل الثقافي في الكويت
- الدين.. وممانعة التحديث في المجتمع
- المشهد الثقافي في الكويت... شيخوخة المؤسسة
- خرائط الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
- نحو شراكة مجتمعية


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - وليد الفضلي - الصحف الجديدة .. بين التجديد والاستنساخ الإعلامي