أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تحسين كرمياني - غريب الدار














المزيد.....

غريب الدار


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2381 - 2008 / 8 / 22 - 09:13
المحور: حقوق الانسان
    


كلما يتقدم العلم والعالم خطوة،نتوسم أن فرصاً مثالية تتوفر لنا لنشارك الحياة انفجارها،كي نفيدها ونستفيد منها كحق مشروع ومتكافئ ما بين الزمن وبشره،لكن الذي يجري وبشكل ساخر أننا نمشي بالمقلوب أو على عناد من يرضى أو يرفض نمضي خلاف ما يمضون،كيف نفسر شيوع نقائض بيننا من غير محاولة رادعة ولو تثقيفية من على شاشة فضائية غير مكلفة لتحريك الوعي المشتت للناس لوقف نمو تلك الدمامل السرطانية الفتاكة،بين ليلة وضحاها اكتشفنا أنفسنا غرباء في بلدنا،أينما نمضي،يطل وجه فقد(عراقيته)بلمح البصر وتبخر ذكاءه الفطري ونسى شيمته العشائرية الحميدة ـ مين جاي وين رايح وشعندك هنا ـ سؤال شاع في كل سيطرة،في كل سوق وزقاق،يصعب تحديد إجابة محددة أو مقنعة له،فالجواب قد يشفع وينقذ في مكان ويسوق زلة اللسان إلى جب في مكان آخر،قد لا يفصل بين المكانين سوى بضع مئات من الأمتار،هناك من يرضى بالجواب ولو على مضض،كونه غير راضىٍ بما كلفوه أو ألقوا على عاتقه من واجبات لا تمت لمهنته بصلة،وقد يكون مقتنعاً أن تلك المهام لا تفي بالغرض أو تحقق شيئاً من ثمرات الفكر الأمني المطروح،ربما تجد من يشكك بجواب المجيب،يطلب هويته الملغاة رغم أنف دائرة الأحوال الشخصية غير المنحلة،باتت الزيارات بين الأهل والخلان في خبر كان،إذ ليس بوسع امرئ أن يذهب من ناحية لناحية،للتبضع مثلاً أو متابعة الروتينيات الجديدة القديمة لتيسير المعاملات في دوائر نامت نزاهتها أو تجردت من أخلاقية المهنة أو ضمير الواجب الوطني،فالقوانين الأمنية تختلف بل تتضارب وتصل إلى مشاحنات وسحب بنادق ورشق رصاص ولكم بالأيدي بين فئة أمنية وأخرى داخل محطات الوقود وساحات الغاز السائل،علماً وإطلاعاً تلك الفئات المتخاصمة تحمى شرعاً بلدة واحدة يقطنون شارعاً واحداً لا تفصل بين بناياتهم سوى جدران متآكلة أو تم إزاحة ممرات عبور فيه،من شبر لشبر يرتبك القانون ويتعثر خجلاً فاقداً هيبته على أيدي عابثين،يجد نفسه(مهاناً)أو عرضة لسيل سباب من ألسنة ما تزال تسبح وتبسمل وتحوقل وقلوب ما تزال تخشع رغم فقدان الكثير من جادات الإيمان بسبب الشرخ الذي راح يوسع فجوة المذاهب المكملة لقيافة الدين الحنيف،كل فئة تلعب بالقانون الأمني وفق ما تشتهي أو ما يحقق لها علو كعبها،كل سيطرة لها وجهات نظر في منظورها ستحل مشكلات البلد،وتخلّص العباد من مخالب التقتيل والتشريد،وكل عابر سبيل أو طالب رزق أو لاهث بحثاً عن علاج فعّال لمريض أقضى مضجعه،صار غريباً عن داره،وكل من هو ليس من البلدة ـ شاء أم أبى ـ من قبل الجهات الأمنية للبلدة وحاملو أسلحة حمايتها ووصايتها يدخل ضمن قوائم المطلوبين،يصادر ويستجوب ويعذب وربما يأكل قسطاً حافلاً بالإهانات داخل زنزانة منسية تحت بناية سريّة،أوّل ما يتبادر إلى ذهن مستوقف الزائر أنّه جاء ليرهب الناس بكل الوسائل الشائعة،هذه الإجراءات غير المحسوبة والارتجالية دفعت الناس أن تتجنب كل ما هو يمت للخصال العراقية النبيلة،معاودة المرضى وزيارة الأقرباء والأصدقاء وحب قضاء فصل الصيف في أمكنة تتسم بالهدوء أو فيها أمكنة استجمام،صرنا غرباء الدار،وصرنا ننظر إلى الوجوه الأليفة كما لو أنها تخفي ما هو منافي لكل الصفات الإنسانية المتوارثة،بل صارت ذاكرتنا رغماً عنّا خالية من الذكريات وما حفظت من وجوه رغم سنوات الغليان ظلّت حاضرة أبداً،لكنها بدأت تغادر من غير حول منا ولا قدرة على وقف نزيف الوصايا فينا،شيئاً فشيئاً بدأنا ننسى بعضنا ونفقد صلة القربى ونزيح من قواميس تراثنا أسفار المحبة وفعل الخير والبحث عن الرزق في أرض الله الواسعة،خوفاً من مشروعية الشبهات،والملاحقات من قبل أنفار تؤسس لثقافة التفكيك،من غير علم أو دراية طبعاً،كونه حمّل أمانة أكبر من حجمه وكلّف بواجب حساس يحتاج إلى تثقيف وتعليم قبل البدء بتنفيذه..!!



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى انت يا جمعة
- موت الواقع في رواية (موت الأب) لأحمد خلف
- السيرة الدرامية للمبدع(محي الدين زه نكنه)في كتاب ل(صباح الأن ...
- جمال الغيطاني في(حرّاس البوابة الشرقية)هل دوّن ما رأى أم سرد ...
- بين دمعتي(احمد خلف)و(حسين نعمة)دمعة كاذبة
- القارة الثامنة
- الرجل الذي أطلق النار
- في حوادث متفرقة
- مسرحيات مفخخة//حين يكون المبدع أداة مجابهة// محي الدين زنكن ...
- أينما نذهب ثمة ورطة
- إنهم يبيعون الإهداءات
- أغتيال حلم..أو شاعر آخر يتوارى
- تواضعوا..يرحمكم الله
- سيرة الدكتاتور..من الفردانية..إلى الأفرادية..
- بلاد تائهة..
- سر هذا الضحك
- من سيربح العراق
- لا تلعنوا آب رجاء..
- هل حقاً كاد أن يكون رسولا..
- ما الشعر


المزيد.....




- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تحسين كرمياني - غريب الدار