أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - فلسفة العمائم















المزيد.....

فلسفة العمائم


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 735 - 2004 / 2 / 5 - 05:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ممكن تقسيم المعممين الى نوعين ،العمائم الكبيرة والعمائم الصغيرة . ليس بمعنى كبر العمامة ولونها  وطريقة وضعها على الرأس او ارتدائها ،بل بقدر فعل تأثير مرتديها واهميته ووقع كلمته على الناس وعلى تنفيذ القرار.

وبديهيا القول كل عمامة كبيرة ابتدأت  عمامة صغيرة وتدرجت في الف والبلف كما يتدرج الموظفون الحكوميون في رتبهم ،  حتى وصلت موقعا قد لا تكبر بعده الا اذا شاء الله او الحاكم

العمامة الصغيرة ليس لها  من سند يسندها ولا من عضيد ياخذ بيدها لتكبر وتليق برأس حاملها الا الطاعة والخضوع  والتعصب للامر اكثر من الامر نفسه .  كل ما زاد تعصب العمامة الصغيرة في جلد الناس باحكام  تخلو من الرحمة زادت مقاما وهيبة واحتراما لدى العمامة الكبيرة وزادت طية في لفها . ويمكن استعارة قول المتنبي في هذه الفلسفة لنقول:

على قدر نوع الحكم تأتي العمائم

لكن مشكلةالعمائم الصغيرة تكمن في طول حياة العمائم الكبيرة ،فالله لا يتذكرهم برحمته الا يعد ان يعيى الراس ولا يقوى على تحمل ثقل عمامة . وفي هذا الوقت يكون رأس صاحب العمامة الصغيرة على درجة من الاعياء تقارب حالة صاحب الكبيرة الذي قد تذكره الله برحمته وسيفتح له جناته ويعيد شبابه بدزينة من حور العيين . ويا ليتنا كنا معهم فنفوز والله فوزا عظيما

وانا لا اقصد بالعمائم رجال الدين فقط ، بل كل المنظمات والاحزاب التي يتربع على قمة هرمها رجل وان لم يرتدي عمامة ولكنه يمارس نفس صلاحيات صاحب العمامة . اكان من جهة اليسار او من جهة اليميين . البعض لهم الحق في ذلك فالحزب او المنظمة تأسست بفلوس صاحبها وستموت بموت صاحبها اذا لم يرثها ابنه او قريبة بشرط ان يكون الوريث على استعداد  بأستثمار امواله في السياسة .اي ان هؤلاء ينطبق عليهم  المثل المصري ،كل واحد يغني بفلوسه . واصبح شعارهم لكل شيخ عشيرة حزب وابن العشيرة عضوا وان لم ينتمي

وهذا الامر يعيدنا الى تقليد قد ورثناه بل ورثته الانسانية جمعاء ،وهو وجوب احترام الكبير اكان في المنصب او في العمر ، واطاعة اوماره والاسترشاد بخبرته وتفضيل رأيه وغفر زلاته وتبرير اخطائه . هي تربية قد ورثناها اكان من الدين ام من العادات والتقاليد ليس في المجتمع فهذا شيئ محبب ومفضل ولكن في الامور الحزبية او في الاراء السياسية  والقضايا الادبية او المصيرية  . وهذه التربية ونوعها وفعلها يختزنها الشباب المتمردون في بداية حياتهم السياسية ،الراغبين في التجديد واحلال الحديث من التفكير والمواقف محل القديم العتيق الذي لا يلائم ،ولكنهم يستطدمون في محاولاتهم هذه في كل مرة  بجدران الكهولة التي لا تسمح بالتنازل عن منصبها او موقعها اكان اجتماعيا ،دينيا ،ادبيا او سياسيا ،ولا تعطي فرصة لهؤلاء الشباب  الراغبين في التجيد. وعنما تتاح الفرصة بالتغيير يكون الشاب قد بلغ سن الكهولة واصابه فايروس المحافظة  على القديم الذي كان ضده . القضية تصبح مثل المراة التي تورث التخلف والانصياع الى ابنتها بعد ان تضررت هي نفسها  من جور قوانين الاديان  والمجتمع وتمنت الخلاص منها عندما كانت شابة  .

لهذا نجد التجديد في مجتمعاتنا يسير بخطى النمل ولكنها غير حثيثة وغير مثابرة ، وهو كموضة الملابس لا تصلنا الى عبر محطات توقف  عديدة خلالها تكون الموضة قد توقفت ان تكون موضة ، فلا نلبس الا القديم ونوهم انفسنا بارتدائنا الجديد والاغرب ان نجد محاولات ليس للبس الموضة التي اصبحت قديمة بل لاعطاء القديم المتخلف ،نفحة من الحداثة  واعادته للحياة عبر بعض من اللمسات التي تعطيه شيئا لا يمت الا جوهره ، مثل ديمقراطية الشورى ، ، او الحجاب الاسلامي المزكرش والملون حسب ما يلائم شفاه النساء التي ترتديه يزيد من اغراء المراة  ويجعل التركيز على شفتيها الممتلئتين اكثر من لو كانت سافرة ، بل يجعل الرجل يغيب في رحلة  خيالية لتصور تضاريس الجسم الذي يغطيه هذا الحجاب الباعث على التخيل  .

حكاية الحجاب الاسلامي ،لا بد ان تكون ورائها شركات الازياء الاجنبية ،والفرنسية على وجهة الخصوص لانها تدر عليها اموالا هائلة وتدر علينا تخلفا وجهل ،ولان العرب والمسلمين بشكل عام لا تستهويهم الا الاقمشة الفرنسية والانجليزية ،فاليشماغ العربي ليس له مايربطه بالعرب الا الكنية اما الخامة فهي فرنسية او انجيلزية ، واحسن عباءة هي الفرنسية ،فلو ارادوا العرب وضع الحجاب في المعركة لاستغنوا عنه بالكامل وسيرون  الافلاس الذي سيصيب الدول المنتجة  ومصدر الافكار الذي تدعو الى الحجاب وعدد العمائم المستفيدة نقدا وعدا من ترويجه والدعوة له  ، التي ارادت ان يكون حتى للاعبي كرة القدم زيا اسلاميا  خاصا بهم يشبه البيجامة الفضفاضة .

فلسفةالعمائم هذه ،توقف الزمن عند الشاعر والكاتب والسياسي ،حتى عنما يشيخ ويعجز فيتناول الاحداث بنفس الاساليب والتفسيرات القديمة التي درج على استخدامها واصبحت لا تصلح لشيئ سوى وضعها في الرفوف العالية . فاذا قرأنا للشعراء الذين اصبحو سياسيين نراهن لا يعرفون من السياسة سوى الهجاء  والذم  ، وخيالات تنتجها عقولهم المتوقفة عن زمن محدد فلا يعرفون هل ان الحكم اليوم ملكيا ام جمهوريا ،انها لعنة الزمن المخنوق بين جدران الذاكرة الهرمة .هي محاولة للانتصار على افكار اليوم الشابة التي غدت ملكا للانسانية جمعاء ، في  عصر سرعة تبادل المعلومات ،وكسر القيود على الكتب والاراء المحضورة من التداول . ولان السياسة  اصبحت ضالة المؤمن وليس الحكمة ، يندفع الجميع اليها ليحتل موقعا قد عاقه من احتلاله تربع كهلا على هرم التنظيم ،ولانه يريد التنافس مع الكهول فلا بد ان بتخذ نفس المنطق للمحاججة ،بل ويزيد عليه تصلبا وتحجرا ليظهر بمظهر المدافع عن القيم الاصيلة .

فاذا كانت الاحزاب التي تدعو للديمقراطية ، لا تسمح للشباب في  في تبوؤ المراكز القيادية فكيف لها ان تقود الاجيال الشابة الى فضائات اكثر رحابة

وانفتاح ،وهي التي لم تنفتح على اراء الشباب المتوثبة ؟

لماذا الاصرار على الخبرة والتجربة  وليس على التجديد وسلوك طرق قد تكون عذراء ولكنها في المحصلة  اضافة الى الجهد الانساني في اكتشاف الافضل والاستفادة من التجديد ؟

لماذا علينا اطاعة احاديث قدسية اتت لاناس تصورا ان ابعد مكان في العالم هو الصين .؟

الا يجب علينا ان  نريح الشيوخ منا  ،من تعب السنين ونترك لهم مهمة الاستمتاع  باكتشافات قد يعزيها الشباب الى فضلهم ومساهمتهم التي مهدت الطريق لهم  للوصول الى الافضل بدل ان يلقوا اللوم عليهم وعلى تربية قد كبلتهم فلم يستطعوا حراكا اذا لم يتخلوا عن بعض من امتيازاتهم  .؟؟



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشويه المفاهيم ..العلمانية نموذجا
- المرجعية الدينية والمرجعية السياسية
- اخطار لم تنتبه اليها المرجعية الدينية في دعوتها للانتخابات
- احترام الاسلام والانسان يعني العلمانية
- الفدرالية ،الديمقراطية والعواطف الطائفية والقومية
- خفافيش مجلس الحكم ..ومصباح بريمر


المزيد.....




- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - فلسفة العمائم