رحل بلبل فلسطين فتحول الصفير الى نواح من بديل عندليب فلسطين

محمود الحريبات

الحوار المتمدن-العدد: 2379 - 2008 / 8 / 20 - 10:41
المحور: الادب والفن
    

لقد تأخر هذا المقال أربعة أشهر، وكان وعدا مني لطلابي وبعنوان مختلف وهو (بلبل فلسطين ). ولم أكن أعلم أن الحظ لم يحالفني في كتابة هذا المقال في موعده، حتى افرح بإظهار الصور الناصعة في شعر محمود درويش وعالمية شعره لأنني قرأت شاعرنا بطريقة جديدة وأهديها لشاعرنا في حياته حتى أسمع منه كلمات تقول: أصبت في أمور ولم توفق في أمور أخرى، فعلي الآن أخاطب روح بلبل فلسطين وأنا حزين على سرعة ترجل هذا الفارس ،
لأننا في أمس الحاجة وفي هذا الظرف إلى صفير البلبل في فضاء فلسطين لإعادة اللحمة لأشلاء هذا الوطن، وكتابة نشيد وطني جديد يتناسب مع ولادة دولتنا الفلسطنية الجديدة. فانا أقول لك ( لماذا تركت الفلسطيني وحيدا) ؟ وليس الحصان فنحن نقول لك أنت لم تغب عن الإنسان الفلسطيني والعربي خاصة، ولا عن تراب الأرض ولا عن نباتها فأنت نسيم الحرية التي يتنفسه كل عربي وفلسطيني، نحن نحبك الى الابد ونرفض (أحبك أو لا احبك). أنت تعلقت بالأرض عندما عدت من لبنان عام 1950 مشياً على الأقدام إلى قريتك ، فأبدعت عندما انتقلت بالقصيدة العربية من الدرامية إلى الغنائية، ونوعت في أغراض الشعر،ومن الصورة البسيطة إلى الصورة المركبة، ونقلت القصيدة العربية من دائرتها الإقليمية الضيقة إلى العالمية، فترجمت دواوينك إلى أكثر من عشرين لغة.غردت في العواصم العربية فحركت قلوب ملاين العرب إلى فلسطين. لأنك انتقيت المفردة الشعرية البسيطة الموحية وركزت على الوجدان الجماعي، وخاصة في عشقك لفلسطين عندما قلت:
حشيش الغيم في الأفق
تود العين لو طارت إليك
كما يطير النوم من سجين

لقد ابتعدت عن السرد في الرواية وبنيت أفاقاً درامية تجمع بين البطولة والمأساة خاصة في قصيدة (أحمد الزعتر) وفي قصيدة( سرحان يشرب القهوة) إنك في هذه القصيدة استخدمت التنوع الأسلوبي والمونولوغ الداخلي غير المباشر في وصف الشخصية، وبلورت أبعادها. خاصة في وصف حركة الهجرة اليهودية غير المتوقفة إلى فلسطين والتداخل بين البعد الزماني والمكاني بوصف ماضي وحاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني، فبنيت قصيدتك بحرفية عالية واقتصاد لغوي واضح فشكلت أجمل تجليات الشعر العربي الحديث لم يبكيك محبوك من الناس والملوك والأمراء و الشعراء بل بكاك الشعر، و لا نقول بعدك:
قصائدنا بلا لون
بلا طعم، بلا صوت
لا نخلد نحن للصمت
بل نقول: على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
رحم الله بلبل فلسطين. وعلى كل محب لهذا البلبل من الشعراء والنقاد أن يكملوا المسيرة حتى يكتب أحد شعراء فلسطين قصيدة النصر، ويصدح نشيد وطني جديد لدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

#محمود_الحريبات (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات