أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جان كورد - نظرة في رد الفعل الكردي على الإرهاب















المزيد.....

نظرة في رد الفعل الكردي على الإرهاب


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 735 - 2004 / 2 / 5 - 04:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ناضلت الأمة الكردية في تاريخها العريق نضالا لاهوادة فيه من أجل الحرية والحياة الكريمة ، ومارست حركتها السياسية الكفاح المسلح لأجيال عديدة في وجه العدوان الذي شنته الأنظمة الدكتاتورية والاستعمارية عليها باستمرار، حتى اشتهر صيت الكرد بحروب العصابات واشتهرت الحكمة الشائعة عنهم بأن ليس للأكراد من صديق سوى الجبال. وهذا ما يمكن أن نراه واضحا في ثوراتهم وانتفاضاتهم العديدة في وجه الاستعمارالعثماني على أيدي الشيخ عبيد الله نهري والشيخ عبد السلام البارزاني، وضد الانجليز بقيادة الشيخ محمود الحفيد، وضد الشاهنشاهية الفارسية بزعامة سمكو آغا ومن بعد ه القاضي محمد ورفيق دربه البارزاني مصطفى  لدى تأسيس جمهورية كردستان الأولى في مهاباد، وكذلك في مواجهة الآتاتوركية الطورانية برئاسة الشيخ سعيد بيران ومن بعده ثورة خويبون وثورة ديرسم، وأخيرا ثورة أيلول الكبرى بقيادة البارزاني مصطفى وما تلاها من ثورات وحركات كبيرة وصلت إلى إعلان حكومة كردستان العراق عام 1992 التي نشأت بعد انتخابات حرة وديموقراطية بعد زوال حكم صدام حسين من كردستان وإلى الأبد منذ عام1991 وتمتع الشعب الكردي بحريته وقيامه بإدارة نفسه بعد عقود طويلة من الظلم والاحتلال والقهر والإجرام البعثي الكبير.

 

الأكراد لم يمارسوا الإرهاب في نضالاتهم المريرة ورغم كل المجازر والنكبات التي تعرضوا لها ، كما حدث بعد ثورة 1925 أو مؤخرا في حلبجة عام 1988، ولم تصوب البندقية الكردية إلى صدور المواطنين العزل طوال سنوات الحرب الوحشية التي شنها نظام البعث الدموي على شعب كوردستان منذ استلامه السلطة عام 1968 وإلى حين سقوطه، ولكن غير الأكراد اغتالوا زعماء الكرد ورموا بكثيرين منهم مقيدين بالسلاسل في الأنهار والبحيرات ودفنوا المواطنين الكرد العزل أحياء وبالجملة في مقابر جماعية ومزقوا بطون النساء الحوامل بالحراب وهتكوا الأعراض وقتلوا شبابهم تحت التعذيب وحاولوا ابادتهم بالغازات الكيميائية وشردوهم من ديارهم ووطنهم، ورغم ذلك فقد ظل بيشمركة كوردستان رجالا كرماء وشرفاء لم يتعرضوا إلى عوائل وأقارب الذين كانوا يعتدون على أهليهم وذويهم أفرادا وجماعات.

 

ومن هؤلاء من شن الحرب على اليهود في يوم الغفران في عام 1973 ولم يرف لهم جفن، بل قالوا : نحن مسلمون والحرب خديعة! وهاهم يغدرون بالأكراد المسلمين في يوم عيد الأضحى المبارك بعد الصلاة مباشرة ولدى تبادلهم التهاني والتباريك فيما بينهم، فيأتون إلى حيث أكبر عدد من الناس مجتمعين، في عمليتين غادرتين، ليلدغوا المواطنين الأكراد لدغ الأفاعي وهم متشحين بوشاح الإسلام مثلما فعلوا باليهود في يوم عيدهم. أهذا هو دين محمد يا مسلمين؟ أهذا هو الإسلام حقا؟

 

أما الإعلام العربي فإنه قد كشف عن وجهه القذر، فهو لا يسمي هاتين العمليتين الإجراميتين بالإرهاب وإنما بعمليتين "انتحاريتين!" تفاديا للفظ الإرهاب وفي محاولة قذرة لتقديم الجريمة البشعة على أنها "مقاومة!" .. وأية مقاومة؟ نعم يسمون الاعتداء على حياة مئات المواطنين المسلمين في يوم عيدهم بمقاومة. فماذا ستكون النتيجة لو خرج الأكراد أيضا ليقاوموا على هذا الشكل ضد من لدغهم بهذا الشكل الغادر؟ وهل حسبوا لهذا حسابا؟

 

وقد يتساءل بعضهم: هل سينتقم الكرد مما حدث في أربيل ؟ وكيف سينتقمون؟

 

طبعا سينتقم الكرد وبقوة من المجرمين الذين ارتكبوا هاتين الجريمتين البشعتين اللتين راح ضحيتهما عدد كبير من قادته المناضلين وكثير من المواطنين الذين جاؤوا لتقديم تهاني عيد الأضحى لهم في مقرين من مقرات الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، أكبر حزبين في جنوب كردستان وأقدرالقوى الكردية على الانتقام والقتال والدفاع عن شعب كردستان.

 

لا وألف لا. الشعب الكردي ليس بشعب إرهابي ولا يؤمن بالإرهاب كوسيلة لمقارعة خصومه، إنه لن يضع القنابل في أحزمة الشباب الجاهل ويرسلهم إلى مطاعم ومساجد ومستشفيات ومدارس وباصات الآخرين ليفجرهم ويكسب من وراء القتل الجماعي مكاسب إعلامية وسياسية آنية لا تفيده وإنما تضره وتجلب عليه بالنقمة من كل البشر وبمزيد من الضحايا نتيجة انتقام الاخرين منه. الشعب الكردي يقاتل وجها لوجه كما تقاتل الرجال ولا يمكن أن ينقلب إلى أفعى غادرة.

 

الكرد سينتقمون من أعدائهم وعملاء أعدائهم بالإسراع في تحقيق وحدتهم على كافة الأصعدة، ولا شيء يخيف أعداء الكرد مثل وحدة الكرد. وهذا هو أنجع  دواء للتخلص من إجرام المجرمين الكبار الذين يقفون وراء الإرهابيين ويدعمونهم ويدفعون لهم الأموال ويزودونهم بالأسلحة والمتفجرات والوسائل التي تمكنهم من تنفيذ جرائمهم الرهيبة. والكرد لن يقبلوا بعد اليوم بأن يظل قادتهم متفرقين وأحزابهم متخاصمة وجبهتهم ضعيفة تنفذ منها الأفاعي الغادرة.

 

الكرد عملوا ولا زالوا يعملون ولن يحيدوا عن طريقهم من أجل تحقيق هدفين في العراق:

- بناء عراق ديموقراطي برلماني تعددي حر وحديث

- تحقيق الفيدرالية لكردستان العراق

 

ولكن الكرد ليسوا فقط كرد العراق، وإنما أمة كبيرة لا تقل عن الأربعين مليونا من البشر، ومنهم جاليات كبيرة منتشرة في مختلف أصقاع العالم، وسيتصرفون بعد الآن تصرف أمة كبيرة حسب قناعتي وإيماني العميق بأن الحركة الوطنية الكردية تناضل بإخلاص من أجل تحقيق طموحات هذه الأمة، وبإمكانها تسديد ضربات مؤلمة لمن يقف وراء الإرهابيين من حكومات ومؤسسات وأحزاب ومحطات تلفزيونية وشخصيات تتستربقناع الدين، وما هي في الحقيقة سوى نفسيات مجرمة وحاقدة على الكرد وكردستان، والدين منها بريء براءة الذئب من دم يوسف. ولكن كما قلنا فإن الكرد ليسوا من طينة هؤلاء الإرهابيين الذين لن يحققوا شيئا لأي قضية كانت ما داموا قد خرجوا من دائرة التعامل الإنساني العقلاني إلى دائرة الذئاب التي تفتك بكل من يعترض طريقهم. الكرد سينتقمون منهم ليس بالإرهاب والغدر وإنما بانهاء خلافاتهم وانشقاقاتهم وبالقضاء على كل ما يعيق وحدتهم كأمة، وبخاصة في المحن والنكبات.

 

إن استشهاد عدد من قادة الشعب الكردي في أربيل في اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك عن طريق الإرهاب الغادر يعتبر في نظر الكرد جميعا بمثابة تقديم القرابين من أجل الحرية، ولكن رغم حجم المأساة فإن هذا الشعب فيه الكفاية من الرجال والنساء القادرين على مواصلة السيربعزم أكبرعلى طريق الحرية، وسيزداد تلاحم الأمة الكردية معهم ، كما سيزداد حرصهم على العمل بجدية أكبر ودراية للمخاطر التي تعترضهم، وهذه الجريمة المضاعفة ليست إلا تجربة مضاعفة للقيادات الكردية وهي تقوم بمهامها الوطنية النبيلة.

 

ولايسعني في هذه المناسبة الأليمة إلا أن أتقدم بالتعزية من قلب حزين لأسرالشهداء الأبرار والجرحى الأعزاء الذين تدعو لهم الأمة الكردية بالشفاء العاجل، ولجميع قادة وكوادرالحزبين الكرديين الكبيرين ، الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وعلى الأخص الرئيس مسعود البارزاني والرئيس جلال الطالباني، بل لكل الأمة الكردستانية وقادة أحزابها ومنظماتها المختلفة، لهذا المصاب الجليل، تغمد الله شهداءنا برحمته وأسكنهم فسيح جنانه وإنا لله وإنا إليه راجعون.



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق المعارضة السورية الديموقراطية
- المعارضة السورية من الفرز الطبقي إلى الفرز الديموقراطي
- الشارونيون يهددون الأسد والأسد يهدد الأكراد
- في مواجهة جدية للتهديد التركي – السوري
- سوريا تعانق تركيا على الطريق نحو واشنطن
- لا حق للكرد في تقرير مصير كردستان -العربية!-
- لماذا لا يعترف العرب بالجريمة؟
- نهاية دكتاتورأم موت فلسفة عنصرية؟
- مثقفون مصابون بداء جنون البقر؟!!
- تركيا من ذئب أغبر إلى ثعلب ماكر
- لن يلدغ الكرد من جحر مرتين!!
- الحركة الوطنية الكردية -السورية- والمخاض العسير
- متى يعلنون وفاة الحركة التصحيحية ؟!
- الأكراد في سوريا يريدون إصلاحاً جذرياً في البلاد
- صدام لا زال حياً و... - ليخسأ الخاسئون
- جدار أمني في فلسطين وحدود مزروعة بالألغام في كوردستان
- مهلاً عزيزي السكرتير!
- أن نكون أو لا نكون في الجمهورية الموروثة.. هذه هي المسألة..!
- هل للحرب في العراق مبررات خلقية؟!
- تحيا الدولة الكردية


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جان كورد - نظرة في رد الفعل الكردي على الإرهاب