أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أحمد هادي الموسوي - رواندزي بين الحل والحرب !!















المزيد.....

رواندزي بين الحل والحرب !!


أحمد هادي الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 2377 - 2008 / 8 / 18 - 08:55
المحور: القضية الكردية
    


لم تخلوا تصريحات القيادات السياسية الكردية من التهديد على الدوام ،وهو معلن تارة ومبطن تارة أخرى، كما يصرون على اتهام نظرائهم بتهديدهم اذا ما إختلفوا معهم في التوجهات والطروحات وفي طرق التعاطي مع القضايا المختلفة، وتلك لعمري هي واحدة من طرق ألأبتزاز والتنكيل بالآخر وفق نهج ((إن لم تكن معي فأنت ضدي))، وفي آخر نماذج هذه التصريحات هي ما جاء في العمود الصحفي لعضو كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي السيد فرياد رواندزي في صحيفة ألأتحاد التي يرأس تحريرها أيضا ، وقال السيد رواندزي بخصوص تأييد قوى 22 تموز لقانون أنتخابات مجالس المحافظات بما فيها كركوك، ونقض رئيس الجمهورية السيد الطالباني ونائبه الأول عادل عبد المهدي بطريقة غير قانونية وبعيدة عن الدستور، قال (ان بعض النواب لم يهدأوا، بل واصلوا تصريحاتهم النارية وإتهاماتهم للتحالف الكردستاني، الذي وافق على الورقتين الاخيرتين لممثل الامم المتحدة اللتين تقدم بهما في ليلة 4/8/2008 ورفضهما اصحاب هذه التصريحات الخطيرة) ،ثم يعود ليقول (بدلا من الإستمرار في تأزيم الاوضاع وتوتيرها بهذه التصريحات الإستفزازية ضد الكرد والتحالف الكردستاني، من الافضل ان يستغل هؤلاء، الهدوء الذي تشهده بغداد، لإيجاد مكامن الخلل والإختلاف حول قضية إنتخابات مجلس محافظة كركوك من اجل التهيؤ لإيجاد حل مشترك لهذه المشكلة) ،وأية مشكلة ؟ وأية حلول؟ تلك الحلول التي طرحها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق ستيفان دي مستورا بعد ضغوط مورست ضده وأتهامات من قبل التحالف الكردستاني ورئاسة أقليم كردستان ، وهم ذاتهم من رفض مقترحات دي مستورا الأولى وأعتبروها مجانبه للحقيقة عندما قال أن الحل الأمثل لمشكلة كركوك هو في توزيع مقاعد مجلس محافظة كركوك الى 32% لكل من العرب والكرد والتركمان و4% للمسيحيين ، وهاجموه بل وهددوه ، وأبرز التهديدات جاءت على لسان رئيس اقليم كردستان العراق السيد مسعود البارزاني حينما قال: (ان ممثلية الأمم المتحدة في العراق المتمثلة بالسيد ستيفان دي مستورا لاتعرف من هم الكرد ، وأننا لم ولن نسمح بمثل هذه التلاعبات بمصير الكرد في كركوك وغيرها من مناطق العراق بسبب سوء سياسات السيد دي مستورا، وأننا على أستعداد للقتال الى مالانهاية من أجل كركوك).. ألم تكن تلك واحدة من التصريحات الأستفزازية ؟ ألم يكن هذا تهديدا؟ وهل من يبحث عن الحلول التي يشير اليها السيد رواندزي يتعامل بهده الطريقة في فرض الهيمنة ولي الأذرع كما هو عليه الحال الآن في كركوك وبغداد وديالى والموصل؟ ثم يهاجم رواندزي النواب التركمان حينما يقول:( وللاسف إن عددا قليلا من نواب التركمان لايجدون ضالتهم إلا في ان يمتطوا صهوة التصريحات التي تعقد الاوضاع وتبعد المسافات بدلا من تقريبها) ،علما أننا كمتابعين للمشهد السياسي العراقي عن قرب لم نسمع طيلة الأعوام الماضية أية تصريحات نارية ولا مائية لأي من التركمان ، بل أن لغة التهديد كانت هي السائدة على الدوام من جانب القيادات الكردية، وما أنفكت هذه القيادات وهي تتهم التركمان ممن لم يغنوا على الموسيقى الكردية بأنهم يمثلون أجندة خارجية دولية، تماما كما فعلت هذه القيادات مع من أختلفوا معهم مؤخرا بشأن المادة 24 من قانون أنتخابات مجالس المحافظات عندما أتهمتهم بأنهم بقايا البعث المقبور!! وأنه ينبغي أجتثاثهم من العملية السياسية أن لم يرعووا ويعودوا الى رشدهم ،،على لسان أكثر من مسؤول كردي،، وفي إشارة الى التلويح بالحرب من أجل كركوك .. قال السيد رواندزي :( إن ما حدث في 22 تموز كان خطأ جسيما، يجب ان يعترف به الجميع ويسعى الكل لعدم تكراره مرة اخرى، او يعتبره إنتصارا على الطرف الكردي في المعادلة السياسية واللعبة الديمقراطية، لان خسارة الكرد في العراق يجب ان تحزن الاخرين ولا تفرحهم، لان على طوال التأريخ العراقي كانت خسارة الكرد، خسارة للعراق دائما)!!
ان محاولة أتهام الآخرين بأنهم يلوحون بالحرب هي في الحقيقة ليست سوى ورقة جديدة يلوح بها السياسيون الكرد، مع أنها نغمة جديدة قديمة تعودنا سماعها بعيد سقوط الصنم في التاسع من نيسان 2003 من قبل القيادات الكردية ،ولاندري هل الحلول السلمية تأتي من خلال الحرب التي أشار اليها السيد مسعود بارزاني وغيره في كردستان؟ وهل من يعترف بعراقية كركوك يصر على أن تكون جزأ من أقليم كردستان قسرا ؟ وهل استخدام سياسة الترغيب والترهيب يؤدي الى ضم كركوك عنوة الى أدارة أقليم كردستان ؟
ليس من المستغرب في لهجة السيد رواندزي التهديدية هذه أن تحمل في طياتها العديد من المتناقضات ، فقد تعودنا سماع مثيلاتها من قبل ، ففي الوقت الذي يؤكد أن مايجري في العراق هو لعبة ديمقراطية ، يملي على اللاعبين الآخرين أن ينصاعوا لرغبات التحالف الكردستاني ، وأن من لم يتفق مع مساعيهم (السياسيون الكرد) يعتبر خارج أطار اللعبة ، وهنا يعود السيد رواندزي بذاكرتي الى منتصف الستينات يوم كنا صغارا ونلهوا بممارسة كرة القدم في أزقة وشوارع مدينة الثورة ببغداد ، وفي تلك الفترة كان يلعب معنا شخص غير مرغوب به لكثرة أختلاقه المشاكل ويدعى جبار عربانه، وعربانه هذا كان يمتاز بعظلاته لأنه يعمل مع والده ببيع اللاكستك(الآيس كريم) ويدفع العربانه طيلة أوقات النهار بعدما ترك الدراسة ،وكان عندما يلعب معنا يفرض علينا أن نخسر مع فريقه قسرا عنا ، وياويل من لاينفذ ،وكنا نسمع منه على الدوام أنه يستطيع ضرب أي منا اذا ما حاول اللعب معه وقطع الكرة من بين أقدامه،حتى حصل ما كان عكس التوقعات ، فقد حصلت مشاجرة ذات يوم بين جبارعربانه مع شخص أتى من الناصرية ضيفا على أقربائه في منطقتنا، فأكل جبار عربانه حينها شتى أنواع الرفس والدفس وماعنا نسمع منه صوتا ، فتحول لقبه الى جبار نفخه حتى هذه اللحظة، فما أشبه اليوم بالبارحة ، وبالعودة الى السيد رواندزي ،فأنه حمل على أحد حلفائهم وهو الحزب الأسلامي العراقي برئاسة طارق الهاشمي فقال : (ولابد ان تلتزم الاطراف الثلاثة بالهدوء وعدم إصدار تصريحات نارية كتلك التي صدرت من احد اعضاء المكتب السياسي للحزب الاسلامي الذي لا يرى خيارا ثالثا لمشكلة إنتخابات كركوك اما الحل او الحرب)، وتلك هي أبرز التناقضات التي جاءت على لسان رواندزي ، وهو بذلك يطرح مفهوم الأتفاق المبرم بين الثلاثي المذكور والذي يبدوا أنه ينص على تقديم التنازلات لبعضهم البعض وتمرير ما يتم الأتفاق عليه بغض النظر عن الفرقاء السياسيين الآخرين حتى لو أدى ذلك الى تقسيم العراق على أسس طائفية وعرقية .
ان الذي ينبغي أن تعيه القيادات الكردية هو أن من كان بيته من زجاج لايرمي الناس بالحجر، وأن العراق كان وسيبقى واحدا موحدا رغما عن أنفهم،وسيكسر العراقيون بعربهم وكردهم وتركمانهم وآشورييهم وطوائفهم الأخرى كل الحواجز التي يحاولون وضعها على طريق بناء العراق الواحد.. شاء من شاء ، وأبى من أبى .



#أحمد_هادي_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أحمد هادي الموسوي - رواندزي بين الحل والحرب !!