أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم علاء الدين - الحوار الفلسطيني مضيعة للوقت















المزيد.....

الحوار الفلسطيني مضيعة للوقت


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2377 - 2008 / 8 / 18 - 10:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما زال الكثير من المخلصين وبحسن نية يتصورون ان هناك امكانية حقيقية لحوار جدي بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية قد يعيد الى الساحة الفلسطينية وحدتها وينهي حالة الصراع التناحري القائم بين فتح وحماس.
وتتصدر قوى اليسار هذه الدعوة ، فكثيرة هي التصريحات التي تطلقها الجبهة الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب ، بالاضافة الى كثير من الشخصيات الوطنية وكتاب فلسطينيون وعرب.
ومع التاكيد بان الوحدة الوطنية هي مطلب جماهيري فلسطيني عربي الا ان المطالب لا تتحقق بالتمني، بل بقيام خطوات فعلية اجرائية على ارض الواقع، فهل مثل هذه الخطوات يمكن حدوثها بالرغم من كل الدعوات والامنيات؟؟
قلنا في مقال سابق ان كل هذه الدعوات ستذروها الرياح، ولن يجري حوار بين السلطة وحماس واذا جرى فسيكون مضيعة للوقت ولن يؤدي الا الى تاجيل الصراع تمهيدا لمرحلة ثالثة تحضر لها حماس سوف تكون على مستويين الاول تنظيف قطاع غزة من أي وجود عسكري للتنظيمات الفلسطينية الاخرى في قطاع غزة، وهو الذي يجري التحضير له الان، مما خلق مخاوف جدية عند تنظيمات اليسار من حدوث معركة مسلحة تقودها حماس ضدهم، على ارضية اتهام هذه الفصائل بانه "طابور خامس لفتح والسلطة" وانه ربما تكون منظمات اليسار اداة السلطة في اعادة قطاع غزة الى الشرعية بطريقة مسلحة.
وكنا قد اشرنا سابقا الى ان التناقض بين برنامج السلطة وعمودها الفقري حركة فتح وبين برنامج حماس هو تناقض رئيسي وليس تناقضا ثانويا يمكن تجميده او انهائه واعادة المياه الى مجاريها من خلال دعوة السيد اسماعيل هنية يوم الجمعة الى حل للخلاف قائم على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب".
فمن وجهة نظر هنية هذه ان مقولة لا غالب ولا مغلوب تعني اعادته الى سدة الحكومة ، وعودة حماس الى السيطرة على القرار السياسي للسلطة باكملها.
وهذا ما تعتبره السلطة فيه انتصار لحماس وهزيمة لها وبالتالي فهي ترى ان تحقيق مصالحة على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب" تعني عودة حماس عن انقلابها وتسليم غزة للشرعية وحل اجهزتها الامنية وادماجها بالسلطة الشرعية، وبعد ذلك نفكر في حل الازمة السياسية المتعلقة بامكانية عودة حماس للحكومة، وهذا لن يحدث مطلقا ، حيث ان السلطة وبعد اعادة غزة الى الشرعية ستنظم انتخابات تشريعية جديدة على اساس تنظيم جديد للدوائر الانتخابية طرحتها قوى اليسار واعتمدتها السلطة ، حيث ان نظام الدوائر الذي جرت عليه الانتخابات السابقة والتي ادت الى فوز حماس فيه الكثير من التضليل وعدم الموضوعية ، حيث فازت حماس فقط بنسبة 23 بالمائة من الاصوات ، ولم تفز باغلبية اصوات الشعب الفلسطيني.
وحماس بالتاكيد تدرك مرامي السلطة ومرامي فتح التي لن تسمح باي حال من الاحوال بعودة حماس الى تشكيل الحكومة الفلسطينية وبنفس الوقت تريد اعادة غزة الى الشرعية بكل الطرق والوسائل الممكنة.
ان هذا التناقض الرئيسي والجوهري على صعيد التركيبة السياسية الداخلية يسنده بشده تناقضا رئيسيا اخرا مرتبط بالساسة الاستراتيجة لكلا الطرفين ، فالسلطة حسمت امرها بشكل واضح باعتمادها المفاوضات اداة رئيسية لاستعادة الحقوق الوطنية واقامة الدولة الفلسطينية ، فيما ترى حماس ان المفاوضات القائمة على اتفاق اوسلو "الخياني" من وجهة نظرها لن يؤدي الا الى التفريط بالقضية الفلسطينية ، وان السلطة لن تحقق شيئا للشعب الفلسطيني وانها لن تكون الا شرطي امن لحماية العدو الصهيوني.
ومن خلال هذه التناقضات الاستراتيجية بين الفريقين كيف يمكن ان يكون هناك حوارا يؤدي الى نتيجة ايجابية تعيد الوحدة الى الساحة الفلسطينية؟ الا في اذهان بعض الواهمين.
وقد اعلن الدكتور محمود الزهار امس وهو القيادي البارز لصقور حماس ان لا امكانية لان تتم المصالحة الفلسطينية لحين ما اسماه "سقوط الضعفاء". والضعفاء من وجهة نظر الزهار هم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس وزراء العدو اولمرت، وكرر تاكيده بان حماس لم تتلقى دعوة من مصر للحوار الوطني ، واتهم السلطة الفلسطينة بانها لا تريد المصالحة، مهددا بمقاومة أي محاولة لتغيير الواقع القائم في قطاع غزة.
وتلقى الدعوة المصرية للحوار المزيد من التشكيك على عدة مستويات ، مع تصعيد حماس لاجراءاتها الرامية الى تعزيز هيمنتها على القطاع، بالاضافة الى تصاعد حالة عدم الثقة بين الفريقين.
وقال الزهار ان احتمالات نجاح مساعي القاهرة ضعيفة جدا، مواصلا هجومه على السلطة والرئيس محمود عباس وقيادة فتح التي حملها المسؤولية الكاملة عن ما تمر به الساحة الفلسطينية وذلك "بسبب الارتباك بالمشروع الامريكي". مؤكدا مرة اخرى في تصريحه لوكالة الانباء الالمانية ان "اعلان عباس عن ترحيبه بحوار شامل مجرد علاقات عامة للتخفيف من الضغوطات التي يتعرض لها من اطراف عربية"
وقال «لكن النتيجة المطلوبة بحوار فلسطيني جاد يفضي إلى مصالحة حقيقية أمر مستبعد لأن أمريكا التي يرتبط عباس بمشروعها لا ترغب في حوار فلسطيني ـ فلسطيني وتضع عليه الفيتو».
وفي ذات الوقت أكد الدكتور محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي "بان الساحة الفلسطينية تشهد في هذه الآونة العديد من التحديات والمخاطر التي قد تعصف بكل ما هو فلسطيني خاصة في ظل تنامي حالة الانقسام بين حركتي حماس وفتح، بالرغم من الدعاوى المتكررة من مختلف الأطراف لاستئناف الحوار الداخلي للخروج من الأزمة الراهنة".
وأضاف في مقابلة مع صحيفة الاستقلال الأسبوعية في غزة "أن الدعوة لانطلاق جولات الحوار الداخلي في ظل تلك الأجواء ستكون بلا فائدة وستضيف مزيداً من الاتفاقات غير الواقعية وغير العملية.
وأعرب الهندي عن تخوفه من أن تشهد الأشهر القليلة المقبلة مزيدا من التعقيدات على صعيد المصالحة الداخلية، خاصة مع انتهاء ولاية الرئيس محمود عباس في شباط- يناير المقبل، "الأمر الذي سيدخلنا في مرحلة جديدة من التجاذبات والسجالات واتخاذ القرارات المتضاربة والمختلفة من كل طرف على حدة".
وفي نفس السياق تقريبا كانت وجهة نظر قدورة فارس القيادي في حركة فتح الذي رأى في التطورات الأخيرة والتصعيد بين حماس وفتح سواء في قطاع غزة أو الضفة الفلسطينية «مبعثا للتشاؤم حيال التقدم لحوار قريب».
وشدد في تصريح لوكالة الانباء الالمانية على أن «تصعيد» حماس المتواصل ضد وجود فتح في غزة وفي المقابل الاعتقالات التي تجرى بحق عناصر حماس في الضفة تقدم انطباعا سلبيا لجهود الحوار وتؤكد أزمة الثقة التي تتطلب نوايا جادة ورعاية عربية فاعلة.
ان المشهد الفلسطيني الراهن ليس معقدا ولا هو عصي على الفهم والادراك فهناك برنامجان سياسيان يتصارعان ولا توجد بينهما نقاط التقاء حتى في المسائل التكتيكية، ولذلك فان الجهود المبذولة للمصالحة هي جهود ضائعة بالرغم من دوافعها النبيلة، وهي كذلك دعوات الكتاب والشخصيات.
ان الوسيلة الوحيدة للخروج من الحالة الراهنة هو التفاف القوى السياسية حول واحد من البرنامجين فاما برنامج حماس واما برنامج فتح ، اما الخيار الاخر فهو المبادرة باطلاق برنامج سياسي جديد يشكل اساسا للوحدة السياسية.
بغير ذلك فكل الجهود مضيعة للوقت.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى محترفي تنظيم الجنازات ... الثورة الفلسطينية لم تمت
- هل تجوز الشماته بالميت يا قوى الظلام؟؟؟
- شيخ الحارة في اليمن امرأة
- العاهل الاردني يعلن هزيمة -الهلال الشيعي-
- ايها الفلسطينيون متى ينتهي يوم عاشورائكم؟؟؟
- الديمقراطية وصراع القبائل في موريتانيا
- المهندسة جميلة بلوش في دولة امير المؤمنين
- نعم للانتفاضة.. ضد امارة غزستان الاسلامية ؟!!
- هل مهمة اليسار الفلسطيني القيام بدور قوات المراقبة الدولية
- دعوة غريبة لأهل الاردن
- دعوة غريبة لأهل الاردن
- السلفية الماركسية كالسلفية الاسلامية لا فرق...
- الى اصحاب الرايات الحمراء
- هل هذا هو دورك يا جبهة شعبية ؟؟؟
- ايران تساوم على فلسطين ولبنان مقابل النووي
- يا رشيد ثابت - المسلم- هل تستطيع الغاء تضحيات اليساريين
- الدكتورة والشيطان (1 من 2)
- علماء اوروبا يحاولون اكتشاف سر خلق الكون ... ولا عزاء للدراو ...
- حلم الاتحاد المتوسطي أصبح اليوم حقيقة
- عصرنا افضل من عصور الخلافة والسلاطين


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم علاء الدين - الحوار الفلسطيني مضيعة للوقت