أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أمير المفرجي - إيران. اليوم مع تركيا وغدا مع تل أبيب














المزيد.....

إيران. اليوم مع تركيا وغدا مع تل أبيب


أمير المفرجي

الحوار المتمدن-العدد: 2377 - 2008 / 8 / 18 - 08:54
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بدأت ملامح السياسة الاستعمارية الجديدة تجاه منطقة الشرق الأوسط عام 2003 حينما تحركت الولايات المتحدة الأمريكية باحتلالها للعراق باحثه عن إطار فعلي يربطها بالمنطقة، فجاءت فكرة الشرق الاوسط الجديد. إنهم يعتقدون على قدرتهم من تحويل الشرق الأوسط الذي عرفناه ، إلى شرق أوسط جديد، أكثر اعتدالا، وأقل اضطرابا ولكن أكثر ولاء للولايات المتحدة. وهكذا استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية من هدم العراق وتفتيت مجتمعه ناهيك عن المسؤولية الكبيرة التي تتحملها في حالة عدم الاستقرار وحالة العنف التي يراها القريب والبعيد لهذا البلد المهم في المنطقة . المهم في ثرواته النفطية. المهم في جغرافيته وموقعه بين أسيا وأوروبا. المهم في ماءه وأرضه. المهم بتاريخه... وهلم جرى إن لم يكن بلد الرسالات السماوية ومصدر التفكير الروحي للإنسانية جمعاء.

إنها بدون شك مقومات الوطن القوية التي وجب عدم تجاهلها برغم المصاعب والمؤامرات التي نفذها أعداء هذا البلد إقليميون كانوا أم محتلون. ولكن ماذا سيكون المكان والترتيب القادم للعراق الجديد الذي يريدون منه ان يكون في المنطقة؟ هل سيكون بأستطاعه العراق الوقوف بوجه الأطماع الإقليمية لبلدان الجوار المتمكنة؟ ما هو سر التقارب التركي ـ الإيراني ؟ أيكون كل هذا على حساب اندثار العراق وزواله كقوة فاعله في المنطقة بعد ما أصاب المجتمع العراقي من فتن ونكبات اراد من خلالها هؤلاء تفتيت وحدته الوطنية التي هي العامل الأساس والضروري لقدرته الفعلية في المنطقة. وأخيرا من الذي سيملأ "الفراغ" في حالة فشل هذا المشروع الامبريالي بعد نجاح الثورة العراقية في إسقاطه ورفض الشعب العراقي ومساهمته في أعطاء الإنسانية عالما جديدا متعددا للأقطاب ليحل محل الإمبراطورية الأمريكية وعالمها الواحد الفاشل.

يمكن تلخيص معنى مفردة (الفراغ) من حيث البعد المكاني بتوفر المساحة الزائدة، ومن هذا المعنى يمنح الفراغ الكتل القدر المطلوب من الأهمية, إذ أنه يساعد على إعادة خلق المعنى التعبيري للكتل, ويساهم في توحيد عناصرها.وبهذا أدى انهيار الاتحاد السوفيتي سابقا وسيؤدي فشل الإمبراطورية الأمريكية لاحقا إلى إيجاد فراغ إستراتيجي في وسط آسيا وفي منطقة الشرق الأوسط قد يمهد الطريق إلى انضمام كُتل أو لاعبين جدد لبسط السيطرة والنفوذ على إمكانيات هذه المنطقة المهمة اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، وكانت إيران وتركيا من أهم هذه الكُتل المنسية بعد ان كانت تتقاسم سابقا مع آسيا الوسطى حدودا طويلة كما تتقاسم معها امتدادات عرقية متداخلة.

زيارة الرئيس الإيراني إلى تركيا وضعت النقاط على الحروف

لقد كانت الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني أحمدي نجاد ودعوته من تركيا "لملء الفراغ" في العراق في حال خروج القوات الأميركية من هذا البلد على إنها المؤشر الخطير بحقيقة وجود احتمالات بحث في الملفات الإقليمية بما فيها العراق بين الرئيس إلايراني والرئيس التركي (عبدالله جول) اللذين اتفقا على العديد من الأمور التي تطال "امن ومصالح" البلدين بالرغم من ان أسباب الزيارة المعلن كان وحسب المصدر لإبرام اتفاقيات ( اقتصادية ) لم يكن له صله بهذا الموضوع بتأكيد واعتراف مصدر في مكتب رئيس الوزراء التركي لـ"رويترز" بأن زيارة الرئيس الإيراني، التي تستمر يومين، قد لا تسفر عن إبرام اتفاقيات تجارية أو اقتصادية تخص النفط والغاز. ولكن لماذا جاء أحمدي نجاة وماذا يريد؟ خصوصا بعد الزيارة المهمة للرئيس السوري إلى طهران وفي الوقت الذي تستمر فيه محادثات سورية مع الجانب الإسرائيلي وبالذات في تركيا.

إنها بالتأكيد إعلان نوعي جديد ومكشوف معاكس "للتحفظات الإيرانية السابقة المعلنة" على سياسات أنقرة الإقليمية والدولية ومنها علاقتها بإسرائيل وعضويتها في الحلف الأطلسي ومساعي واشنطن والعواصم الغربية لتصدير تجربتها العلمانية الإسلامية المعتدلة إلى دول الجوار العربي والإسلامي.ولكن بأي ثمن ؟ لا شك ان كل هذه المعطيات السورية والإيرانية على تنوعها واختلافها سواء كانت من خلال الموقف السوري المفاوض لإسرائيل والموقف الإيراني الذي دخل في طور متقدم من التفاوض مع الولايات المتحدة تحت السقف الأوروبي سيدفع ثمنها العراق وما لنا الا أن نقرأ تصريحات أحمدي نجاد في تركيا حين قال "إن علينا حماية العراق". "ووضع أسس لشراكة إيرانية ـ تركية من أجل دعم الاستقرار في المنطقة"، على حد قوله. أو بمعنى أخر أكثر وضوحا, تقسيم العراق بين الدولتين العثمانية والفارسية وان تعددت الاسباب واختلف الزمن.

ألخلاصه من كل هذا هو إن هناك بعض المعطيات الجديدة في المنطقة, إن شاءت الولايات المتحدة الأمريكية أم أبت, ان نجحت أدارتها أم فشلت في خارطتها للشرق الأوسط الجديد. لقد كانت عملية تدمير العراق والسماح لإيران في إدارته واحتلاله سياسيا الحدث الكبير والخطير في المنطقة لتصبح في النهاية العامل المساعد والفعال في تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد. ان إيران تكسب الوقت وتماطل في موضوع الملف النووي، تناور بالسياسة والأوراق في جنوب لبنان وفلسطين واليمن. اليوم مع تركيا وغدا مع تل أبيب ... طالما أراد الغرب من تصفية حساباته مع العراق وشعبه. وبهذا تتقاسم إيران وتركيا هذا البلد وشعبه ويؤأد الحس والشعور الوطني العراقي وينام في سبات عميق بعيدا عن فكرة الوطن.في الوقت الذي يُسير الملايين من العراقيين مشيا على الأقدام إلى كربلاء في الزيارة الشعبانية وفي الوقت الذي يدافع الآخرين عن عراق الماضي الذي لن يعود. أما العرب فليقرأوا السلام على وجودهم في المنطقة ولتبحث أجيالهم القادمة عن دورها الغائب في شرق أوسط تركي ـ أيراني ـ إسرائيلي من نوع أخر وإبتكار جديد.



#أمير_المفرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق اللعبة والرهان
- حرب كونية وقودها العراقيين ونفطهم
- (عكاز) جلال الطالباني الرمز الحقيقي للحاله في عراق اليوم
- مليون ونصف شهيد والوطن شاهد
- كوشنير وازدواجيه مفهوم الوطن العراقي
- أحداث وتغيرات . . . والوطن باقي
- اللقاء الامريكي الايراني الثاني في بغداد .. تطابق أفكارامبري ...
- ثلاث مواضيع والوطن واحد
- سياسة فرنسا الديغوليه مسؤولية تاريخية تتوافق مع مصالح الشعب ...
- بعد انتهاء المحاكمه وتنفيذ حلقه من المسلسل . ما هو القادم لل ...
- سياسه فرنسيه أمريكيه أم سياسه فرنسيه ديغوليه
- كل شي يهون من أجلك ياعراق
- ان كل قطره دم عراقيه أغلى من أبار نفط العراق وان اجتمعت بكام ...
- عراقنا لم يسقط بعد... ولكن ان سقط فقد كنا نحن الذين قد أسقطن ...


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أمير المفرجي - إيران. اليوم مع تركيا وغدا مع تل أبيب