أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - منذر مصري - عراقي - 5 من 5 الحرب: ابق حياً- ليس سهلا إسقاط التمثال-احتفاءً بحق الموت العربي















المزيد.....



عراقي - 5 من 5 الحرب: ابق حياً- ليس سهلا إسقاط التمثال-احتفاءً بحق الموت العربي


منذر مصري

الحوار المتمدن-العدد: 735 - 2004 / 2 / 5 - 05:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عراقي... ( My Iraq )
 ( ما يشبه ملفّاً شخصياً )
5من 5( الحرب: ابق حياً-  ليس سهلا إسقاط التمثال-احتفاءً بحق الموت العربي)

ثانياً: الحرب

كان لي أن أشارك في ملفين تم إعدادهما عن العراق، مساهمتي ( ابق حياُ ) عند بدء الحرب، في جريدة الحياة. أما مساهمتي الثانية في الملف الذي أعده راشد عيسى في جريدة السفير بمناسبة سقوط بغداد، لا ليس سقوط بغداد، لن أخطئ وأردد ما يقوله الآخرون مهما كان تفسيرهم، مدينة كبغداد، لا تسقط، المدن كلها لا تسقط، بل يسقط حكامها وتماثيلهم ، إذن عند سقوط تمثال صدام حسين.وقد تبدل عنوانها من ( ليس سهلاً إسقاط التمثال ) إلى(صمود التمثال) عندما أرسلتها إلى (حرب التماثيل ) عندما نشرت.
( ابق حياُ ) هو ما كتبته جواباً على طلب الشاعرة هالا محمد التي أعدت الملف : ( أريد منك، منذر، ما يقارب  العشرة أسطر، لا رأياً سياسياً، ولا مساهمة فكرية، بل فقط شيئاً تريد قوله للإنسان العراقي، المواطن العراقي العادي)، بعد نشرها في ملف الحياة، اعتبرها البعض قصيدة، ونشرت بهذا الاعتبار ضمن قصائد عن الحرب العراقية، في إيلاف، وجهة الشعر. وفي الحقيقة، لم يكن لدي ما أقوله للإنسان العراقي، سوى ما كنت سأقوله لو كان لي أخٌ في العراق، ابق حياً ... أبق في البيت!! لا تخرج ولا تمد رأسك من نافذة . لم يكن لدي ما أقوله سوى خوفي وقلقي على العراقيين ، الناس،على حياتهم، الرجال والنساء والأطفال العراقيين، لم يكن لدي أدنى اهتمام كما كان للكثيرين ممن أعرف ولا أعرف، بالبترول العربي، ولا بالكرامة العربية، ولا بعزة العراق ( هذا العراق العراق، يلعن أبو شنبك ) ولا بغير هذا من لطائف الأفكار. كنت و ما أزال أكره الحروب، كل أنواع الحروب، وموقفي ضدها أعتبره مبدأً، ضد الموت أولاً وأخيراً، لذا لم أكن في البداية مع الذين يؤيدون أن تشن الولايات المتحدة مع حلفائها هذه الحرب على العراق، لا خشية على نظام ديكتاتوري مقيت، بل على حياة آلاف آلاف العراقيين الذين كنت أعلم أن صدام حسين وشرذمته سوف يحاولون أن يدفعوا بهم إلى حرب، لا أملاً بانتصار، وانتصار من !! والذي لن تتوانى قوات الاحتلال من حصدهم على بكرة أبيهم، إذا فعلاً حاربوها وتصدوا لها. فقد كنت أصدق أن صدام حسين مستعد لأن يضحي بخمسة ملايين شهيد عراقي ثمناً لبقائه، وإنه في حال حصول ذلك، وكتبت هذا في مقالي اللاحق ( احتفاءً بحق الموت العربي – السفير ) فسوف يجعل النظام البعثي العراقي من هذا الانتصار عيداً وطنياً، قومياً، يشارك به، العروبيون في كل مكان بالوطن العربي والعالم ، ليري جميع المحتفلين، كيف يجبر أمهات وآباء وأبناء وأخوات القتلى على الرقص والغناء فرحاً بموت آبائهم وأبنائهم وأخوتهم.. لكني كنت أيضاً متأثراً بعديد من أصحاب الرأي الحر في العالم، أولئك الذين عارضوا الحرب، ووقفوا ضد سياسة بوش الخرقاء كما يصفها العديد من أبناء جلدته، رغم علمي أنهم يفعلون هذا أولاً وثانياً وثالثاً لأنفسهم، ثم بعد هذا بكثير، للعراقيين ولي ، كما أني رأيت كم كانت حججاً واهيةً، ومفبركة، تلك التي قدمها وزير الخارجية الأمريكية  في مجلس الأمن. رغم ذلك فقد كنت أريد أن يتم القضاء على نظام صدام، بأسرع وقت وبأقل كلفة، هذا كان خلاصة تفكيري ومشاعري أيضاً. نعم لقد فرحت، لأن العراقيين لم يقاوموا قوات التحالف وهي تطبق على جيش الطاغية، فرحت بدخول قوات التحالف بغداد بدون ما كنت أخشاه  من الخسائر البشرية فادحة، وفرحت، بالقدر الذي يستطيع به، أي بني آدم عربي يحب العراق والعراقيين أن يفرح في هذه الظروف، برؤيتي تمثال صدام حسين، إله الشر الأسود يسقط. كان هذا بالنسبة لي رمزاً لكل ما أعرفه وأحسه من قهر تجاه الاستبداد والظلم الذي حكمنا به من قبل صدام حسين وأمثاله من الحكام العرب، وقضينا حياتنا مذلين مهانين تحت يافطاته العروبية الكاذبة، وشعاراته الدينية الأشد كذباً. لا بل تحت أبواط ضباطه ( الذين ما عادوا يلبسون أبواط، بل أحذية سوداء ايطالية لامعة ) دون أن أنسى السقوف الواطئة للزنزانات الفردية في الأقبية، والجماعية التي على شكل حظائر،  ينتقون لها خيرة أبناء الوطن لحشرهم فيها لعقود من السنين. في غمرة هذا الإحساس كتبت مساهمتي ذات العنوان ( حرب التماثيل ) في ملف السفير، الذي ذكرته في البداية.
 ولأن، أغلب من قرأت لهم من أخوتنا العراقيين، يلوموننا نحن العرب على تدخلنا في شؤونهم، وذلك لأننا، وهذه هي الحقيقة، لم نفكر سوى بعقلية القبيلة التي يبدو أنه لم يخرج منها إلاَّ قلتنا، وعلى دفاعنا عن شرفهم وعرضهم الذي كان الطاغية يدوسه بقدمه دون أدنى إحساس أو ندامة، هو الذي لا وطن له ولا عروبة ولا عرض ولا شرف ولا دين . فلقد شاهدنا في أحد الاجتماعات الحزبية وبحضور القائد بالذات، كيف تجري محاسبة حتى القياديين على اختلاطهم بالمتدينين وترددهم إلى المساجد. النظام الذي كان بقاؤه واستمرار طغيانه هو همه القومي وسعادته السماوية. من يجد لنفسه الحق بأن ينتهك لوحده ماضي العراقيين وحاضرهم ومستقبلهم وكرامتهم ووطنهم وبيوتهم وغرف نومهم وأحلامهم أيضاً. ولكن كما عبرت في المقالة الذي ذكرت سابقاً ( احتفاءً بحق الموت العربي ) الذي اضطررت أن أختم بها هذا النص، رغم أنه نشر، لوحده، في السفير وفي مواقع عدة منها ( بلاغ - ملفات ساخنة - الحوار المتمدن ). وفيه أقول إنه حتى بمجرد أن أدلي برأيي في هذا الأمر، يعني أني، على نحو ما، أتدخل بشؤونهم ولا أتركهم وحدهم يقلعون شوكهم بأيديهم. وسبب ذلك، وهو ما أتمنى أن يصدقوه، هو أنهم في الحقيقة، يعنون لي، وفي الحقيقة أشعر بأن مصيري مرتبط بمصيرهم، ولا أظن من حقهم، مهما غالوا في نزعتهم الاستقلالية، ولديهم بالتأكيد مبرراتهم، كما فعل الفلسطينيون يوماً، أن يطالبوني بالكف عن ذلك، خاصة أنه أمر غير إرادي من قبلي ومن قبل أمثالي وغير أمثالي. لذا رغبت تثبيت هاتين الشهادتين، إضافة ل ( احتفاءً بحق الموت العربي ). رغم انقضاء زمنها. ولكن هل حقاُ انقضى زمنها، هل حقاً ينقضي زمن أي شيء ؟

1- ابق حَيَّاً

اعبرهم، اعبرهم جميعاً، طغاةً وجنرالات، غزاةً ومحتلين، باعة ماضٍ وسماسرة مستقبل، حملة نياشين مذهبة وفاقعة الألوان، رافعي شعارات طنانة ومهرجي سيرك.
  اعبرهم، اعبرهم جميعاً، مغتصبي أوطان، قطَّاع طرق بلاد، لصوص مدن، مشيدي قصور، حفّاري قبور جماعية، أصحاب تماثيل، أنبياء كذبة، آلهة وضيعة تقف على كفة القبان فتبين عجيزاتها.
اعبرهم، اعبرهم جميعاً، هذا ما عليك أن تفعل، هذا كل ما عليك أن تفعل، لا تصدق أي شيء يقولونه لك، لا تصدق أي شيء يروونه لك، فقط اعبرهم... وابق حياً، هذا هو واجبك، هذا هو وطنك، ولا واجب ولا وطن ولا أرض ولا مستقبل ولا أم ولا ابن... إذا لم تبقى حياً.
إذن
اعبرهم، وابق حيّاً... لأجلك.

 ـــــــــــــــــ 21 -3-‏ 2003
                                     
2- ليس سهلاً إسقاط التمثال !
 
كنت قد اضطررت أن أضرب موعداً مع صديق، صديق غاب عن البلد، على دفعتين الأولى ثمانية عشر عاماً في ألمانيا، والثانية ما يقارب العشرة أعوام، في فنزويلا ! عاد وأول ما فعله، أنفق كل ما جمعه من مال في الغربة، ما لا يغني ولا يشتري بيت أو حتى يزوج! على طبع أربعة كتب، منها مجموعة شعرية ! أهدى فيها قصيدة صغيرة لي. فبأي حجة أستطيع أن أعتذر ؟ الموعد كان عند الساعة الرابعة والنصف في مقهى السويس ،أحد مقاهي الرصيف في اللاذقية  ، لأن عليه أن يكون في مساء ذات اليوم في طرطوس.
  قبل، عند، بعد، الرابعة بقليل بدأت، على كل شاشات تلفزيونات العالم، ماعدا السورية ! محاولة إسقاط التمثال، تسلق شابان القاعدة بواسطة سلم رفيع، ولكنهما لم يقدرا على تسلق الباقي من جسد التمثال، فراحا يرميان حبلاً غليظا، ليس طويلاً كفاية، ليلف أحد طرفيه على رقبته. وحين استطاعوا ذلك، تدلى الحبل ليس كأنشوطة، بل كربطة عنق مهرج. لكن التمثال، بقي صامداً، غير مبالٍ بشيء. كان ارتفاعه، كما أقدره الآن، ربما يزيد عن الطول الطبيعي ثلاث أو أربع مرات، وهذا ليس كثيراً جداً جداً !!! ولكن بسبب البزة ذات السترة الطويلة الواسعة، والسروال العريض، بدا ثخيناُ وثابتاً لدرجة دلت ببساطة أن شد التمثال بواسطة هذا الحبل من قبل كل الذين احتشدوا عند القاعدة، لن يسقطه. رغماً عني كان التمثال يعني لي كل ما يمكن أن يعني لجميع الأطراف، من الذين كانوا مستعدين أن يدفعوا جزءاً كبيرا من حياتهم، وربما كلها، ثمناً لهذه اللحظة، إلي عبدة التماثيل أنفسهم، الذين كانوا يجدوا به غزتهم وفخارهم. ولكني أثناء كل ذلك، كنت، لا أدري لماذا، ربما لحبي لجواد سليم !!، متنبهاً لرداءته كتمثال، لرداءته كنحت. الفكرة الأولى التي خطرت ببالي، هي أن كل النحاتين العراقيين الجيدين خارج العراق. ثم تلتها فكرة ثانية، وهي أن النحاتين العراقيين الجيدين حتى ولو كان بعضهم ما زال في العراق، لا يقومون بنحت هكذا تماثيل. أما أصحاب التماثيل وأتباعهم، أولئك الذين عملهم الذي يأكلون ويشربون وينهبون منه هو رفع الشعارات، وإقامة التماثيل، فلا معرفة لديهم ولا ذوق ـ من أين لَهم ؟  ـ  ليستطيعوا الحكم على أي تمثال بكونه تمثالاً جيداً أم رديئاً. وهذا ما أعرفه من تماثيل مماثلة منتشرة في كل أنحاء سوريا، ما عدا تلك التي قام بصنعها النحاتون الأجانب، الروس طبعاً. وربما لأن جودة التمثال، أخر ما يهم أولئك الذين، أكاد أنسى ما أريد قوله، وأنا أحاول أن أجد وصفاً وضيعاً كفاية، أعطيهم به بعض حقهم. الساعة بلغت الخامسة تقريباُ، راح رجل قوي البنية ينهال على قاعدة التمثال البيتونية بمطرقة، شيء يذكر، ولو من بعيد، بهدم حائط برلين، لكنه لم يحدث سوى حفرة صغيرة، أما ضربات الشاب الذي تناول بعده المطرقة، وراح يجرب حظه، فلم تحدث أي أثر.
 الساعة الخامسة والربع، لا يبدو أن التمثال سيسقط لا بعد خمس دقائق، ولا عشر. ليس سهلاً إسقاط التمثال، قلت في نفسي، ولكنهم لا يتوقفون عن المحاولة، أما أنا فعلي أن أذهب، ماذا أفعل، لقد تأخرت كفاية، ليس من اللائق أبداً أن أدع صديقي ينتظر أكثر من ذلك. وصلت إلى حيث اتفقنا أن نلتقي، أحد مقاهي الرصيف في اللاذقية، لم أجد أحداً، أخبرني النادل أنه كان هناك مع صديق آخر، أجريا اتصالاً هاتفياُ، ثم انتظرا حتى الخامسة إلا ربعاً، وذهبا. لا أدري كم من الوقت اقتضاني للعودة للبيت، ربما نصف ساعة، أقل أو أكثر، وصلت والتمثال ما زال صامداً، لم يكن يفعل أي شيء، ولكنه كان ما زال صامداً، واقفاً لا يهزه شيء. إذن فالأمر يحتاج لمساعدة أحدٍ ما. جاء الجنود الأمريكيون بمركبة عسكرية، امتد منها سلم، صعد جندي أمريكي بدون رتبة ( يجب أن يعملوا له فيلماً )  إلى رأس التمثال، وعقد حول رقبته سلكاً معدنياً رفيعاً، ثم قام بلفَّ رأس صدام بعلم الولايات المتحدة، لكنه بعد برهة أبدله بعلم العراق القديم، قال لي أحدهم بأنه أخرج العلمين من المركبة ذاتها، لكني لم أنتبه إلى هذا وقتها، ثم نزع العلم العراقي أيضاً، لتتحرك المركبة ساحبةً بتراجعها التمثال من رأسه، انكسر من عند ساقيه، ظهر قضيبان حديديان داخل السروال، وكأن للرجل ساقين اصطناعيتين، ولكن التمثال كان مجوفاُ، مفرغاً، فارغاً، كبقية هكذا التماثيل.
 لم يفتني المشهد، وما كان ليفوتني حتى وإن أتيت متأخراً بعد انتهائه، لأنهم راحوا يعيدون عرضه مراراً وتكراراً، المأثرة أنه، بمبالغة ليس كبيرة، صمد التمثال أكثر من صمود بغداد ذاتها ! بغداد التي أرادت أن تبقى حية، أن لا تحرك ساكناً دفاعاً عمن داسها وأذلها سنيناً، ولكن ماذا يعني ذلك ؟ يعني بمبالغة ليست كبيرة أيضاً، أن المدن التي تكثر فيها التماثيل، لا يحارب بها دفاعاً عن أصحاب تماثيلها إلا التماثيل ذاتها، التي من المؤسف أنها، تنفيذاً للأوامر المشددة، بمنع التراجع،ومنع الاستسلام، والدفاع حتى الموت في المكان، مهما قاومت ومهما صمدت، ليس لها إلا أن تسقط.
ــــــــــــــــ 24 -4-‏ 2003

3- احتفاءً بحق الموت العربي
( الياس مرقص: لَن نكون أي شيء، حتى نحترم الحياة )


بعد أن بعناه للفلسطينيين بدون مقابل، بعد أن أعطيناهم إياه مشكورين، ها نحن نمنُّ به على عربٍ عاربةٍ آخرين. هو... حق الموت العربي !! وهم... العراقيون !! وذلك، باجتهادٍ ما، عملاً بقولٍ عربي أيضاً، ورد في حديث رسول الله ( صلعم ) في غدير، يبدو، نتيجة اقتصاره على كلمتين فحسب، حازماً جازماً، ما أمكن لكلام أن يكون : ( الموت حق ). وإن كان بالمفهوم العام المعروف، يُقصد به أمرٌ آخر، كأن يعني أن الموت قدرٌ محتومٌ و قضاءٌ لا مهرب منه. ولكن، أولاً وأخيراً، الموت موت، بقضاء الله أم بقضاء غيره، بواسطة عزرائيل أم بواسطة اسرائيل وأمريكائيل أم بواسطة عربائيل، ممن وكلهم الله بصكٍّ من عنده مختوم، أو ممن لم يوكلهم لا بصك ولا بإشارة، فقبضوا، في غفلة منه ! لا بل أمام ناظريه، هو الذي لا يغفل عن شيء، على رقاب عباده وغير عباده من البشر، وراح هؤلاء لا يستطيعون من هذه القبضة المحكمة فكاكاً...
 أعود وأقول: جميل هذا الحق الذي يهبه العرب لبعضهم البعض، جميل ومؤثر وفي محله، لأنه يأتي كأحد الأدلة القليلة الباقية، ليس على كرم اشتهرنا به فحسب، بل على أصالتنا، ووفائنا، وتمسكنا بعروبتنا، رغم كل ما قد قيل ويقال.
ليس مأساة، بل ليس حتى مشكلة، ألاَّ ننام كل يوم قبل أن نسمع بأن الإسرائيليين قتلوا خمسة فلسطينيين أو عشرة أو خمسة عشرة، ويفضل إن كان بعضهم أطفالاً، ودائماً هناك أطفال، نعم يفضل ذلك لأسباب تعرفونها. ليس مأساة، بل ليس حتى مشكلة، أن يقيم شارون جداره الأمني متوغلاً حتى مشارف الحدود الشرقية للضفة، ضاماً بين ساعديه كل المستوطنات الإسرائيلية التي تعاني من ضيق المساحات المخصصة لها، بحجة، يكاد يوافقه أغلب العالم عليها، وهي حماية النساء والأطفال الإسرائيليين من الإرهابيين. بينما يتكدس عدد القتلى الفلسطينيين يوماً بعد يوم، وشهراً بعد شهر، وسنةً بعد سنة، ألفاً بعد ألف، فنحن في أشد الاطمئنان على قدرة الأمهات العربيات الفلسطينيات وغير الفلسطينيات، على تزويدنا بحاجتنا اليومية من الشهداء، ويبقى لدينا العدد الكافي منهم للمناسبات.
ليس مأساة، بل ليس مشكلة على الإطلاق إن كان قد مات مليون من العراقيين ـ الإيرانيون ليسوا عرباً لذا لا داعي لحساب موتاهم !  ـ في حرب الخليج الأولى، التي لم يجد أفضل مروجيها والمدافعين عنها شيئاً أفضل من وصفها بأنها حرب قومية ! وكأن مجرد كلمة ( قومية ) قادرة على تسويغ حرب يموت فيها مئات الألوف من الآباء والأبناء والأخوة، وهم في ريعان الحياة إذا كان للحياة عند العرب ريعان، دفاعاً عن عتبات البوابة الشرقية للعروبة ضد الشعوبية الفارسية المبطنة في عباءات الثورة الإسلامية ! ليس مأساة وليس أمراً يتوقف عنده أن يبخ بالكيماوي كالذباب لا أدري كم يزيد عن مئة ألف من الأكراد، رغم أنهم ليسوا عرباً ولكنهم بسبب الاختلاط والجيرة صاروا مثل العرب أصحاب حق بالموت، بل أن يقتل شرازم الكويتيين، أولئك البدو الأغنياء الأغبياء الشديدي السمرة، الذين فتح البترول عيونهم وأفواههم وراحوا يزاودون على الفلسطينيين أنفسهم، في أنهم لا يرضون عن كامل أرض فلسطين بديلاً ! فكان الفلسطينيون ( قادةً وقواعد ! ) أول من صفق لجنود الجيش العراقيين العقائدي وهم يدوسون على الكويت ويحرقونها أرضاً وبحراً وآباراً. ثم بالتأكيد جاء معهم ووراءهم الكثير من العرب المتعطشين للوحدة العربية، من أي فجٍ تنبع، وعلى أي نحو تجيء. ولكن علينا أن ننسى هذا طبعاً، فهو ليس درساً يستحق أن نأخذ منه أية عبرة. وبعد هذا يأتي موت مئات الألوف الأخرى من العراقيين في مهزلة أم المعارك، ومن بعدها في القضاء على انتفاضة الجنوب ـ دائماً الجنوب عند العرب صاحب مشاكل على ما يبدو أو على الأقل في العراق ولبنان والسودان والمغرب واليمن و... فلماذا كل هذا اللغط حول الشمال والغرب إذن ! ـ ليس مأساة أن يستعبد ملايين العرب، وأن تملأ بهم حتى الثمالة السجون العربية ذات التاريخ الوطني العريق، لأن الحكام العرب لم يتكلفوا ببناء سجون حديثة، بل اكتفوا حفاظاً على أموال الشعب، بتدبير عاجل وهو إنشاء ألوف الزنزانات الصغيرة والكبيرة، المنفردة التي لا يصل إليها الذباب، والجماعية التي لا تتسع لضيوفها في النهار إلا واقفين على أقدامهم المتورمة، وفي الليل إلا متراصين على جوانبهم ومتكومين فوق بعضهم في أقبية فروع الأمن على أنواعها العديدة المحيرة. وإذا زاد عدد الضيوف عن الحد المقبول، فحفاظاً على راحتهم، لا حل آخر سوى تصفية نسبة ليست كبيرة منهم.
ليس مأساة، وليست مشكلة، بل عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، أن ينفى الملايين من العرب، ليعيشوا ـ ولا ريب أنه حتى عيشة الكلاب في أوربا وأمريكا أفضل من عيشة لابسي الثياب في الوطن ـ  ويموتوا بعيداً عن بيوتهم وأهلهم، ليس كإجراء نظامي رسمي، فأنا لم أسمع، في حياتي التي زادت عن نصف قرن، أن نظاماً عربياً أصدرت محاكمه الاستثنائية حكماً بنفي هذا المعارض أو ذاك، ولو حصل هذا لربما رأيت ازدحاماً على هذه المحاكم، فالمنفيون العرب من كل إرجاء الوطن العربي الكبير قد هربوا طواعية !! ناجين برؤوسهم وجلودهم وأرواحهم، وأظن، لا حاجة لذكر ما يتبع ذلك من نزع أملاكهم وتجريدهم من هويتهم الوطنية، لأنهم في الحقيقة باتوا لا يحتاجونها، بعد أن كانوا في أوطانهم لا يستطيعون أن يستقلوا أي نوع من المركبات، العامة أو الخاصة للسفر من مدينة إلى أخرى، ولا السير بالشارع، ولا حتى الدخول إلى الدوائر المحلية لقضاء حاجة من حاجاتهم أو لزيارة صديق فيها، بدون إبراز بطاقة هويتهم، وربما يصل هذا إلى أنهم لا يستطيعون النوم إلا بعد التأكد أنها قابعة في جيب السترة أو في أحدى زوايا الأدراج، وهي إن ضاعت، لأول مرة، فإنه يجب عليهم أن يذهبوا إلى أحد المخافر ويحرروا ضبطاً يعمم على كل فروع الأمن لتأخذ علماً بهذه الواقعة الخطيرة، ولكن إن ضاعت للمرة الثانية فعلى المواطنين أن يذهبوا بأنفسهم إلى هذه الفروع ليصار إلى التحقيق معهم، صورياً وغير ( صورياً ) عند اللزوم، وعليهم بالمقابل أن يحاربوا أمريكا وبريطانيا، وأوروبا مهما أبدت حسن نية ومعها روسيا واليابان وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ...، والعولمة بكافة أذرعها الأخطبوطية حفاظاً على هذه الهوية، التي تأتي الأنظمة العربية وتحرمهم منها بكل بساطة، لأن هذه الأنظمة في الدساتير العربية، هي، وبكل بساطة أيضاً، هوية العرب ذاتها، فهي من يحق له أن يعطي الهوية أو لا يعطي الهوية، ومن يحق له أن يعطي الشيء، يحق له أخذه  !
من يستطيع أن يقول إني أبالغ إذا قلت أن صدام حسين ونظامه كان يتمنى، ليس كالملك فاروق أوشاه إيران أو حتى ديكتاتورياً عسكرياً كأديب الشيشكلي، لا ليس مثل هؤلاء العملاء أعداء الشعوب على الإطلاق، لو فقط كان بالإمكان، أن يموت خمسة مليون عراقي قصفاً بالمدافع وبقذائف الدبابات وبالصواريخ الذكية والطائشة والقنابل التي تقدر أوزانها بالأطنان، دونكم المزودة باليورانيوم المستنفذ، مقابل اندحار الغزاة الأمريكيين وأتباعهم البريطانيين ـ من غير اللائق نكران مساهمتهم ـ وبقي القائد العظيم وابناه العزيزان، وبقية العائلة وبعض أفراد العشيرة وكلابهم، على قمة برج بابل، مقر إدارة عمليات الآلهة عندنا ! من يستطيع أن يقول إن ذلك لن يعتبر، لا من قبل صدام فقط، بل من قبل الكثيرين الكثيرين من العرب، انتصار عظيم للأمة العربية على صيلبيي القرن الواحد والعشرين ـ مع الاعتذار من الأخوة العرب المسيحيين طبعاً ـ المسوخ، الحيوانات، العلوج، الطامعين في مصِّ دمنا الأسود، أقصد بترولنا، لأن بترولنا هذا هو الذي يلبس الشعب العربي الجلابيات المهترئة ذات الأقمشة الرمادية الغامقة المصنوعة من خيوط تركيبية، وبترولنا هو الذي ينعلنا الشحاطات البلاستيكية التي تبدو منها أصابع أقدامنا المغبرة، وكأن هذا هو لباسنا الفلكلوري، ولأننا حتى ولو كنا، لسوء الحظ أو لحسنه لا أحد يدري، من عرب البلاد اللاَّ بترولية، فنحن حريصون وغيورون على بترول البلاد العربية البترولية، وكأنه بترولنا ونصف، خاصة بعد أن رفعت الأنظمة العربية شعارها القومي الحقيقي: بترول العرب للعرب أي بترول العرب للحكام العرب !! ومن تريد عرباً أكثر من الحكام العرب، أليسوا هم عرب العرب، خلاصة وأكسير العرب. أقسم إنه لو حدث هذا، فأن صدام حسين كان سيحتفل كل سنة بموت هذه الملايين الخمسة، مضيفاً عيداً قومياً جديداً  يجبر به آباء وأبناء وأمهات وأخوة وأخوات هؤلاء الشهداء بالغناء والرقص فرحاً بفقدانهم.
جميل هذا الحق بالموت الذي يغدقه العرب على العرب، ولا يعدمون وسيلة من توفير المناسبات والأطراف الأخرى التي تتيح لهم الاستمتاع بممارسة هذا الحق بدون انقطاع إلا لأسباب جوهرية، والآن، بما أن الأمريكيين في ديارنا، من يصدق هذه النعمة، فالفرصة مواتية لننتقم ونشفي غليلنا منهم على إبادتهم للهنود الحمر، واستعبادهم للأفارقة، وإلقائهم قنبلتين ذريتين على اليابانيين دون وجه حق، وتقسيمهم كوريا، وأفعالهم الشنيعة في فيتنام، ونعطي إخواننا العراقيين من جديد الحق، بل مزيداً من الحق، في الموت لإخراجهم من عراقنا، أرض الحضارات، ونبع الديانات وأبو الأنبياء ! نعم من حق العراقيين الآن أن يتابعوا موتهم العربي، وكأن لا يكفي كل من مات منهم سابقاً، فالعراقيون، شيعة وأكراداَ وسنة  يزيدون عن 25 مليون، مات منهم على يد صداماتهم، وخاصة آخرهم ما يقل عن المليونين والنصف بعدد من الألوف لا أكثر، منذ بداية ثوراتهم الوطنية ومروراً بحروبهم دفاعاً عن الأمة العربية وحراسة البوابة الشرقية... لليوم، ولا مانع أن يموت عدد من مئات الألوف الأخرى، فرقم صغير كهذا ربما يؤدي إلى الخروج السريع للأمريكيين، الذين، بعكسنا، وكأخوتهم الصهاينة لا يتحملون أي خسارة حقيقية بالأرواح !! أو إذا لم تكن الألوف كافية فلا مانع أن يموت مليون عراقي، فلطالما كانت ثورة المليون شهيد الجزائرية محط فخرنا وأعتزازنا، عندما استطعنا إخراج الفرنسيين، ليأتي بعدهم هواري بوميديان، على وطنيته ونظافته غير المشكوك بهما، ومن  خلفُه رفاقه الثوار واحداً إثر الآخر ويشدون البلاد بالسلاسل من خياشيمها إلى حرب أهلية لا يوجد فيها سوى طرف وحيد هو الجزائريون، يتابع بها الثوار ذاتهم أو بعضهم عمليات الجهاد، فلا يجدون هذه المرة غير أخوتهم  ليبعثوا بهم بدون أية منَّة، لا ندري إلى جهنم، بعرفهم، أم إلى الجنة بعرف من ؟ وبئس المصير ! وهذا النصر الجديد على المستعمرين، سيكون بالنسبة لنا نحن، عيداً قومياً آخر في الطريق الطويل للعودة إلى  ماضينا المجيد، بقيادة صدامات جدد جاهزين لتحويل كل نصر عربي، كل دم شهيد عربي، لحساباتهم النضالية في مصارف التاريخ والمصارف السويسرية والأمريكية، خاصة وإن أمريكا هي الوطن الثاني لأغلب أبنائهم !!
رغم أني بكل ما ذكرت، أبدو موافقاً على كل تلك الدعوات العراقية، بأن يترك العرب أخوتهم العراقيين وشأنهم، فالعراق عراقهم والبترول بترولهم، ولكن بمجرد أني أدلي برأيي في هذا الأمر، يعني أني لا أعمل بهذه الدعوات، وأني، على نحو ما، أتدخل بشؤونهم ولا أتركهم وحدهم يقلعون أشواكهم بأيديهم، لأنهم، حقيقةً، يعنون لي، فلدي شخصياً عدد كبير من الأصدقاء العراقيين، أغلبهم من الشعراء، ولأني حقيقةً أشعر بارتباط مصيري بمصيرهم، ولا أظن من حقهم، مهما غالوا في نزعتهم الاستقلالية، ولديهم بالتأكيد مبرراتهم، كما فعل الفلسطينيون يوماً، أن يطالبوني بالكف عن ذلك، خاصة وأنه أمر غير إرادي من قبلي ومن قبل أمثالي وغير أمثالي. إلا أن بعض العرب الذين لا هم لهم الآن إلا إن يثبتوا للآخرين، وربما لأنفسهم أولاً، أن الأمريكيين ما جاؤوا إلا ليبقوا، وليس فقط حتى تتحقق لهم الغايات المعلنة وغير المعلنة والتي لذكائنا الفائق نعرفها جميعها مهما حاولوا إنكارها، من استيلاء على النفط، إلى الهيمنة على المنطقة، إلى الهيمنة على العالم، ومن القضاء على العراق كاحتمال خطر على إسرائيل، إلى القضاء على النظام العربي، وكأنه شيء يؤسف عليه لو حصل هذا، إلى القضاء على الإسلام كعقيدة استنهاضية تشكل خطراً حقيقياً وصريحاً على مصالح وأطماع الولايات المتحدة الأمريكية، أقول أن بعض العرب الذين لا همَّ لهم الآن إلا أن يثبتوا صواب ما صرخوه بأعلى أصواتهم، وخبطوا بقبضاتهم على الطاولات الصغيرة أمامهم، باتوا ينتظرون على أحر من الجمر الأخبار التي تأتي لهم بقتل الأمريكيين ل15 عراقياً في الفلوجة وقبله 3 عراقيين إثر انفجار في مخزن للسلاح وضعه الأمريكيون ضمن حي سكني في بغداد عن قصد !! وقبله 6 مناهضي للوجود الأمريكي في تكريت ! والشيء الفظيع أنني لم أستغرب مدى تلهفهم لسماع المزيد من هذه الأخبار، التي تزداد أهميتها بازدياد عدد القتلى التي ينتج عنها، أي أن الماكينة تدور، والحق العربي بالموت اليومي ما زال ساري الجريان.
ليس مأساة، وليس حتى مشكلة، بل مأثرة، ومجد، وشرف، أن يكون الموت شعار الأمة العربية، وأن تكون الأمة العربية أمة انتحارية، لا تجد لنفسها سبيلاً تشقه بين الأمم سوى الانتحار والعمليات الانتحارية، التي إن لم يقم بها العراقيون، دفاعاً عن نظام صدام حسين عندما دخلت قوات التحالف، فإنه من واجبهم أن يقوموا بها الآن، ويقتلوا كل من سولت له نفسه من الأمريكيين والبريطانيين واليابانيين والإسبان، وموظفي الهيئات الدولية، حتى عناصر الصليب الأحمر، أن يطأ بقدمه تراب أرض العراق الطاهرة، والتي إذا لم تحقق في فلسطين، كما يدعي البعض، إلا موت بضعة المئات من الصهاينة، والألوف بعد الألوف من الفلسطينيين، فإن موتانا وحدهم يعرفون الطريق إلى الجنة، حتى ولو اختلف بعض العرب الآخرين، المشكوك بعروبتهم، في كل هذا، ولم يروا فيه، إلا ما رأته أعينهم، وهو المزيد من التراجعات والهزائم، محملة بالمزيد من الأكفان والجنازات والقبور.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 7/ 7/2003 اللاذقية
نهاية الجزء الخامس والأخير من الملف.



#منذر_مصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراقي - 4من 5- رسالة شاكر لعيبي
- عراقي 3من 5- المنفى والأرض والموت وقصيدة النثر العراقية
- عراقي 2من 5- الشعر: سعدي يوسف- مهدي محمد علي
- عراقي - 1من 5- المحتوى- المقدمة- نداء
- معادلة الاستبداد ونظرية الضحية - في الذكرى الثالثة عشر لوفاة ...
- محمود درويش : أيُّ يأسٍ وأيُّ أملٍ ممزوجين معاً في كأسٍِ واح ...
- عادل محمود لَم يخلق ليكون شاعراً !
- علي الجندي قمر يجلس قبالتك على المائدة
- أي نقدٍ هذا ؟
- بوعلي ياسين مضى وعلى كتفيه شال من شمس شباطية
- يوم واحد من حياة إيفان دنيسوفيتش- للروائي الرجعي عدو الحرية ...
- كتابٌ أكرهُهُ وكأنَّه كتابي
- دُموعُ الحَديد
- حجر في المياه الراكدة - مقابلة مع وكيل مؤسسي الفرع العاشر لل ...
- على صَيحة ... يَعقِدُ جمميعَ آمالِه - مقدمة لمختارات من شعر ...
- محمد سيدة ... هامش الهامش
- احتفاءً بحق الموت العربي
- رقابة في ملف مجلة الآداب عن الرقابة
- الحرب والشَّعب والسُّلطة والمعارضة في سوريا
- هل من المحتم أن يكون للعرب مستقبل ؟


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - منذر مصري - عراقي - 5 من 5 الحرب: ابق حياً- ليس سهلا إسقاط التمثال-احتفاءً بحق الموت العربي