أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جميل سالم - حلم بالمقلوب














المزيد.....

حلم بالمقلوب


جميل سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2376 - 2008 / 8 / 17 - 03:54
المحور: كتابات ساخرة
    


كانت فرحتي تتجاوز حدود الفرح ، فتجعلني أردد لحنا ً عراقياً ، بصوت لايكاد ان يكون مسموعا ،خشية من أن تسمعني زوجتي ، فقد أبدت أمتعاضها قبل قليل ، حينما رأتني أبحث عن قميص ، هو أجمل ما أملك من قمصان ، وربما هو الوحيد الذي ينسجم ، مع بنطلون الكابوي الأسود والسترة السوداء . ( شبيك خبصتنه اليوم ،صارلك ساعة محتار بروحك ، أشو بيوم عرسك ماسويت هيج ) ، لم أجبها بكلمة ، وأنشغلت بملأ المكواة بالماء ، من أجل كي ْ القميص ، وفي الحقيقة لا أريد أن أ ُفسد َلحظات الفرح هذه ، والمنقذ الوحيد في مثل هذه الحالات هو الصمت، والألتزام بالشعار الأزلي ( أذن من طين وأذن من عجين ) .
في الحقيقة ان فرحي هذا ، لم يكن هو أبن اليوم ، وإنما بدأ منذ ثلاثة أيام ، عندما قرأت في جميع مواقع الأنترنيت أعلانا ، جعلني أعيد قراءته أكثر من مرة ، وأزاد فرحي عندما ،رأيت اللافتات البيضاء والملونة ،تحمل كلمات هذا الأعلان ، وتملأ شوارع العاصمة كوبنهاكن ،في ساحة البلدية وحدها وهي من أهم ساحات العاصمة ،رأيت عشر لافتات من هذه اللافتات ،في Nørrobro gade* ، كانت اللافتات ، تحتل واجهات جميع دكانين الفواكه والخضروات العراقية والعربية ،وقد أختفت أسمائها جميعا ، وصارت بأسم موحد ، هو ألاعلان المكتوب على هذه اللافتات ،والأجمل من ذلك ،إن هذه اللافتات قد عـُلقت في الجزر الآخرى من المملكة الدنماركية ، مثلما تناهي الى سمعي.
كانت كلمات الأعلان تبعث الدفء والحب والأعتزاز بعراقية العراقي ،حتى أخواننا العرب الذين يحبون العراق (على ندرتهم ) ، رايتهم فخورين وفرحين بهذا الأعلان ،لانه يحدث لأول مرة في تاريخ هذا البلد الأمين ، والأعلان هو :
( برعاية السفارة العراقية سيقام المهرجان الثقافي العراقي في كوبنهاكن )
وهذه أول سابقة عراقية جميله في بلدان المهجر ، أذ إننا لم نسمع ولوبشكل بسيط ، عن دعم أحدى سفارتنا لهكذا فعاليات ،ولم يعرف العراقي في بلدان الشتات من سفارته ، غير التجسس عليه وزج أهله في السجن أيام زمان ،ولم تغب عن البال صورة الشرطية الدنماركية ، قبل أكثر من خمسة وعشرين عاما ، وهي تلوي ذراع أحد أزلام السفارة العراقية ، أثناء محاولته أغتيال أحد الفنان العراقيين ، حين أقام معرضا تشكيليا في العاصمة كوبنهاكن ،لهذا اتسعت دائرة فرحي ،وأردت لهذا الفرح ، أن يرتسم على كل شئ ، فما أجمل من أن ترى سفارة بلدك ، ترعى الجمال العراقي .
حين انتهيت من ارتداء ملابسي كاملة ، بحثت عن الحذاء البني اللون، وهو الحذاء الجيد الذي اشتريته من وطني ، حينما سافرت له أول مرة، بعدما أ ُتيح لنا السفر الى هناك ، وحينما عثرت عليه كان بلا شريط ،بحثت في جميع أحذيتي عن شريط يلائم لونه فلم أجد ،وقد كومتها جميعا على الارض، بدأت حالة الفرح بالانحسار، وبدأ بحر الضجر يطغي بموجه المتصاعد على روحي ، فقد أتأخرُ عن حفل أفتتاح المهرجان الذي ترعاه سفارة وطني ،بدأ صوتي في الأرتفاع ، تجاوز البناية التي نسكنها ، وصل الى الشارع ، تم تعداه الى محطة القطار ، ومن هناك وصل الى قاعة المهرجان ، لقد تأخرت عن المهرجان الذي ترعاه سفارة وطني ، سفارة ..مهرجان ...سفارة ..مهرجان ... سفارة ..مهرجا .....
( أكَعد ..أكَعد جميل شبيك ؟ أنت من تشوف الباميا تنسه روحك وتاكل هواي،وراهه تخدر وتنام الظهر )
لم يكن من شئ غير صوت زوجتي .



#جميل_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاكرة الفرح
- سيدة الجنون المر
- شارع المتنبي ...وأحزان يوم الأثنين
- على حافة الحزن
- ينابيع العراق ودفء الذكريات


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جميل سالم - حلم بالمقلوب