أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي حسين الخزاعي - ثقافة الدم ظاهرة ليست طبيعية














المزيد.....

ثقافة الدم ظاهرة ليست طبيعية


علي حسين الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2377 - 2008 / 8 / 18 - 08:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثقافة الدم ظاهرة ليست طبيعية , انها غزت عالمنا السياسي والثقافي , بحيث لا يمكن ان يتخلص المجتمع من هذه الثقافة الا بتقديم التضحيات الغالية , والنضال المتواصل والدؤوب من اجل فهم ثقافة الحوار واحترام الرأي الآخر .
يسود العالم المتحضر ثقافة أخرى غير الثقافة التي تسود العالم الثالث وخاصة العربي والاسلامي , حيث هناك ثقافة الحوار وقبول الآخر واحترام الآراء المختلفة والمتناقضة بشكل سلــس يخدم المجتمع من جهة والتطور الحضاري من جهة اخرى بشكل افضل مما كان عليه قبل قرون من الزمن .
لقد ساد العراق منذ العام / 1959 , وبعد التقارب البعثي - القومي وتحالفهم مع الاقطاعية والمخابرات الامريكية , ثقافة العداء والاغتيالات للمعارضين والمختلفين مع أفكارهم , وشددوا من عدائهم الكبير ضد كل القيم الانسانية والحضارية لحين ان تحقق مأربهم في القضاء على ثورة / 14 تموز / 1958 ومكاسبها الكبيرة التي تحققت بفضل التعاون والتآزر الكبير بين القوى الوطنية والضباط الاحرار في العراق .
لقد تعاونت قوى الشر من القوميين العرب بقيادة عبدالناصر مع الرجعية الداخلية والمخابرات الامريكية وسال الدم في شوارع بغداد السلام والمدن العراقية جراء دخولهم بالدبابة الامريكي وبدعم من بعض القوى القومية الاخرى في العراق وفتاوي بعض المشايخ لسحق الثورة وقتل قادتها وابادة الحزب الشيوعي العراقي الداعم والمدافع عن مصالح الجماهير العراقية وبلادهم العراق الابي .
منذ تلك الاوقات والدم يسيل في ارض الرافدين وبأساليب وحشية متنوعة , وان سنحت فرصة التعرف على افكار البعث وبرامجه والاطلاع على تصريحات قادته بدون استثناء نراهم يؤكدون على ان برامجهم وتوجهاتهم لاتعتمد سوى على نظرية المؤامرة ضد الاخرين داخل الحزب ومن هم خارجه , وضد انفسهم وقادتهم حيث صرح احد اقرب المقربين للبعث ( هارون محمد وكذلك السيد حسن العلوي ) بأن حزبهم تم تأسيسه على اساس التآمر ضد بعضهم وان معالجة الامور بينهم لم يتم الا عبر السلاح وسفك الدماء وما قتل اكثر من 30 كادرا أواخر السبعينات من القرن الماضي الا مثال واضح على ذلك .
ان غسل الأدمغة وتحويل الجماهير الى آلات طيعة واجبارهم على ترديد شعارهم الغبي (( بالروح بالدم نفديك يـا ..... )) ما هو الا دليل آخر على علاقة الفكر بالدم وهو خير تعبير عن ثقافة ودموية الحزب ونظامه .
كذلك فالقصيدة التي الفها شاعرهم المعروف صالح مهدي عماش ( ان كان انتمائي للبعث جريمة ... فليشهد التاريخ اني اكبر مجرما ) ما هو الا دليل آخر حيث يرمز ذلك الى صفحات تاريخهم الاسود اضافة الى العشرات من الامثلة .
قلنا بعد زوال النظام والى الابد , قد زال معه الشعار الدموي وتخلصنا من تلك الثقافة الميؤوس منها , لكن المؤسف ان تلك الثقافة لم نتخلص منها وهي لازالت متجذرة في رؤوس البعض من الساسة بعد ان رأينا بأم اعيننا الهتافات المتكررة بعد التاسع من نيسان / 2003 في استقبال بعض قادة المعارضة الى الوطن سواء كان الحضور طوعا ام اجبارا من قبل الجماهير , فان القبول بتلك الشعارات واستمرارها لايعني الا شيء واحد , وهو القبول بنفس الثقافة الضارة بالوعي الانساني والاجتماعي والاخلاقي , وكان المفروض البحث والنقد البناء واجراء عملية تثقيف والمطالبة بتركها والى الابد .
لابأس انها كانت بعد سقوط النظام بفترة وجيزة ولكن بعد مروراكثر من خمسة سنوات على السقوط , فهل يعقل ان تبقى نفس العقليات تتاجر بتلك الشعارات وتتلاعب بمشاعر الناس ؟ وهل نسى الاخيار عمل النظام السابق ورأسه العفن عندما كتب القرآن الكريم بالدم ؟
ان استهجان ورفض الجميع بل ادانتهم على ذلك العمل باعتباره محرما وكفر بحق كتاب الله الجليل أخذ مدى كبير , فكيف يجرء البعض في مطالبة الفقراء وجماهيرالشعب بالبيعة للأمام المهدي ( ع ) عبرالامضاء بالاصبع الملطخ بالدم ؟ فهل الأمام المهدي بحاجة الى البيعة وهوخاتم الأئمة ومعروف لدى الجميع كونه احد احفاد الرسول محمد ( ص ) وأية بيعة هذه التي تعمد بالدم والكل يعرف مدى الرأفة والحنان لدى الأئمة الاطهار ورفضهم للدم اصلا واعتماد التقوى والعدالة الانسانية في النظر الى البشر كونهم احرار في الدنيا وانه لا اكراه في الدين مطلقا , ولا اجبار للبيعة .
على الجميع العمل بما يرضي الضمير الانساني وخدمة البشرية كما نص واكد على ذلك الامام علي بن ابي طالب ( اعمل لدنياك كأنك تموت غدا وأعمل لآخرتك كأنك تعيش ابدا ) .



#علي_حسين_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهجرون وحملات المطاردة
- الطبقة العاملة ودورها الوطني والدستوري
- العمل النقابي بعد الاحتلال


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي حسين الخزاعي - ثقافة الدم ظاهرة ليست طبيعية