أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الدفاعي - كركوك وديعة.... ام خديعة ؟!















المزيد.....

كركوك وديعة.... ام خديعة ؟!


عزيز الدفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2376 - 2008 / 8 / 17 - 06:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(الجزء الثاني)
(أه كردستان ....لم نفعل لك شيء )!!!ملا مصطفى البرزاني

(ياجبل ميهزك ريح).....عبارة رددها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات طوال حياته تعبيرا عن صمود الفلسطينين بوجه النكسات والمؤامرات التي تعرضوا لها خلال كفاحهم المرير من اجل اقامة دولتهم وتعبيرا عن خيبات الامل في طريقهم الموصل الى عاصمة دولتهم القدس, ...لكن عرفات مات بعيدا عن مدينته التي يطل عليها كل لحظة من قبره في رام الله ..
وفي التلاقي بين قواسم مشتركة بين الفلسطينين والاكراد...تبدو الاستعارة بين( اولى القبلتين وثالث الحرمين) وكركوك الطافحة بالنفط والتناقضات وموزايك الاعراق والطوائف , التي يحلو للبعض تسميتها (بقدس كردستان)غاية في الاتهام للطرف الاخر وكانه المغتصب بوعد بلفور اخر باقتطاع ( كرخ سلوخ)او (كرخيتا)ومن ثم كركوك الكلدانية الاشورية التي يتجاوز عمرها 4000 عام ليضيفها(زورا) لاراضي الدولة العراقية... متناسين ان خارطة العراق الحديث التي رسمها المساحون البريطانيون قد حملت في طياتها إضغانا وخلافات عجزت الحكومات المتعاقبة عن صهرها لنسخ هوية المواطنة للامة العراقية التي تعرضت ولازالت لشد اطرافها.

واذا جاز لنا الاستباق بصدق النوايا من وراء هذه التسمية او تسويق الاضطهاد لاغراض البروباغاندا فان الملا مصطفى البرزاني مات هو الاخر غريبا بعيدا دون ان يحقق احلام شعبه وبقيت الرياح تعصف بجبال كردستان التي تغرق بين الحين والاخر بالدماء والنار والاهات,وتعصف ببواباتها الريح..... فدروبها كانت دائما وعرة ...وضيقة وعورة القضية الكردية التي تعرضت مثل غيرها لألاعيب السياسة الدولية التي غالبا ماقدمت الشعب الكردي على مسلخ المساومات الاقليمية والدولية .
لم يكن العرب وحدهم ضحايا الخديعة في لعبة الامم بل الاكراد ايضا فسايكسبيكو التي نقضت كل الوعود لاقامة( الدولة العربية الكبرى) قابلها معاهدة لوزان في 24-تموز 1923 والتي حلت محل( معاهدة سيفر) مما مهد الطريق لتوقيع المعاهدة البريطانية- التركية- العراقية في 5-حزيران -1926 التي استثنت ولاية الموصل وضمتها للعراق. وعندما اتخذت الحكومة المؤقتة في بغداد قرارها في 11-تموز 1921 بتنصيب الملك( المستورد )فيصل الاول ملكا على عرش العراق واجرت استفتاءا بطلب من المعتمد السامي البريطاني صوتت كركوك ضد فيصل وامتنعت السليمانية عن التصويت مثلما فعل اكبر مرجع ديني وسياسي لدى الشيعة انذاك وهو مهدي الخالصي الذي رفض الاعتراف بفيصل والحكومة الخاضعة للانتداب .

ان اول رئيس وزراء للعراق عبد الرحمن الكيلاني قاد للاعتراف بحق الاكراد القومي في اطار الدولة العراقية في 22-كانون الاول 1922 .ويشير اغلب المفكرين الاكراد الى ان النظام الملكي لم يعرض الشعب الكردي للاضطهاد القومي وان الفئات العليا من المجتمع الكردي اصبحت جزءا من المؤسسة الحاكمة, لكن توسع سقف المطالب الكردية بتشكيل ولاية كردستان من كركوك والسليمانية واربيل والاقضية الكردية في محافظة الموصل اشعل فتيل الحرب التي قادها البرزاني عام 1943 بحيث قبل نوري السعيد هذه المطالب الكردية. الا ان عبد الاله والبريطانيين رفضوها. ويرى نجله مسعود البرزاني ان تلك المفاوضات والاتفاقية مسرحية نظمها الاستعمار البريطاني الذي شن حرباً شرسة بعد عامين اجبرت البرزاني على الانسحاب وتأسيس جمهورية مهاباد عام 1946 بمساعدة السوفيت الذين ساهموا لاحقا بتقويضها .
لقد بحث الاكراد دائما عن الفكر السياسي والقوى الدولية لمساندة تطلعاتهم لذلك فقد انتمى العشرات من النخب الكردية الى الحزب الشيوعي العراقي بعد تأسيسه عام 1934 واعتمدوا الماركسية الليلينية ضمن مبادىء الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تأسس عام 1946 لان الاممية الاولى 1896 اعتمدت حق تقرير المصير لجميع القوميات والاقليات. الا ان الحزب الديمقراطي تخلى عن هذا المبدأ بضغط من عبد الكريم قاسم لاحقا .
ان ما يجدر التاكيد عليه هنا ان القضية الكردية كشفت عن معادلة الانتماء الوطني بعد انهيار الدولة العثمانية وبدء الخضوع للاحتلال البريطاني المباشر الذي اوجد حسابات مغايرة عن حسابات العراق في الماضي الذي كان ساحة صراع تأريخي عبر النفوذ والتدخل والصراع والادارة المباشرة بين الاتراك والايرانيين مع بروز مشروع الدولة القومية التي بشر بها الحصري والهاشمي وهما من اصول تركية. وهذا الامر كان له اكبر الاثر على الحركة الكردية ومستقبلها التي وجدت نفسها بين كماشتين شرستين وهما الكماشة الايرانية التي تستند على بناء مؤسسي للدولة القومية التي جعلت من الطائفة هوية عليا لايران مما قاد الى تماسك سيعود بشعور انتمائي مستقر والى هوية مواطنة واضحة كانت سببا في الوحدة القومية وبناء الدولة وتكاملا بين المعتقد الوطني اوجد تصالحا بينهما يرفض أي خصوصيات او استحقاقات للاقليات .
والفك الاخر مثلته تركيا القومية الاتاتوركية التي شكلت هوية الدولة الاساس بعد سقوط عمامة الخلافة و التي لم تتخلى ابدا عن التطلع الى الموصل وكركوك... بينما كان العراق بعد انهيار الدولة العثمانية وولادة الدولة الحديثة قلقا في صياغة الهوية والمواطنة في ظل ولادة مضطربة لم تستطع مثلما اسلفنا في صهر التنوع الطائفي والقومي مما جعله اقل تماسكا على صعيد السلطة والنظام السياسي الطائفي غير المعلن بالامس والواضح المعالم اليوم .
لقد اشرنا في القسم الاول الى فشل الدولة المدنية في خلق ثقافة الوحدوية والمواطنة وتكريس الانتماء خاصة لدى الاقليات بعد ان فشلت السلطة في جعل الوطن اقل عرضة للتداخلات الخارجية واقل حاجة للاستقوائات الخارجية, ووجد الاكراد انفسهم بين استقواء العربي السني بعمقه السني العربي والتركي... واستقواء الشيعي العربي بعمقه الايراني الشيعي.. فبمن سيستنجد الاكراد لتحقيق حلم الدولة ؟
لقد شكل ضعف الدولة المركزية بسبب حالة الصراع السياسي والانقلابات اضافة الى تناقضات الوضع الاقليمي والدولي الثغرة التي سهلت للطرف الكردي في كثير من الاحيان عرض مطالبه القومية وكان هو الاسلوب الوحيد ضمن قواعد لعبة الشد والجذب بين المركز والاطراف ,واذا كانت هذه المعادلة قد حققت بعض النجاحات المرحلية للاكراد الا ان ثمنها كان باهضا جدا من الدماء والاحباطات المتتالية التي سنتطرق اليها لاحقا .

لقد فشلت الدولة العراقية في مد جسور الثقة مع الاكراد ,مثلما فشل الاكراد في فهم هواجس مخاوف العرب والتركمان ضمن مشروع جديد قد يقود الى متوالية من التقسيمات والانشطارات نتيجة الاختلاف في فهم لا مركزية الدولة وهوية السلطة, وركزت القيادة الكردية مرارا على تنمية هاجس الاحساس بالاضطهاد القومي المشحون بخطاب تحميل العرب (الشوفينين)مسئولية مالحق بالاكراد من ويلات ومآس على مر التأريخ تقبلتها شرائح واسعة لم تفارق ذاكرتها مجازر الانظمة القمعية والدكتاتورية التي اذاقت جميع المكونات والقوميات ظلمها وجورها ,
لم يكن هناك نوع من التصالح مع الذات ومع الاخرين وربما ساعد هذا التنظير على تكريس وبقاء الزعمات الكردية التقليدية في السلطة التي لعبت على وتر المشاعر القومية والخوف من المستقبل واتباع نظرية استغلال الفرص المناسبة بأي ثمن .
واذا كان المتحفظون على وجهة النظر هذه يستشهدون ببعض المقولات والمواقف المتناثرة للقيادات والاحزاب الكردية فانه ليس من الحكمة مجرد التقاط خطب ومقولات بل تأسيس وعي وطني خارج نطاق الخصوصية والتواصل الجمعي مع الهم السياسي والهم الاجتماعي والاستجابة للمطالب الوطنية وفق سلم الاولويات .
اننا لا نبرر ولا ندين رحلة طويلة من الرهان الكردي على العامل الخارجي للضغط لحلحلة اشكاليات الاستحقاقات الكردية مع السلطة في بغداد بقدر مايعنينا بالدرجة الاولى التوصيف الدقيق ورسم ملامح هذه العلاقة بالاستقواء الخارجي التي اضيف لها عنصر الاستقواء الداخلي بعد سقوط النظام السابق .
اصبح من اليسر علينا اليوم فهم تبريرات القائد التأريخي للحركة الكردية بأنه كان اشبه بالشحاذ الضرير الذي يجلس امام باب مسجد السليمانية ولايعرف من يتصدق عليه بالنقود !!

اين تكمن المشكلة في كركوك واين يكمن السبب؟؟ان الاجابة على هذا السؤال معناها فتح ملف السياسة العراقية برمته وبكل ابعاده الداخلية والخارجية وتاريخ السلطة والمعارضة لكننا سنحاول ضغط الاجابة عبر التوقف في محطات اساسية تكشف عن طبيعة ودور العامل الخارجي في هذه الازمه .
لم يكن مصادفة ان ترتبط حالة انطلاق المشروع الوطني العراقي بالتمرد الكردي عام 1961 بعد فترة حرجة اعقبت مجزرة كركوك الشهيرة في تموز من عام 1959 وهو امر سيتلزم منا التوقف قليلا امام موقف الحزب الشيوعي العراقي اكبر واعرق الاحزاب السياسية العراقية انذاك في تعاطيه مع القضية الكردية .
فقد اقر هذا الحزب في مؤتمره الثاني عام 1956 بحق الاكراد في الحكم الذاتي كمرحلة ممهدة لاعلان الدولة المستقلة وفق ما ورد في تقرير اللجنة المركزية (ان الاستقلال الذاتي وفق اتحاد اختياري كفاحي اخوي تدبير موقوت بظروفه تقتضيه مصلحة الشعبين العربي والكردي وبصورة جلية مصلحة الشعب الكردي نفسه وبهذا المعنى فهو ليس حلا نهائيا للمسألة القومية الكردية ولايمكن ان يكون بديلا عن حق تقرير المصير للامة الكردية )
ورغم ذلك فان الحزب الديمقراطي الكردستاني لم يكن طرفا في جبهة الاتحاد الوطني التي تأسست عام 1957. لقد لعب الحزب الشيوعي العراقي دورا كبيرا في تثبيت حق الاكراد كقومية اساسية الى جانب العرب في الدستور المؤقت الذي صدر بعد 14- تموز 1958.

ويشير الكاتب عزيز الحاج الى ان سلام عادل وضع في حزيران 1959 خطة طوارىء هدفها منع الجيش العراقي من ضرب الاكراد بعد اندلاع القتال في كردستان, وكان ذلك الامر يعني السعي لاخذ السلطة وهو امر اثار الخلافات بين القيادات الشيوعية انذاك .
ان انطلاق (قطار السلام)نحو كركوك بدلا عن قطار الشرعية الرسمية قاد الى الصدام مع قائد الثورة عبد الكريم قاسم الذي وصف الشيوعيين في خطابه الشهير في كنيسة ماري يوسف بانهم فوضويون اذ دفنوا عشرات الاحياء في كركوك والموصل (صحيفة البلاد وصحيفة اتحاد الشعب 21-7-1959 )وقد تعرض الحزب الشيوعي لانتكاسة خطيرة في الشارع العراقي بسبب تلك الاحداث الدموية مما ارغمه على ادانة تلك المذابح في اجتماع اللجنة المركزية منتصف اب 1959 (صحيفة اتحاد الشعب 28-08-1959)الامر الذي شجع السيد محسن الحكيم على اصدار فتواه (الشيوعية كفر والحاد )في 12-شباط -1960 (صحيفة العراق 22-اذار-1960).

واذا كانت البعض من قيادات وكوادر الحزب الشيوعي قد استوعبت هذا الدرس البليغ في التعاطي مع القضية الكردية الا ان البعض الاخر استمر في هذا النهج دون مراعاة التغيرات السياسية والمخاطر الخارجية التي يتعرض لها العراق وهؤلاء وحدهم يتحملون مسئولية المذبحة البشعة التي تعرض لها العشرات من عصبة الانصار في (بشتاشان)عام 1983 والتي لم يكن جهاز المخابرات العراقي بعيدا عنها.وقيل ان 26 مليون دولار قد دفعت مقابل رؤوس هؤلاء المناضلين.

وعلى اية حال فاننا لا نرغب في السقوط في هامش التعليق على بعض التحالفات الكردية الداخلية والخارجية خلال الفترة من 1961 وحتى منتصف عام 1967 التي اشتعلت فيها نيران الحرب وتوقفت وكان للقادة العراقيين دور بارز في صياغة مفهوم واضح لطبيعة العلاقة الكردية العربية جسدته دعوات المرحوم كامل الجادرجي وتصريحه الشهير الذي اكد فيه على ان الاخوة العربية الكردية لايمكن ان تتحقق الا من خلال الديمقراطية والوحدة الوطنية الشاملة .
كما لاننسى موقف رئيس الوزراء عبد الرحمن البزاز عام 1967(ان الطريق الصحيح لحل المسألة القومية في العراق وترسيخ الاخوة العربية الكردية يقوم على تحقيق الحياة الديمقراطية وغيابها يؤدي حتما الى ظهور المشاكل القومية).ورغم المكاسب التي تحققت للاكراد خلال الجمهورية الاولى والثانية فان ملف كركوك المتفجر ساهم في دعم المخطط الغربي للاطاحة بالقوى الوطنية عام 1963 وفتح الباب امام الانقلابات اللاحقة .والغريب ان علاقات شاه ايران التي جسدت السياسة الامريكية والبريطانية ساهمت الى حدا ما من خلال صلاتها الوثيقة مع جميع الاطراف في تحقيق نوع من الهدوء في كردستان .
لم يكن غريبا ان يقدم صدام حسين بعد انقلاب 17-تموز -1968 في اطار بحثه عن دورقيادي في السلطة والدولة بزيارة الزعيم الكردي في ناحية كلالة عارضا عليه ورقة بيضاء فأتفق الاثنان فيما بعد على اصدار بيان الحادي عشر من اذار 1970 لحل المشكلة الكردية سلميا ومنح الاكراد حكما ذاتيا .ويشير الاستاذ حسن العلوي الى ان وزير الخارجية البريطاني الاسبق جورج براون هو الذي صاغ البيان او اعد معظم بنوده(اسوار الطين صفحة 108)
لقد شهدت تلك السنوات معركة تاميم النفط العراقي, واعلان الجبهة الوطنية والتقارب مع الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي , بينما كانت مصر وسوريا والاردن تستعد لحرب مصيرية ضد اسرائيل كان العراق متحمساً لدور فيها وكان من الطبيعي ان تلجا الدوائر الغربية الى استخدام كل الاوراق لنسف هذه التجربة .
ان عدم الاتفاق حول مصير كركوك اشعل فتيل الصراع مجددا حيث تعرض ادريس البرزاني لمحاولة اغتيال في بغدادعام 1970 اعقبها في العام التالي محاولة تصفية والده خلال استقباله لوفد ديني ارسله ناظم كزار, واقدمت الحكومة على نقل 2500 من عمال نفط كركوك الى خارج المحافظة واستثنتها لاحقا من الاحصاء الخاص بأقليم كردستان, في وقت كانت فيه المنطقة برمتها تشهد غليانا يشبه الفترات التي تسبق العاصفة وتحيلها الى اعصار مدمر. وحين سئل الزعيم الراحل مصطفى البرزاني عام 1973 عما سيفعله الاكراد اذا لم يتم الاتفاق مع الحكومة؟ اجاب:-ماذا سنفعل لن نفعل شيئا سنبقى ساكنين في اماكننا .

يشير رمزي كلارك وزير العدل الامريكي الاسبق في كتابه (the fire this time ) في -الصفحة الخامسة- الى ان اجتماعا عقد في طهران في ايار 1972 بين الرئيس الامريكي ريجارد نكسن ووزير خارجيته هنري كسنجر وشاه ايران حيث طلبت واشنطن من الشاه حث القادة الاكراد على التمرد ضد بغداد ووعدت بمساندتهم بشكل مطلق.
وقد وصف تقرير لجنة (بايك) الذي اصدرته لاحقا لجنة خاصة لوحدة الاستخبارات في مجلس النواب الامريكي ان الولايات المتحدة نقلت الى الشاه سلاح وعتادا لتقديمه الى الاكراد بهدف زيادة قدراتهم القتالية لتحييد فرقتين رئيسيتين من الجيش العراقي في كردستان لاغير .
ان من الحقائق التي قد تغيب عن بال الكثيرين هي ان الاتحاد السيوفيتي قدم انذاك عرضا منطقيا من اجل التوسط بين الحكومة العراقية والقيادة الكردية لانهاء القتال, لكن كسنجر شجع القيادة الكردية على رفض ذلك العرض متعهدا بضمانات كبيرة للاكراد .
ان ماجرى في اتفاق الجزائر عام 1975 بين طهران وبغداد ساهم في قمع التمرد الكردي واطفأ نار حرب الاخوة بثمن باهض هو نصف مياه شط العرب التي اغتصبها الشاه بعد ان الغى اتفاقية عام 1937 مما جعل قسماً كبيراً من العراقيين يغيبون دور (السيد النائب)وخطيئته الاستراتيجية في تلك الصفقة الخاسرة ويحملون الطرف الكردي المسئولية الكاملة عن ضياع نصف الشريان الحيوي للعراق والذي عزز من مشاعر العداء والضغائن وتبادل تهم التخوين والعمالة التي جعلت النظام في بغداد اكثر توحشا ودموية واجهز مرحليا على الجبهة الوطنية عام 1979 بعد ان قلبت المعادلة الاقليمية بزلزال ايات الله في طهران من نفس العام.
في تلك الفترة انهارت الحركة الكردية وكتبت صحيفة( الديلي تلغراف) في عام 1975 مقالا بعنوان (موت امة)(death of nation) نعت فيه نهاية التمرد الكردي بعد ان تخلت واشنطن عن الاكراد وقدمتهم على قربان المساومات .

يروي الصحفي صلاح سعد الله ان الزعيم الراحل مصطفى البرزاني كان جالسا في مسكنه في حاج عمران يردد ابيات احمد خاني الشهيرة (لو كان لنا وحدة... واجمعنا على القيادة... لاقر الترك والعرب والفرس لنا بحقوق السيادة)ثم ينظر الى جبل (ته شي رس)عبر الوادي ويتنهد قائلا(أه كردستان ....لم نفعل لك شيء )!!!
ان القائد الكردي ربما لم يقرا ماكتبه هيغل بان التأريخ يعيد نفسه وربما نلتقي بنفس الاشخاص الذين عرفناهم بالماضي مرتين لكن من يكون في الصورة الاولى جلادا ربما اصبح في الصورة الثانية ضحية او العكس !!

يتبع الجزء الثالث

بخارست



#عزيز_الدفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كركوك وديعة ....ام خديعة؟! الجزء الاول
- اعتذار تيودور جيفكوف ومسدس خضير الخزاعي !
- اغتيال( قمر) شيراز!!!
- المالكي......في مواجهة المالكي !!!
- المشهداني ..امام الامبراطور عاريا !
- هل ستعلو راية العباس(ع)....علماً للعراق؟!
- العراق في الحقبة الامريكية (الجزء السابع)
- العراق في الحقبة الامريكية (الجزء السادس)
- العراق في الحقبة الامريكية (الجزء الخامس )
- العراق في الحقبه الامريكيه(الجرء الرابع)
- العراق في الحقبه الامريكية (الجزء الثالث)
- العراق في الحقبة الامريكية(الجزء الثاني)
- العراق في الحقبة الامريكية
- الحسابات الخاطئة في العلاقات السعوديةمع العراق
- هل تستحق الكويت آن نموت من اجلها؟!!
- اول فرحة منذ سقوط الصنم
- !!!عراق ....بلا نفط
- من اعدم الزعيم عبد الكريم قاسم؟*
- ولا عزاء للشعراء... !!
- عائد الى كربلاء


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الدفاعي - كركوك وديعة.... ام خديعة ؟!