أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل المأساة والمهزلة اجتمعتا في شخص واحد في العراق ؟














المزيد.....

هل المأساة والمهزلة اجتمعتا في شخص واحد في العراق ؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2376 - 2008 / 8 / 17 - 11:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عرف التاريخ الكثير من الشخصيات التي اعتبرت مأساة حقيقية على مجتمعاتها , إذ كبَّدت تلك الشعوب الكثير من الدماء والدموع وحملتهم الكثير من العداء إزاء الشعوب الأخرى , وعرضتهم إلى شتى أنواع الكوارث والمآسي. كان هذا قد حصل حين ظهر نابليون الأول في فرنسا وتحول خلال فترة وجيزة إلى دكتاتور أهوج نظم وقاد الحروب للاستيلاء على أوروبا والعالم وانتهى إلى منفاه ومنها إلى مزبلة التاريخ. وحين ظهر نابليون الثالث في فرنسا أيضاً كان نسخة مشوهة وبائسة لنابليون الأول , وكان ملهاة أو مهزلة في الحكم بكل معنى الكلمة. وتاريخ العراق مليء بمثل هذه المآسي والمهازل. فحين ظهر الحجاج بن يوسف الثقفي وعين والياً على أهل العراق اعتبر مأساة حقيقية لأهل العراق , إذ قتل الكثير منهم وحبس الكثير تحت أشعة شمس العراق المحرقة , فنزيف الدم لم يتوقف ,وسيل الدموع لم ينقطع وتمنى الناس أن يذهب دون رجعة. فهو القائل بحق أهل العراق " أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها وأني لصاحبها ..." ونفذ قوله. وحين ظهر صدام حسين , صرخت امرأة من أهل العراق بأعلى صوتها وبعد أن رفعت رأسها نحو السماء مستغيثة : " لماذا عدت يا حجاج "! ولكن الحجاج الجديد كان صدام حسين لا غيره. لم تكن عودة حجاج العراق بشخص صدام حسين مأساة فحسب , بل ومهزلة أيضاً. وأي مهزلة تلك حين نضع أمام أعيننا لوحتين , وهما: لوحة وهو يحمل سيفه ويهزه في الهواء أو يحمل بندقيته بيد واحدة ويطلق منها النار , وبين اللوحة الثانية حين اكتشفه الأمريكيون , وهم الذين جلبهم بسلوكه الفاشي والعدواني إلى العراق , أمره وهو مختبئ تحت الأرض وفي حفرة وبتلك اللحية الشعثاء وبجواره مسدسه الذي لم يستخدمه حينذاك , بل كان أحد أسلحته في قتل الناس العراقيين من نساء ورجال. ثم انتهى أمر هذا الدكتور - الذي جسد في سلوكه وافعاله المأساة والمهزلة في العراق - ليستقر في حفرة أخرى هي القبر ويحط كأي دكتاتور أهوج في مزبلة التاريخ.
وما أن انتهى هذا الماساة والمهزلة حتى ظهر نظير له , شخص آخر ليحتل هذا الموقع ويلعب نفس الدور , ظهر ليشكل في العراق مأساة جديدة ومهزلة في آن واحد , وكأن العراق مبتلى بالمآسي والمهازل لا تتركة واحدة إلا لتستتلي أخرى ... وهلمجرا.
العراق اليوم يواجه شخصية جديدة ظهرت فجأة قبل أقل من خمس سنوات وبعد سقوط النظام , شخصية بدأت تلعب دور المأساة حين شكل جيشاً سماه "جيش المهدي" , تيمناً بالغائب الأخير من أئمة الشيعة الاثنا عشر. واندفع هذا الجيش المكون من الرعاع والعيارين في فترات الانحطاط ليقتل ويذبح من يشاء من أهل الشيعة والسنة , من المسيحيين والصابئة , وليعيث في أرض العراق فساداً وينشر الخراب والدمار والدم والدموع في كل مكان حطت به تلك المليشيات الطائفية المسلحة. ثم تاب هذا الشخص واستعاذ بالله على طريقته الخاص وذهب ليتعلم الدين وأعلن إيقاف نشاط هذا الجيش والكف عن قتل أهل العراق والاكتفاء بقتل الكفار من الأمريكان والأجانب , ثم عاد ليعلن الهدنة مع الجميع ... وكان طيلة السنوات الخمس المنصرمة يتصرف كماساة مرة وكمهزلة مرة أخرى , وحير أتباعه.
وأمس طلع علينا وكيل هذا الشخص المدعو أسعد الناصري ليعلن للملأ النبأ التالي بعد صلاة الجمعة في مسجد الكوفة وفق ما جاء في نشرات الأخبار:
"حض الصدر في بيان تلاه الشيخ أسعد الناصري خلال صلاة الجمعة في الكوفة أتباعه للتوقيع بدمائهم على تعهد يقسمون فيه على استمرار ما وصفها بالمقاومة في العراق والدول الإسلامية وبالوسائل العسكرية والعقائدية، ضد من وصفهم بالمحتلين والقوى التي تعتنق المبادئ العلمانية الغربية. وقال الصدر إن أعداءه هم القوات المحتلة والنواصب والغزاة، مشيرا إلى أنه لن يتفاوض معهم حول التوقيع على هدنة ولن يجلس معهم حول الطاولة ذاتها ما دام على قيد الحياة، حسب ما جاء في البيان". راجع موقع صوت العراق , تحت باب "أخبار العراق بتاريخ 15/8/2008. ألا يذكرنا هذا حين فرض صدام حسين على رئيس وأعضاء مجلس النواب أن يوقعوا بدمائهم ايضاً على بيان لهم بشأن صدام حسين وعهده؟ ألا يشبه اليوم بالأمس؟
تصوروا أن هذا الرجل المأساة _ الذي دعا إلى وحدة المسلمين من شيعة وسنة قبل ذاك مراوغة ورياءً , بدأ يعود إلى أصله الطائفي السياسي المقيت وبدأ يستخدم ذات المصطلحات التي يستخدمها الطائفيون المتعصبون ضد أهل السنة في العراق [النواصب] كما يستخدم الطائفيون المتعصبون من أهل السنة مصطلح [الروافض] ضد أهل الشيعة – أصبح مهزلة أيضاً. في مجتمع فيه الكثير من الجهلة والبؤساء والمساكين الذين يستطيع شخص مثل هذا المأساة والمهزلة أن يسير الكثير منهم صوب ما يريد لينتهي بهم وبغيرهم إلى الموت. علينا أن ننتبه هنا إلى القوى التي يريد وأدها أو قتلها في العراق , وهي:
** القوى المحتلة أو الغزاة ,
** القوى التي تعتنق المبادئ العلمانية الغربية ,
** النواصب - وهم أهل السنة سواء أكانوا عرباً أم كرداً أم تركماناً أم غيرهم من أتباع المذاهب السنية الأربعة.
وفي العراق الكثير من هذه النماذج , بعضها في المسؤولية وبعضها الآخر على هامش المسؤولية في الحكم وبعضها خارجه ولكنه محسوب عليها.
نتمنى لهذا الشعب المبتلى بمثل هذه النماذج من البشر أن ينجو منها ومن تأثيرها ومن يقف خلفها ويسندها ويزودها بالأوامر , ونتمنى أن يستفيق هذا الشعب بغالبيته من نومه ويدرك ما حصل له وما يراد له أيضاً من قبل هذه الشخصيات التي تدمج في سلوكها المأساة والمهزلة في آن واحد وتتسبب بموت الكثير والكثير جداً من البشر.
16/8/2008 كاظم حبيب





#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الموقف الخاطئ من القضية الكردية له عواقبه الوخيمة في العر ...
- الخطوط العامة للمحاضرة:هل من ظواهر جديدة في اتجاهات تطور الو ...
- تحالف -مدنيون- المدني ولد متأخراً , ولكنه قادر وقابل للحياة ...
- الجلاد والضحية في بلاد الرافدين !
- تحية لعارف دليلة والحرية لبقية سجناء الرأي في سوريا!
- -مدنيون- وانتخابات مجالس المحافظات ثانية !
- -مدنيون- وانتخابات مجالس المحافظات!
- هل الأخوة الكُرد بحاجة إلى إبعاد المتطرفين منهم عنهم والقبول ...
- رسالة جوابية مفتوحة
- أيها السادة ... ما هكذا تورد الإبل!
- رسالة جوابية عن سؤال حول مصطلح الشيعة الصفوية
- سلام وتحية إلى عارف دليلة في سجنه المظلم في سوريا
- هل سيواصل حكام إيران السير على طريق صدام حسين ؟
- هل الضجة الإعلامية هي البديل المناسب عن وعي الواقع العراقي و ...
- هل من نتائج ملموسة لزيارة المالكي إلى برلين؟
- هل تحول قرَقوش السودان إلى راقص قرقوز في دار فور؟
- بيان صادر عن هيأة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية ...
- هل الادعاء العام لمحكمة الجناية الدولية على صواب بمذكرة اعتق ...
- أفكار وملاحظات للمناقشة في الذكرى الخمسينية لثورة تموز/يوليو ...
- نقاشات فكرية وسياسية مع السيد الدكتور فاضل ألجلبي حول أحداث ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل المأساة والمهزلة اجتمعتا في شخص واحد في العراق ؟