أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محسن ظافرغريب - مكر مكابر في عراق مصغر!















المزيد.....

مكر مكابر في عراق مصغر!


محسن ظافرغريب

الحوار المتمدن-العدد: 2375 - 2008 / 8 / 16 - 10:11
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


أعلن أمس الأول رئيس المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات العراقية"فرج الحيدري"، أن مفوضيته حذفت أسماء مئة ألف أجنبي من سجل الناخبين السابق الذي أعتمد في الإنتخابات الثلاث الأخيرة التي جرت في العراق، الأمر الذي ترتب عليه إعلان مماثل من طرف وزير خارجية العراق"هوش يار زيباري"، بصدد حصول أعداد كبيرة من أجانب كرد على جواز السفر العراقي، خلال السنوات الست الماضية، بشهادة دول أجنبية محايدة في موقفها الدبلوماسي من سياسة الكذب في عراق التآخي التاريخي الجغرافي الوطني، مدينة الحياد كركوك الخير. أيضا أعلن صباح أمس المكتب الاعلامي للإتحاد الإسلامي لتركمان العراق(IUIT) عن إستقبال رئيس جمهورية الجارة المسلمة المعتدلة تركيا"السيد عبدالله غول" في اسطنبول، عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي الأمين العام للإتحاد الإسلامي لتركمان العراق السيد "عباس البياتي" الذي يزور تركيا. وقد دار في اللقاء، الحديث عن الأوضاع السياسية في العراق والتطورات التي شهدها العراق مؤخرا. كما جرى التوكيد على وحدة الشعب العراقي بجميع طوائفه واقامة أفضل العلاقات الثنائبة بين البلدين الجارين تركيا والعراق. وشدد الطرفان في هذا اللقاء على أهمية التوصل الى الحلول العادلة في المسائل والقضايا الخلافية التي ترضي كافة الاطراف، وأكدا على أهمية وحدة التركمان في هذه المرحلة واندكاكهم في العملية السياسية الجارية في البلاد. وتم في اللقاء أيضا التطرق لمسائل وقضايا ذات أهمية ظهرت في الساحة العراقية مؤخرا.
وأيضا أعلنت أمس ثلاثة مصادر سياسية عراقية أن رئيس جمهورية العراق"د . جلال طالباني" أجرى عملية في القلب بالولايات المتحدة الأميركية. ولم يظهر طالباني علانية منذ سفره الى الولايات المتحدة، فيما قال مكتبه أنه بصدد إجراء جراحة بالركبة اليسرى بمستشفى
"مايوكلينيك" في ولاية مينيسوتا الأميركية. وقال مكتبه هذا الأسبوع أن العلاج كان ناجحا وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عنها، أن الجراحة كانت في القلب وليس في الركبة. وقالت متحدثة في مستشفى"مايوكلينيك": بناء على طلب المريض ليس لدينا معلومات!". أيضا إتضح أن النائب الثاني للرئيس"د . طارق الهاشمي"، (الإسلامي) الذي أيضا كان في رحلة علاج الى تركيا، لم يكن(متفهما!)/ مقتنعا بعدم تمرير منصب(مصائب العراق) رئاسة الجمهورية، لقانون إنتخابات المحافظات، كما أعلن ذات المكتب أيضا، (رسميا!!) للملأ!، والذي كثرت تعديلات نسخ إعلاناته نسخا وتصحيحا وإعادة تفسير وإيضاح التوضيح!!.
إنها ميديا Media، بمعناهاالدعائي الكارثي في جبال ميديا شمال العراق، في سيناريوهات خرائط طرق مرت بكشمير ،كويت، كوسوفا، ولن تقف عند كركوك KERKUK TURKMEN، كما مر أنبوب نفط باكو - تبليسي - سيحان. هي طريق حرير وقفازات حرير وحرب باردة كان قطباها
"جدانوف" الروسي في الشرق و"مكارثي" الأميركي في الغرب، و(لعبة أمم) على رمال شطآن دافقة دافئة متحركة متحررة.
الفاشية الشوفينية وحكم الطوائف من بقايا القرن الماضي وقرون التخلف الخالية التي سبقته وأخلت له الساحة في(ديالكتيك) جدلي تاريخي مثالي حتى قيام الساعة، يستحضر(هيجل) المثالي الغائب في الميتافيزيقيا واقفا على أم هام رأسه منكوسا، بشروط ظهور المهدي البديل لوعد عرقوب وغودو والشيوعية!، وعد الرعد بالمطر!، مشاعة القسط والعدل بمكيال واحد واعد، بدل الجور في الأرض وفي المستضعفين، حيث علو الإستكبار الكبير، سنة تدافع لبقاء الأصلح الأنفع وذهاب جفاء الزبد.
في ظل العرش الملكي العراقي لم نكن نسمع بل قل لم يكن يسمح بتشظي حكم ذاتي سرطاني تتكاثر خلاياه ذاتيا. ولولا(صدام المدان دوليا) ما بان ولا كان نزاع الحدود الادارية بين المحافظات، كأس(النخيب) الأعلى الأوفى المترع بنعمة باطنها نقمة وبلاء كر بين"كربلاء والأنبار"!.
ولولا(صدام المعدوم) هذا، لم تستحدث محافظتي"صلاح الدين" و"دهوك"، بإفساد بائس لحدود إدارية ليس إلا، ومن المفارقة زعم دعاة الردة العرقية غير العراقية وظهيرهم سادة ومشايخ دعاة الطائفية غير الوطنية، بأنها الفيدرالية الإتحادية سنة التطور، ما يسوغ إتحاد أقاليم طبرق وطرابلس الغرب وفزان الفرنسي في المملكة العربية الليبية أنموذجا، وقيام دولة مثل الامارات العربية المتحدة، وما يسوق لتجربة الجمهورية العربية المتحدة الفاشلة، بلحاظ قول لعبدالناصر مصر: الجمهورية العربية المتحدة، متحدة مع مين؟!.
كان الفرس والترك يتنازعان على(مملكة جورجيا)، التي إنفصل عنها إقليم(أوسيتيا الجنوبي) الناطق بأغلبيته بالفارسية، وهو جمهورية
"تسخينفالي" وعاصمتها بنفس هذا الاسم، نفوسها 70 ألف نسمة، المولودة على أرض"ساماشايلو" التي هي جزء من هضبة القوقاز التي ترتفع في معظمها لأكثر من ألف متر فوق مستوى سطح البحر، ذاك الإقليم المتصل بأقليم أوسيتيا الجورجي الشمالي ولإقليم أبخاريا الجورجي ، طلبا الإنضمام للإتحاد الروسي، وقد ضمت روسيا كل جورجيا بين عامي 1801-1918م، وعندما أضحت كل السلطات للسوفييت، أمست جورجيا كلها سوفييتية أيضا، ثانية بين عامي 1921-1991م، ولم تستقل إلا ورئيسها بين عامي 1992-2004م وزير الخارجية الروسي الأسبق"أدوارد شيفازنادزه" الذي سرعان ما أطاحت به(ثورة الورد!) الموالية للولايات المتحدة الأميركية والمدعومة منها!، بإسم الديمقراطية العرقية البدائية وحرية العبادة الطائفية الأرثوذكسية الحاكمة للأقلية الكاثوليكية كما في سيناريو العراق، إلا أن البيدق الجورجي: "ميشيل ساكاشفيلي"، يشغل منصب رئيس الجمهورية المراقب من قبل البرلمان إسميا وصوريا ومجازا وتجاوزا، خاضعا للغرب منذ توليه الرئاسة البائسة في كانون الثاني 2004م في العام التالي لعودة العراق للإحتلال ولحلف شبكة الأمن الإقليمية الثلاثية: العراقية، الإيرانية، والتركية. أيضا تصدر جورجيا النفط عبر أنبوب ميناء (جيهان التركي) أسوة بنفط مدينة الحياة والحياد والتآخي، كركوك العراق المصغر.
ظهور القائد القومي الجورجي"زياد قامسا خورديا" في العاصمة المركزية"تبليسي"، كان كظهور إبليس الداعي لغياب الملائكة بقيادة المخلص الموعود!. تحتفظ روسيا بقوات حفظ سلام في جورجيا التي يدعو برلمانها لتدويل هذي القوات!. الروبل الروسي كالتومان الإيراني، منتشر، الأول في جل جنوب(أوسيتيا) وجل أهل(أوسيتيا) يحملون جواز السفر الروسي!والثاني، التومان الإيراني، منتشر في الجنوب العراقي
،ويحتفظ رجال الدين والمذهب العظام الأعلام بجواز سفر الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
أن الأميركيين راحلون والبقاء في الوطن العراق مختلف طوائفه، وأن إسرائيل لا يمكن أن تكون ظهيراً للأكراد إلاّ لمصالحها الذاتية، وأن
واشنطن وأصحاب القرار في عواصم الدول الكبرى وحلف(NATO) والإتحاد الأوروبي سوف لا يفضّلون حكومة إقليم كردستان المحاصرة بين 4 دول من غير منفذ بحري أو برّي، على تحالفاتها الإستراتيجية وعلاقاتها الإقتصادية المتعددة والمتشابكة والمتصاعدة مع موقع آنقرة ، الإستراتيجي
العظيم وقواتها المسلّحة التي تشكل ثاني أضخم جيش في الحلف المذكور.
أن طروحات القادة الأكراد، بشأن كركوك ونواحيها، ضعيفة وإثارة آراء ودعاوى تأريخ موغل بالقدم ستُثير آراء متضادّة أقوى، تتمخّض عنها معضلات لا تُوصل فئات الشعب الواحد الى نتائج حسنة. كما أن مزاعمهم الجغرافية أضعف كثيراً من التأريخ.
شمال كركوك أربيل، وشمالها الغربي: الموصل، وشرقها: السليمانية، وجنوبها: ديالى، وغربها: بغداد. و تكريت غرباً. كركوك«كرخينا» اسمها الآرامي«كرخ سلوخ»، ذكرها المؤرخون والبلدانيون المسلمون في القرن 7 هـ. اليونيني(726هـ):«قلعة يقال لها الكرخيني من أعمال أربل بينها وبين بغداد»(ذيل مرآة الزمان). قلعة كركوك المقدّر عمرها بآلاف السنين، دائريّة الشكل، عالية مُتّسعة، ذات الأحياء و
الشوارع والأزقّة والأبنية المتنوعة في طُرُزها وأحجامها وثقافاتها المتوارثة، هي أصل مدينة كركوك . الحموي(ت 626هـ):«كرخيني، قلعة بين دقوقا وأربل»(معجم البلدان). وعلى جانبي نهر خاصة صو ، أحياء سكنية حديثة، مثل(مُصلّى، بِرْيادي، جُقُور، إمام قاسم) شرقيّ النهر.
و(قُورْيه، صاري كَهْيَه، نَفْطْجِلَر، تِكْريتْلِلَر، قِشْله، تِسِنْ) غربيّ النهر. توالت على قلعة كركوك حضارات وديانات ومذاهب، ورثت عمرانها ودور عباداتها ومقابرها ومقاماتها المنوعة، قبل أن تُبنى جوامعها الإسلامية العديدة في العهود الأموية، العباسية، السلجوقية، آقْ قُويُنْلُو، قَرَه قُويُنلُو وغيرها. حكم العثمانيون العراق بحدوده الدولية الحالية لـ 4 قرون متصلة، جعلوا من كركوك لواءً تبِع لولاية بغداد، رُبِطَت إدارياً بـ ولاية شهرزور ، ولم تصبح كركوك لواء إلاّ بعد الإحتلال البريطاني للعراق قبل 9 عقود(1918م)، وبعد تأسيس دولة العراق 1921م بـ 4 أقضية هي: مركز كركوك، طوزخورماتو، كفري(الأغلبيةالتركمانية - والحويجة ذات الأغلبية العربية)، وقبل أن يُفْصَل قضاء جمجمال ذو الأغلبية الكردية، من لواء السليمانية عام (1946م)، ويُضَمّ إلى كركوك / المحافظة ذات ديموغرافية من ثلاث قوميات رئيسة، جنب أقليات أخرى كـ المسيحيين بطوائفهم ومذاهبهم، و اليهود حتى عام 1954م. التركمان والآخرون مدينتهم كركوك مُذ العصر العباسي، والتركمانية لغة مسيحيي القلعة الأصيلين، وأحياء مقابر القلعة تحتوي رفاتهم لعقد عشرينات القرن العشرين. و
مقابر محدودة أصحابها أكراد نزحوا من قرى قريبة أنشأوا في كركوك دور تكايا عبادة للدراويش بمباركة السلطات العثمانية في عقودها
الأخيرة، مثل عائلتي(خانقاه، وطالبانيين) خلال القرن 19م ومطلع القرن20م. العرب في المدينة عوائل مفردة. بعد تفكّك الدولة العثمانية
إكتشفت بريطانيا النفط في أكثر من موقع قرب ضواحي المدينة خلال عقد عشرينات القرن20م وتأسست شركة(I.P.C) في المدينة، حين تهافت للعمل في منشآتها العديدة آلاف أهالي شمال العراق بشكل خاص، ضمّت أكراداً وعرباً وآثوريين وأرمناً وغيرهم، فيما قدم إليها آخرون لينشئوا فيها مصالح تجارية وإقتصادية تطورت بشكل هائل وسط كركوك بعد ربطها مع بغداد وأربيل بسكة حديد، وبطرق مبلّطة مع 5 ألوية(محافظات)، فيما تأسست القيادة العسكرية للمنطقة الشمالية بعقد عشرينات القرن20م، والعديد من المعكسرات في ضواحي المدينة بعد تأسيس الجيش العراقي الذي إنخرط في صفوفه آلاف الشباب الأكراد وغيرهم من سكنة بعض القرى النائية التابعة لـ كركوك ومدينتي
السليمانية، وأربيل وأقضيتها ونواحيها. لم يتواجد الأكراد- ببعض الكثافة- في مدينة كركوك حتى عقد منتصف القرن20م ضمن حيّين سكنيّين، أولهما إمام قاسم ، وثانيهما شورجة اللذان إحتويا- بشكل عام- مساكن متواضعة لعمال بناء وخدمات وجنود، في حين لم تكن نسبة الطلاّب الأكراد والعرب في مدارس مدينة كركوك تزيد على 10% من مجموع الطلاب، رغم إفتقار جميع أقضية اللواء(المحافظة) لأية مدرسة متوسطة وثانوية عقد ذاك. نعمت مدينة كركوك بأمان وإطمئنان، فتعايش فيها التركمان والأكراد والعرب وسواهم متآخين متلاحمين مبتعدين عن الإضطرابات، حتى 14 تموز 1958م(مجزرة منتصف تموز 1959م قُتِل خلالها عشرات التركمان سحلاً بالحبال وتمثيلاً بالجثث، لإجبارهم على ترك مدينتهم لسواهم)، فإنخرط العديد من الأكراد في صفوف الحزب الشيوعي والأحزاب القومية اليسارية الكردية التي عمّت منطقة شمال العراق خاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة ملاّ مصطفى بارزاني ، في حين ترك آلاف الأكراد قراهم ليستوطنوا كركوك / أنشأوا أحياءً جديدة لهم على عجل قرب محلّتي إمام قاسم وشورجه قبل أن يضيفوا إليهما أحياءً أخرى بمباركة حكومة تموز 1958م . كانت الهجرة الكردية نحو كركوك بشكل ملحوظ منذ عام(1963م) عند تسلّط حزب البعث و عبدالسلام وعبدالرحمن عارف . تعريب كركوك بعد عودة حزب البعث في 17 تموز 1968م، لتشمل غالبية الأقضية والنواحي التي كانت مرتبطة بها. في عقد سبعينات القرن الماضي أُتبع قضاء كفري لمحافظة ديالى، فيما ضُمَّ قضاء طوز لمحافظة صلاح الدين، وفُصِل قضاء جمجمال ليرتبط بمحافظة السليمانية، وصدرت توجيهات مركزية حزبية تقضي بترغيب المواطنين العرب في جميع محافظات العراق للنزوح الى كركوك مقابل مُغرَيات مادية ووظيفية ودرجات حزبية، فأُنْشِئَتْ لهم أحياء عربية عديدة وسط المدينة على نفقة الدولة، وزوحم التركمان خصوصاً والأكراد والآخرون في رزقهم اليومي ومستقبل عائلاتهم وأولادهم و
مصالحهم، قبل أن يُجبَر بعضهم بأساليب منوّعة، على تغيير قوميتهم للعربية لما يربو على عقدين من الزمن، ما إضطر عشرات الألوف من التركمان والأكراد وسواهم غير العرب، ترك كركوك طلباً للأمان ولقمة العيش داخل وخارج العراق. شمل التهجير القسريّ الحزبيّ للأكراد الذين لم يُولَدوا في كركوك ولم يُسجّلوا لدى دوائر الأحوال الشخصية فيها، ونفّذ بعد عام 1991م، حين أخلت الحكومة المركزية المناطق الكردية والعدد الكلّي للمُرَحّلين لم يتجاوز 11 ألف نازح إستناداً لوثائق الأمم المتحدة. التركمان أواسط نيسان 2003م، فوجئوا بقوات جمعية البعث الكوردي(كومه له ى زيانه وه ى كورد) ـ كازك ـ (الزاء الفارسية)، البيشمركه الكردية والقوات الأميركية تستحوذ بقوة السلاح على مفاصل مركز محافظة كركوك ونواحيها، وتُـنْصِبُ مُحافظاً وكبارالموظفين التنفيذيين، إندفع إليها خلال بضعة أسابيع بضعة آلاف من المدنيين الأكراد بدعوى أنهم هُجِّروا من المدينة، فتمّ إسكانهم أمام أنظار قوات الإحتلال بمخيّمات أنْشِئَتْ على أنقاض قواعد ومعسكرات
القوات المسلحة العراقية التي نُهِبِتْ كلياً وفي بقاع أخرى من المدينة ونواحيها. وفي ظلّ غياب قوة الدولة والقانون، رُبطت مؤسسات
محافظة كركوك ودوائرها الحكومية عملياً بإقليم(كردستان العراق)، فتمّ تعيين آلاف الأكراد موظفين فيها ونُقل آخرون بالجملة إليها من المحافظات الكردية، وهم مزوّدون بمعظمهم بوثائق ومستمسكات مزوّرة بإتقان، تُشير إلى كونهم أصلاً من أهالي محافظة كركوك!. ونصّ دستورالعراق الإتحاديّ على(تطبيع) الأوضاع بتلك البقاع، لصالح الأكراد بهذه الظروف لما يمتلكونه من أدوات وتنظيم ونفوذ سياسي وقوات مسلحة وحلف مع الأميركيين، وأغلبية تلي الكتلة الشيعية بالبرلمان العراقيّ، وفيدرالية الأمر الواقع بالمنطقة الشمالية من العراق التي تطمع في كركوك بشكل خاص كونها تُؤمّن ميزانية ضخمة لإقليم كردستان فضلاً عن موقعها الإستراتيجي.
ويرى تركمان كركوك والمدن ذات الأغلبية التركمانية أنهم لا يمتلكون قوة مسلحة منظمة، مثل الأكراد والعرب، وهم على غير وئام مع المحتلّ الأميركي، لذا فإن الضرورة تقتضي تحالفاً وطيداً مع عرب الحويجة والعرب والآخرين الوافدين لكركوك وإستثمار مشاعر العرب السنّة و
الشيعة المُناوئِين للفيدرالية حيال ضمم كركوك عنوةً للفيدرالية الكردية، فضلاً عن الإعتماد على توجّهات الجمهورية التركية التي طالما أعلنت أن تعرّض تركمان العراق للخطر، وضمّ كركوك لإقليم(كردستان) خطّان أحمران ضمن أخطار مُحْدِقَة حيال الأمن القومي التركي. وأن لاضير في ذلك ـ حسب قناعة التركمان ـ مادام الأكراد متحالفون مع المحتلّ الأميركيّ، و الشيعة ،بشكل عام، يستندون على إيران ويعتمد
العرب السّنة على أكثر من دولة جوار. إن الذي يخّفف وطأة التوجّه الكردي لضم كركوك والمناطق المختلف عليها لإقليم(كردستان)، كون الجوار(إيران وتركيا وسورية) لا يرغب أن تكون هناك فيدرالية كردية قوية في شمال العراق، تُهيّج مشاعر أكرادهم في المناطق المتاخمة للعراق وتدفعهم للمطالبة بحقوق قومية مشابهة تزعزع الإستقرار السياسي والأمني لديهم. وإستبشر التركمان، والمناهضون لفصل كركوك من سلطة العراق المركزية، من الموقف القويّ للحكومة التركية حيال متمرّدي حزب العمال التركي/ الكردي(PKK)، المتمركزين أقاصي شمال العراق الذين كان مسعود بارزاني يدعمهم. القصف الجوي والتدخل البرّي أديا لتكميم العديد من الأفواه التي كانت تتبجّح بآمال عظيمة بأن كركوك لا بد أن تُضَمَّ بالترهيب والقوة المسلحة لما يسمّى بـ(كردستان العراق). كركوك قدس العراق، عمّا يجول بأعماق العراقيين، فضلاً عن نفوس مواطنيها الأصيلين، الذين إستطاعوا العودة إلى ديارهم أو مازالوا مُغتربين، إستثنائية يفضّل بقاءها إما مرتبطة بالسلطة المركزية أو تتشكّل منها فيدرالية لها خصوصيتها لتتعايش في ربوعها جميع القوميات، العرب والمسيحيين بطوائفهم وسواهم
، ناهيك عن أهمّيتها النابعة من ثروتها النفطية، وكونهاعقدة طرق مواصلات إستراتيجية تلتقي فيها وتربط شمالي الوطن بوسطه وبـ 6 محافظات ببعضها، قدس نار مشتعلة تحت الرماد، وذلك ما يمهّد لحرب أهليّة ضروس ويتيح المجال لمن يحمل سلاحاً أقوى وقوات عسكرية أو شبه عسكرية منظّمة أفضل أن يتدخّل لفرض إرادته على كركوك والمناطق المختلف عليها. وتركيا لن تقف مكتوفة الأيدي إنّ حصل مكروه لـكركوك والتركمان، وستصطف إيران و سورية لجانبها، ليس حبّاً بكركوك وبسواد عيون التركمان العراقيّين، بل لرؤىً إستراتيجية أميركية ومصالح تلتقي ببعضها ضمن هذه المنطقة الساخنة المُبتلاة بالثروة النفطية منذ مطلع القرن الماضي.




#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت محمود درويش الإنسان
- نحن فخورين بأدباء ومثقفي الرافدين
- معرض-البعث ثانية-!
- الأديب سولجنتسين يدخل الجنة !
- أسبوع المصالحة الثقافية العراقية !
- هل,أتاك, حديث ATTAC ؟!
- طائر الراين، غريد !
- حجب الحقيقة العنيدة
- مهرجان إيران بعنوان ديوان
- بابل في أمستل !
- طائر غريب
- في مولد فرانس كافكا Frans Kafka *
- الثقافة في عام؛ بابل عاصمة الثقافة العراقية
- البستاني، قرن وربع القرن من الزمن
- الموت يغيب بطل البطالة الطويلة قصيري
- بمناسبة اليوم العالمي للاجئين
- نص الإتفاقية الأمنية طويلة الأمد المزمع عقدها بين العراق وال ...
- مذكرة تفاهم أقل من إتفاقية !
- إتفاقية أقل من معاهدة !
- الإنتخابات تيار الإصلاح الوطني


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محسن ظافرغريب - مكر مكابر في عراق مصغر!