أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام خماط - مفهوم السيادة وسبل النهوض بالواقع العراقي














المزيد.....

مفهوم السيادة وسبل النهوض بالواقع العراقي


سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 2375 - 2008 / 8 / 16 - 10:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم ينتهي مفهوم السيادة في اليوم الأول لانهيار الاتحاد السوفيتي وتفرد الولايات الأمريكية في السيطرة على العالم ،ولن يصبح هذا التعريف خاضعا للتغيرات التي طرأت بعد بروز القطب الواحد والمحكوم بنظام عالمي جديد انشأ بتوافق الدول الكبرى المؤثرة على المسرح الدولي،إلا أن النظام العالمي الجديد وضع مجموعة من الاشتراطات لتعريف مفهوم السيادة،منها احترام حقوق الشعوب في اختيار أنظمتها السياسية وإطلاق الحريات وتحرر الإعلام ونظام السوق الحر وكل هذه الاشتراطات تندرج في الخضوع لمفهوم العولمة،ففقدان السيادة شملت الدول الصناعية الكبرى التي لازالت تتواجد على أراضيها الجيوش والقواعد الأمريكية مثل اليابان وألمانيا وكوريا وبعض الدول الغير الصناعية كدول الخليج العربي التي طالما كانت أجوائها ومياهها وأراضيها تحت خدمة الولايات المتحدة الأمريكية متى تساء، فهي دول منقوصة السيادة بلا ريب .
وليس بالضرورة أن تكون مقومات النهوض لشعب ما أن تستمد من خلال عمقه الحضاري في التاريخ،فالولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال لامتلك هذا العمق الحضاري وليس لها تاريخ بالمقارنة مع دول العالم الأخرى،إلا أن مقومات النهوض لديها واضحة ولا تحتاج إلى برهان،بينما نجد هنالك دول لها عمقها التاريخي والحضاري الموغل في القدم لكن مقومات النهوض لديها معدومة.
ان سر النهوض لدى الدول يرجع الى وجدة الدولة التي تنعكس إيجابا على البناء والأمن والاستقرار بالإضافة الى الاعتماد على الفهم الصحيح والنزيه في هذا البناء وإقامة العلاقات الدولية المبنية على أساس المصالح المشتركة والانفتاح على تجارب الأخريين مع الاحتفاظ على الخصوصية الوطنية،فلا يمكن لأي دولة ان تنهض بغياب المساواة بين أبناء البلد الواحد او بغياب التوزيع العادل للثروة،فكيف نتصور ان ينهض العراق في ضل تقسين الثروة والمناصب بين السياسيين الذين لم يتركوا شيء إلا وأخضعوه للمحاصصة البغيضة حتى همشوا شرائح واسعة من المجتمع مكتفين بإعطائهم فسحة من الحرية الإعلامية فأصبحت الأفواه مفتوحة والآذان مغلقه بعدما كانت الآذان مفتوحة والأفواه مغلقة في زمن النظام السابق،أي أصبحت المعادلة معكوسة لكن النتيجة واحدة.
فهيمنة الإسلام السياسي على الساحة العراقية ولد ميلا طائفيا لا يمكن ان يتبنى مشروع وطني للاستقلال في ضل تنامي الكيانات الحزبية الضيقة والمفتقدة للشراكة السياسية الحقيقية فأكثرالسياسين اليوم هم نتاج لسقوط نظام حيث لم يكن احد قد سمع أو عرف بهذا العدد العائل من الأحزاب قبل سقوط نظام صدام ومن الممكن ان ينتهي العديد من هذه الأحزاب بلحظات لذا فأن السياسيين اليوم لايمكن ان يؤسسوا لبناء دولة او يعملوا على استعادة العراق لسيادته واستقلاله،فلا بد إذن من إيجاد البدائل ومن أهم هذه البدائل الثقافة-التي تمتلك المنهج والفلسفة لتحقيق نهضة وطنية تسير نحو الاستقلال وإقامة دولة العدالة والمساواة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وتعيد التسامح والتعايش المشترك بين الجميع والابتعاد عن النزعة الفئوية والمحاصصة البغيضة ،نهضة تعيد الشعور للمواطن بوجوده الذاتي وحقوقه بالانتماء وقانون يتساوى الجميع تحت تشريعاته ويضمن لهم حرية التعبير والاحترام على أساس المواطنة العراقية لا على أساس الانتماءات الحزبية والمذهبية والطائفية،قانون يكتب بلغة حضارية منبثقة من الهوية الوطنية لا من الهوية الفرعية المشحونة بالتعصب والتخلف المذهبي والقبلي والقومي،متى ما تم ذلك ستكون هنالك سيادة بعيدا عن المفاصل الاجتماعية المتهرئة والثقافات المختزلة والفساد الإداري المشين والإعلام المشوش وسياسات التهميش.
لا يمكن النهوض بالواقع العراقي إلا بوجود أحزاب وطنية حقيقية لها تأريخها المشرف تضع في برامجها مصلحة الوطن من خلال التنافس الشريف على تقديم الخدمات والتنافس على وزارة البلديات لا على وزارة النفط او على ما اصطلح على تسميته بالوزارات السيادية ،فهنا لم تسلم حتى السيادة من المحاصصه ،فقسمت الوزارات إلى سيادية وغير سيادية.
ولكي ننهض بالواقع العراقي يجب تفعيل الاقتصاد وإعادة الحركة بل والروح الى المصانع والمعامل العراقية التي أهملت بشكل متعمد ولم تمتد إليها يد التأهيل والأعمار هذه المنشات التي تستوعب مئات الآلاف من الكوادر الفنية والأيدي العاملة والتي ستوفر العملة الصعبة وتلغي استيراد العديد من السلع وخاصة من دول الجوار التي أصبح العراق بالنسبة لها سوق ناشطة لتصدير بضاعتها الرديئة ،من هنا عمل أتباع هذه الدول ممن يشتركون بالعملية السياسية الى تعمد عدم تأهيل هذه المنشات الاقتصادية إرضاء لأسيادهم وشركاءهم في هذه الدول .
ولكي ننهض بالواقع العراقي يجب أن نعمل من اجل إيجاد مؤسسة تعليمية وتربوية بالمعنى الصحيح تقوم على أساس تنشئة جيل متعلم ومبدع لا جيل يعتمد التلقين على طريقة (التكرار يعلم الحمار )،
مؤسسة تربوية تمتلك من الطاقات المبدعة والواعية والمثقفة القادرة على النهوض بهذا الواقع المتخلف ولو بعد حين ،لا مؤسسة تضم بين كوادرها التعليمية من لايقرأ جريدة أو مجلة طوال حياته.




#سلام_خماط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يحتاجه المفاوض العراقي
- الديمقراطية والخطاب السياسي الغربي
- فصل الدين عن السياسة
- الديمقراطية والإعلام الحر
- من اجل نقله نوعية لنقابة الصحفيين
- مضامين الاتنفاقية العراقية الامريكية(صوفا)
- لا لتهميش منظمات المجتمع المدني
- دور العقل في إلغاء ثقافة العنف
- الظاهراتية(الفينومينولوجيا)
- النظام العالمي الجديد وتجاوز مبدأ السيادة
- مهام منظمات المجتمع المدني في الانتخابات القادمة
- الوعي الجماهيري أساس العملية الديمقراطية
- التوافقية سبب فشل نظام القوائم المغلقة
- شروط نجاح المصالحة الوطنية
- دور الإعلام في الانتخابات القادمة
- استقلالية الأعلام والارتقاء بالسلطة الرابعة
- نهاية دكتاتور أم بداية دكتاتورية
- صولة الفرسان واللحظة العراقية الراهنة
- الديمقراطية ومشكلة الاغلبية
- ذكرى الانتفاضة العراقية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام خماط - مفهوم السيادة وسبل النهوض بالواقع العراقي