أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ريما كتانة نزال - ماذا فعل الشاعر بنا














المزيد.....

ماذا فعل الشاعر بنا


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 2375 - 2008 / 8 / 16 - 10:20
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


نضيع في أحابيل الغياب؛ كما ضعنا دائما في أحابيل القصيدة؛ وفي فراغ ما بين الوعي والغيبوبة تنسحب واقفا، تقهرنا حروف أبيات الغياب؛ وتحتار القصيدة في لغزها.. وتُشل يمناها وتعجز عن وصف ذاتها؛ وتُطوى النهاية على لغز؛ بعدم اكتمال الفصل ما قبل الأخير من السيناريو؛ وتقف الدنيا على رؤوس أصابعها؛ ويتوارى الورق وتجف الأقلام؛ ويعجز الحكماء في تفسير خيار جبل بترك المكان؛ ولا إجابة شافية لخيانة نص الوجود.. ولماذا أوقف لاعب النرد بحثه عن الحياة..
كنا النص المؤبد للشاعر؛ سواء خرج من قمقمه رجل أو أمرأة ؛ طفل وشيخ، جعلتنا نطل من رائحة القهوة والخبز؛ وهدير بحرنا وغضبنا ودراويشنا، وخرج زبد اليم منا؛ كنسغ الحب يطل من حرف يتوهج على يدك؛ وتمددت فلسطين بكل راحتها على راحتي الشاعر؛ لتقدم أجمل ما فيها ولديها عبر القلب الذي ينقبض وينبسط على لغم؛ وليغفر الكلام ويكفَر عن خطايانا وزلاتنا؛ من العابرين والمارين بسلام؛ ممن يسكنون في السماء وعلى الأرض؛ ممن نزفوا صبارا و دما نبيلا؛ وممن سفكوا دمائهم على مذابح عبثية؛ ولكل القابضين على الحجارة ليسقفوا أرض السماء بالنور والغضب؛ وبالنار المطلة من النص الملتهب.
زرعتنا شعرا على خارطة مجدولة بحبات الشمس؛ وخرجنا كحقيقة من إعجاز الكلمة؛ ومن شرايينك نسجت الحكاية النازفة؛ ومن لحن على وتر قيثارتك استقامت قامات الأمهات؛ وكنا أبطال الرواية المستحيلة؛ ومن ملامحك أطل وجهنا على العالم لنأخذ شكلك؛ فكنا بك أبراجا للنار والتراب والهواء والماء؛ وأبطالك جعلتهم يعشقون الرواية، فكان الشهداء والأسرى ورماة الحجارة والشعراء والسحرة ولاعبو الورق والسيرك؛ وأنطقت صخرنا ووعرنا بزهر اللوز والزعتر؛ وزرعتنا في الصحارى حنونا وسنابل قمح وشوكا بكل الألوان؛ ودثرتنا بالزيتون والصنوبر والسنديان والسنابل؛ فامتلكنا الأبجدية بكل اللغات والألسن.
وأضاءت المرأة حين منحتها أبجديتك الحرية المشرقة؛ فأطلت من عناصر التكوين؛ فكانت قادرة على صنع فضيلتها؛ وكان الرجل والمرأة متساويين في العطاء والبذل؛ وفي الحقوق والقيمة الانسانية؛ وأطلت علينا حارسة نار البقاء وشعلة الحرية كأسطورة تطالب بإعادة النظر بالمرجعية؛ لتوحد قيما جديدة تطبق على من يملك القلب والعقل على حد سواء؛ قيم يكون نبعها من صحيح دروبنا المثقفة والواعية؛ لا من آلة جامدة تعزز القوالب المميزة بين الخطايا والفضائل والحسنات والسيئات.
واعتز النص بآدميته؛ والأطفال بحواريهم وصفيحهم؛ والشباب بقاماتهم؛ والعجائز بحكمتهم؛ والصبية بتقلبهم؛ واكتسب الكل الفلسطيني ما أعطيته من تلقائية وعفوية ولولبية وذئبية وحلم وعطاء وكرم وبخل؛ فأبطالك نحن من عناصر الأرض؛ بشر يخطئون ويصيبون يكرهون ويحقدون ويسامحون ويعفون ويحبون ويموتون من الوجد والجنون والتشرد والحصار والتضحية والفداء ؛ ومن الاقتتال والنزوات والتسكع ؛ ونثرتنا على الأرض بشرا وفي السماء كملائكة؛ نسابق الريح والأعاصير بحثا عن مكان؛ ونواجه الجنون ومد البحار وجزرها؛ لم تضع أيَا منا في مصاف الآلهة والملائكة؛ وخرجنا الى العالم من نصك كما شئت للنص ان يتشكل؛ وكما شاء قلب المنظَر الذي أتعبه قلبه وتخلى عن مصارعة الموت بالوجود.
من نحن لنرد الجواب؛ ومن نحن وقد أصبحنا غيرنا منذ زمن؛ وكيف ترجمنا نص فك الحصار بحصار على الذات؛ وكم عبرنا وهتفنا بكلمات عابرة؛ تذروها الرياح بسرعة الظواهر الصوتية؛ وكم أطبقنا على الموسيقى؛ ولم نرى بأن الحياة تبدأ بقرار مجدد مع كل صباح يطل؛ وبأن مجرد تعلم القراءة غير كاف للقراءة؛ وبأنها ليست أسود على أبيض؛ وبأن وقتنا لن يسمح لنا إذا عاندناه سوى برؤية الموت.
وعليه؛ وانطلاقا مما سبق؛ نطلب المعذرة من الشاعر؛ اذا ما التف الحبل على عنق القصيدة؛ واذا ما انتحرت الأبجدية؛ وأصاب الكلمات الخرس؛ وخرج الأنين من الصدور، وعادت المدارات بخيباتها الصامتة؛ فلكل بدايته ونهايته، ومن خلق ومن لم يخلق سيموت حتما؛ وتعزيتنا بأن السماء التي أمطرت أسودها لحظة اختناق الشهقة؛ عادت وأمطرت ماء الورد على جنازتك؛ ونزلنا عن الوقوف على أعصابنا...



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي قانون للأسرة الفلسطينية نريد؟
- من نابلس مع التحية..
- في الذكرى الثانية والعشرين لرحيل خالد نزال-انت ونحن
- صديقتي نهاية الجيوسي وتورابورا
- من هموم عضوات مجالس الحكم المحلي
- جماهيرية الحركة النسائية الفلسطينية
- الاصوليون وجمعية نساء من اجل الحياة
- ماذا بعد وصول المرأة الى مجالس الحكم المحلي!
- العدالة والمساواة في الخطاب النسوي الفلسطيني
- لنترك جدارا مدمرا من مقاطعة نابلس
- صورة المرأة في مسلسل باب الحارة
- واحد وعشرون عاما على غياب خالد نزال
- زيارة اوبرا وينفري للمناطق المحتلة
- لنعط حكومة الوحدة الوطنية فرصة قبل الاضراب
- -لماذا تركت وزارة المرأة -لحماس
- في القدس
- نعبر الى العام2007 ممزقين
- دور الاعلام الفلسطيني في مواجهة العنف ضد المرأة
- مطلوب مبادرة للمرأة الفلسطينية لتحريم الاقتتال الداخلي
- من خواطر الحرب على لبنان


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ريما كتانة نزال - ماذا فعل الشاعر بنا