أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - الدعوة.. على مفترق الطريق














المزيد.....

الدعوة.. على مفترق الطريق


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2374 - 2008 / 8 / 15 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا قلنا أن الأحزاب هي كالبشر من حيث أنها تولد و تعيش ردحا من الزمن ـ طال أو قصر ـ ثم تموت، فإننا لن نجافي الحقيقة و نكون أيضا قد وضعنا أيدينا على جانب من الحقيقة، فالحزب إذا ما كان فعلا نظاما سياسيا يجمع فئة من الناس على فكرة يؤمنون بها و يريدون أن ينشروا فكرتهم هذه التي جعلت منهم ينشئون هذا الحزب فإن التسمية تكون مطابقة للواقع و الحقيقة، و لكن حينما يكون هذا "الحزب" هو مجرد واجهة لمجموعة من اللصوص و الحرامية و طالبي العلو و التكبر على المواطنين، فإننا ندخل إلى عالم آخر، فالعنوان "حزب" كونه مؤسسة سياسية هو نقيض لتطبيق المشروع على الأرض، أي جعل عنوان الحزب نفسه وسيلة للنهب و السلب و التحكم بأمور الناس و الهيمنة على الخزينة الكبرى (الدولة)، و حينها يبدأ الحزب في أن يتحلل و ينهار و يشيخ و ينتهي إلى ما انتهى إليه البعث و الشيوعيون و القوميون.
و من الجدير بالدراسة أن نفكك أحد هذه الأحزاب السياسية المهمة لنرى إن كان هذا الحزب حقا يستطيع أن يكون نواة بناء دولة القانون و المواطنة؟ أم أن هذا الحزب سيتآكل بفعل تحالفاته السياسية ليخر في النهاية صريع الأحزاب الفاسدة التي تريد جره نحو الفساد؟
لا أحد ينكر أن حزب الدعوة الإسلامية كان أحد أكثر الأحزاب العراقية نشاطا ضد العهد البائد و أنه كان المتصدي و المضحي الأكبر في مقابر البعث الجماعية و سجون التعذيب و أحواض التيزاب و التشريد و النفي، لكن سيرة الحزب هذه لا تعني أن الحزب لا يمكن أن يكون ارتكب أخطاء، بل و أخطاءأ يمكنني اعتبارها من "الكبائر" التي قد تكون أحد أسباب انهياره كحزب ليتحول إلى جزء من لعبة الحصص و الشراكات و الشركات التجارية، و من ضمن تلك الأخطاء تحالفه القوي مع أحزاب تتوارث السلطة كما تتوارث الأموال و على الطريقة الأموية الصدامية بما يناقض المصلحة الوطنية العراقية.
من أولى المواقف الخاطئة هو أن الحزب رفض عملية تغيير النظام بالقوة العسكرية عام 2003 و كان الحزب يعول على التغيير من الداخل، و هو تغيير كان من الممكن أن يحدث قبيل قيام الساعة، و هو بنظري لم يكن موقفا قائما على دراسة سياسية بقدر ما كان موقفا عاطفيا منسجما مع سياسة إيران التي تتبع سياسة "وهابية" في دولة "شيعية"!! و كان من الممكن أن تحل الكارثة بالفعل بالعراقيين لو أن الرئيس بوش و إدارته قرروا الإبقاء على صدام في ظل معارضة ضحاياه، و هذه في رأيي من إحدى كبائر الحزب.
الأمر الآخر هو أن الحزب لا يزال يحتوي في داخله برامج متناقضة قد تشوش على ممارسته السياسية في بلد ينتظر من أحزابه الوطنية الكثير، فلحد الآن يمتلك الحزب صورة مشوشة عن الدولة العراقية و نظامه الديمقراطي العلماني، فلا نعرف هل أن الحزب يقف مع تلوين الدولة العراقية بلون ديني قد يهدد وحدته بالتمزق، أم يفتح أبوابه أمام اللصوص القوميين ليفتتوا العراق و هويته القائمة بذاته؟ أسئلة لا نملك جوابا واضحا عليها و لكننا نحاول طرح هذه الأسئلة حتى يقوم هذا الحزب بدراستها فكريا و يعطينا برامج سياسية تلتزم بوحدة العراق و حرية مواطنه و بناء نظام علماني ـ بمعنى دولة حيادية و ليست عدوة الدين كما يتوهم البعض ـ لأن حزبا كبيرا كالدعوة الذي نرى قوته رغم كل الانشقاقات الفكرية، و هذه الانشقاقات على خير تعطينا أملا بأن هذا الحزب لا يزال يؤمن بالفكرة و الكلمة.
نعود لنقول أن في الدعوة جانبا دينيا متزمتا لا بد من الانتباه له، فإذا كان عضو في قمة الحزب يستشهد بكلمات السيد الخامنئي ـ الذي يتزعم دولة أخرى ـ فإن هذا يشكل أحد أسباب تحول الحزب من الحالة الوطنية إلى الحالة الطائفية، فكان يمكن لهذا العضو البارز "المعمم" أن يستشهد بمراجع و رجال الدين آخرين من العراق ليجعلهم قدوة له بدلا من الاستشهاد و الاستئناس بآراء الخامنئي الذي يحرض على العنف يوميا في العراق و يثير زوبعة من المشاكل للعراق الجديد بعد أن كان أخرس في عهد البعث.
مطلوب من الدعوة و من الأحزاب الأخرى أن تتخلى عن العقل الأيديولوجي الذي يريد بناء الدولة "المثالية" و التي تنتهي دوما إما بدكتاتورية الفكرة أو المستبد الدكتاتور، و حزب قدم كل هذه التضحيات ينبغي عليه أن يتخلى عن التفكير بعقلية المعارضة بعد أن أصبح هو ركيزة من ركائز السلطة و أن يتخذ قرارات شجاعة و منسجمة مع بناء عراق قوي ديمقراطي مواطنه حر و مكرم و بالتالي عليه أن لا يعطي الأولوية للتحالفات السياسية على حساب العراق و المواطن العراقي، فلو ضحى السيد المالكي بمنصب رئاسة الوزراء نفسه في سبيل إيصال العراقيين إلى شاطئ الأمان و الدولة الديمقراطية فذلك أفضل من تحالف يبقيه في الحكم و لكن في بلد مــدمر و مليء بالصراعات الطائفية و القومية و فقدان الخدمات و معانات المواطن من فقدان السكن و الصحة و السعادة، فحين ينجح المالكي و حزب الدعوة في أن يحققوا اقتناع العراقيين بمواقفهم الوطنية فذلك هو الربح الحقيقي الذي سيجعل الشعب يقف إلى جانبهم و ليس كما نرى و نشاهد الآن من معاناة المواطنين بينما المسؤولون في نعيم و بحبوحة و رغد العيش.
أخيرا أدعوا و أقترح على الدعوة أن يتخلوا لا عن دينهم و لكن عن تسييس دينهم و أن يسموا حزبهم "الدعوة إلى الديمقراطية" كون اسم الحزب يمثل الخطوة الأولى نحو التغيير الشامل و بالتالي يستوعب الحزب العراقي المسيحي و اليزيدي و الصابئي المندائي و حتى الملحد، فنحن نعيش في عراق هو أكبر مما تتصوره عقولنا الصغيرة، هذا الانطلاق سيكون الانطلاق الحقيقي نحو الدين الفلسفي الذي يتجاوز الطقوس نحو ماهية الإنسان و إعطائه أجوبة على تساؤلاته المشروعة و أن أقدس المقدسات هو الإنسان.



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخاب و الديمقراطية كونها -تجربة-!!
- فجأة.. العراقيون كلّهم بعثيون ..!!
- من حكم المركز.. إلى المركزيات.. نظرة إلى الفدرالية في العراق ...
- رحلتي مع الفيحاء
- -القومي-.. حاكما و معارضا!!
- أحزاب -وراثية- حتى العظم
- الديمقراطية التوافقية التآمرية و أزماتها
- هل تتخلى إيران عن نهج -الوهابية-؟
- المسلمون يهتفون: عاش هبل.. يسقط محمد..!!
- مؤتمر مدريد لحوار الأديان.. حكماء و دهماء
- الحوزة العلمية و الديمقراطية
- أزمة الفهم الديني في مجتمعاتنا
- الإرهاب ..بين الدين و القومية
- من صدام حسين إلى البشير..
- السفينة العراقية و حضرة -المفتي التمساح-!!
- إشكاليات تناقض الدولة الدينية و الدولة المدنية
- خرافة -الوحدة الإسلامية-!!
- العراق... الديمقراطية و المستبدون الأقزام
- -الوزير الوطني-... غير مرغوب به!!
- الخروج من تنور الطين


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - الدعوة.. على مفترق الطريق