أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سليم سواري - كركوك والمثلث المجهول الأضلاع















المزيد.....

كركوك والمثلث المجهول الأضلاع


محمد سليم سواري

الحوار المتمدن-العدد: 2374 - 2008 / 8 / 15 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في هذه الأيام إشتد الإحتقان وكثر الكلام عن محافظة كركوك وخاصة بعد موافقة البرلمان العراقي على القانون رقم " 24 " في جلسة سرية ونقضه من قبل مجلس الرئاسة ، والذي يسمع ويشاهد المناقشات والملاسنات في القنوات الفضائية وعلى صفحات الصحف تملكه العجب وكأن هناك توقيت لهذا الأمر ، ليصب كل من جانبه الزيت على هذا الحريق الهائل الذي سوف يأكل الأخضر واليابس " لا سمح الله " .. الكل يتكلم عن قناعاته التي يسميها بالمتواضعة في قول الحق ورد المظالم وان ما يقوله هو الحل الأمثل للوصول بهذه السفينة الى بر السلام والامان .. منهم من يؤكد بالادلة التأريخية والوثائق الدامغة بأن كركوك محافظة كردستانية ولن يهدأ بال الكرد إلا بإنضمام هذه المحافظة الى إقليم كردستان ، وهناك من يقول بأن مدينة كركوك " فقط " مدينة تركمانية حيث يسكنها التركمان ، وهناك فرق شاسع بين مفهوم المحافظة والمدينة .. والفريق الثالث يؤكد على عراقية المدينة بل وعروبتها والتغاضي لما جرى للمواطنين الكرد والتركمان والكلدوآشور من مظالم ومعاناة والإستسلام لهذا الواقع ، حتى أن أحدهم ذهب الى القول بأن ما جرى للكرد من تشرد وأنفال والموت بالكيمياوي كان دفاعاً عن الكرد وجبال كردستان ضد الغزو الايراني وعلى الكرد ان يكونوا أوفياء في رد هذا الدين في الأعناق ؟!
عندما أسمع وأقرأ كل تلك الطروحات والتي منها ما تكون نارية واخرى هادئة ، أستحضر في ذهني صورة الزعيم الاسطوري " البارزاني الأب " حيث أُجبر في ربيع 1974 الى حمل السلاح مكرهاً بعد أربع سنوات من الهدنة والوعود والمؤامرات وبيان الحادي عشر من آذار الخالد حيث كان الخلاف مع قيادة بغداد آنذاك عن مصير مدينة كركوك والبارزاني لم يحمل السلاح على مضض ويطالب بنفط كركوك ، لأن النفط كان مؤمماً ولم يخطر بباله بأنه في أرض كركوك 7 % من إحتياط النفط العالمي ولم يكن هناك قانون النفط والغاز للأقاليم وصلاحيات المحافظات وعقد الإتفاقيات ونهب للثروات ، بل كان دفاع الرجل عن كركوك ينم عن مسألة أخلاقية تجاه معاناة ونضالات شعبه ، وبسبب هذا الموقف وتنصل القيادة العراقية عن وعودها حدث ما حدث ليحتضن نائب رئيس مجلس قيادة الثورة آنذاك صدام حسين محمد رضا بهلوي شاه ايران بالقبل في جزائر العاصمة وبمبادرة من الرئيس الجزائري هواري بوميدين وقدم للشاه شط العرب وأجزاء اخرى من العراق هدية على طبق من الذهب ، للقضاء على تطلعات الشعب الكردي ، حيث استكثر أقل من ذلك على أبناء شعبه الكردي ، وبعد مجيء النظام الاسلامي الى الحكم في ايران شعر صدام حسين بكبوته التأريخية ، فتنصل من اتفاقية الجزائر واعتبرها حبراً على الورق ، فكانت حرب السنوات الثماني والمأساة الحقيقية لكل أبناء العراق بعربه وكرده وتركمانه وكلدوآشوريه ، تبعها مأساة احتلال الكويت ، ثم إحتلال العراق من قبل أمريكا ، وبعد أن قضى البارزاني نحبه في الغربة والمرض يأكل جسده والحسرة قلبه والتشرد والهجرة تفتك بمعظم أبناء شعبه والقلق والحيرة من المستقبل يخيم على سماء حياة الكثر من الكرد .
ومن بين صور كثيرة في الذاكرة عن كركوك لن أنسى ما عاناه استاذي وصديقي الكاتب والمفكر الكردي صلاح سعدالله الذي كان من المتفوقين في دراسته الثانوية وارسل في بعثة دراسية الى بريطانيا للتخصص في صناعة النفط فرجع الى ربوع الوطن مهندساً نفطياً والأمل تملئ قلبه لخدمة بلده فعمل مجاهداً في حقول نفط كركوك ولكن قدره لأنه كردي نفي من كركوك مع المئات لانه ليس من حقهم ان يكونوا موظفين في كركوك فلمم جراحه قبل أثاثه الى بغداد ، ولم تشفع له إخلاصه وكفائته وشهادته ، لتموت كل هذه في أروقة وزارة النفط العراقية .. وأتذكر صور أبناء العشائر من الاخوة العرب فقط الذين جلبهم النظام السابق الى كركوك بإختيارهم بعد أن منحهم امتيازات يحلم بها اي شخص آنذاك ، ولا أتفق مع الذين ينعتونهم بضحايا النظام السابق ، حيث أتوا الى المحافظة بمحض إرادتهم وتقديم الطلبات ونقل سجلات نفوسهم وكنت تراهم في أحياء وشوارع المدينة وكأنهم أتوا فاتحين تحت أقواس النصر والغم تأخذ بقلوب أبناء المدينة الأصليين من الكرد والتركمان.. وأمام تلك الصورة لن يغيب عن بالي صورة زميلي في الدائرة " حكيم الحلاق " سنة 1995 وهو يذرف الدموع لأن ثلاثة من أشقائه قد أودعوا التوقيف إستعداداً لترحيلهم مع عوائلهم المؤلفة من " 37 " نسمة عن مدينتهم كركوك الى حيث المجهول ليتركوا فيها ثلاثة بيوت وعقارات ورفاة أجدادهم وأحبائهم مع الآلاف من العوائل الكردية ، وقد استنجد بي بتلك الدموع ليكون لي ولبعض الخيرين موقف معه في محنته هذه .
واليوم وكركوك هي القضية العراقية بين العراقيين ، حيث تلعب الأصابع الغريبة وأجندة خارج الحدود سواء كانت تركية أو ايرانية او دول عربية او أمريكية لتعود بنا الى مربع سنة 1974 حيث خذل عراب السياسة الأمريكية آنذاك هنري كسنجر القادة الكرد ، وان تركيا لا تذرف دموع التماسيح على تركمان كركوك من أجل عيونهم ، والدول الاخرى ذات الأجندة المريبة في العراق لا تحب الخير للعراق كما يحب العراقيون لأنفسهم ولوطنهم ، وبعد انحسار عمليات الارهاب بفعل قبضة العراقيين ، يريدون للعراقيين ان يلعبوا هذه اللعبة ، لعبة كركوك لينسى الناس الكثير مما يجرى في الخفاء حيث نهب البلاد .
واذا كان كل العراقيين قد دفعوا ثمن فاتورة خذلان الكرد سنة 1974 والتنصل من الوعود ، فان الآتي من الأيام سيكون أكثر سوءاً لا سمح الله لو فكر كل طرف بمصلحته الضيقة وذات الأجندة الغريبة .. وهنا أتذكر صور المظاهرات التركمانية والعربية وهي تطالب بعدم إلحاق محافظة كركوك بإقليم كردستان ، وكنت في مدينتي دهوك وصعدت الى سيارة تاكسي والشوارع تعج بالمتظاهرين بإلحاق كركوك بإقليم كردستان وعرفت بأن السائق من عشيرة " الكوجر " فجرني الى الكلام وقال : " في وقت صدام حسين كنت أعمل سائقاً للتاكسي لأبعد شبح الجوع والعوزعن أطفالي السبعة ومنذ سنة 1991 أعمل كذلك سائقاً للتاكسي ، ولو بقت كركوك على حالها او انضمت الى الإقليم فسوف أبقى وراء هذا الإستيرن " .. عند ذلك عرفت أن هذا السائق المسكين بدأ يتعلم ببدويته البريئة ـ منطق الربح والخسارة والمصلحة ـ من السادة السياسيين الذين لا تبتعد كل أجندتهم من حسابات الربح والخسارة ومعادلة هذا كله لي وما تملكه أنت في جيبك أنا شريك معك ؟!



#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سليم سواري - كركوك والمثلث المجهول الأضلاع