ملاحظات عن تعامل العراقيين مع الطعام

حسان الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2374 - 2008 / 8 / 15 - 01:58
المحور: الطب , والعلوم
    

الموضوع باختصار يخص طريقة تعامل اغلب العراقيين، بل والعرب أيضاً، مع الطعام سواء في مراحل الاعداد او اثناء الاكل او في اماكن بيع الماكولات او التعامل مع المعروض منها للبيع وهذا ما لاحظته هنا في هولندا حيث اقيم ومن اغلب العراقيين على اختلاف مناطق سكناهم في العراق او مستوى تعليمهم وهو ما ينعكس سلبا على نظرة الاخرين لنا.
في مرحلة اعداد الطعام تجد ان اعادة الملعقه للقدر بعد تذوق الاكل وادخال الملعقه بالفم وحملها لعاب معد الطعام شيئ عادي ولا يتم غسل الملعقه قبل اعادة استخدمها لاكمال الطبخ او استخدام ملعقه اخرى نظيفه.
وهذا الامر ينسحب على تحضير الانواع الاخرى مثل حمص بطحينه او البابا غنوج حيث يتم التذوق وادخال الملعقه بالكامل داخل الفم عدة مرات خلال مرحلة الاعداد ويستمر العمل بنفس الملعقه بحيث يخلط لعاب الطباخ مع الاكله وبعد انتهاء العمل يتم تنظيف الملعقه جيدا بلسان معد الطبق لكي تبقى كملعقة تفريغ منظر فقط ولا يستخدمها احد.
كما يتم التعامل بنفس الطريقه مع المربيات والعسل حيث يتم لعق الملعقه او السكين واعادتها للعلبه ليستخدمها الاخرين على المائده.
ونفس الاسلوب يتبع مع اللبن حيث يتم استخدام ملعقه للاكل بها من الماعون المشترك واعادتها من جديد الى اللبن الذي من المفروض ان يكون لمجموعه من الناس والمضحك ان الذي يغرف يلح عليك بتذوق اللبن لانه لذيذ ولا ينتبه لاصرارك على عدم تذوقه ليس لانك لا تحب اللبن ولكن لانه اصبح غير قابل للاكل من قبل الاخرين واستغرب عدم انتباه هؤلاء لما يقومون به رغم انه واضح كوضوح الشمس. وبعد وضع الاكل على مائدة الطعام ورغم وجود ملعقة تفريغ في كل اناء يتم تجاهل هذه الملاعق ويستخدم كل شخص ملعقته التي يدخلها في فمه للغرف من كل ما امامه من ماكولات من سوائل ورز وزلاطات وغير ذلك بحيث يدخل لعاب كل الموجودين في كل الاكل الذي من المفروض يبقى نظيفا وان لا تخرج ملعقة اي شخص خارج ماعونه الخاص وبعض الاشخاص لكي يثبت لك كرمه يدخل ملعقته في ماعون المرق الخاص بك لكي يرى ان كان لديك لحم في الماعون اذا كنت ضيفا لديه دون ان ينتبه الى ما يقوم به ويعتبر ذلك من موجبات الضيافه الراقيه في حين تنظر اليه اعلان حرب غير مبرر ولسان حالك يردد العباره المصريه ( ما كنا كويسين) وهنا اما ان تتوقف او تستمر وانت مشمئز واحيانا عندما تجد نفسك شريك في ماعون المرق مع شخص اخر او اكثر ,تطلب ملعقة تفريغ فيلبى طلبك ببعض الاستغراب وتبقى وحدك تستخدم ملعقة التفريغ في حين شركائك لايجدون ما يدعوهم لاستخدامها فلديهم ملاعقهم التي تصل الى كل الاطباق. وبعضهم يتناول قطعة خبز كبيره وياخذ يغمسها في ماعون المرق المشترك ثم يقضم منها ويعيد ادخالها في المرق من جديد وهو يمسح اسنانه وشفتيه بها في كل مره, وعدد المرات يعتمد على حجم القطعه (ونزاكة الشخص)؟.
كما يقوم البعض بتقسيم الدجاج المشوي او توزيع قطع اللحم او الكباب ويمص اصابعه خلال استمرار العملية ويمسك بكل القطع بنفس الاصابع ويناولك قطع قد لوثها بلعابه وقد يناولك قطع خبز يمسك بها بذات الاصابع وهذا ما يجعلك تنفر من الاكل رغم تنوعه ورغم جوعك وتضطر للاكتفاء بما حصلت عليه قبل ان تتم عمليات التلويث امام عينيك ويبقى تسائل عن ما تم فعله بالطعام وما خلط به من لعاب في مراحل الاعداد وخاصه الماكولات التي تحتوي سوائل والتي تخلط ويتم اعدادها بارده.
كما تجد في المخابز ومحلات السندويج ان البائع يبلل اصبعه بلعابه عندما يريد اخذ كيس نايلون جديد لوضع الخبز فيه ويمسك الارغفه بنفس الاصبع ليضعها لك في الكيس وقد تكون محظوظا فينفخ لك في الكيس او يدخل يده بداخل الكيس لغرض فتحه بدلا من نفضه نفضه خفيفه تبقيه نظيفا.
وصانع السندويش يبلل اصبعه بلعابه لياخذ ورقه يلف بها السندويش قبل ان يعطيها لك في حين انه يضغط المحتويات داخل الصمونه بنفس الاصبع الذي يبلله بلعابه بين سندويجه واخرى في حين بامكانه استخدام قطعة اسفنج نظيفه وقليل من الماء النظيف.
هنا في المحلات يوجد بعض انواع الخبز والحلويات مكشوفه ولكن لا يجوز لمسها وانما يتم اخذ كيس نايلون وادخاله باليد قبل مسك اي شيئ او توجد مغارف خاصه لانواع الحلوى يجب استخدامها للتعامل مع كل المواد التي لا يمكن غسلها قبل تناولها ولكن الذي لاحظته ان اغلب العراقيين لا ياخذون هذا الامر بالحسبان وهذا يحز في نفسي كثيرا.
الامر لا يحتاج سوى قليلا من التوعيه والانتباه ووضع اداة تفريغ في كل اناء يلتزم باستخدامها الجميع دون ان تلامس محتويات طبق احد من الموجودين او ملعقته او يتم لعقها او احتساء السوائل بها من اجل تعامل حضاري وصحي مع الطعام ومن اجل ان لا نضطر لرمي طعام تم تلويثه بدون مبرر.
كما ان موضوع الثرثره على الاكل يجده البعض دلاله على قوة الشخصيه والقاء النكات شيئ يمتع الحاضرين ولكن لا ينظر الى رذاذ الاكل واللعاب المتناثر في كل الاتجاهات على كل انواع الاكل التي تخص الجميع على المائده كما انه لايتم رفع الاكل من امام الموجودين حال الانتهاء من الاكل بل يبقى امامهم لكي تدخل فيه كميه اضافيه من اللعاب المتناثر من الجدال الذي يدور بعد الاكل والضحكات العاليه والعطاس والسعال وما الى ذلك فماذا يحدث لو يرفع الطعام فور الانتهاء اوتتم تغطية المتبقي على الاقل حتى يبقى نظيفا.
ارجو ان تكون قد وصلت فكرتي بوضوح اليكم واتمنى ان تتبنى احدى القنوات التلفزيونيه مهمة ايصال هذه الامور الى الجمهور بالطريقه التي تراها مناسبه خدمة للعراقيين وسمعتهم في كل مكان لانها موضوع حضاري وصحي في وقت واحد.

#حسان_الجبوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات