أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واصف شنون - العرب ، الإسلام والإنسانية..














المزيد.....

العرب ، الإسلام والإنسانية..


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 2374 - 2008 / 8 / 15 - 01:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتخاطب الأشرار والأخيار في محاكاة المسكينة ( إنسانية) حتى أدى تنافسهم الى ضياع مفهومها العام كمصطلح يعبر عن ذات اللغة ،أية لغة كونية عامة متداولة ، الإنسانية كمفهوم لغوي واصطلاحي بات يستخدم مثل السيارة والتلفون والمطعم والفندق والمبغى والمطار وأرض الملعب ودار الأزياء ،بل وحسب العولمة أصبحت كل البلدان والأنظمة والمجتمعات وأديانها وطرق معيشتها وتجمعاتها المدنية والأهلية (إنسانية )جديرة بالعيش ( الإنساني ) بغض النظر عن التمدن الفائق أو العيش مع الملاريا والمكروبات ، لكنه كمصطلح واقع النفاذ لا يستخدم في شوارع المدن والعواصم والقرى النائية لبني الإنسان ،فكوكبنا الأرض يعاني هو نفسه ً من شحوب الإنسانية.

يقال ((ان عتبة الكافر من ذهب ))* أي إن الكافر يحيا غنياً ، بحيث إن مدخل باب بيته مزين بالذهب ومن يدخله يصاب بالغنى الحرام!! ،والمعنى الداخلي واضح على ما أظن ،والكافر حسب الثقافة الشرق أوسطية أو العربية الدينية على الخصوص هو الشرير الذي يرتكب الفواحش والسيئات على الدوام دون وازع ولا حساب ،فيثير غضب الله والرب والناس الأتقياء من أهل المبرة والإحسان وبالتالي هو عدو الإنسانية المعذبة المنكوبة باستمرار، و مصطلح الكافر له خصوصية في التعريف إذا ما تم التعمق به فقهيا ً ،لكن المعنى العوامي الديني هو الغالب فالكافر هو الشرير مهما كان إنسانيا ً ومحبا ً للمعروف وناهيا ً عن الإفساد والمهالك، والمجادلة العظمى هي اعتبار المؤمن الديني ، أي شخص مؤمن هو منبع الخير و الصلاح والطمأنينة وراحة النفس والعفّة ولا توصيفات له دونية منحطة غير لائقة إطلاقا ً ،عكس زميله الكافر ، وهكذا حكمت دول وسنت قوانينها الاعتباطية والشفاهية في التاريخ المنطوي الذي بني على أساس غزو الكافر وتركيعه ونهب ممتلكاته ،وكذلك حال دول حيّة ونشيطة في عالمنا الموحش الذي نعيشه الآن ،وكأن الشر _ الكفر والإيمان _ الخير هما اللذان يحركان علاقات المسكينة الإنسانية !! ،وهما متآصران في نبذ الإنسانية ويختلطان في الغوص بدماء البشر ،وقد شاهد الجميع ما فعله المؤمنون الدينيون من ذبح البشر على شاشات التلفزة لأول مرة في التأريخ المصور والرقمي ،بينما ذهب الكافرون البورميون من الجنرالات في غيهم معرقلين المساعدات الغذائية والطبية لمواطنيهم البائسين بعد إعصار (نرجس) الكارثي ،والمؤمنون الذباحون والكافرون العسكريون في بورما وأمثالهم هم خلطة البشرية الدموية المثلى في إعدام المسكينة (إنسانية ) التي تحيا كلما أطلق عليها الرصاص .

ومن الواضح في السنوات الأخيرة الماضية إن الفرد العربي _ الشرق أوسطي يعاني من معضلة ازدواج الشر والخير في أعماقه وليس مشكلة الكفر والإيمان على الأرجح ،فطالما شاهدنا ضحايا الاستبداد والواحدية السياسية والدينية وهم يصرخون في الفضاء ضد أخيارهم من القوم وساستهم المنصبين رغما ً أو المنتخبين على أساس الدساتير والقيم الإنسانية الدينية الشرعية ،وطالما شاهدنا وسوف نشاهد ضحايا يئنون من عنف ذويهم وأهلهم ومجتمعاتهم ودولهم التي تعلن على مدار الساعة فلسفتها الإيمانية الخيرة ،واعتمادها على مبادئ الإنسانية الأصيلة المفقودة في الواقع ،لكنها متأصلة لدى أصحاب (الإنسانية) من الذين يحكمونهم ويسودوهم ويسوطهم سوطا ً ،فقد أنتجت الإنسانية أبشع ما لديها من الأفكار وهي النزعات الدينية و القومية المتعصبة .

في النصف الأول من القرن العشرين بزغت في ألمانيا الحركة النازية ،التي كان أولها مسيحي ثم قومي حتى تحولت علانية وتحت زعيم أوحد الى حركة عنصرية شاملة تسخر من الشعوب والأديان كافة ،بل ومن الفنون والموسيقى والتاريخ والإرث الإنساني الهائل بمجمله ،وشنت حروب شاملة (ثقافية ) بأسم الإنسانية في إبادة مجتمعات وأقوام أخرى ،وفي هزيمتها الكبرى اعترف العالم رسميا ً إن النازية أيديولوجية وحركة عنصرية ضد الإنسانية ، فهل يجرأ العالم من الأشرار والأخيار وباسم الإنسانية ويعلن إن النفط العربي ليس له علاقة براغماتية بالدين الإسلامي والغرب ،وإن الأيديولوجية الإسلامية التي تحبذ العنف وإهانة البشر وقتل الأنفس وتهديد الآمنين والاتجار بالمخدرات . الخ ،هي أيديولوجية عنصرية محرمة بشريا ً ،مثلها مثل النازية وأسلحة الدمار الشامل ، مثلها مثل الأيديولوجية الصهيونية الدينية التي تلغي حقوق الآخرين وتستولي على أراضيهم.

المفهوم الإنساني للحياة الآنية أصبح مختلطا ً على (الإنسانيين ) المساكين ،فحين تهمّ ُ امرأة غربية لنجدة شخص (إنسان ) هارب من مركز اللجوء في بلادها ،وبعد أن تمنحه المعونة اللازمة و الاستقرار والهدوء وفرصة للحياة الأخرى ،وحالما يتمكن من التعبير عن نفسه بلغتها المحلية ،يقول لها : أنت كافرة لماذا لا تدخلين في ديني وأنت كما قلت ِ لي سابقا ً أن ليس لديك دين سوى الإنسانية ،لقد ضاجعتك مرات عدة انتقاما ً للإنسانية !.
وحين يهمّ ُ رجل متعب وشفاف وسهل الطباع في الارتباط بامرأة صادفها في سوق أو مكتب أو من خلال أصدقاء ترفضه لأنه لا يعرف قداس أيام الأحد ،وحين يقول والإنسانية التي تجمعنا ،تقول له تجدها في سوق البصل .


* مثل شعبي سمعته من أمي ..وآخرين.



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاجئون..خاطف ومخطوف
- كارتشيك الصربي وصدام العروبي
- الجوع والجوع المختلف
- وصايا عراقوية ..
- عراق ُ إيران
- النظرية الصدّامية في القتل العراقي
- مدينة الصدر الصدامية الثورية ..الخ
- الموت ... الموت المستمر
- جواميس داخل حسن
- العقلية العراقية : أبيض وأسود
- مرة أخرى :المهدي المنتظر في جنوب العراق
- إسلاميون في كل مكان
- مملكة القبح والظلام
- Teddy bear في السودان..!!!
- المال والبنون : ثقافة السرقة
- مستعرب أو مستكرد ..!!
- شرف قومي ..ودكتاتورية
- حوار مقدس
- شعوب تمتهن التصفيق
- سالي فيلد ..


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واصف شنون - العرب ، الإسلام والإنسانية..