أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رياض الأسدي - نادورام كوتشي














المزيد.....

نادورام كوتشي


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2372 - 2008 / 8 / 13 - 11:07
المحور: حقوق الانسان
    


عندما نشرت صورته لأول مرة في الصحف العالمية التايمز اللندنية والكارديان في الأربعينات من القرن الماضي، بدا واحدا من أولئك البشعين الممتلئين حقدا ورعونة وبلادة وهو يحمل مسدسه الذي اغتال به الروح العظيمة، في حين كانت الكلمة الأخيرة لضحيته هي: يا رب!! وما أروعها من كلمة أخيرة. لم يقرأ نادورام كوتشي الكثير، ولم يتعلم أية لغة غير لغة القتل، وقيل عنه وقتذاك: إنه مجرد متشدد ديني مخبول أقدم على جريمة بشعة كبرى، وربما كان يحلم كما هم المهووسين في كلّ العالم بإدخال أسمه التاريخ من الأبواب الخلفية القذرة كما دخلها كثيرون من أمثاله. ويبقى الأمر للباحثين المنصفين.
ربما يكون كوتشي مصابا ببنارويا (داء العظمة) حادة وعدوانية ودموية، وما أكثر ما يوصف به أولئك البائسين من القتلة بالخبال بدءا من أصحاب محكمة السم لسقراط ومرورا بفقهاء السؤ ممن حكموا بالذبح على السهروردي والحلاج وانتهاء بنادورام كوتشي الذي لا يمكن أن نعده الأخير في سلسلة الشخوص الدمويين المغمورين بأي حال من الأحوال إذ حملت الأخبار أخيرا إلقاء القبض على رادوفان كراديتش الذي اختفى عام 1997 عن الأنظار بعد سلسلة من الجرائم ضد مسلمي البوسنة: كان الأخير لا يختلف كثيرا عن نادورام كوتشي سوى أن كوتشي أقترف جريمة واحدة في حين تلطخت يدا كراديتش بآلاف الضحايا من النساء والأطفال.
ونادورام كوتشي هذا الاسم هو لواحد من المتشددين الهنود كان قد سبق موجة التشدد الأعمى الديني في العالم الحالية، لكنه بالطبع كان قد دقّ ناقوس الخطر في وقت مبكر قبل أن تجتاح العالم والعالم الإسلامي خاصة موجات العنف الأهوج التي تعتور فيه الآن. ثم إن نادورام كوتشي هو نفسه رادوفان كراديتش في مختلف الصور فهذا الزعيم الدموي لصرب البوسنة والمسؤول مباشرة عن إبادة (8000) مسلم يحمل الهوية نفسها؛ فليس ثمة فرقا كبيرا في الجغرافيا والتاريخ والزمن بين الأسمين لأن الجميع ولدوا من رحم واحد هو الكراهية للآخر والعنف الكامن الشرير الذي يمكن أن ينطلق في أية فرصة مؤاتية. ويمكن للقارئ الكريم أن يضع ما يشاء من الأسماء في هذه الخانة القذرة ممن يعرفهم او لا يعرفهم من الدمويين المعاصرين له وكلهم نادورام كوتشي وكراديتش..
نادورام كوتشي اسم لا يعرفه إلا القليل في العالم، وهو يحمل عنوانا مروعا لأولئك المتخصصين في التاريخ السياسي المعاصر ويكفي النطق به لتزلزل الأرض تحت أقدام الأشخاص من ذوي النزعة الإنسانية او من أصحاب مدرسة Humanism الفلسفية التي عرفت في أواخر القرن التاسع عشر، وكذلك لدعاة السلام أينما كانوا في هذه الأرض، فقد كانت حادثة كوتشي ردة فعل حمقاء لم يقدر ثمنها أبدا في حينه، وفي على عصر شحن بما يكفي بالعنصرية والفاشية والتقوقع العرقي البائس.
وهكذا لا يزال بعض العراقيين في القرن الحادي والعشرين يمارسون الفاشية والطائفية نفسها تحت يافطات مختلفة، فكم يبقى التاريخ معلما صامتا ومركونا على الرف وكم نحتاج من العبر والدروس لاتخاذ المواقف الصحيحة والمناسبة؟ كان نادورام كوتشي احد المنتمين إلى هذا التيار - ضيق الأفق- البائس وإن لم يكن – على حدّ علمي- يعلم عنه الكثير فقد كان الرجل مغمورا بما فيه الكفاية ببحر الكراهية والكراهية وحدها تكفي لأن تجول الإنسان إلى وحش كاسر.
يعلن العالم بين حين وآخر وبعد كلّ حقبة تاريخية من الصراعات الدموية المريرة تشدده إلى جزئية ما في الحياة وفي المكونات لكنه لا يلبث حتى يعود إلى الجذور الإنسانية الأولى التي فُطر الناس عليها؛ فقد كانت الحروب الصليبية تشددا أعمى دائما، وكذلك كانت الحروب الطائفية في أوربا بين الكاثوليك والبروتستانت تشددا أبله أخر لا يحمل الكثير من المعنى لو دقق فيه في الوقت الحاضر، فضلا عن العداء التاريخي المتشدد بين الكنيستين الشرقية والغربية طوال قرون وحملات التكفير التي شنتها البابوية ضد كنائس الشرق، وكذلك حملات التكفير بين المسلمين على مرّ التاريخ: كلّ تلك المحن القديمة والجديدة التي مرت بها الإنسانية وغيرها تحتمل مجلدات كثيرة يمكن أن نضع عليها عنوان (نادورام كوتشي) فقط لتصبح صالحة للنشر في كلّ أنحاء العالم المتحضر. ولمن أراد أن يعرف من هو نادورام كوتشي عليه أن يضع أسمه على محرك الياهو أو الغوغل او أي محرك أخر ويكتب الاسم بالعربية او الإنكليزية او الروسية او الصينية... ليجد أنه قاتل المهاتما غاندي..



#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم العالمية: بيس نفر
- حزن ما بعد المليون
- عمود طاجا / عمود تيراقا
- إلى كراج النهضة
- سبخة العرب
- العشرة المبشرون..!
- لماذا ننشر كتبنا هنا؟
- انهض أيها القرمطي
- فتاح باشا
- حرب عالمية أقتصادية على الأبواب؟؟
- تعالوا إلى الطفولة العراقية في غينس
- العراق وتركيا : من الخاسر في النهاية؟
- الستراتيجية الاميركية بعد سبتمبر 2007
- بكالوريا
- بندورا بغداد
- جَردة الموت (آمرلية ) هذه المرة
- نظرية الفوضى البناءة
- اليانكي
- الدب الروسي ورقصة العرضه
- تبغدد.. إلى هيلاري: متى تحكمنا نساؤنا؟


المزيد.....




- الضرب والتعذيب سياسة يومية.. هيئة الأسرى: استمرار الإجراءات ...
- وزارة الدفاع الوطني بالجزائر: إرهابي يسلم نفسه للجيش واعتقال ...
- أميركا تؤكد عدم تغير موقفها بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة ...
- برنامج الأغذية العالمي: لم نتمكن من نقل سوى 9 قوافل مساعدات ...
- قيس سعيد: من أولوياتنا مكافحة شبكات الإجرام وتوجيه المهاجرين ...
- -قتلوا النازحين وحاصروا المدارس- - شهود عيان يروون لبي بي سي ...
- نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر ...
- برنامج الأغذية العالمي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة: السرعة ...
- هل يصوت مجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المت ...
- ترجيحات بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رياض الأسدي - نادورام كوتشي