أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعين يعقوبي - المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء السابع-














المزيد.....

المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء السابع-


اسماعين يعقوبي

الحوار المتمدن-العدد: 2372 - 2008 / 8 / 13 - 11:14
المحور: المجتمع المدني
    


المجتمع المدني عند غرامشي
قام غرامشي, وعلى غرار باقي المفكرين الماركسيين, بتصنيف البنية الاجتماعية إلى بنية فوقية وبنية تحتية والعلاقات التي تنشا بين البنيتين. و فكر في نظام تكوين ونظام اشتغال البنية التحتية والبنية الفوقية.
وقد جاء اهتمامه بالمجتمع المدني في إطار البحث في كيفية تحقيق الثورة الاشتراكية في ايطاليا حيث يرجع سبب انتصار الثورة في روسيا سنة 1917 إلى أن الدولة كانت تمثل كل شيء هناك تقريبا مقابل هلامية وضعف المجتمع المدني. ومن ثمة كانت السيطرة على المجتمع السياسي فقط (حرب الحركة) بينما في الغرب الدولة متلاحمة مع المجتمع المدني الذي يقوم بمراقبتها و حمايتها في نفس الوقت. وهذا يعني أن استراتيجية تحقيق الثورة والوصول إلى السلطة ستقوم على الهيمنة الإيديولوجية على مكونات المجتمع المدني بواسطة استخدام المثقف العضوي أو الجمعي لإنتاج رأسمال رمزي مضاد مستعينا في دلك بمؤسسة النقابة والحزب والمدرسة والكنيسة والإعلام (حرب المواقع). هده الهيمنة ستسهل السيطرة على المجتمع السياسي وبالتالي على الدولة.
ميز غرامشي بين مستويين أو صعيدين في البنية الفوقية: المستوى الأول هو المجتمع المدني أي "مجموع المؤسسات الداخلية والخاصة" والمستوى الثاني هو المجتمع السياسي أو الدولة.والمستويان معا يقومان بوظائف إيديولوجية وسياسية هي من صميم اشتغال البنية الفوقية. لكنهما يختلفان على صعيد نتائج عملها.
وقد استعمل مفهومي الهيمنة والسيطرة. وتعني السيطرة تملك السلطة السياسية باستعمال أدوات مادية وهي وظيفة يعزوها إلى الدولة أو المجتمع السياسي. في حين تعني الهيمنة تحقيق تعميم نظام من الأفكار والقيم والتصورات في المجتمع. و هي وظيفة يقوم بها المجتمع المدني والمثقفون بصورة خاصة.
وقد كان اهتمام غرامشي بالايدولوجيا خاصة الايدولوجيا المضادة( الثورية) التي يقوم المثقف العضوي والجمعي بإنتاجها سببا في اهتمامه بمسالة الهيمنة كاستراتيجية حتمية لكل مشروع يستهدف تغيير طبيعة الدولة وطبيعة العلاقات الاجتماعية والاقتصادية.
يعتبر غرامشي انه في كل المجتمعات تقريبا توجد طبقة سائدة تمارس الهيمنة عبر المجتمع المدني والسيطرة عبر المجتمع السياسي. كما توجد طبقات خاضعة تحاول طليعتها الثورية أن تشكل هيمنة جديدة مضادة لها فكرها وأخلاقياتها و فعلها الجديد سواء على المستوى السياسي وفي المجال البرلماني والحزبي أو على المستوى الاقتصادي في مجال النقابة و المصنع أو على المستوى الثقافي والاجتماعي.
المجتمع المدني إذن مرتبط بمجموع التنظيمات الخاصة بوظيفة الهيمنة وانتماؤه إلى البنية الفوقية باعتباره مجالا للتنافس و الصراع الإيديولوجي لا التنافس الاقتصادي, فهو يتشكل من مجموعة من المنظمات التي من خلالها تبلور وتنشر الايدولوجيا في جسم المجتمع المدني الذي تحاول الطبقة المسيطرة اقتصاديا من خلاله وفيه, ممارسة هيمنتها الإيديولوجية على مجموع الفئات الاجتماعية سعيا للحصول على رضاها فيما يخص نهجها السياسي والاقتصادي اللذين تفرضهما على المجتمع. لذلك فالمجتمع المدني يمثل بالفعل مسرح التاريخ ومعركته كما يقول ماركس. إلا انه بالنسبة لغرامشي لم يعد يتجلى في البنية التحتية بل في البنية الفوقية على وجه التحديد.
إذن فالمجتمع السياسي و المجتمع المدني اللذين يعتبران المكونين الرئيسيين للبنية الفوقية, يتميزان بشكل رئيسي على مستوى الوظائف. إذ للمفهوم الأول وظيفة السيطرة و للثاني وظيفة الهيمنة. هنا يصير المجتمع المدني المعترك الذي تنتظم بداخله الصراعات الإيديولوجية للبنية الاقتصادية. وبهذا المعنى يعطي غرامشي لمفهوم المجتمع المدني محتوى ثقافيا واضحا. ومن هذا المنظور, يتخذ مفهوم المجتمع المدني شكلا محوريا في منهجية توضيح كيفية اشتغال الدولة فيما يتعلق بتحقيقها لهيمنتها الإيديولوجية عبر ما يسمى بالمنظمات الخصوصية الداخلية. فمفهوم المجتمع المدني يحيلنا إلى النظام الإيديولوجي الذي يسيج المواطن من كل الجهات, ابتداء من الحقل الدراسي, مرورا بالحقول القضائية و الثقافية والترفيهية...

ان التمييز بين المجتمع المدني والمجتمع السياسي يعتبر محركا بنيويا حين يتعلق الأمر بنظام اقتصادي ليبرالي, لكنه يفقد كل أسسه في حالة أنماط الإنتاج ما قبل الرأسمالية ومنها التبعية حيث ما تزال السيطرة الاقتصادية تتطابق والسيطرة السياسية ولا وجود لا دنى استقلال للحقل الاقتصادي عن الحقل السياسي. ولا للمجتمع المدني بالنسبة للدولة/الحكم الذي غالبا ما يسعى إلى ان يصير المجتمع المدني هو الدولة بالذات. و هذه الأنماط من الدول غالبا ما تذهب تحقيقا لهيمنتها إلى استقطاب أو مواجهة وتدمير النخب السياسية التي تحاول التصدي لهيمنتها الإيديولوجية ولسيطرتها السياسية.


www.smainey.skyblog.com




#اسماعين_يعقوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء السادس-
- درس في المنهجية الديموقراطية
- الإرهاب فيه وفيه ( الجزء السادس )
- عقلية التخلف -1-
- الإرهاب فيه وفيه (الجزءالخامس )
- الإرهاب فيه وفيه (الجزء الرابع )
- الإرهاب فيه وفيه (الجزء الثالث )
- الإرهاب فيه وفيه (الجزء الثاني)
- الإرهاب فيه و فيه
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الخامس-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الرابع-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الثالث-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر-الجزء الثاني-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الاول-
- دراسة تقريبية لمستوى عيش المواطن المغربي
- ملاحظات أولية حول حركة الخيار اليساري الديموقراطي القاعدي
- الحقيقة أولا،ثانيا،وأخيرا
- اليسار المغربي وتجربة الحلم بلا غبار
- الصفقات العمومية بالمغرب بين القانون والتطبيق
- سننظر في حال الجياع


المزيد.....




- القاهرة الإخبارية: مئات الشاحنات تستعد للدخول إلى غزة لإغاثة ...
- ممثل أبو مازن بالأمم المتحدة: الشعب الفلسطيني ضحية قرارات دو ...
- -لازاريني- يحذر من الرضوخ لطلب الاحتلال حل -الأونروا- + فيدي ...
- بن غفير يطالب بإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل -اكتظاظ السجون-! ...
- رايتس ووتش وهارفارد تدقان ناقوس الخطر بشأن أثر المتفجرات على ...
- بن غفير يدعو لـ -إعدام الفلسطينيين- لتخفيف اكتظاظ السجون
- الضرب والتعذيب سياسة يومية.. هيئة الأسرى: استمرار الإجراءات ...
- وزارة الدفاع الوطني بالجزائر: إرهابي يسلم نفسه للجيش واعتقال ...
- أميركا تؤكد عدم تغير موقفها بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة ...
- برنامج الأغذية العالمي: لم نتمكن من نقل سوى 9 قوافل مساعدات ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعين يعقوبي - المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء السابع-