أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايوب شيخ فرمان - ماذا لو ... كنتَ رئيسا للوزراء ؟















المزيد.....

ماذا لو ... كنتَ رئيسا للوزراء ؟


ايوب شيخ فرمان

الحوار المتمدن-العدد: 2371 - 2008 / 8 / 12 - 07:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأنا اهم للكتابة عن هذا الموضوع , تستوقفني ذاكرتي للحظة وترجعني إلى قرن ونيف من الزمن مضى وإذا بالاشتراكيين الديمقراطيين الروس وعن طريق احد اعضائهم , يكتب يذات الموضوع وإن اختلف في عنوانه للانقلاب على القيصر , وبرغم أن اطروحته تلك كانت بداية لقيام الثورات في أمريكا واوربا ومنها ثورة اكتوبر العظمى إلا أن اسلوبها ما لبثت ان ماتت في مهدها , ذلك أنها افتقرت الى تغيير جذري في القاعدة وانطوت على تبديل رأس النظام بآخر شكلا وليس جوهرا .
ولست هنا بصدد التحدث عن الانقلابات أو الثورات او احصائها , بل ما يهم الان ان العراق وبعدما استنشق هواء الحرية , اصبحت الديمقراطية طريقه الى السلطة عن طريق خوض معركة الانتخابات .. وهو الطريق الامثل لغالبية دول العالم لرسم خططها المستقبلية عن طريق الدستور وعبر انتخابات نزيهة تخوضها الكتل السياسية والمنظمات والجمعيات والاتحادات الشعبية والجماهيرية لنيل شرف قيادة البلاد دستوريا وبشفافية ورحابة صدر , حيث يكون للشعب الصوت الاعلى لانتخاب ممثليه في قيادة البلاد .
من هنا ومن هذا المنطلق يحق لاي مواطن من الشعب أن يكون له اليد الطولى والفكر الثاقب للمشاركة في قرار السلطة وعملية بناء البلد واتخاذ الاسلوب المتاسب لكيفية إدارة الدولة من خلال رسم الخطط والمشاركة الميدانية ومتابعة اسلوب الادارة والمؤسسة الحكومية بشكل يكفل الرقي بالعراق الى اخذ مكانته المعهودة به داخليا اولا من خلال رفاهية شعبه وبناء بناه التحتية , وثانيا اللحاق بركب التطور العالمي والاقليمي والدولي إن أمكن .
ولست هنا لأملي على الرئيس ( أي رئيس ) ما يجب ان يكون هو عليه , بل لتكون أنت ما يجب أن تكون عليه ايها العراقي الاغر حينما يتخذ الشعب العراقي قراره التأريخي ليكفلك بهذ المهمة التي لا يحسدك بها احد , لتكون رئيسا بل وسيد العراق الاوحد .
فلتكون في الموقع الاول للمسؤولية عليك باتخاذ التدابير التالية لتكون ناجحا في قيادة البلاد :.
1- بناء الداخل :
♦ عليك الاهتمام الاكبر بشعبك وإعطاء الاولوية القصوى للمواطن من خلال وضعه في المكان المناسب من حيث الكفاءة والقدرة على العمل وإداء الواجبات وتعزيز مكانته الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والفكرية عن طريق رفع مستواه المعاشي برفع دخله الاقتصادي على ان يكون دخل المواطن الاوطأ مرتبة كفيل بعيشه بمستوى كرامة لائقة يكرامة وطنه ذلك ان كرامته من كرامة الوطن فلا وطن بدون شعب ولا شعب بدون وطن يحويه , حينها فقط يمكنك ان تملي عليه الواجبات المناطة به كل حسب موقعه في الدولة , أي تجعل هناك توازن بين الحقوق والواجبات , وهنا تقضي على الفساد الاداري المستشري الان في اجهزة الدولة , وتضمن في نفس الوقت بالا يحصل لك ما حصل لشاوشيسكو في رومانيا او غورباتشوف في روسيا الذين داس عليهم الشعب باقدامه , والقائمة طويلة , فمعاذ الله لك با اخي العراقي من ان يحصل لك كل هذا .
2- تشكيل الحكومة والوزراء :.
♦ حسب تصوري يأتي تشكيل الحكومة بعد الاهتمام بالشعب ذلك أن أعضاء الحكومة هم أنفسهم من الشعب , فلا خير بحكومة من عير شعب أبي مكرم في بلده .
اما تشكيل الوزارات والدوائر ذات العلاقة , فيجب ان تكون على مبدا الكفاءة والنزاهة والشعور بالمسؤولية الوطنية وخاصة من ان يكونوا من الوطنيين والمناضلين ضد السياسات الدكتاتورية للنظام البائد , وحبذا إن غطت كل قوميات ومذاهب الشعب العراقي ولكن ليس على مبدا المحاصصة الطائفية البغيضة , ولا ضير حتى لو شمل أعضاء من النظام السابق ممن لم يلطخ اياديهم بدماء الشعب العراقي وعلى مبدا المصالحة الوطنية , مع ملاحظة ان لا يكون للوزير حماية خاصة به اكثر من اثنان حصانة له , فعمله ليس باصعب من عمل رئيس الجامعة مثلا الذي لم نسمع بوجد حماية خاصة به وهو يستحقها فعلا , وراتبه يجب ان يخصص حسب التعليمات الصادرة من الوزارة المعنية اسوة ببقية زملاءه من الموظفين العاديين الذين بنفس الشهادة مع تقدير الوظيفة التي يشغلها كل حسب موقعه بحيث لايكون الفرق بملايين الدنانير كما هو الحال عليه الان فان ذلك هو الفساد الاداري بحد ذاته .
3- الاقتصاد :.
يجب ان تولي الاقتصاد الذي هو عماد الدولة , الاهمية البالغة ذلك ان لا دولة بدون اقتصاد , ولاكرامة لشعب بدونه ايضا , فإن كان لديك اقتصاد قوي كان لديك دولة قوية بكل مؤسساتها وكنت قادرا على التغلب على كافة المصاعب التي تواجهك , ولكنك محظوظ ايها العراقي لانك تمتلك اقوى اقتصاد بل اقوى سلاح في العالم وهو (النفط) , وعلى الرغم مما نملك من الثروة النفطية الان وبعد مرور اكثر من (5) سنوات من التحرير , مازال العراقي وللاسف يشحذ للحصول على وقود النفط ومازلنا نشحذ من اجل الكهرباء والماء أبسط مستلزمات المعيشة لحياة كريمة !
4- بناء البنية التحتية :.

عليك ان تبني بلدك ابتداءا من المهم فالاهم , وخاصة بناء شبكة الطرق والتي هي العمود الفقري لاقتصاد وامن البلد , وتحسين الكهرباء بل واعادة تاسيسها , وكذلك الاعتناء بشبكة مياه الشرب والتي يفتقر اليها بعض مناطق العراق الان فيا للحسافة ! وعمل شبكة مياه الصرف الصحي موحدة لكل العراق والتي يفتقر اليها العراق الان ايضا فيا للغراية ! , وبناء السدود والمشاريع الترفيهية والسياحية والاهتمام بالمناطق الاثرية والدينية التي تغدق على البلاد ارباحا طائلة من خلال السياحة والنقل , والاهم توزيع المشاريع على المحافظات حسب عدد سكانها واهمية محافظة عن غيرها .
وبرغم ان ميزانية عام 2008 بلغت (47) مليار دولار وكان المفروض القيام ببناء مشاريع عملاقة وجبارة بشكل يضمن تشغيل شغيلة العراق وكفاءاته العلمية والعاطلين عن العمل , فبرغم من كل هذا اصبح العراقي يتضور جوعا , إن لم يكن يستجدي في بعض الاحيان بحثا عن لقمة العيش سواء في داخل العراق او خارجه , أما حكومتنا الوطنية (أطال الله في عمرها) فتارة يصرح الوزير الفلاني بان عدم استتباب الامن هو السبب في عدم تنفيذ المشاريع هذا العام , ويصرح آخر أن ارهابيين من دول الجوار يحاولون تدمير العراق ويحملون المسؤولية كلها على مايسمى تنظيم القاعدة وكأن الحكومة لاحول لها ولاقوة مما يجري على الساحة السياسية.
والحقبقة ان مبلغ ال (47) مليار دولار تلك , ربما لاتكفي فواتير الحكومة لضيافة الاصدقاء قبل الاشقاء من فواتير السكاير الكوبية والقهوة البرازيلية الفاخرة والشربت التركي اللذيذة النكهة او ربما هلوسة الحصول على افخر السيارات او بناء ارقى الفلات وعلى النمط الغربي ناهيك عن التضخم المالي الذي يسببونه للسوق من جراء التكديس المستمر للاموال في البنوك الغربية , تاركين الشعب المغلوب على امره يغني للراحل ناظم الغزالي وهو يندب حظه من الذين مرمروه أن لم يكونوا قد قشمروه .. على جسر المسيب سيبيوني .
5- الدفاع :
من المفروض الاهتمام بسلك الشرطة والجيش والامن الداخلي بحيث يتم تدريبهم بافضل السبل داخل البلد فقط , وان لاتعول على التدريب خارج البلد ذلك ان العراق يمتلك الان افضل العسكريين في العالم خبرة واسلوبا وعددا ولاحول لنا إلا الاتيان ببعض المدربين من الخارج إن اقتضت الضرورة حول بعض الاجهزة الجديدة او تدريب من نوع خاص .
ولحماية المنشآت الحيوية والمؤسسات الحكومية وردا على افعال الارهابيين في تخريب البلد وقدراته الاقتصادية , بادر الى فتح باب التطوع امام الشعب كله بدون قيد او شرط واجعل الشعب ينزل الى الشارع ليلا ونهارا وبدون كلل , وبذا يكون الشعب هو حامي بلده وتضمن انه لن يبقى عراقي واحد بدون وظيفة , وبالتالي تكون قد ضربت عصفورين بحجر , الاول هو ان العراق محمن من ابناءه فقط ولا حاجة له من اتفاقية طويلة الامد حول الامن في العراق , سواء مع امريكا وغيرها ما يودي الى كتم افواه بعض المسؤولين في الحكومة وكذب ادعاءاتهم من ان العراق معرض الى حرب اهلية وبحاجة الى اتفاقية مزعومة , ولنا في تجارب فيتنام مثل حي ورد قاطع لدور الشعب في قيادة بلاده وان لاقوة في العالم تضاهي قوة الشعب إن استجاب لقدره كما يقول الشاعر , فسيدة العالم امريكا خجلت من نفسها امام جبروت وقدرة شعب فيتنام وعادت الى ديارها مهزومة ذليلة وهي تجر صواريخها العابرة للقارات على اكتافها تاركة قتلاها وجرحاها على ارض فيتنام الجريحة , فهكذا تقاتل الشعوب من اجل بلادها .
اما العصفور الثاني , فهو انك ضمنت ان خيرات العراق هي للعراقيين وحدهم بدون منازع .
في الدفاع قم ببناء قدرات الجيش القتالية والميدانية والتدريب الجيد , واكتفي بسلاح الكلاشنكوف والسلاح الابيض فوطنك مدمر من الداخل ولاوجود لمن ينوي اجتياح العراق خارجيا اقلها في الوضع الراهن فهذا احتمال مستحيل مع وجود الشرعية الدولية والامم المتحدة , وإن حصل هذا لاسمح الله , فسنعول على شعبنا في الجيش والشرطة بل وحتى جماهيرنا حينها لن تقف مكتوفة الايادي وحينها سنجمع ( الولد) ونثب لاولائك الطامعين اننا لسنا بأقل من فيتنام , واننا شعب الثورات والقادات العظام بدءا ب نبوخذ نصر وانتهاءا ب الزعيم عبدالكريم قاسم .
6- العلاقات الخارجية :
لاشك من ان وجود سفارات او قنصليات او مكاتب للدولة في دول العالم دلالة على حالة التواصل وكيفية تنظيم العلاقة معها , وتدل على رغبة البلد على تبادل الخبرات وعدم الانقطاع عن العالم الذي اصبح قرية صغيرة بفضل تطور علم الاتصالات والكومبيوتر والانترنت , لاتعول قط على الخارج واغلق الحدود ريثما تنتهي من تصفية الداخل إن اقتضى الامر , وتجربة انهيار الاتحاد السوفيتي السابق اكبر دلبل على هذا حيث اهتم السوفيت ببناء ترسانتهم النووية لمواجهة الغرب تاركا شعبه يموت جوعا والنتيجة ان انتهت الحرب الباردة مع الغرب واتت لحظة الانهيار تاركين ترسانتهم النووية حتى بدون حماية , والانكى من ذلك انهم لم يطلقوا طلقة رصاص واحدة لمواجهة الانهيار ذلك ان لاوجود لعدوا حقيقي امامهم , فيرغم كل هذا عليك ان تمثل امام المثل الكردي القائل : الديدان الخارجية لاتؤثر على الشجرة بل الديدان الداخلية هي التي تنخرها وتهدمها في النهاية .
الخلاصة :
كل شخص في الوطن من اقصاه الى اقصاه يتمنى ان يكون الرئيس الذي يحكم البلاد , وطنيا و عادلا و قويا , ولكن ليس كل الرؤساء يتصفون ينفس الصفات او يمتلكون نفس القدرات او الكفاءات التي تؤهلهم لهذه المهمة الصعبة والشاقة , فهم متغيرون في القدرات والكفاءات بل وحتى الاتجاهات الفكرية , فالمهم ان يتصف الرئيس بتلك الصفات التي تؤهله لقيادة سفينة البلاد الى بر الامان , وهو الرقي بالبلاد وجعل العراق لكل العراقيين بدون تمييز بين قومية واخرى او بين دين وآخر او مذهب وآخر او منطقة دون سواها , حينها فقط سيكون سيد العراق بل والعراقيين كلهم وسيدخل التأريخ من أوسع ابوابه .



#ايوب_شيخ_فرمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدي المالكي ، تمهل قليلا...!
- يا لبشاعة الارهاب !
- كفاك يا سنجار حدادا
- شعر في رثاء
- لذكراك اكتب ... تعبيرا عن الوفاء


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايوب شيخ فرمان - ماذا لو ... كنتَ رئيسا للوزراء ؟