أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - موسى أبو دويح - قراءة في رواية ماء السماء














المزيد.....

قراءة في رواية ماء السماء


موسى أبو دويح

الحوار المتمدن-العدد: 2368 - 2008 / 8 / 9 - 05:42
المحور: الادب والفن
    



قراءة في رواية "ماء السماء" ليحى يخلف

صدرت رواية "ماء السماء" ليحى يخلف عن دار الشروق في عمان سنة 2008م، في 285 صفحة من القطع الوسط وبخط حروفه صغيرة.

و"ماء السماء" لقب أم المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي بن ربيعة بن نصر اللخميّ، وهي ابنة عوف بن جشم من النّمر بن قاسط، وسمّيت بذلك لجمالها، وقيل لولدها بنو ماء السماء، وهم ملوك العراق. قال زهير:

ولازمت الملوك من آل نصر وبعدهم بني ماء السماء

وفي حديث أبي هريرة: أمّكم هاجر يا بني ماء السماء؛ يريد العرب؛ لأنهم كانوا يتبعون قطر السماء فينزلون حيث كان. (من لسان العرب مادة:"موه").

ولهذا سمّى أبو حامد الطفلة التي عثر عليها تحت شجرة قريبا من قرية سمخ سنة 1948م، ماء السماء؛ لأنه اسم عربي أصيل، وهو اسم أمّ المنذر ملك الغساسنة. واختار الكاتب هذا الاسم "ماء السماء" عنوانا لروايته.

مكان الرواية قرية سمخ وبحيرة طبريّة وبيسان وإربد أي المنطقة الواقعة بين طبرية وبيسان من جهة الغرب وبين إربد والأغوار الشماليّة من جهة الشرق، أي شرق نهر الأردن وغربه، وما فيها من مقامات وقبور لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كأبي عبيدة عامر بن الجراح ومعاذ بن جبل.

وزمانها منذ نكبة فلسطين عام 1948م، وهجرة أهلها إلى الأماكن المجاورة لها كالأردن وسوريا ولبنان، وإلى ما بعد نكسة سنة 1967م، وظهور المقاومة الفلسطينيّة في أواخر الستينيّات وأوائل السبعينيّات.

صورت الرواية هجرة أهل فلسطين سنة 1948م أصدق تصوير، حيث خرج أهلها لا يلوون على شيء، بعضهم خرج حافيا في ثياب النوم لا يحمل شيئا، وقليل منهم حملوا بعض الثياب، وكثير منهم خرج على أمل الرجوع والعودة للبلاد بعد أيام قليلة. إلا أن هذه الأيام القليلة نيّفت على أكثر من ستين عاما ميلاديا، واثنين وستين عاما هجريا.

وصفت الرواية المخيمات الفلسطينيّة التي خصصتها وكالة الغوث الدولية لللاجئين الفلسطينيين أدقَّ وصف وأوضح بيان، حيث وصفت البراكيّات وأزقّتها الموحلة شتاء والمغبرة صيفا، وما كان يحصل عليه كلّ نفر من اللاجئين من مخصصات المؤونة الشهرية التي تقدمها وكالة غوث اللاجئين. وكما يقول الكاتب: "تحول الإنسان –أي اللاجئ الفلسطينيّ- إلى رقم في سجلات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين".

ووصف الثلجة الكبيرة التي تساقطت عام 1950م، والتي جعلت من بيوت الصفيح جحيما، كما كان الحرّ في الصيف يجعل منها جحيما أيضا. فالحر والثلج بالنسبة لبيوت الصفيح سواء؛ ولذلك وصف الله الجنة بقوله: "لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا" أي لا حرّ ولا برد؛ لأن كليهما عذاب. وعذاب البرد هذا فوق عذاب الشتات والضياع واللجوء والغربة.

ووصف زواج البسّة (القطة) وصفا رائعا، حيث أضفى على المخيم لونا من البهجة والفرح والسرور، الذي افتقده الناس منذ خروجهم من بيوتهم في فلسطين.

ووصف موت الفرس الأصيلة وابنة البيك وبيوت العزاء والبارودة "أم حبة" الصدئة التي لم يطلق منها طلقة منذ أن ضاعت البلاد، وانتشار القمل في رؤوس الطلاب لشحّ المياه وقلّة العناية، وكان معظمهم مصابا بفقر الدم. ووصف ووصف ووصف وأجاد في كلّ ما وصف.

وتحدّث عن المقاومة الفلسطينية، وجسّدها في شخص نجيب الذي ترك زوجته من أجل المقاومة وحمل السلاح وطوّف في البلاد كثيرا حيث ذهب إلى لبنان وإلى سوريا وأقام في مخيم (باب النيرب) في حلب وعاد إلى الأردن محدودب الظهر مطأطئ الرأس لا يلوي على شيء، وأظنه عبّر عمّا يجول في خاطره عن المقاومة الفلسطينيّة، فجاء تعبيره واقعيا حقيقيا، فقال عن نجيب: "يقتلع خطواته اقتلاعا، يمشي محنيّ الظهر، بوجه جامد"؛ ولذلك قالت له بدريّة: "ارفع رأسك، وعدّل قامتك، لماذا تمشي محدودب الظهر"؟!

وجاء ذلك صريحا عندما قال عن قادة الثورة الفلسطينيّة: "وقال إن العيب لم يكن في أولئك المجاهدين، وإنّما كان في قادتهم الذين أضاعوا أو باعوا فلسطين بأبخس الأسعار" صفحة 275 وهذا كلام يصدر عن وزير في السلطة الفلسطينيّة وعضو في المجلس الوطنيّ الفلسطينيّ.

وختم الكاتب روايته بخاتمة جيدة، حيث جمع من تبقى من شخوص الرواية (الحاج حسين وخديجة وراضي وماهر وأبو حامد وأم حامد ونجيب وماء السماء) تحت العريشة في يوم ماطر؛ فقال أبو حامد: "هذا الذي ينزل علينا ليس مطر الغيوم، أنه الغيث، إنه ماء السماء".

الرواية لم تخل من أخطاء لغويّة حيث قال الكاتب

في صفحة 151: "وناوله حبتان" والصحيح "وناوله حبتين"

وفي صفحة 112 "حسن ارتاح هنا" والصحيح "حسن ارتح هنا"

وفي صفحة 116 "ماذا بقي للثاكلين" والصحيح "ماذا بقي للثكلى أو الثكالى"؟

وفي صفحة 128 "كان أحمد بك في نظره أفّاقا" والصحيح "كان أحمد بك في نظره أفّاكا"

وفي صفحة 160 "ظل أعزبا وسيقى أعزبا" والصحيح "ظل أعزب وسيقى أعزب" لأنها ممنوعة من الصرف.

وفي صفحة 175: "يحمل حاجياته" والصحيح "يحمل حاجاته".

وفي صفحة 215: "وكفت الطاولة" والصحيح وقفت الطاولة.

وفي صفحة 255: "الغورنيات ذوات الوجوه السمراء" والصحيح "الغورانيات ذوات الوجوه السمر".

وفي صفحة 261:"يتحدثان بنافل الكلام" والصحيح "يتحدثان من نافلة القول".وغير هذا كثير.

وجاء في صفحة 176 قول الكاتب عن الحيوانات :"أدرك بحاسة الحيوان وذكائه الفطريّ" والصحيح "بحاسة الحيوان وتمييزه الغريزيّ"، لأن الحيوان لا يعقل ولذلك لا يوصف بالذكاء، وما يلاحظ عنده من ادراك إنما هو تمييز غريزيّ.

وختاما: الرواية رائعة من روائع الكاتب.


7/8/2008 موسى أبودويح



#موسى_أبو_دويح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كلب محمود شقير الأبيض


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - موسى أبو دويح - قراءة في رواية ماء السماء