أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - °°° كثرة المهرجانات تبديد للمال العام















المزيد.....

°°° كثرة المهرجانات تبديد للمال العام


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 2368 - 2008 / 8 / 9 - 05:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


°°° كثرة المهرجانات تبديد للمال العام
احتدم الجدل في الآونة الأخيرة ببلادنا بسبب العدد الخيالي من المهرجانات والمواسم الثقافية المنظمة بمختلف المدن المغربية وعلى مدار السنة، فإضافة الى مهرجان أصيلة ينظم مهرجان موازين بالرباط، ومهرجان الموسيقى الروحية بفاس، وموسم الخطوبة بأملشين، وموسم حب الملوك بصفرو ، ومهرجان الموسيقى العربية ومهرجان تيميتار بأجادير، ومهرجان عبيدة الرما بخريبكة، ومهرجان البيضاء، ومهرجان تطوان، ومهرجان الفروسية بتيسة، ومهرجان أولناغ بتحناون نواحي مراكش، ومهرجانات الفنون الشعبية، والمهرجانات الدولية للسينما بكل بقاع ومدن المغرب.ما جعل المواقف من هذه المهرجانات تتباين بين من يرى فيها انفتاحا على الثقافات الأخرى والمساهمة في بناء الثقافة الكونية، ومن يرى فيها تكريسا "لسياسة حكومية فاشلة" تريد أن تهرب بالمغاربة من واقع بائس يطغى عليه الفقر والبطالة؛ ويأتي الإسلاميون على رأس هؤلاء المنتقدين إذ يتشبثون بفكرة أن هذه المهرجانات هي جزء من "سياسة ثقافية حكومية تسعى إلى تخدير عقول الشباب والهبوط بالذوق والثقافة بدلا من تحصينه من الغزو الفكري والعولمة الثقافية.
ويرى الباحث السوسيولوجي عبد الله وديعي بأن ظاهرة " مغرب المهرجانات" ليست غريبة عن المجتمع المغربي، الذي تنتصر تشكيلاته الاجتماعية منذ البدء لثقافة الفرح و الاحتفال، عن طريق مجموعة من الفعاليات، و يمضي موضحا بأن المهرجانات في عمومها تحتمل أهدافا علنية و أخرى خفية لا تنأى عن مطامح الإدماج و التأطير و الضبط، وأنه من الطبيعي أن تكون لأية مبادرة أهدافها الخفية و العلنية، والمهرجانات لا تخرج عن هذه القاعدة، لهذا نجد أن لها أدوارا علنية مرتبطة بالأبعاد الثقافية و الفنية من قبيل إحياء التراث أو إعادة الاعتبار لفن أو منطقة ما. وعلى الخط الآخر نجد دوما المسكوت عنه، و غير المعلن، و هو المرتبط بتأمين السلم الاجتماعي. فالمهرجانات تلعب أدوارا طلائعية على مستوى امتصاص الغضب و تنفيس السخط المتراكم، ففي الاحتفال يتجاوز المرء و ينسى الكثير من مشاكله اليومية، و هذا يقلل من مؤشرات الضغط، و يعيد تجديد الدماء و يرفع من طاقة الإنسان و سعراته الحرارية النفسية، وهو نفس الدور الذي كانت تلعبه المواسم، فالفلاح المغربي كان يفجر مكبوتاته و حنقه على الأعباء المخزنية التي تثقل كاهله خلال الموسم الفلاحي و أساسا لحظة تقديم " الرفود" إلى الولي الصالح. فالدولة، أية دولة، لا يمكن أن تصل إلى الضبط الاجتماعي لكل تفاصيل المجتمع عن طريق الأجهزة الأمنية وحدها، بل لا بد من أجهزة و بنيات إيديولوجية ، و في مقدمتها المهرجانات. وهو بالضبط ما نحا إليه وزير الثقافة المغربي السابق محمد الأشعري حينما اعتبر في افتتاح الدورة التاسعة لمهرجان كناوة بالصويرة أن هناك طريقتين للتعامل مع المدن في عالم اليوم "طريقة تعتمد الأقفال والأسوار والخوف وسيلة لترويض المدن وإخضاعها لسلطة الانضباط والنمطية. وطريقة الثقة في ذكاء المواطن واعتماد المشاركة والحوار". فهذه المهرجانات وسيلة أساسية من وسائل التنمية المحلية وبلا شك أن كل المواطنين عيونهم على التجارب التي نجحت في هذا المجال التي استطاعت أن تحول المدن التي اشتغلت فيها إلى مدن حية بعد أن كانت مدنا تحتضر كأصيلة و الصويرة".
وخير دليل على ذلك –حسب الأشعري- هو الأرقام الدالة حيث "أن المغرب في اقل من عشر سنوات انتقل من خمسة مهرجانات في السنة إلى 80 مهرجانا، كما شغلت المهرجانات في السنة الماضية مثلا 1500 فنان 70 في المائة منهم مغاربة". لكن غير -السيد الوزير السابق- يرى أن تلك الأرقام ليست دليلا على التنامي، و إنما هي عمليات إعادة هيكلة، و إعادة توزيع للأدوار في شأن تدبير المهرجانات بالمغرب، وكما يعلم الجميع جيدا أن تنظيم المواسم كان أكثر اتساعا في السنوات الماضية، و لكن نظرا لتوالي سنوات الجفاف و تدخل الدولة، فقد تراجعت المواسم في العالم القروي، و تم استبدالها بالمهرجانات في العالم الحضري. فالمغاربة لديهم القدرة على تدبير أفراحهم و أتراحهم وفق طقوس و ممارسات موغلة في القدم، إنهم يستطيعون صناعة الفرح و الاحتفال و ينتصرون دوما لثقافتها، بل يتحينون الفرص للضحك و الرقص، إننا حيال مجتمع يقدس الحياة. لهذا فتنامي المهرجانات ليس غريبا عن المتن المغربي، فقط هناك تجديد و إعادة توزيع للأدوار، و هناك انتقال من ثقافة المواسم إلى ثقافة المهرجانات، و إنها ضريبة الانتماء للمجال الحضري، فاليوم يعيش المغرب تحولات مجالية قوية، فالساكنة القروية تقل يوما بعد آخر.
أما الدكتور عبد الكريم برشيد فيرى أن المهرجانات مجرد أداة تستخدم للترويح عن النفس، ويستخدمها الإنسان من أجل التعبير عن نفسه وكيانه، غير أن هذه الأداة إذا استخدمت ببراءة وبخلفيات حسنة فستحقق نتائج إيجابية، والعكس صحيح.
فالمهرجان هو ظاهرة شعبية ينبغي أن ينطلق من الناس ومن إحساسهم بالفرح، ولا يمكن أن يكون مقررا من لدن الحكومة، كما أنه ينبغي أن يشبه واقعهم الاجتماعي والثقافي والسياسي، وأن يكون تظاهرة حقيقية تعكس الحس الجماعي بالقضية الجماعية، أو بالهم و الاهتمام الجماعيين، لكن مع الأسف نجد أن السياسة المغربية حاولت أن تنظم مجموعة كبيرة من المهرجانات، من أجل أن تعكس نوعا من الفرح لا وجود له. وأقر الدكتور برشيد بوجود مهرجانات تعكس هذه الفرحة، وتكون منطلقة من الواقع والثقافة المغربية، مثل مهرجان كناوة، لكن بعضها يعطي قيمة أكثر للأجانب على حساب المغاربة وهو ما يمكن أن نسميه بتسييح الثقافة ومراعاة الأجنبي، عبر احترام ما يريد أن يشاهده بالمغرب، وتقديم الثقافة المغربية كسلعة رخيصة تستثمر كل العاهات الثقافية لتقديمها للسائح، ما يسيء إلى الصورة الحقيقية للمغرب.
نحن إذن في حاجة إلى مهرجانات، لكن بمقاربات جديدة و بأفق انتظار جديد، ليس المهم هو الكم بل الكيف هو المهم، حيث يجب أن تنظم هذه المهرجانات بأقل التكاليف بحيث لا تكون تبذيرا للمال العام من أجل البهرجة، مثل ما نجده في كثير من المهرجانات التي تصرف عليها الملايير دون مردود أو تأثير على المحيط الذي تقام فيه، والذي نجد فيه أحياء كاملة وقرى ومدن تفتقر لأبسط وسائل العيش وهي معزولة لا توجد بها طرق ولا وسائل نقل، وبالتالي المفروض في هذه المهرجانات أن تكون مقتصدة وتراعي الخصوصية المغربية، بدون بهرجة واستنزاف للميزانية العامة من أجل مصلحة للمغرب.
وتبقى المقاربة الثقافية الأنجع في تدبير تداعيات مهرجانات ما بعد السادس عشر من ماي، هي على الأقل التي تظل مقبولة من طرف الجميع حتى المنظمات الدولية، ولتحصين المجتمع ضد التطرف كان من الضروري الدخول في إجراءات احترازية أمنية، كما كان ضروريا فتح ورش الإصلاح الديني، و بالطبع فإن المراهنة على الثقافي تظل ملحة و ضرورية، لكن لا بد من الاستعانة بخبراء و أساتذة متخصصين في إدماج الشباب، حتى لا تؤدي المقاربة إلى نتائج عكسية، اليوم هناك عطش ثقافي لدى الشباب و غيرهم، و كل إفراط أو تفريط في معالجة هذا الظمأ يمكن أن يعود سلبا على المجتمع المغربي برمته..
وقد أجمعت أغلب آراء المواطنين حول المهرجانات عن استيائها لحجم الميزانية المرصودة لتنظيم برامج سخيفة في الغالب، واعترف الكثير الكثير منهم ‬أن المهرجانات بالمغرب‮- ‬وعلى الرغم من كثرتها‮- ‬ أصبحت باردة وفاقدة للحياة ‮و أنها لا تعدو أعمالا تكرر نفسها تكرارا مملا سقيما،‮ إلى درجة أنها تحولت إلى مشاهد مملة ‬‬لا تنبع من النفس ولا تستقر في‮ ‬القلب، و موضة تستدر الرثاء وتعجز عن الوفاء بما هو مطلوب‮ من توفير البهجة و خلق الفرح‮..فهي‮ ‬اقرب إلى المفارقات اللفظية والحركات البهلوانية منها الى فن المهرجانات‮ ‬الأصيلة.
‬ يبدو أن الحال وصل ببعض الذين تخصصوا ولأسباب‮ ‬غير معلنة في‮ ‬أشغال إقامة التظاهرات والمهرجانات والمؤتمرات والاحتفالات، إلى اليأس الكامل،‮ ‬و أصبحت الدعوة للتجديد والبعد عن التشابه والنمطية ‬ليست إلا وهما من الأوهام‮!!‬. ربما يقول قائل أن المغرب يزخر بالعديد من العادات و التقاليد المتوارثة أبا عن جد، وأنه بلد التقاء وتمازج الحضارات، هذا التمازج الذي أغنى الثقافة الوطنية و أعطى للمغرب خاصيته المتميزة وأن عامل الاختلاف في الثقافة الوطنية أصبح عامل تقارب أكثر منه عامل تنافر، ونظرا لانصهار هذا الاختلاف في بوتقة واحدة أعطتنا ما يسمى بالتقاليد المغربية العريقة. وحفاظا على هذا الإرث الثقافي المتميز، تنوعت المهرجانات الثقافية و الفنية منها.. لكن هذا لا‮ ‬يعني‮ ‬ان تكون شساعة وتنوع واختلاف الثقافة الوطنية سببا في اختلاط وتشابه المهرجانات إلى درجة ‮ ‬يصعب معها التمييز بين الشمالي والجنوبي‮..‬ فالسبب الحقيقي هو أن أكثرية من تكلفوا بإقامة التظاهرات والمهرجانات والمؤتمرات والاحتفالات، لا يحملون الشواهد العليا ولا الخبرة العميقة. فيضطرون إلى إخفاء ضعف تكوينهم ونقص خبرتهم و هزالة قدراتهم وكل تجاوزاتهم بافتعال قضايا هامشية والنفخ فيها حتى تأخذ مساحة أكبير من حجمها، إلى جانب اهتمامهم بتسييح الثقافة ومراعاة الأجنبي، عبر تقديم ما يريد أن يشاهده، وعرض الثقافة المغربية كسلعة تحوي كل العاهات الثقافية، وذلك لأن قيمة المساءلة وقيمة المسؤولية ذاتها‮ ‬غائبتان عن الوعي‮ ‬العام ولا أثر لها ولا اعتبار لها في‮ ‬إدارة وصيانة المال العام‮!!
إن هذا الملف سيبقى أهم وأكبر وأخطر ملفات‮ ‬التجاوزات والفساد على الإطلاق‮. ‬مشهد بائس افتقد الحسابات الدقيقة كما افتقد التخطيط في‮ ‬الهدف العام‮ ‬وغيبت فيه قواعد الضبط والربط،‮ ‬وتقاليد العمل الاقتصادي‮ ‬السليم والرؤية الاستراتيجية المستقبلية‮.
فإذا كان هناك الكثير مما‮ ‬يمكن أن‮ ‬يقال من‮ ‬دلالات سوء التعاطي‮ ‬مع هذا الملف المثير لكثير من الشجون،‮ ‬فقد يستخرج من ذاكرة تاريخ المهرجانات ما لا حصر له من الوقائع والتفاصيل التي‮ ‬كثير منها منشور ومتداول وكلها تقلبّ‮ علينا المواجع وتؤكد بأن الملف لم‮ ‬يحمل في‮ ‬يوم من الأيام محمل الجد، لما فيه من ضياع لحقوق الدولة بشكل فج يجعل خزينتها تخسر المليارات تلو المليارات تتسلل إلى جيوب أشخاص يستغلون المال العام المتمثل في كل ما تملكه الدولة وأجهزتها وشركاتها ومؤسساتها من أموال سائلة أو عينية كالمعدات والأجهزة والمباني‮ ‬والموارد الطبيعية من رسوم وأراضٍ‮ ‬وسواحل وكل ما هو مخصص للمنفعة العامة ويدخل في‮ ‬ذمة الدولة المالية‮، ما دفع العديد من الجهات إلى إتهام أجهزة رقابة المالية العمومية بالتقصير في تفعيل القوانين التي تُخضِع مالية المهرجانات الفنية للمحاسبة والتدقيق، الشيء الذي يشجع بعض القائمين على تنظيمها على مواصلة خرق قوانين تلزمها بتقديم حساباتها المالية إلى الرأي العام ومؤسسات الدولة والمانحين. وذلك لإن 75 في المائة من مالية المهرجانات الفنية والثقافية والرياضية، التي يترأس جمعياتها مقربون من دوائر السلطة، هي من المال العام. و تأتي الهيئة الوطنية لحماية المال العام على رأس المطالبين بمحاسبة العابثين، حيث طالبت الوزير الأول عباس الفاسي بدعوة الحكومة إلى فتح تحقيق حول أوجه صرف ملايين الدراهم من المال العام لإقامة مهرجانات فنية مختلفة.
لإن الوزير الأول مؤتمن على أموال الشعب ومطالب بعرض ملف مالية المهرجانات الفنية على وزراء حكومته في العدل والداخلية والمالية بغرض التدقيق في سلامة التصرف فيها. وقد اعتبر عزيز رباح، عضو لجنة المالية بمجلس النواب عن حزب العدالة والتنمية المعارض، أن «وجود مقربين من القصر على رأس أكبر المهرجانات الفنية والثقافية بالمغرب، لا يعفيها من الخضوع لمراقبة أجهزة التفتيش المالي وتقديم الحسابات إلى الشعب، طالما أنها تتغذى من المال العام». وشدد على أن «مظاهر الاختلالات التدبيرية لمالية المهرجانات تتخذ عدة صور، منها عدم عرضها لطلبات عروض عمومية، وتفويتها لصفقات خارج القانون، والنفخ في الفواتير، والتسيب في صرف الميزانيات بعيدا عن الشفافية ومبادئ الحكامة الجيدة».
ودعا رباح إلى إسقاط ما أسماه ب«احتكار وجوه مقربة من القصر لرئاسة مهرجانات كبيرة لا يعرف حجم ميزانياتها ولا أوجه صرفها، كما ينص على ذلك القانون»، مؤكدا في حينه على السر الكامن وراء ما اعتبره «بالإسهال في تنظيم المهرجانات في زمن أعلنت فيه الحكومة نهج سياسة التقشف». ومن جهته، قال أحمد بنصديق، المدير التنفيذي السابق لجمعية 1200 سنة على تأسيس فاس: «إنني بريء من الغموض الذي يلف تلقي الجمعية للدعم المالي من المال العام وآليات صرفه».
وكشف بنصديق أنه «وقف معارضا ذات مرة لمقترح يعكس تبديد المال العام تقدم به المندوب السامي سعد الكتاني، يقضي بشراء تصور للاحتفالات من فوزي الصقلي بملايين الدارهم مع اعتماده، على نحو معارض للقانون، كمستشار بالجمعية».
وزاد بنصديق قائلا إنه يوافق على دعوة هيئة حماية المال العام إلى إخضاع مالية الجمعية للتدقيق والمحاسبة بعدما رصد لها مبلغ 35 مليار سنتيم كميزانية عامة، منها 15 مليار سنتيم من خزينة الدولة».

والشيء ذاته دفع بالرأي العام التطواني لاستفسار جمعية «أصوات نسائية» عن الميزانية العامة لمهرجان الحمامة البيضاء..؟! أمام وفد رسمي كبير مكون من والي ولاية تطوان، ورئيس الجماعة الحضرية، ومدير وكالة تنمية أقاليم الشمال، وغيرهم من المسؤولين ورجال السلطة المحلية والمنتخبة وفعاليات المجتمع المدني بتطوان، من خلال سؤال طرحه مراسل جريدة «الشمال» بتطوان حول الميزانية العامة المرصودة لهذا المهرجان، والذي رفضت رئيسة الجمعية (أخت عضو بالديوان الملكي ومديرة التعاون الثقافي والعلمي بوزارة الخارجية) التصريح بالمبلغ المخصص له- هسبريس-. فيما أشارت بعض المصادر المطلعة إلى أن القيمة المالية المتوفر عليها تفوق المليار سنتيم بعد أن حصلت الجمعية على مساهمات مهمة من المؤسسات العمومية والخصوصية نذكر على سبيل المثال: 700 مليون سنتيم من وكالة تنمية أقاليم الشمال، و200 مليون سنتيم من الجماعة الحضرية لتطوان وهلم جرا .
وقال خالد أفتحي من فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بصفرو في له تصريح للعربية، متعلقا على شعار مهرجان حب الملوك الذي جرى تنظيمه بالمنطقة، والداعي إلى تنمية المدينة، معتبرا إياه لا يمت إلى الواقع بأي صلة.

وأشار تقرير لجنة الخروقات والإعلام التابع للجمعية،‘لىأن الترجمة الحقيقية له تقتضي الإشراك الفعلي للفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين بالعمل على توجيهه إلى النهوض بالمدينة، مضيفا أنه إذا كان المسؤولون اختاروا لمهرجان هذه السنة شعار "من أجل شراكة هادفة لتحقيق تنمية مستدامة " فإنه من الواجب التساؤل عن مكونات هذه الشراكة وأي تنمية مستدامة لهذه المدينة، على اعتبار أن المهرجان الحالي، والذي سبقه، ينظم بشراكة مع جمعية حب الملوك المسيرة من طرف مكتب، غالبية أعضائه هم من المجلس البلدي للمدينة وبعض رؤساء جمعيات موالية للسلطة المحلية والمجلس البلدي، لأن الشراكة، يضيف المصدر، تصبح تحويلا غير قانوني للمالية العمومية. وأبرز المصدر نفسه أن جمعية حب الملوك استفادت من دعم مالي قدره 350000 درهم لموسمين متتاليين، في الوقت الذي لا يتجاوز فصل دعم الجمعيات العاملة بالمدينة 40000 درهم، ما اعتبره المصدر إجراء تمييزيا بين الجمعيات، واستغلالا للسلطة وبالتالي لا وجود للشراكة.

وذكر المصدر ذاته، أن التنمية المستدامة في العلوم الاقتصادية تعني تطوير الموارد البشرية والطبيعية وحسن استخدامها بما يضمن استفادة الأجيال القادمة منها، غير أن الواقع يعري هذه الشعارات، ولعل أبرز مثال على ذلك هو ما طبع سمسرة كراء الأراضي التي ينظم فيها المهرجان، إذ فوت المعرض التجاري بمبلغ 390000 درهم عوض 600000 درهم قيمة سمسرة الموسم الماضي، وفي هذا تراجع للمداخيل وسوء تدبير المسؤولين المحليين المتمثل في إقصاء التجار والحرفيين المحليين ضدا على الفصل 30 من الظهير المنظم للعمل الجماعي، الذي يؤكد مسؤولية الجماعة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ضمن مجالها الترابي، بحيث يسجل عقب كل مهرجان ركود اقتصادي مهول لا تتخلص منه المدينة إلا بموسم الحصاد ودخول العمال المهاجرين.
لاشك أن المهرجانات كل المهرجانات والتي تقتطع ميزانياتها التي تبلع المليارات من المال العام والتي تعتبر مهرجانات للمقربين من السلطة بدأت تثير اهتمام المواطنين وفضولهم وشكوكاتهم المبررة وانتقاداتهم التي انتقلت من الهمس إلى الجهر. لاشك أنه آن الأوان لحملها محمل الجد..لأنه لا يعقل أن يصرف على
المهرجانات ملايير الدراهم في وقت يؤكد فيه الوزير الأول على ضرورة التقشف للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد.. باختصارشديد يريد المغاربة مهرجانات لا تكبل الاقتصاد وتنطلق من قناعة بأنه لا خير في‮ ‬نمو أو تنمية لا‮ ‬يستفيد منها كل المواطنين، ‬توزع التمار بشكل عادل وسليم حتى تعالج تزايد الهوة والفجوة بين الثراء الفاحش والفقر المدقع..



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- °°°الوصايا العشر الموصلات لمجلسي النواب والمستشارين
- °°°الشذوذ الجنسي.. أسبابه وهل له علاج؟


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - °°° كثرة المهرجانات تبديد للمال العام