أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان فارس - لا العلمانية ولا العراق العلماني يُعاديان الدين














المزيد.....

لا العلمانية ولا العراق العلماني يُعاديان الدين


عدنان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 732 - 2004 / 2 / 2 - 04:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سيطرة الدين على الدولة هي من قِيم وأخلاق العصور القديمة وهنا لا نعني ديناً بحاله وانما جميع الأديان، ولم يدلّنا التاريخ المليء بنماذج تحكّم الدين بمقدّرات الدول والمجتمعات على نموذج واحد في العدالة الاجتماعية واحترام الحقوق والطموحات الإنسانية... ناهيك عن العصور المظلمة الاوروبية التي اقترن ظلامها بهيمنة الكنيسة على الدولة، فلو قرأنا تاريخ و"واقع" الدول الإسلامية قراءة موضوعية، علمانية!، ابتداءاً منذ الدولة الراشدية ووصولاً الى الجمهورية الإسلامية في ايران ما كنّا لنرى يوماً عادلاً واحداً في تاريخ هذه الدول الممتدّ على مدى مئات السنين، وللإنصاف فإنّ انعدام العدالة الاجتماعية ليس رهناً بتحكّم الاصولية الدينية فحسب وانّما هو سمة أساسية لتحكّم وهيمنة بقية أنواع الاصولية السياسية التي ظهرت في القرن العشرين وأعني هنا الاصولية اليسارية والقومية.

فلو قارنّا بين نماذج تحكّم وهيمنة انظمة هذه الاصوليات الثلاثة، الدينية واليسارية والقومية، لرأيناها تلتقي في الكثير من نقاط الحكم الجوهرية مثل: مشيخة الاتجاه الواحد، عسكرة المجتمع، وحدة قوائم الممنوعات، التدهور الإقتصادي، تفشي الفساد الإداري، شحة الخدمات، المواطن من أجل الدولة والشخص غير المناسب في موقع المسؤلية....الخ، أمّا نقاط الإختلاف بين أنظمة الحُكم الاصولي فهي قليلة وشكلية. من هنا تبلور، كردّ موضوعي وضروري لتصحيح مسار النظام السياسي، نهج "الواقعية السياسية" الذي يقوم على نبذ بل ومُحاربة تحكّم الاصولية السياسية، بإنواعها الثلاثة، بمُقدّرات الدولة والمجتمع، هذا التحكّم القائم على التعسّف وسلب الإرادة ونهب الحقوق ومُصادرة الحريات العامة ومنها حرية الاعتقاد الديني، هذه ببساطة "العلمانية" التي عقائد المواطنين بدون تحيّز ولا تفضّل عقيدة على أخرى لكنّها تساوي بين جميع مواطني البلد في مبدأ حقوق المواطنة ولا تفرّق أو تفاضل بينهم على أساس العرق أو الدين أو الاتجاه السياسي "السلمي الديموقراطي".

البعض من الجهلاء، وهم كُثرُ في بلاد العرب والإسلام، يخلطون بين العلمانية والإلحاد على أنّهما واحد! الإلحاد يا سيدي الجاهل هو اعتقاد عمره آلاف السنين كما هو حال الإيمان، أمّا العلمانية فهي نهج أو توجّه سياسي، حديث نسبياً، يكفل ويصون حرية الاعتقاد دون تحيّز لعقيدةٍ ضدّ أخرى مادامت هذه العقائد لاتسيء أو تزعزع السلم الاجتماعي.

عندما يُحاجج الإسلاميون بأن من حقهم العمل في السياسة فإنّ هذا حقّ يقرّه ويكفله لهم النظام العلماني ولكنّ الذي يُثير حفيظة المنطق المُعاصر ويعرقل توجّهات التطوّر الحضاري والديموقراطي هو نواياهم المُعلنة لفرض أحكام الشريعة الإسلامية التي ليست فقط لا توفر حلاًّ لأبسط مشاكل المجتمع العراقي بل وإنّما تساهم في افتعال واختلاق مشاكل وهموم إضافية تستنفذ طاقات الناس والدولة في تأسيس مجتمع العدالة والديموقراطية. على الإسلاميين العراقيين التوّاقين للعمل في السياسة أن يتقدّموا ببرامج سياسية تخص أمور التنمية الاقتصادية وفق منطق العصر وتجارب الشعوب التي تحث الخطى باتجاه التطوّر والرُقي وإرساء الأسس السليمة للمنافسة السياسية ضمن إطارها السلمي الديموقراطية ونبذ أساليب المفاضلة الدينية والمذهبية في الكسب السياسي.


رغم أنّ الاحزاب الإسلامية العراقية دفعت الكثير وقدّمت العديد من منتسبيها شهداءاً في سبيل تخليص الشعب العراقي من نظام صدام وبعثه إلاّ أنّ أحداً لم يقرأ أو يسمع للإسلاميين رأياً أو يلمس لهم موقفاً، وقد سقط صدام، كما ينبغي وبالمستوى المطلوب أزاء الديموقراطية وحقوق المرأة والحقوق القومية!! بل على العكس من ذلك فإنهم يبشروننا بالثورة الإسلامية ويتوعّدوننا بالصحوة الإسلامية، وما أسماء "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" و "حزب الدعوة الإسلامية" و "جيش المهدي"، إضافةً الى مُظاهرات "يا سيستاني سير سير وحنه جنودك للتحرير" إلاّ إيحاءاً بتلك النوايا وإنذاراً "بالفتح الإسلامي" الجديد!؟

 العراقيون وكُلّ سياسييهم يُعانون و يشكون الآن من تدهور الوضع الأمني بسبب جرائم فلول البعث الساقط وحلفاءهم من حَمَلة فايروس الإرهاب الإسلامي، فهل توجهات الأحزاب الإسلامية العراقية بمستوى التصدّي لهذه الجرائم التي تُقترف باسم الدين و"إنهاء" الاحتلال؟؟ هل شعارات ومظاهرات "الانتخابات المُبكّرة" و "الموت لأميركا" مَساعٍ "حميدة" في وضعِ حدٍّ لمُعاناة العراقيين جرّاء غياب الأمن والاستقرار؟؟


نتمنّى على الأحزاب الإسلامية العراقية كأحزاب سياسية لها وزنها وتأثيرها الكبيرين أنّ تتبوّء دورها التاريخي في إقامة البديل "الحقيقي" لأنظمة التسلّط الفردي والفئوي وآخرها نظام صدام وبعثه وأن تعتمد أسس المُنافسة السياسية والاحتراف السياسي وليس الاعتياش والتكسّب على الدين والمذهب في بناء عراق حر ديموقراطي متطوّر يتعايش فيه مواطنوه بعيداً عن كُلِّ أشكال التمييز القومي والطائفي. كما نتمنّى على هذه الأحزاب أن تسهر على تربية منتسبيها وأنصارها على احترام التقاليد الديموقراطية للعراق الجديد ونبذ التعصّب الديني والفئوي وتحريم الولاء لغير العراق والحرص على مصالح الشعب العراقي "الحقيقية" في الديموقراطية وصيانة كرامة وإنسانية المرأة العراقية ومساواتها تماماً في كافة مجالات الحياة مع الرجل العراقي، وعلى هذه الأحزاب أن تقترح برامج التنمية الاقتصادية ومشاريع توفير الحقوق القومية بأرقى صيَغها القانونية والسياسية المُعاصرة . هل في هذا ضررٌ عليكم يا سادتي إسلاميي العراق؟ إن كان الجواب لا ليس في هذا ضررٌ عليكم، فهذه هي "العلمانية"!

لننبُذ الاصوليات السياسية، الدينية واليسارية والقومية، التي بطشت ولا زالت في بعض الأماكن تبطش بالتاريخ وبالبشر.



#عدنان_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيدرالية كوردستان العراق دَعامَة لوحدة العراق
- مواقف -الأدب- العربي الرسمي و -المُعارض- أزاء هموم وطموحات ش ...
- ألارهابيون أخوة وإنْ تنوّعوا
- تحيةُ ودٍّ واحترام للحوار المتمدّن
- ونحن نرضى ونحن لها & الأغلبية المطلقة في العراق الجديد
- أصدقاء جورج غالاوي، الطيورُ على أشكالِها تقعُ
- الى الإرهابيين في العراق
- العراقيون والحرية يَحُثّونَ الخُطى نحو بعضهم رغم أنف الإرهاب ...
- أبطلتم -أعياد- البعث.. فلماذا أبقيتم على عَلَمِه؟
- الراتب الشهري لعضو مجلس الحكم الإنتقالي العراقي
- حرية الصحافة والإعلام.. وتحريض قناتي -الجزيرة والعربية- على ...
- الفيتو الأميركي من أجل سلام عادل، ضد دَجَل الإرهاب
- ألذكرى السنوية الثانية لكارثة 11 سبتمبر: سنة عالمية لمُكافحة ...
- ليلة القبض على -علّوني-.. بالسجن دعبلوني
- إنّ اللهَ يُمهل ولا يُهمل
- هلمّوا يابشر لمُكافحة الإرهاب
- الشهيد الحكيم: نعم للحرية نعم للعدالة
- ألتحجّج في الإساءة لشعب ودولة الكويت
- أيّةُُ -جنة- تلك التي يكون الإرهاب طريق اليها؟ هل أنّ -جنة- ...
- سوف لن -تفشل- أميركا في نُصرة شعب العراق


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان فارس - لا العلمانية ولا العراق العلماني يُعاديان الدين