أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - صرخة عجوز فلسطينية














المزيد.....

صرخة عجوز فلسطينية


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2366 - 2008 / 8 / 7 - 10:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


قالت لي تلك العجوز وهي ترفع سبابتها إلى السماء.. أكيد يا بنيّي الله راح يسلخ جلود كل المسئولين يوم القيامة.. قلت لها أكيد الله سيسلخ جلود كل المسئولين ممن لهم دور في مصائب شعبنا ( بس يا ستي هناك مسئولين ليس لهم علاقة بما يحصل ) فقالت لي: كلكم مسئولين .. كل اللي بشتغلوا بالسياسة مسئولين، لان ما يحدث اليوم هو نتيجة ما زرع السياسيون طيلة كل السنوات السابقة.. وحتى المحترمين من السياسيين فهم إما أنهم جبنوا فسكتوا أو حاولوا مسك العصا من النصف-- كي يرضوا الجميع ولا يغضب منهم الجميع.. حاولت أن أبرئ نفسي بالقول لها أنني لست مسئولا.. وانه لا دخل لي بما يجري من أحداث ومصائب.. وأنني بالعكس أحاول أن افعل شيئا ضد الغلط.. فقالت: أكيد انت مش منهم.. بس يا ابني الأمانة برقبتك ما بيوم من الأيام تعمل الغلط.. ولا تسكت على الغلط.. وان تعمل ما تستطيع لوقف الغلط.
حصل ذلك بعد يومين من أحداث الشجاعية.. التقيت بها جالسة على مدخل بيتها.. سيدة في سبعينيات عمرها، حادة الذكاء متحدثة جريئة، ومن عائلة معروفة بانتماءاتها الوطنية، طرحت عليها السلام احتراما وإجلالا لها، وبدلا من رد التحية قالت لي بنبرة الغاضب ( وكأنها كانت تنتظرني ): الله جابك يا ابني، تعال واجلس بقربي لتحدثني عما يجري في بلادنا-- وأتمنى أن تصدقني القول ( احكي بلا لف ولا دوران )-- وسألتني عن ما يجري في غزة من تفجيرات وما أعقبها من عمليات قتل واعتقالات واعتداء على المؤسسات.. داهمتني بسيل من الأسئلة الكبيرة، وأسمعتني كل ما كانت قد سمعته من الفضائيات، وما يتناوله العامة من الناس من حقائق وإشاعات.. ضحكت من لهفتها واستعجالها، وقلت لها: ترفقي بي قليلا وافسحي المجال لي كي أرد على أسئلتك، فصمتت قليلا كي تسمع، فحدثتها بالتفصيل عما جرى في غزة وما أعقبه من ردود أفعال في الضفة، وشرحت لها المخاطر الكامنة من استمرار الانقسام والخلاف.. فقاطعتني أكثر من مرة وهي تردد: الله يخزي المجرمين واللي بشدو على أياديهم.. الله يلعن أي قيادة ما بتفكر ابعد من انفها، وما عندها أي إحساس ولا أدنى شعور تجاه مصالح شعبها..
وفي النهاية قالت لي تلك العجوز: ( والله الحق ما هو على القيادة .. الحق على الشعب اللي ما يخرج للشوارع ويصرخ بأعلى صوت ضد الغلط.. ويقول لكل اللي بأيديهم القرار في غزة والضفة بكفي جنون وبكفي استهتار.. ويا إما بتقعدوا مع بعض لتتحاوروا وتنهوا هالمهزلة.. يا إما إحنا خلص قرفنا منكم ومن هالحالة، ومن حقنا عليكم إنكم تردوا إلنا الأمانة اللي أعطيناها الكم في الانتخابات، وخلونا نرجع ننتخب من جديد-- ومين ما أجا إنشاء الله القرود لازم نقبل بيهم )..
تركت العجوز وابتعدت قليلا عنها، لكنها عادت لتناديني وتطلب مني الاقتراب، لتقول لي كم هي تتمنى لو تلتقي بالرئيس أبو مازن وأيضا مع إسماعيل هنية، حتى تردد على أسماعهم كل ما قالته لي، بل وأكثر من ذلك لتقول لهم: كونوا على قدر الأمانة التي حملكم إياها شعبكم.. انهوا انقسام الشعب والوطن.. أوقفوا صراعكم ووحدوا صفوف شعبكم.. واستعدوا أكثر لملاقاة عدوكم الذي لم يتوقف لحظة واحدة عن ذبح أبناءكم ونهب أرضكم.. لا تطفئوا الأمل في قلوب الشعب ولا تكونوا مسئولين عن سفك دماء مزيد من الضحايا حتى لا يكتب التاريخ عنكم أنكم ألقيتم بشعبكم وقضيته في الهاوية.



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت العقل يقول لا بديل للحوار
- مسكينة يا هالقضية
- لا للاعتقال السياسي .. لا للتجريم السياسي
- نحو الهاوية نسير
- كلمات تعزية ورثاء الى روح الفقيد الراحل فايق وراد
- ما الذي تريده نابلس ..؟؟
- وللجرافة وظيفة أخرى
- اعتداء عنصري - مستوطنة تهشم ركبة مواطنة فلسطينية
- قصة صمود فلسطينية - ام عمّار الجيّوسيّة
- رجل ولا كل الرجال
- يوم في المقاومة الشعبية على حاجز حوارة
- كل الجهود لحماية شعبنا من الارتفاع الجنوني للأسعار من اجل ال ...
- حزيران عدوان لم ينتهي بعد
- المقاومة الشعبية نهج الخلاص من الاحتلال
- حكاية لاجئ - اقتلعوه من ارضه فاسكنها في قلبه -
- قصة صحفية بمناسبة الذكرى الستين للنكبة - ليعد كل منا إلى ديا ...
- محتال.. والضحايا ذوو الأسرى
- أم علي تنجو بأعجوبة
- إلى الأمام أيها الرفاق
- أرجوحة أطفال عزون


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - صرخة عجوز فلسطينية