أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسن حاتم المذكور - من اجل كركوك فقط ...















المزيد.....

من اجل كركوك فقط ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2366 - 2008 / 8 / 7 - 04:54
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


انـي اتجنب الكتابـة حـول بعض الأمـور التي ارى نفسي خارج لعبتهـا وسريتهـا وتعقيداتهـا ونتائجهـا المسبقـة ومـن بينهـا ازمـة كركوك ’ حتـى لا يكون موقفي مبنيـاً على رمال متحركـة ووجهـة نظري تفتقـر الى الدلائل والموضوعيـة ’ وقـد لخصت وجهـة نظري قبـل ثلاثـة اعوام تقريبـاً فـي مقالـة تحت عنوان ـــ اللعـبــة القــذرة ـــ وكنت اعنـي مجمـل المخطط الدولي الأقليمي المحلي الذي ابتـداء في مجزرة انقلاب 08 / شبتط / 1963 واغتيال ثـورة 14 / تموز / 1958 ثـم ارتكاب الجرائم الوحشيـة بحق اطراف الحركـة الوطنيـة وتهجير وانفلـة واجتثاث اغلب المكونات العراقيـة وتعريب مدنهـا وقراهـا ومحاولة تبعيث اهلهـا وتسليط القـوى العروبيـة مـن عنصريين وطائفيين ممثلين بحـزب البعث الدمـوي على مصيرهـا ثـم اسقاطـه احتلالاً بعـد انجازه لأدواره الخيانيـة .
كـركوك موقتـة لتفجير نفسهـا والعراق او هكذا اصبـح قدرهـا كمـا وجدت نفسهـا دون خيارهـا ’ وان شروط مصيرهـا محكومـاً بموقعهـا وجغرافيتهـا ومكوناتهـا وثرواتهـا واطماع الآخرين فيهـا ’ ان الصراعات علـى مصيرهـا ملتهبـة خارج حدودهـا واهلهـا اصبحـوا مشروعـاً للمـوت اليومي وتهديد الغـزو الخارجـي .
المهجر والمؤنفـل كرديـاً كان ام تركمـانيـاً او كلدواشوريـاً وايزيديـاً وغيرهـم لا زال محكومـاً بالأنتظار المؤبـد والقادم اليهـا تعريبـاً لا زالت تعبث فـي اهوائـه وقراراتـه الضغوطات القوميـة والمذهبيـة محليـاً واقليميـاً بكـل عنفهـا المادي والأيديولوجـي ... فتيـل الفتنـة يمسك بـه ويوقت اشتعالـه اولاد الحرام فـي المنطقـة الخضراء .
كـركوك دخلت النفق المظلم للسياسـة بكـل مـا يميز عملتهـا مـن تقاسيم النهـج المخادع للتحاصصات والتوافقات وحمـى الفرهود وفوضـى الأبتزازات والمناورات والمساومـات والمزايدات وتداخـل المصالـح والأختراقات المؤثـرة اقليمياً ودولياً ’ لـم يتفق حولهـا بصدق طرفان على الأقـل مـن كيانات العمليـة السياسية رغـم ادعاءات التوافقات والتحالفات ... الجميـع يخدع الجميـع ويتنـدر على ذقنـه ويكسر ظهـره اذا ما اكمـل العبور عليـه .
كركوك تبحث عـن هويتهـا فـي اجواء التهريـج الفدرالي وحـق المـدن فـي تقرير اوضاعهـا ضمـن العراق الموحـد ’ ولو سألنـا الكركوكيين ’ الفلاح والعامـل والكاسب والمثقف والأرملـة واليتيـم والمهجـر والمهاجـر والمتبقي مـن ضحايـا مجازر الأنفال كرديـاً وتركمانياً وكلدواشوريـاً وايزيديـاً وغيرهـم ’ مـاذا تريدون لمدينتكم وتنتظرون منهـا وتتمنـون لهـا .... ؟
نريـد لهـا الأمـن والأستقرار والأزدهار ولا نريـد ان نتضـور على جغرافيتهـا فقـراً وجهلاً وامراضـاً فـي وقت يعتصـر عافيتهـا مـن يزرع الفتـن والأحقاد والكراهيـة بين اهلهــا .
ـــ الفلاح والعامل والكاسب والمثقف يريدون الوظيفة والسكن والتقاعد والضمان الصحي : ومدينتهـم تستطيـع .
ـــ الأطفال يريدون الروضـة والمدرسـة والغـذاء والدفتر والقلـم ووسائل الراحـة والنقل : ومدينتهـم تستطيـع .
ـــ الطالب يريـد منهـا الجامعـة والأقسام الداخليـة والتخصص ومراكز الرياضـة والبحوث والأبداع والمنـح الدراسيـة ووسائل التسليـة : ومدينتهـم تستطيـع .
ـــ المهجر والمهاجـر يريـد منهـا ان تعيـده الى بيته وبستانـه وشجيراتـه وجيرانـه ووظيفتـه وتقاعـده وتعويضه عـن الأضرار الماديـة والمعنويـة : ومدينتهـم تستطيـع .
ـــ الذي جاء على ظهـر موجات التعريب والتبعيث وبعـد ان سأم الخطـاء والتجاوز على حقوق الآخرين ’ يريـد العودة الى عشيرتـه واهلـه ومسقط رأسـه بعـد رفـع ضغوطات التطرف القومي الطائفـي ’ واذا رغب البقـاء لأسبابـه الذاتية فليس على حساب المالك الأصلي للدار بـل عليه ان يعالج امـره مـع الدولـة ’ وهـذا بعـد تحريره مـن عـقـدة التاريـخ البعثـي .
اذا مـا تـم الأنسجام والأئئتلاف بين مكونات كركوك ’ فلـم يكن هناك ثمـة اشكاليـة ومبرراً للقلق على مستقبل مدينتهـم ’ انهـم يستطيعـون بنـاء حاضرهـم وضمـان مستقبلهـم المشترك مسبوقـاً بالألفـة والمحبـة واواصـر الوحـدة والتقاليد الحميـدة ’ ان مصيـر كركوك يجب ان يكون مسبوقـاً بحلول انسانيـة جذريـة وعاجلـة ’ امـا الحلول التي تأتي مرتجلـة ومـن خارجهـا سوف لن تكون حصيلتهـا الا ازمـات وتعقيدات ودمـاء وخرابـاً شاملاً لا علاقـة لـه بمستقبل كركوك والكركوكيين .
مـاذا يعنـي محاولـة تقسيـم كركوك الى اربعـة اقسام ( محميـات ) انتخابيـة ... ؟ المـم يكن تكريسـاً للفرقـة والتشرذم والتمايز والكراهيـة والعداوات والأقتتال احيانـاً وسببـاً مخيفـاً لأختراقات اقليميـة ودوليـة ... ؟ الم يكن الأمر بمجمله كارثـة اضافيـة ... ؟ انهـا ردود افعال بمنتهـى الـبـذاءة وكمـن يطلق الرصاص ليقتـل ’ لأن القتيـل قـد بسق في وجهه .
انـا هنـا ليس راغباً فـي افتعال موقفـاً مجاملاً فأصبـح عروبيـاً اكثـر مـن العروبيين او كرديـاً اكثـر مـن الأكـراد او تركمانيـاً اكثـر مـن التركمـان ’ فقط احترم موقفـي ووجهـة نظري ما دمت مقتنعـاً بهمـا وانـا علـى ثقـة بأن الذين يحاولون فـرض حلولهـم السياسيـة مـن داخـل كواليس المنطقـة الخضـراء سيصطدمـون اخيـراً بالواقـع العراقـي والأقليمي والدولـي وكذلك بـواقـع مدينـة كـركوك بالذات ’ وليعلـم الجميـع ’ وهـم يعلمون جيداً ’ ان الذي تـم صياغتـه والأتفاق عليـه داخـل المنطقـة الخضراء فـي احتفاليـة التحاصص والتوافق ’ سيتـم نقضـه والتنكـر اليه فـي نفس كواليس المنطقـة وبأحتفاليـة مشابهـة ’ لأن الأمـر مـن اساسـه يفتقـر الى الثوابت الوطنية والأنسانيـة وقـد تـم تمريره على النـاس فـي فورة طائفيـة مذهبيـة شديـدة التضليـل ’ وحتـى الدستـور الذي اتفق الجميـع على صياغتـه توافقـاً وتكتيكـاً خاطفـاً ’ كـل يملك فيـه حصتـه مـن التشريـع فـي الغـاء الآخـر ( ومـن يسوق المطـي يتحمـل ضراطــه ) .
لكـل مدينـة تاريخهـا وتشابك علاقات مكوناتهـا ومسيرتهـا الذاتيـة فـي تقارب وتزاوج البشر والعادات والتقاليد وتراكـم المصالـح ’ تلك الأمـور مجتمعـة وكثير غيرهـا تشكـل الهويـة المشتركـة للمدن واهلهـا ’ فمثلمـا يوجـد البصـري والبغداديـة والموصلي والأربيلي والعمارتليـه ’ كذلك هنـاك الكركوكـي الذي يعبـر بذلك اللقب عـن هويـة الأنتمـاء لمدينتـه ’ فكركوك هـويـة لأهلهـا واهلهـا هويـة لهـا ’ فلمـاذا يحاول البعض تمزيـق تلك الهويـة الأنسانيـة وتشويـه وجههـا ’ مـع قناعتهـم بأنـه لا يمكـن فـرض واقعـاً بالضـد مـن ارادة اهـل كركوك ’ ويبقى الأمـرفـي افضل حالاتـه مجـرد مزايدات وابتزازات ستتحطـم اخيراً على صخـرة المكونات التاريخية للكركوكيين .
كركوك ستقرر مصيرهـ بأرادة اهلها ’ وهنـا يجب احترام الوقت ومنـح اهالي كركوك فرصتهـم ليعيدوا اصلاح الثقـة فيما بينهـم ’ وانـا واثق ايضاً ان اضابيرمستقبل مدينة كركوك موجودة فقط على رفوف المنطقة الخضراء ومن ضمنهـا الأضبارة الأصعب لأهالي كركوك ’ وجميـع الفرقـاء المعنيين بقضيـة كركوك والمسببين لمأزقهـا يعرفـون حقيقـة الأمر ومحـدوديـة ادوارهـم ’ وان ردود الأفعال والتشنجات والتلاعب فـي عواطف ومشاعر بنات وابنـاء كركوك والعراقيين كافـة وتعمـد تمزيق الثقـة فيمـا بينهـم وتجييش انفعالاتهـم ’ فتلك حالات مفتعلـة طارئـة مـع انهـا مؤذيـة بعـدهـا سيسحب كـل ردود افعالـه ويساوم توافقـاً ــ والحبـل علـى الجرار ’ بعـدها يبتلع الشارع فـورة عواطفـه ويجفف عرق مشاعره ويكرر مواجـه خيبـة املـه.
لقـد تشابكت المصالـح محكـومـة بأرادة المليارات مـن الدولارات واندمجت امبراطوريات المـال مواصلـة تقاسـم الوطن والمدن والناس والثروات وصـرامـة قـوانين التحاصصات والتوافقات والمساومـات والتنازلات علـى طاولـة المصالحات الوطنيـة بكـل قضهـا وقضيضهـا داخـل المنطقـة الخضـراء ’ ولا يـوجـد بين جميـع الأطراف على استعداد ان يتنازل ويضحـي عـن مكاسبـه ومصالحـه وامتيازاتـه الحزبيـة والفئويـة والعشائريـة والشخصيـة مـن اجـل كركوك والكركوكيين ’لقـد احتلت المصالـح مـواقـع القيـم والمباديء تمـامـاً ولـم تبقـي عليهـا سـوى رعشات للأستهلاك الأنتخابي او ما شابـه واذا مـا ثبت عكس ذلك سأعتذر حتماً لأصحاب النوايـا الطيبة .
الشعوب العراقيـة ومنهـا العرب والـكورد محكومـاً عليهـا العيش مـع بعضهـا فـي عراق ما بين االنهرين مثلمـا هـو قـدر دجلـة والفرات والأهـوار والجبال والنخيل والصفصاف ومـن العبث ان تكون تلك العلاقات التاريخيـة المحسومـة جغرافيـاً وبيئيـاً لعنــة علـى الشعبين والشعوب الشقيقـة الأخـرى ’ يـدفع ثمنهـا العراق ومنـه كـركوك بشكـل خاص ’ نـدعو اللـه ان يـزرع الرحمـة والتروي ويعزز الثقـة وحسن النوايـا فـي قلوب كـل العراقيين ـــ اميــن ـــ



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاترين ميخائيل : امرأة في قلبها عراق ...
- لن نكون حصة لهذا واخرى لذاك ...
- الى امي : امراءة ...
- السيد المالكي في برلين ...
- وندعيك وطناً ...
- جميعهم الا انا !!!
- ما مر الصبح تموز ... ؟
- اقليات ام مكونات ... ؟
- عراق : نريده وطناً للجميع ...
- 14 / تموز ... عيدنا الوطني .
- ثقافة الخوف من الآخر ...
- السيد المالكي : رفقاً بميسان ...
- بين زمنين ...
- وللمثقفين مواقفهم الوطنية ...
- بين اجراءات المالكي و همجية المليشيات ...
- مؤتمر ام مطبخ للتحاصص ...
- مستقلون من اجل العراق ...
- الكورد الفيلية: شعار في عيون الثقافة الوطنية . 4
- الكورد الفيلية : شعار في عيون الثقافة الوطنية 3
- الكورد الفيلية : شعار في عيون الثقافة الوطنية ...


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسن حاتم المذكور - من اجل كركوك فقط ...