أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اشرف نهاد - معرض كتب أم سوق خرداوات!!















المزيد.....

معرض كتب أم سوق خرداوات!!


اشرف نهاد

الحوار المتمدن-العدد: 731 - 2004 / 2 / 1 - 08:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تثير الدورة الجديدة لمعرض القاهرة للكتابالتي اختتمت اعمالها مؤخرا , الكثير من الأسئلة الملحة, وتجدد الجروح القديمة لدي المهتمين بالثقافة. فالمعرض في صورته الحالية ـ الي حد كبير ـ ليس إلا مجرد سوق هدفها الأساسي الاعلان, وتسويق الراكد من المطبوعات, وترويج بعض النوعيات الرديئة من الكتب, التي ليس لها هدف أو دور فعال, أو مؤثر في حركة التنمية الثقافية, أو إثراء الثقافة الانسانية.


ولكننا نحلم بمعرض حقيقي للكتاب, تتغير فيه صورة المعرض الحالي والمعارض المشابهة له في بقية الدول العربية, التي لاتزيد في حقيقتها علي مجرد صورة كربونية في الشكل والمضمون, وإن كانت أقل هدفا وطموحا من معرض القاهرة

فهذا المعرض, أو بالأحري السوق لايهدف الي تقديم خدمة حقيقية للثقافة والقارئ الذي يبحث عن ثقافة تثري وجدانه, وتساعده علي فهم هذا العالم سريع التغير الذي يحيط به ويعيش فيه.


لقد غابت عناوين كثيرة تتناول الثقافة العربية في زمن العولمة والاحتلال الأمريكي للعراق.


ورغم إيماننا بأهمية هذه المعارض فانها لم تهتم بأمور الكتاب في الوطن العربي أو تسهم في وضع حلول جذرية لمشاكله من طباعة ونشر, والأهم حرية تنقله وسهولة الحصول عليه.


ويرجع ذلك ـ حسب العديد من زوار المعرض ـ الي معوقات ومشاكل كثيرة لعل من أبرزها عمليات السطو والانتحال, التي تقوم بها بعض دور النشر, بهدف الاثراء السريع, دون احترام حقوق المؤلف الأصلي, وظهور طبعات مصورة من الأصل, أو يحذف اسم المحقق للكتاب إذا كان من التراث أو كان تأليفا!مع المغالاة في تسعير الكتاب وعدم الاهتمام بإصدار طبعات شعبية رخيصة الثمن, بحيث تصل الي أكبر عدد من القراء ذوي الدخول المحدودة.


إضافة الي ذلك فهناك قصور فادح في المطبوعات التي تهتم بالعلم وبالنواحي العلمية الحديثة, مع عدم الاهتمام بنشر الموسوعات التي تخدم التخصصات المختلفة والعامة وتقدم المعلومات الموثقة والصادقة( ولعل أخطاء موسوعة الطفل التي تمت ترجمتها والهجوم الذي تعرضت له, جعل الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ بعد ضياع آلاف الجنيهات ـ تقرر وقف بيعها, في حين بلغ سعر بيع إحدي الموسوعات حوالي ألف جنيه!والملاحظ علي هذه الموسوعات المنتشرة في أرجاء المعرض أنها تكاد تكون ترجمة لموسوعات أجنبية, دون إضافات إلا في القليل النادر.


 

والمدهش حقا هو عدم الاهتمام بكتب الأطفال تكاد هذه الكتب أن تتوقف عند الحكايات البدائية والخرافية والألغاز البوليسية, دون أن تتطرق مثلا الي عالم الفضاء والاكتشافات العلمية الحديثة, بحيث تنمي خيال الطفل وفكره. مع أن الكتب الصادرة باللغات الأجنبية أغلبها يتناول عالم الفضاء!!


لعل هذه بعض من كل هموم الكتاب العربي ومشاكله, وعجزه عن التواصل مع قارئه الحقيقي خارج وداخل حدود معرض القاهرة الدولي للكتاب.


من هنا يصبح مطلبا ملحا أن تتغير صورة المعرض, وأن يصبح معرضا حقيقيا له دور تنويري في الثقافة وحرية الكاتب حتي يصل الي قرائه, وبذلك يتحول المعرض الي مهرجان احتفالي بالكاتب والكتاب والقارئ.. لا سوقا هزيلة يروج فيها البعض لنفسه! لقد تحول المعرض في نظر الكثيرين الي سوق خرداوات وفيشار ومأكولات فقط! كل هذة الاخطاء المتكررة جعلت البعض يطالب باطلاق رصاصة الرحمة علي معرض القاهرة الدولي للكتاب فقد تحول

لمعرض نسخة طبق الأصل من الرجل المريض الذي عاش ماضيه بقوة ولم يعد في حاضره إلا بؤس الشيخوخة ومستقبل لا يعرفه إلا من خلال الشعارات التي عادة ما يلجأ إليها المسئولون في بلادنا علي سبيل الدعاية أو الترهيب ومعرض هذا العام يشارك في دورته3150 ناشرا من97 دولة بينهم900 ناشر عربي و650 ناشرا أجنبيا و1600 ناشر مصري يعرضون أعمالهم في38 قاعة. هذا بخلاف ندوات يبلغ عددها30 ندوة ويشارك فيها أكثر من100 مفكر ومثقف عربي. ومن أبرز عناوينها العمل السياسي في مصر و الاقتصاد المصري, رؤية مستقبلية و مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي في ضوء فجوة المعرفة و دور مصر الإقليمي و مؤسسة الاتصالات وأثرها علي الديمقراطية .

هذه هي التصريحات التي تصل إلي الذروة حين يعلن المسئولون أن معرضنا هو الثاني في العالم بعد معرض فرانكفورت أما الواقع فهو شيء آخر تماما فعناوين الندوات هي ذاتها التي يشتغل عليها القائمون علي المعرض منذ سنوات ولكن بعد تعديل طفيف في الصياغة وإجراء عمليات تعديل وتبديل أو تقديم وتأخير في المبتدأ والخبر وإذا كنتم من ضعاف الذاكرة فعليكم باللجوء الي برامج المعرض في15 عاما السابقة وستتأكدون من صحة ما أقول مع فارق وحيد يحسم الأمر لصالح ندوات الماضي التي كانت ندوات سجالية جددت دماء الثقافة المصرية لسنوات وهنا نتذكر الندوات التي شارك فيها لويس عوض وشكري عياد وفرج فوده وفؤاد زكريا ومحمد الغزالي ويوسف إدريس أو الأمسيات الشعرية التي أضاء ليلها شعراء بحجم أدونيس وسعدي يوسف وعبد الوهاب البياتي ففي الماضي كنا نذهب إلي المعرض بحثا عن حيوية مفتقدة في وسائل الثقافة والإعلام ونصافح وجوها نعرفها كانت قادرة علي تغيير دماء الثقافة العربية ومجراها, والمؤكد أن الأنشطة الفكرية والثقافية المصاحبة للمعرض لم تكن في مستوي دوراته السابقة ربما بسبب فشل المعرض في جذب الأسماء الكبيرة- مثل محمد حسنين هيكل- التي تثير قضايا جماهيرية وهو قرار له أسبابه السياسية حيث تخشي الجهات الأمنية من اندلاع مظاهرات ومسيرات واحتجاجات تعكس غضب الشارع بسبب الأوضاع المصرية والعربية المتردية أما اليوم فلم يبق من المعرض إلا مساحة صغيرة هي المقهي المجاور للمقهي الثقافي ففي هذه المساحة وحدها يمكن أن نصدق أن مصر عاصمة الثقافة العربية وأن ريادتها تمارس في فضاء المعني لا في تصريحات المرض التي تترجم الضعف في صورة أرقام قياسية تختصر المعرض في حالة المولد أو الكرنفال ويملك أصحابه القدرة علي الاستمرار في طوفان التواطؤ الذي لا يجعلهم يشعرون بأي نوع من الخجل وهم يمنحون الجوائز لأنفسهم كأعضاء في اللجنة العليا للمعرض أو لكتب ألفها أصحابها وترجموها منذ سنوات, الحالة المثالية هذا العام جائزة الدكتور عبد العظيم رمضان عن ترجمة كتاب النهب الاستعماري لمصر الذي صدرت طبعته الأولي قبل عشرين عاما تقريبا وإلي جواره اسم ميرال الطحاوي التي فازت قبل سنوات بالجائزة نفسها ولكن هذا العام جاءتها الجائزة عن طبعة جديدة لروايتها نقرات الظباء ( وهذه الجوائز التي تعلن قبيل افتتاح المعرض هي أول القصيدة الملحمية التي تكتب من عشرين عاما بتوقيع الدكتور سمير سرحان. ويرفض الناس أن يصدقوها.


وإذا ابتعدنا قليلا عن الندوات التي تم تفريغها من مضمونها الحيوي وذهبنا إلي قاعات عرض وبيع الكتب يمكن القول إن توقعات الناشرين المصريين والعرب قد صدقت هذا العام بشأن تراجع مبيعات الكتب لمجموعة أسباب في مقدمتها الطقس السيء الذي شهدته القاهرة في أيام المعرض الأولي أما السبب الثاني فهو تقليص عدد أيام المعرض من أربعة عشر يوما إلي عشرة أيام فقط وكان هذا القرار بمثابة المؤشر الدال علي فشل المعرض من حيث الجدوي مما شجع دور نشر عربية عريقة مثل دار الآداب البيروتية علي مقاطعة هذه الدورة والغريب أن رئيس هيئة الكتاب المصرية الدكتور سمير سرحان المنظم للمعرض دافع مرارا عن هذا القرار الغريب مؤكدا أن هدفه تثبيت موعد المعرض لأنه الثاني دوليا بعد معرض فرانكفورت معتبرا قرار التقليص خدمة للناشر والقاريء حتي لا يتزامن موعد المعرض مع العيد فضلا عن ارتباط الناشرين بمعارض أخري في أقطار عربية أخري وهذا سيحدث لهم اضطرابا ولذا فإن أغلبهم قد رحبوا بما فعلنا لالتزامهم بهذه المعارض الأخري.. ورغم تصريحات سرحان إلا أن الناشرين المصريين والعرب رأوا في الأيام الأولي أكثر من مؤشر علي الفشل وذلك علي الرغم من التسهيلات التي قدمتها الهيئة المنظمة للمعرض بالنسبة للناشرين وهذا العام تم تخفيض إيجارات الأجنحة حيث يحصل عضو اتحاد الناشرين المصريين والعرب علي خصم%25 وفيما عدا ذلك فإن إيجار المتر الواحد مدة المعرض فهو مائة وثمانون جنيها خارج السرايات أي ما يعادل25 دولارا أمريكيا وهو ما يعني تخفيض%25 من القيمة الإيجارية . وقال الحاج محمد مدبولي الناشر المصري الشهير إن هناك إصرارا من المسئولين علي إفساد المعرض حيث اقترح بعض الناشرين موعد الرابع عشر من يناير كبداية للمعرض علي أن يستمر لنهاية الشهر لكنهم غيروا الموعد بحجة الأجندة السياسية للرئيس مبارك الذي اعتاد افتتاح المعرض لكن في هذا العام بالتحديد التقي الرئيس بالمثقفين خارج المعرض أي أن التزاماته لم تمنعه من لقاء المثقفين خارج المعرض. ومن ناحية أخري وبعيدا عن شكوي الناشرين يؤكد المترددون علي المعرض ارتفاع أسعار الكتب مقارنة بالسنوات السابقة وهو ما أكد عليه مدير مبيعات المؤسسة العربية للدراسات والنشر الأردنية مأمون الكيالي مدافعا عن أسعار الكتب العربية المشاركة في المعرض بقوله إن القاريء المصري يشعر بالارتفاع بسبب تدهور عملته.

ويبقي القول إن نقطة النور الوحيدة في معرض هذا العام كونه لم يشهد أية حالة من حالات مصادرة الكتب خلافا للعادة التي ترسخت في السنوات السابقة وأصابت معارض عربية أخري بالعدوي



#اشرف_نهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوازعلي ورقة طلاق المسرح الإيدلوجي
- تكلفته 100 مليون دولار أمريكا تجامل الانجليز علي حساب فرنسا ...
- موضة افلام الاجزاء تغزو بلاتوهات السينما المصرية
- خطر الانقراض يهدد الثقافة السينمائية المصرية
- السينما المصرية تبحث عن منقذ
- الافلام الكوميدية تبعد مصر عن المهرجانات الدولية


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - اشرف نهاد - معرض كتب أم سوق خرداوات!!