أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - مصطفي العقاد














المزيد.....

مصطفي العقاد


أشرف بيدس

الحوار المتمدن-العدد: 2365 - 2008 / 8 / 6 - 01:45
المحور: الادب والفن
    


هل هي مصادفة أن تكون نهاية المخرج العالمي مصطفي العقاد (1935 ـ 2..5) الذي حاول تقريب وجهة نظر الإسلام للغرب علي يد من يدعون الإسلام؟ هل كان في مخيلة المخرج تفاصيل هذا المشهد الدراماتيكي بكل ما فيه من قسوة ؟ أم أن الحياة لديها من المشاهد ما لم نكن نتخيله؟
لاشك أن رحيل العقاد وغيره من الأمنين الذين لا ذنب لهم بهذه الصورة المفزعة سيكون له الأثر السلبي في اتساع تلك الفجوة التي حاولت أفلامه أن تضيق من خناقها.. وكأنهم يقولون له في المشهد الأخير من حياته، لن تجد أعمالك.. والحديث عن المخرج مصطفي العقاد لا يقلل بأي حال من الأحوال تلك الأرواح البريئة التي طالتها يد الإرهاب، وإنما لأن العقاد لديه جماهير غفيرة في الخارج والداخل، يجعل الأمر ذات خصوصية، ولأنه واحد مما كنا نتباهي بهم في الغرب، أصبح رحيله بمثابة الصدمة الكبيرة والتي تحتاج لوقت ليس بالقليل لنسيانها.
مات العقاد متأثرا بجراحه التي اصيب بها في هجمات عمان الاخيرة، لينتهي المشهد الأخير من حياة اهم مخرج عربي حمل علي عاتقه هموم أمته، وناضل بأفلامه وأعماله ليصحح من تلك آراء العنصرية التي كانت يطال الإسلام منها.
ورغم أن أعمال العقاد قليلة، إلا أنها كانت كبيرة الأثر والشهرة ، فيلم "الرسالة" الذي انتجه عام ( 1976) الذي شارك فيه معظم نجوم العرب عبدالله غيث ومني واصف وأسعد فضة والحبيب الطيب، الذي يعتبر اهم فيلم عن الاسلام انتج حتى الان وشارك في بطولة نسخته الانجليزية انطوني كوين الذي جسد شخصية حمزة عم الرسول، بينما قام بتجسيدها في النسخة العربية الممثل عبد الله غيث،. كما اخرج العقاد فيلم "عمر المختار اسد الصحراء" (198.) الذي قاد ثورة مسلحة ضد الاستعمار الايطالي في ليبيا واعدم العام 1932 من بطولة الممثل انطوني كوين وايرين باباس. وفي العام 1978 بدأ انتاج سلسلة افلام الرعب "هالوين" (ثمانية افلام) التي حققت نجاحا كبيرا.
ولد العقاد في مدينة حلب، وفي الثامنة عشرة من عمره قرر ان يدرس الإخراج، ولم يجد والده غير الرضوخ لرغبته، ورغم أن والده كان فقير، لكنه استطاع تدبير 2.. دولار هي كل مدخراته، ومصحفا. ولم ينفي العقاد أن اسمه العربي كان عائق أمام تقدمه، لكن روح المقاتل التي كان يتحلي بها والتحدي الذي جعله يقطع كل هذه الأميال بحثا عن حلمه جعلاه يتواصل مع طموحاته، ولم يكن الطريق سهلا أمامه، فهوليود في ذلك الوقت تعج باليهود المسيطرين علي صناعة السينما في ذلك الوقت ومازالوا، لكنه استطاع ان يفرض حرفيته واخلاقيته علي العاملين معه في هوليوود، متخلصا من أي اعباء قد تعيق طريقه الذي رسمه لنفسه وسط هذه الأهوال والتحديات.
كان العقاد نموذجا متفتحا ومستنير هاجم الفهم الديني الضيق، واكد للذين حاولوا تكفيره بناء علي فكرة علاقته بالسينما أن مخترع التصوير كان مسلما وهو الحسن بن الهيثم. واكد ان الاحترام الذي حققه في مجال صناعة السينما يعود لتمكنه من حرفته ولغته وادواته السينمائية، مما جعل معظم استديوهات الانتاج السينمائي تتسابق للتعاون معه، بما في ذلك يونيفرسال التي تعاونت معه علي انتاج أفلام هالوين .
كان يري أن رمز صلاح الدين مناسب لوضعنا الحالي، وكان يريد اخراج فيلم عنه لتثبيت عروبة فلسطين، ومات وهو يبحث عن تمويل لهذا المشروع الكبير، وتحدث عن مشروع فيلم يروي قصة ملك في انكلترا طلب من الخليفة المسلم في الاندلس جعل مملكته مملكة مسلمة، وتحدث عن فيلم عن صبيحة الاندلسية .
ولكن انشغاله الكبير كان بصلاح الدين الذي رأي ان تقديمه الآن وفي الظرف الحالي يعمل علي الموازنة بين فظائع الصليبيين، وحروب بوش ضد الارهاب، ولكن ظل التمويل هو العائق الوحيد لاتمام الفيلم، ولم يعبأ بالضغوط التي مورست عليه . كما كان يحلم بتقدم فيلم وامعتصماه يحكي فيه عن تدمير مدينة غروزني . وقبل وفاته تحدث العقاد عن فكرة اخراج فيلم عن أسامة بن لادن، وقال ان هناك اختلافاً في تعريف من يكون بن لادن.
كان يري العقاد أن التواصل مع الجماهير هو أهم آليات النهوض بصناعة السينما، لأنها في النهاية هي التي تجلب الأموال القادرة علي صناعة الأفلام.
أن العقاد الذي تفتح وعيه السينمائي علي أفلام صلاح أبو سيف وكمال الشيخ، كان يعرف جيدا أنه ابن حضارة عريقة وعظيمة، لم تبهره أضواء هوليود أو اغراءاتها وظل حتي آخر لحظة في عمره يحلم بتقديم عمل يؤرخ أمجاد هذه الأمة العظيمة.
كان العقاد يردد دوما بأن الرصاصة لا تقتل عدو، وأن التسليح بالثقافة والوعي والعلم أهم كثير من الأسلحة والدبابات، وكان إحدي أحلامه أن يصنع العرب له قناة إعلامية داخل أمريكا يستطيعون من خلالها تعريف العالم بهم، كما يفعل اليهود.



#أشرف_بيدس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغاني السيكو سيكو
- الدمرداش
- زينا
- في الغابة أطفال الشوارع : «سبوبة» سينمائية أم شجن إنساني
- أحمد آدم : يمسك العصا من منتصفها فلا يطول بلح الجماهير .. ول ...
- حتي لا ننسي أطوار بهجت
- البطاطا طريق للحرام
- الأسطي حسن أشهر عامل في السينما السينما المصرية
- أحمد السقا..فارس جيله
- الأمهات ستر الدنيا
- الناس اللي فوق والناس اللي تحت
- الانتظار المميت
- السقوط
- الفارس المهزوم
- الاعتداء الاخير
- الوهم
- الوشاح البنفسجي
- عيد ميلاد
- ترحال
- زهوة الالوان


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - مصطفي العقاد