أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد السهلي - عندما أرغموا واشنطن على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية















المزيد.....

عندما أرغموا واشنطن على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية


محمد السهلي

الحوار المتمدن-العدد: 2364 - 2008 / 8 / 5 - 09:31
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كانت الانتفاضة الفلسطينية الكبرى، التي انفجرت في 8/12/1987 في أوجها فقد حققت سلسلة انتصارات كان من بينها إعلان الاستقلال في 15/11/1988، واعتراف واسع من قبل المجتمع الدولي بهذا الاستقلال، وبما يعني في السياق، اعتراف من المجتمع الدولي بمشروعية النضال الفلسطيني بكل الأساليب لطرد الاحتلال، والاستيطان، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة والقطاع، وعاصمتها القدس الشرقية.
وعلى وهج هذه الانتصارات السياسية الكبرى، والتي هي وليدة نضالات مريرة للشعب الفلسطيني البطل، في مواجهة الآلة الحربية للاحتلال الإسرائيلي الفاشي، احتفلت جماهير الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج بالعيد العشرين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
الجماهير أحيت هذه الذكرى الوطنية الكبرى وعينها تراقب بقلق الحوار الفلسطيني الأميركي الذي كانت تونس مسرحا له.
ففي إطار مشروع موضح للعمل على «تأهيل» منظمة التحرير الفلسطينية، لتصبح طرفاً في العملية السلمية، بموجب الشروط الإسرائيلية ـ الأميركية، وتحت سقف تسوية غير متوازنة، تقود في أحسن الأحوال إلى حكم إداري ذاتي محدود، وافقت الولايات المتحدة على إدارة حوار «غير رسمي» مع قيادة م.ت.ف. في تونس. وقد قبلت القيادة المتنفذة، آنذاك العرض الأميركي، في ظل انقسام فلسطيني، فقد رأت بعض القوى، ومنها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في هذا الحوار «غير الرسمي» كمينا أميركيا، تنصبه الولايات المتحدة لمنظمة التحرير، بحيث تتولد أوهام لدى شريحة في القيادة الرسمية بإمكانية قطف ثمار الانتفاضة سريعا. الأطراف التي لم توافق على «الحوار غير الرسمي» ومنها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين رأت في هذا الحوار محاولة للجم اندفاعة الانتفاضة، وإحداث بلبلة في الصف الفلسطيني لذلك ارتأت الجبهة أن تعترض على هذا «الحوار» بنضال شعبي ومسلح، يؤجج الانتفاضة ويرفع من وتيرة صمود شعبنا وقدرته على إلحاق الخسائر في صفوف العدو، وتوصيل رسالة إلى من يهمه الأمر أن محاولات زرع الأوهام ستصاب حتما بالفشل.
في مثل هذا التوجه، كان للقوات المسلحة الثورية للجبهة الديمقراطية دور رئيس يتمثل في تكريس كل جهودها وإمكانياتها وطاقاتها في خدمة الانتفاضة والمشاركة فيها عبر إسنادها من الخارج، من خلال فتح جبهة قتال في شمال فلسطين، تحتم على العدو حشد جزء مهم من قواته، مما يشتت هذه القوات، ويخفف من وطأة ضغوطها على الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة، في الضفة وفي القطاع، في هذا السياق، جرت عمليتا القدس الأولى، والقدس الثانية.
القدس الأولى
كانوا ثلاثة الملازم أبو الغضب (محمد عدنان قطرنجي) ابن مدينة حيفا، والمساعد أبو الفدا فراس (محمد غزوان عطاعفان) ابن مدينة صفد، والمساعد أبو العز (رياض محمود حسن) ابن صفد هو الآخر. خاضوا «الحوار» مع الولايات المتحدة ومع الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص والقذائف والقنابل اليدوية.
انطلقوا صبيحة 23/2/1989 بعدما شاركوا في إحياء الذكرى العشرين لانطلاقة الجبهة في اليوم السابق. وكان هدفهم مواقع قوات العدو عند نقطة مستعمرة زرعيت في شمال فلسطين المحتلة، على بعد عشرة كيلومترات شرقي الناقورة.
في الساعة 17.00 من مساء ذلك اليوم، هاجم الأبطال الثلاثة دورية عسكرية إسرائيلية، واشتبكوا معها في قتال شديد، استخدموا فيه بنادقهم الرشاشة والقنابل اليدوية والصواريخ المضادة للدروع من طراز لاو. فأوقعوا في صفوف العدو خسائر في الأرواح، وتحولت المنطقة إلى جبهة قتال حقيقية حين سارع العدو إلى دفع المزيد من قواته، وقوات العميل انطوان بحد لتطويق المجموعة الفدائية.
وقد اعترف العدو آنذاك، بوقوع ثلاثة قتلى في صفوف قواته، ووقوع قتيلين وخمسة جرحى في صفوف ميليشيا لحد.
وبعد قتال مرير، وبعد أن نفذت الذخيرة من جعبة الفدائيين أبطال الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وقواتها المسلحة الثورية، نجح العدو في القضاء عليهم فسقطوا شهداء أبرارا، على الطريق التي سبقهم إليها أبطال العمليات الشهيرة للجبهة وقواتها: ترشيحا، بيسان، صقور الدولة الفلسطينية وغيرها.
نعتهم الجبهة في بيان لها، مؤكدة تمسكها بخيار الكفاح المسلح، دعما للانتفاضة وإلى أن يحمل العدو عصاه ويرحل عن أرض فلسطين.
ردة الفعل في تونس
ردات فعل العدو الإسرائيلي، كانت كعادتها لئيمة، خاصة بعدما تكبد هذه الخسائر الجسيمة هو وعملاؤه، فقامت طائراته بغارات على مواقع مختلفة لقوات الجبهة الديمقراطية فشلت في إيقاع خسائر في صفوف المقاتلين واقتصرت الأضرار على بعض الأبنية المهجورة.
غير أن رد الفعل الأقوى ـ سياسيا ـ جاء من السفير الأميركي روبرت بلليترو الذي يتولى إدارة «الحوار غير الرسمي» مع وفد م.ت.ف. ويتولى إدارة عملية التأهيل السياسي لقيادتها المتنفذة.
بلليترو وجه كتابا إلى الوفد الفلسطيني ينذره فيها بوقف «الحوار» معه، إذا لم يتوقف «الإرهاب» الفلسطيني في جنوب لبنان، وفي شمال فلسطين. وأشارت رسالة بلليترو إلى عملية «القدس» التي نفذها مقاتلو الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ورأت أن هذا النوع من العمليات من شأنه أن يقضي على «الحوار» وأن يرغم الولايات المتحدة على الانسحاب منه.
لم تنتظر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن ترد القيادة المتنفذة في م.ت.ف. في تونس على رسالة بلليترو، بل ردت على بلليترو على طريقتها، ليس لأجل إدامة الحوار، بل لتأكيد حق الشعب الفلسطيني في المقاومة إلى أن يحمل العدو عصاه ويرحل عن أرض فلسطين.
الرد، كان عمليا... عملية بطولية جديدة، تحمل اسم «القدس الثانية»، على افتراض أن العملية السابقة هي عملية «القدس الأولى».
القدس الثانية على طريق الأولى
هذه المرة كانوا أربعة:
@ الملازم أول أبو أيمن (عوض مصطفى حميد)
@ الملازم محمد خليل أمين
@ المساعد إبراهيم زيدان خليل
@ الرقيب عدنان عبد السلام صوان
الهدف كان قرب مستعمرة زرعيت، مرة أخرى، حيث للعدو مواقع مختلفة. والهدف (سياسيا) أن يقولوا لبلليترو، ولواشنطن، نحن مقاومة مشروعة ولسنا إرهابا، نحن نمثل شعبنا. الإرهاب هو الاحتلال».
وفي صباح 2/3/1989، أي بعد حوالي أسبوع على العملية السابقة، انطلقت المجموعة القتالية من أبناء الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وقواتها المسلحة، واشتبكت مع أحد مواقع العدو على الشريط الحدودي، في هجوم صاعق، نجحوا خلاله في تدمير دبابة من طراز ميركافا، وآلية مدرعة، وسقط من العدو حوالي عشر إصابات بين قتيل وجريح.
وقال بيان لقوات الجبهة أن الفدائيين الأبطال سيطروا بنيرانهم على الموقع الإسرائيلي، مما اضطر العدو لدفع المزيد من القوات إلى ساحة المعركة، واستمر القتال طيلة الليل.
في صباح اليوم التالي تدخل طيران العدو الحربي، وقامت مروحيات إسرائيلية بإنزال مجموعات كوماندوس خاصة في التلال والأودية جنوبي قرية جبين, وانتشرت الآليات الإسرائيلية لفرض طوق على المجوعة الفدائية. وبدأ التمشيط بالنيران حتى الساعة الثالثة بعد ظهر يوم 3/3/1998 وقد تكبد العدو في الاشتباكات الجديدة خسائر إضافية اعترف بها من بينها مصرع قائد كتيبة المظليين النقيب إيفي، وجرحى نقلوا إلى مستشفى روزفلت في حيفا.
أما المقاتلون الأبطال فقد صمدوا حتى أخر رصاصة في جيوبهم التحقوا بعدها بقوافل الشهداء.
بلليترو يستسلم
وأصدرت الجبهة الديمقراطية بيانا تحدت فيه الولايات المتحدة وقالت إن قواتها المسلحة لن تتوقف يوما عن مقارعة العدو.
السفير الأميركي في تونس روبرت بلليترو وجد نفسه، وكذلك إدارته في واشنطن في مأزق سياسي.
إذا توقف «الحوار» فمعنى ذلك أن الجبهة الديمقراطية نجحت في تحقيق هدفها: واصلت قتالها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونجحت في الوقت نفسه في وقف «الحوار» بين واشنطن وبين القيادة المتنفذة في م.ت.ف. وتعطل برنامج «التأهيل» السياسي.
لذلك وجد بلليترو نفسه، بناء على تعليمات وزارة الخارجية مرغما على التراجع، فأصدر بيانا قال فيه أن إدارة بلاده، ترى أن العمليات القتالية الفلسطينية في جنوب لبنان لا تندرج تحت اسم «الإرهاب»، وأنه بناء على ذلك قرر مواصلة حواره مع م.ت.ف.
وهكذا نجح أبطال القوات المسلحة الثورية والجبهة الديمقراطية في كسب جولة في مواجهة إسرائيل، حين أرغموا الولايات المتحدة على الاعتراف بحق الشعبيين الفلسطيني واللبناني في مقاتلة القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان باعتبارها قوات احتلال.
تحية لأبطال «القدس الأولى»
تحية لأبطال «القدس الثانية»
دفنتهم إسرائيل في مقبرة الأرقام...
لكنها عجزت عن تحويلهم إلى مجرد أرقام..
إنهم أبطال في الصفحات المضيئة لتاريخ شعب فلسطين.
إنهم أبدا ذكرى في قلوب رفاقهم، وعموم أبناء فلسطين.



#محمد_السهلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يرحل الشهداء .. إلى ذويهم
- قراءة في التعديلات التي وقعت على مشروع برنامج الحكومة الفلسط ...
- مشروع برنامج الحكومة الفلسطينية : ملاحظات أولية
- عام على ولاية المجلس التشريعي الفلسطيني
- إلى متى تستفيد الأحزاب الصهيونية من الأصوات العربية؟
- الاصطفافات الحزبية في إسرائيل
- رايس ومراسم تأبين العمل العربي المشترك
- الفشل الإسرائيلي واندفاعة «السلام» الأميركية
- هل تشهد إسرائيل «أمهات مؤسسات» من الجيل الثاني؟
- هل ينجح رهان الحكومة الإسرائيلية على القرار 1701؟
- -فلسطينيو ال 48 وفواتير -الحرب والسلام
- أولمرت بيرتس وحسابات اليوم التالي للحرب
- في حـديـث مطـول مـع موقع «الحوار المتمدن» مرشــح التغييـر تي ...


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد السهلي - عندما أرغموا واشنطن على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية