أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسام محمود فهمي - بدءُ الدراسةِ.. تربوياً














المزيد.....

بدءُ الدراسةِ.. تربوياً


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2362 - 2008 / 8 / 3 - 11:04
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


حسبما ينصُ قانونُ تنظيمِ الجامعاتِ، تبدأُ الدراسةُ في السبت الثالث من شهرِ سبتمبر وهو ما سيوافقُ العشرين منه هذا علماً بأن العديد من دور العلم تبدأ قبل هذا التاريخ. ثارَت الآراءُ المناهضةُ لبدءِ الدارسةِ في هذا الميعادِ تحتَ حجةِ وقوعِه في العشرِ الأواخرِ من شهر رمضان وهو ما سيثقلُ علي الأسرِ المصريةِ التي ستكونُ في أوجِِ استعدادِها للعيدِ كما أنه من ناحيةٍ أخري سيعطلُ الطلابَ وأسرَهم عن العبادةِ.
الموضوعُ في ظاهرِه التخفيفُ عن الأسرِ المصريةِ، لكنه واقعاً تكريسٌ لمبدأِ استغلالِ المشاعرِ الدينيةِ لأغراضٍ غيرِ دينيةٍ، إنه لي الأذرعِ باسمِ الدينِ، فرضُ الرأي تحتَ عباءتِه واثباتُ القوةِ في مواجهةِ أيةِ اعتباراتٍ تتعلقُ بتنظيمِ الحياةِ سياسياً وإدارياً علي نحوٍ مُخالفٍ لما يُري أنه من الدينِ. لست في موقعِ دفاعٍ عن أيٍ من وزيري التعليمِ، فجزءٌ من المشكلةِ يلبدُ في الرفضِ العامِ لما يصدرُ عنهما، القبولُ العامُ يُجافيهما ومعهما وصلَ إلي مرحلةِ اللاعودةِ.
الواقعُ أن هناك فترةً في حدودِ العشرةِ أيامٍ بين بدءِ الدراسةِ وبدءِ العيدِ، وهي فترةٌ ليست بالقليلةِ، إذ يجبُ علي الكلياتِ والمدارسِ، خلالَها، إعدادُ الجداولِ الدراسيةِ وإعلانُها وإزالةُ أيةَ تعارضاتٍ فيها، وهي الفترةُ التي يتأقلمُ فيها الطالبُ علي بدءِ الدراسةِ ويتأهلُ نفسياً للدخولِ في أجوائها ولو لم تبدأُ الحصصُ فعلياً أو تنطلقُ بكامل فعاليتِها بفعلِ تعمدِ بعضِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ التلكؤ العمدي عن العملِ في شهر رمضان. انتقاصُ هذه الفترةِ من بدءِ الدراسةِ لا يُستهانُ به ويتعذرُ تعويضُه في فصلٍ دراسيٍ معتلٍ أصلاً بفعلِ التكاسلِ في الأداءِ تحت تأثيرِ سوءِ الأحوالِ الماديةِ للعاملين في حقلِ التعليمِ بكافةِ فئاتِهم ولتشبُعِ الطلابِ بفكرِ الفهلوةِ والتواكلِ السائدين في المجتمعِ. تربوياً لا بدَ أن يترسخَ في وجدانِ المجتمعِ أن العملَ والدراسةَ عبادةٌ، فيهما تقدمُ المجتمعِ بدلاً من احتلالِه عن جدارةٍ قاعَ جداولِ الاعتبارِ في كافةِ المجالاتِ.
دولُ الخليجِ ستؤَجلُ بها الدراسةُ لما بعد رمضان، ليس لنا فيها الأسوةَ ولا القدوةَ، فهي دوماً لا تعملُ في رمضان وفي مواسمِ الأعيادِ ولو جاءت في منتصفِ العامِ الدراسي، وإذا كنا نتأسي بها في التهربِ من العملِ باسمِ الدين فلنتذكرُ أن مخزونَها من المالِ الزائلِ يكفيها لأعوامٍ، أما نحن فجالسون علي حديدةٍ صدأةٍِ. هل سيرفضُ المصريون الذين يقضون أجازاتِهم في مصر العودةَ خلالَ العيدِ لحاقاً ببدءِ أعمالِهم هناك؟ هل سيتحججون بأن الأعيادَ سنةٌ؟ قطعاً لا، فأموالُ الخليجِ فيها قوةُ الفتاوي والتأسي، والإجبارِ أيضاً، بعكسِ مصر الغلبانةِ الفقرانةِ.
إذا رضخَ القائمون علي التعليمِ كممثلين للدولةِ أمامَ دعاوي لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ الاعتكافِ، سيسهلُ تمريرُ كلِ خطأٍ أو تجاوزٍ تدثرَ بالدينِ، ما أقربَ جرائمِ توظيفِ الأموالِ بلافتاتٍ دينيةٍ، ما أكثرَ المحالِ التي ترفعُ أسماءً دينيةً وتذيعُ شرائطاً دينيةً طوال اليومِ جلباً للزبائنِ وتخديراً لهم عن أسعارٍ مرتفعةٍ وبضاعةٍ بعيدةٍ عن الصلاحيةِ والجودةِ.
العمليةُ التعليميةُ تربيةٌ في المقامِ الأولِ، انسوا وزيري التعليمِ والمزايدين عليهما باسم تفرغِ الأسرِ للعبادةِ، لا تعطوا الفرصةَ لمن يرددون أن الإسلامَ ليسَ دينَ عملٍ وعلمٍ. مجتمعٌ يتركُ عملَه ودراسَته ليعتكفُ لا بدَ وأن يصحو والكلُ فوقَ أنفاسِه وعلي رقبتِه،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانونُ الجديدٌ للمرورِ.. والماشطة!!
- هل تُحملُ المرأة وحدها بالتكليفات؟
- مصرُ.. بعضُها يأكلُ بعضَه
- الثانويةُ العامةُ..وامبراطوريةُ الغشِ
- المهنةُ: مُفتي فضائياتٍ
- القاهرة اليوم00 فقط؟!
- تَحَجبي تَتَزوجي
- الفوضي في مصر .. غيرُ خلاقةٍ
- رهانُ الإخوانِ
- الإلهاءُ العامُ...
- شبكةُ حزبِ الله..
- علاوةٌ أم نقمةٌ؟
- تصعيد المرأة .. بين الشعارات والاعتبارات
- متي تنتفض الكراسي؟
- التعليمُ -المميز- وتدميرُ الكلياتِ
- هل تصبحُ مصرُ خليجيةً؟
- المدير الزغنن
- مُغتصَبةٌ جانيةٌ .. وإعلامٌ خائبٌ
- عندما يُحرَضُ الطالبُ علي المؤسسةِ التعليميةِ
- لجان الترقيات بالجامعات..جولة جديدة؟!


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسام محمود فهمي - بدءُ الدراسةِ.. تربوياً