أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - - مُلح هذ البحر - لآن ماري جاسر والاصرار على حق العودة















المزيد.....

- مُلح هذ البحر - لآن ماري جاسر والاصرار على حق العودة


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2363 - 2008 / 8 / 4 - 09:23
المحور: الادب والفن
    


أتاحت لنا الدورة العاشرة لمهرجان أوشيَن سيني فان في نيودلهي مشاهدة العديد من الأفلام الفلسطينية ومن بينها الفيلم الروائي الطويل " ملحُ هذا البحر " للمخرجة الشابة آن ماري جاسر. وقد سبق لهذا الفيلم أن عُرض في مهرجان " كان " السينمائي في شهر مايو المنصرم ونال استحسان الجمهور والنقاد على حد سواء. وقبل الخوض في تفاصيل هذا الفيلم ومعطياته الفنية لا بد من الإشارة الى خلفيته التاريخية والفكرية. فبُنية الفيلم تعتمد في احدى جوانبها على الذاكرة الفردية من جهة، والذاكرة الجماعية من جهة ثانية. ومن المستحسن أن نبدأ بالذاكرة الجماعية لأن الفسلطينيين يعيشون الذكرى الستين للنكبة التي جرت وقائعها عام 1948 ولا تزال تداعياتها قائمة حتى الآن، وربما تتفاقم يوماً بعد آخر. ومن الاشارات الواضحة في هذا الفيلم أنه يشير الى اعلان الدولة اليهودية على أساس ديني على الرغم من أن السكّان الأصليين لفلسطين هم من العرب المسلمين والمسيحيين وبعض النِحل والطوائف الأخرى التي عرفتها هذه المنطقة الحساسة من العالم والتي تشكل بؤرة الصراع العربي_ الاسرائيلي. يشير الفيلم الى " خطة دالت " التي نفذها ديفيد بن غوريون حيث دمّر بواسطتها " 530 " قرية فلسطينية لم تبقّ منها الا آثار بسيطة هنا وهناك لأن الجرافات الاسرائيلية محَتها من الوجود كلياً. وكانت الخطة تهدف الى احتلال الأحياء السكنية في القدس الغربية والشرقية اضافة الى الجليل ويافا، هذه المدينة التي تدور فيها مشاهد طويلة وعديدة من الفيلم. كما تشير الخلفية التاريخية للفيلم الى عدد المنفيين والمهجرّين قسرياً والذي تجاوز نسبة الـ " %75 " من الشعب الفلسطيني مُجردين اياهم من وطنهم وبيوتهم وممتلكاتهم الشخصية، والأعتى من ذلك حارمين اياهم من حق العودة، ومُنتهكين بشكل صارخ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المرقم " 194 "، ان فيلم " ملح هذا البحر " هو محاولة جدّية لانعاش الذاكرة على الرغم من أنَّ معطيات هذه الأحداث مريرة وقاسية. فالجيل الثالث الذي يمثله عماد وثريا يطرح سؤال الحرية والتحرر من جديد ويؤكد النظرية التي تقول " ما ضاع حق وراءه مُطالِب " وهذا ما فعلته ثريا على وجه التحديد طوال مدة الفيلم التي بلغت " 109 " دقائق.
حُب وأحلام متقاطعة
يعتمد الهيكل العام للفيلم على قصة ذاتية وأخرى موضوعية تتجاوز حدود الذات لتشمل الوطن المُحتل برمته. وبين هاتين القصتين تحتشد عشرات، وربما مئات التفاصيل الصغيرة التي تؤثث متن الفيلم من دون زيادات أو ترهلات تُثقل كاهل العمل الفني. لنبدأ بقصة الحب التي نشأت على استحياء بين ثريا " سهير حمّاد " و عماد " صالح بكري ". فثريا المولودة في بروكلين بأمريكا تكتشف أن جدها كان لديه مبلغاً من المال قد أودعه في " البنك الفلسطيني_ البريطاني "، غير أن هذا المبلغ على الرغم ضآلته قد جُمِّد بعد أن نُفي الجَد في عام 1948، لكن اصرارها اللافت للانتباه هو الذي دفعها لخوض المغامرة حتى نهاية المطاف. إن فكرة العودة الى الوطن الأم تكاد تشبه الحلم على وفق المعطيات والاتفاقيات الدولية، غير أن هذه العودة بالنسبة الى ثريا، والتي هي صورة مطابقة لصورة المخرجة نفسها، هي حق مشروع لا يستطع أحد انتزاعه من الفلسطينيين مهما تقادمت الأيام أو تبدلت الظروف. وما أن تحُّط ثريا في مطار " بن غوريون " حتى تجد نفسها عُرضة لعدد كبير من الأسئلة النابعة من عناصر الريبة والشك والحذر، ولم يشفع لها جوازها الأمريكي طالماً أنها منحدرة من أصول فلسطينية. وعلى الرغم من دقة التفتيش وصرامته وقسوة القائمين عليه الا أنها ترد على السؤال المستفِّز بسؤالٍ أكثر استفزازاً مثيرة قضية الهُوية والانتماء. فحينما يسألها لها الضابط: مِن أي بلدٍ أنتِ؟ تجيب: أنا من هنا، لكن أنتَ من أين؟ ففي المطار، ومعابر الحدود، ونقاط التفتيش الداخلية يتجسد الظلم الذي يعاني منه المواطن الفلسطيني في ظل الاحتلال. فثمة قمع واذلال مُتعَمد تمارسه السلطات الأمنية الاسرائيلية على المواطنين الفلسطينيين للنيل منهم وتحطيم ارادتهم. ومع كل تلك المضايقات تنجح ثريا في الدخول الى اسرائيل لأن لديها تأشيرة رسمية قصيرة الأجل. وفي رام الله تلتقي بعماد، شاب من مخيّم الأمعري، ضاق ذرعاً بالقوانين الاسرائيلية التي تكاد تخنقه، لذلك فهو يفكر بالرحيل الى كندا. تلعب المخرجة آن ماري جاسر على ثنائية " العودة والرحيل " بطريقة فنية وفكرية عالية. فلا أثر لأزيز الرصاص، ودوي المدافع، ولكن هناك اشاراتٍ ورموزاً ودلالاتٍ قوية يمكن تلمسها بين تلافيف هذا العمل الفني الذي نجح في الابتعاد عن المباشرة والصراخ، واللغة الشعاراتية، عالية النبرة بواسطة الاعتماد على فكرة المجاورة والتناظر القائمة بين الشخصيتين الأساسيتين في الفيلم وهما ثريا وعماد. فكلاهما فلسطيني غير أنها عادت لتبقى في فلسطين، بينما يفكر عماد بالرحيل بسبب المضايقات الكثيرة التي يتعرض لها من قبل السلطات الأمنية الاسرائيلية، وذات مرة أجبرته احدى الدوريات الليلية على خلع بنطاله وملابسه الداخلية، وهذه اللقطة ليست ناجمة من مخيلة كاتبة السيناريو والمخرجة آن ماري جاسر، وإنما هي مستقاه من واقع حال عاشه الفنان صالح بكري، وهو للمناسبة نجل الفنان الكبير محمد بكري. تدخل ثريا في صراع قانوني من موظفي البنك، وتصر على ضرورة ارجاع المبالغ المجمدة، وحينما تصل الى طريق مسدودة تقرر مداهمة أحد البنوك واسترجاع المبلغ المجمد مضافاً اليه كل الفوائد القانونية المقررة على ستين عاماً. إن الاشارة الى الأعوام كافية لأن تذكِّر المشاهد الحصيف بأن أصحاب الحق سوف يسترجعون حقوقهم معززة بالفوائد المترتبة عليها مهما طال الزمن. وبالفعل يوافق عماد ومروان على تنفيذ عملية السطو. وعلى الرغم من هيمنة عنصر التغريب في هذا المفصل من الفيلم، وربما تعذِّر حدوثه في اسرائيل، إلا أنه يبدو مقبولاً ومحتملاً. فالعملية برمتها قد تمت بأسلحة مزيفة سمحت لهم باستعادة المبلغ المجمد مع فوائده والهروب الى القدس من دون تصاريح رسمية. لم تشأ المخرجة الذكية آن ماري تفوّت أية فرصة في الفيلم من دون أن تستثمرها بدقة. فحينما تذهب ثريا الى يافا لتلقي نظرة على منزل جدها الذي صادرته السلطات الاسرائيلية تدخل في جدال حاد مع المرأة الاسرائيلية التي تسكن في البيت المُصادر. وكان هم ثريا الأساسي هو أن تعترف هذه الاسرائيلية بأن البيت لا يعود اليها، وإنما يعود الى شخص فلسطيني هو جدها الذي أضطر على الرحيل من بلده غب الاحتلال. كانت ثريا تريد أن تعرف كل شيء فقد ذهبت الى البحر الذي سلكه جدها في طريقه الى المنفى. كما سبحت فيه مع عماد ومروان مُحققين متعهم الروحية الكبيرة. وبعد المشاهد الجميلة التي رأيناها في يافا قررت ثريا أن ترى قرية " الدوايمة " التي ينحدر منها عماد. وللمناسبة فإن الكثيرين لا يعرفون عن المجزرة الخطيرة التي راح ضحيتها نحو " 300 " مواطن فلسطيني بين رجل طاعن في السن وامرأة عجوز، أما الأطفال فقد قتل أغلبهم بالعصي والهراوات غير أن التعتيم الاعلامي هو الذي غمط هذه الواقعة المفجعة حقها. وفي قرية " الدوامية " يصادفان أستاذاً في التاريخ يتحدث لتلاميذه عن هذه المنطقة التوراتية التي لا تمت الى التوراة بصلة في محاولة يائسة لتشويه الحقائق. وحينما يتخلصان من فخ يسقطان في فخ آخر الى أن تكتشف السلطات الأمنية أن عماداً قد دخل رام الله بطريقة غير قانونية، فلا يحق لأهالي الـ " 48 " زيارة أراضي السلطة الفلسطينية، مثلما لا يحق لأهالي السلطة الفلسطينية أن يدخلوا الى الأراضي الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال الاسرائيلي. أما ثريا فيجب أن ترحّل هي الأخرى لأن المدة الزمنية لتأشيرتها القانونية قد نفدت وعليها أن تغادر اسرائيل فوراً. أي أن فعل المغادرة هنا ليس سلبياً لأنها كمواطنة فلسطينية تحمل جوازاً أمريكياً تستطيع العودة ثانية والدخول الى فلسطين، بلدها الأصلي. فالجواز وبقية الوثائق التي تحملها هي مجرد أوراق ثبوتية، وهذه الأوراق من وجهة نظرها لا تصنع هوية.
الموقف الفكري والأخلاقي
تتبنى المخرجة آن ماري جاسر موقفاً منطقياً سواء في أفلامها أو في حياتها الخاصة. فهي لم تستعن بـ " صندوق السينما الاسرائيلي " للحصول على دعم مادي قبل التصوير وبعده. وقد حصلت بعد جهود جهيدة على دعم من أمريكا وبلدان أوروربية عديدة منها فرنسا وسويسرا وبريطانيا وهولندا وأسبانيا. وقد واجهت مصاعب جمة في أثناء تصويرها لقطات الفيلم ومشاهده في عدد كبير من أمكنة التصوير. تقول آن ماري في هذا الصدد: " أردت أن أصوِّر في رام الله ويافا وحيفا وتل أبيب، لكن من دون أي تصريح أو موافقة أو دعم منهم. لكي أقول لهم إنني هنا فوق أرضي، ولا أعترف بكم أصلاً... فكيف أطلب منكم أيّة مساعدة؟" وبالفعل فقد قصدت العديد من المدن الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو في فلسطين المحتلة حيث دارت عدسة الكاميرا في القدس ويافا ورام الله وبعض القرى الفلسطينية. وحينما حدث تلف في بعض المَشاهد المتعلقة بميناء يافا أعادت تصويرها في ميناء مرسيليا لأن السلطات الاسرائيلية منعتها من الدخول. وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات الجسيمة التي واجهتها المخرجة آن ماري جاسر وطاقم العمل فقد نجحت في انجاز فيلم روائي فلسطيني طويل. وقد حاز هذا الفيلم على جائزتين مهمتين في مهرجان أوشين سيني فان في نيودلهي قبل بضعة أيام. وهاتان الجائزتان هما جائزة التحكيم الخاصة و " جائزة الفبريسي " وقد أسندت لجنة التحكيم هذه الجائزة " لشجاعة المخرجة التي قامت بهذه الرحلة الشخصية الجريئة لاكتشاف الذات عبر واحدة من أعقد الصراعات في عصرنا الراهن ". أما جائزة الفبريسي فقد منحت لها وذلك لجودة معالجتها السينمائية في تصوير قضية انسانية مهمة لم يفلح السياسيون في حلها منذ ستين عاماً.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترجمة جديدة ل - هاملت - تسترشد بالأنوار الكشّافة للشُرّاح وا ...
- صلاح نيازي يعمل بروح الشاعر ومبضع الجرّاح
- ثنائية القامع والمقموع في - فندق رواندا - لتيري جورج
- الواقعية الإجتماعية وأهمية الإرتجال في فيلم - فيرا درَيك - ل ...
- القاص لؤي حمزة عباس: يتخلى عن الغموض، ولا يزال متشبثاً بشعرن ...
- القدس: قصة الجانب الشرقي للمخرج الفلسطيني محمد العطار: القدس ...
- علاء سريح في معرضه الشخصي الثالث: تكوينات متكررة على سطوح تص ...
- تلاقح الأجناس الأدبية في رواية - حبل السُرّة - لسميرة المانع
- الفنان علي النجار ل - الحوار المتمدن -: غرابة التشكيل المعاص ...
- متاهات اللون وجُزر الفراغ في ذاكرة الفنان علي النجار
- الشاعر أحمد الصافي النجفي بين غُربة الروح وغُربة الفكر
- السيرة الذاتية- الروائية: - غصن مطعم بشجرة غريبة - مثالاً
- التشكيلي الكردي صدر الدين أمين . . . من البكتوغرافي الى الشا ...
- - فهرس الأخطاء - والأنموذج المُحزِن للتيه العراقي:عبود الجاب ...
- هيمنة الشتاء النووي في - الطريق - الى العدم
- الروائي المصري رؤوف مسعد: أنا أقلية في المجتمع الهولندي، وأق ...
- الروائي المصري رؤوف مسعد: أنا متمرد بالسليقة على أسرتي، وطبق ...
- الروائي المصري رؤوف مسعد: ما أكتبه يثير القلق والحفيظة والضغ ...
- الديناصورات: عمالقة بتاغونيا: رسوم متحركة تحفِّز الخيال والر ...
- شعرية نزار قباني تحت مجهر صلاح نيازي: لماذا أحسَّ نزار بالشي ...


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - - مُلح هذ البحر - لآن ماري جاسر والاصرار على حق العودة