أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عصام مخول - ليست حماس هي مشكلة اسرائيل... انما الحقوق القومية المشروعة للشعب الفلسطيني!














المزيد.....

ليست حماس هي مشكلة اسرائيل... انما الحقوق القومية المشروعة للشعب الفلسطيني!


عصام مخول

الحوار المتمدن-العدد: 2362 - 2008 / 8 / 3 - 11:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


الخبر الذي أبرزته صحيفة هآرتس في عددها الصادر يوم الاربعاء على صدر صفحتها الاولى، حول ما ادّعته من "تهديد" وجهه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى القيادة الاسرائيلية، بتفكيك السلطة الفلسطينية وحلها نهائيا، لو أقدمت اسرائيل على اطلاق سراح وزراء حكومة حماس، الذين تعتقلهم منذ أسر الجندي غلعاد شليط، ليس خبرا صحافيا بقدر ما هو لغم سياسي من رجس الاحتلال الاسرائيلي وأجهزته الامنية. والحقيقة أن هذا اللغم الاحتلالي، ليس معدا للانفجار تحت أقدام هذا الفصيل الفلسطيني أو ذاك، وانما هو يستهدف الشعب الفلسطيني كله وحقوقه الوطنية المشروعة، يستهدف السلطة الفلسطينية ورئيسها ابو مازن، ويستهدف حماس وفتح وبقية الفصائل والمشروع الوطني الفلسطيني التاريخي برمته .
ليست حماس هي مشكلة اسرائيل، ولا السلطة الوطنية هي الحل بالنسبة لها. فالمشكلة الحقيقية بالنسبة لاسرائيل هي الحقوق القومية المشروعة للشعب الفلسطيني، والحل الذي ترمي اليه هو في القضاء على هذه الحقوق وازالتها من طريقها. ان الاستراتيجية الاسرائيلية تقوم بشكل فاضح على الجمع بين التمسك بسياسة الاحتلال واستباحة الحقوق الفلسطينية القومية والانسانية من جهة، والاحتفاظ في الوقت ذاته بموقع الضحية- ضحية الشعب الفلسطيني، وضحية الارهاب أمام العالم. ان اسرائيل ترسل اشاراتها في كل اتجاه، الى انها بحاجة الى شريك فلسطيني يوفر لها هذه المساحة الاستراتيجية المشبوهة، التي تحتاج اليها لانقاذ مشروعها الاحتلالي. فهل تحذر الفصائل الفلسطينية من اللعب في هذه المساحة؟! ان تمزيق الشعب الفلسطيني وتفتيت وحدة المناطق الفلسطينية، ليس جغرافيا فقط وانما سياسيا ايضا، ومن ثم تفتيت الحل والاحتراب الفلسطيني الداخلي، بما فيها التفجيرات الاجرامية في غزة مؤخرا، واعمال القمع العشوائي والاستباحة غير المبررة لحقوق الناس وحرياتهم التي تلتها، شكلت وعلى رؤوس الاشهاد، مطلبا اسرائيليا وأمريكيا احتلاليا فظا وفاضحا منذ سنوات طويلة، وشكلت شرطا مسبقا لنشر أوهام الحراك السياسي، التي سرعان ما تحولت في كل مرة، الى مهارب لتهريب جرائم الاحتلال.
ان ما تحتاجه السياسة الاسرائيلية الغارقة بأزمتها الشاملة حتى العنق، هو تصدير حالتها المأزومة الى الشعب الفلسطيني، وتفويت الفرصة عليه، لاستغلال الازمة السياسية والاخلاقية العاصفة بالمؤسسة الاسرائيلية- والتي وصلت قمتها باعلان اولمرت انسحابه من الحلبة السياسية خلال فترة وجيزة- لتحسين موقع الفلسطينيين في مقارعة الاحتلال ومناهضة المشاريع الامريكية العدوانية في المنطقة، وفي المعركة على الحل العادل.
ان الازمة السياسية الخانقة في اسرائيل، المترافقة مع تحول العراق الى مقبرة لاحلام المحافظين الجدد، وفشل المشاريع الاسترايجية الكبرى لادارة الرئيس بوش في الشرق الاوسط، تشكل فرصة لا يمكن تفويتها، لخلق معادلة فلسطينية جديدة، تعيد القضية الفلسطينية الى سياقها، وتعيد الشعب الفلسطيني الى ثوابته، وتعيد الاعتبار الى محرماته والى مشروعه الوطني التاريخي، وتفك أسر قضية الشعب الفلسطيني العادلة من براثن المعادلات الامريكية الابتزازية والاسرائيلية الاحتلالية.
ان الدعوة الى الحوار الوطني وتوحيد الساحة الفلسطينية التي أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، هي خطوة هامة، وبمقدورها ان تكون تاريخية، بمدى ما يتم التعامل معها بصدق من الاطراف الفلسطينية جميعها، وبعيدا عن التكتيكات والمناورات، كنقطة انعطاف نحو خيار استراتيجي بديل للوضع الفلسطيني القائم. كما ان اللهجة الجديدة التي استعملها مؤخرا، رئيس الحكومة الفلسطينية د. سلام فياض والاتهامات التي وجهها الى حكومة الاحتلال، وتفنيد الاوهام التي حاول رئيس الحكومة الاسرائيلية اولمرت نشرها في مؤتمر باريس المتوسطي، بمقدورها ان تشكل نقلة نوعية، اذا ما تحولت الى خطاب فلسطيني مقاوم جديد، معركته اولا واخيرا مع الاحتلال، معركة تحررية شاملة. ان اللغم السياسي الذي زرعته المؤسسة الاسرائيلية تحت اقدام الشعب الفلسطيني، من خلال الخبر المنشور في هآرتس، والمذكور اعلاه، لم يكن بعيدا عن ملامح الفرصة الناشئة على الساحة الفلسطينية، ولا عن وصول الاستراتيجية الامريكية والاسرائيلية الى الحائط والى الباب المأزوم.
لقد نشأت امام الشعب الفلسطيني وقيادته معطيات جديدة. ليس هناك في الفترة القريبة شريك اسرائيلي للحل السياسي. وليس هناك مبرر للبحث عن راع أمريكي لعملية سياسية متعثرة قبل قيام الرئيس بوش، الذي اثبتت ادارته انها ليست جزءا من الحل، بل جزءا من المشكلة، بمغادرة البيت الابيض. ومن المشكوك فيه، ان تكون المشاركة الفلسطينية في اية عملية تفاوضية في ظل هذه المعطيات، قادرة على تلبية متطلبات حل القضية الفلسطينية، وقد تكون عوضا عن ذلك فخا يحاول ابتزازهم او الالقاء باللائمة عليهم كما حدث في قمة كامب ديفيد في العام 2000.
ان المطلوب في هذه المرحلة، ليس التهدئة مع الاحتلال، ولا وقف مقاومته. بل تصعيد المقاومة التي تحرج الاحتلال، لا المقاومة التي تدفع اهدافه السياسية الى الامام. ان النموذج الذي يقدمه ابطال المقاومة الصامدين في بلعين وفي نعلين، يشكل اشرف اشكال المقاومة وارقى اشكال النضال واكثرها فاعلية. واذا كان قد قيض للشهداء الاطفال ان يذكوا زخم مقاومة الاحتلال، من لينا النابلسي الى محمد الدرة ، فقد حان الوقت لاحتذاء نموذج المقاومة الشعبية في نعلين نموذج الشهيد الطفل أحمد موسى الذي استشهد دفاعا عن الطفولة المنتهكة والمسستقبل المباح.



#عصام_مخول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفلات التشريع العنصري في اسرائيل والافلات من الفرص السياسية ...
- ليس الملف (النووي الايراني) .. وانما الملف النووي!
- تطبيع اسرائيل هو الشرط المسبق للتطبيع معها! (حالة العلاقات ا ...
- توأمان سياميان ومأزق مشترك!
- -مفاوضات الحرب- واختراق المفاهيم!
- انابوليس- والانقلاب على المفاهيم!
- مفهومنا لمناهضة الصهيونية- ليس مقصورا على تحرير الشعب الفلسط ...
- حدّدنا خيارنا ان نخرج من المؤتمر ال - 25 بحزب شيوعي قوي واكث ...
- معركتنا الطبقية من أجل مجتمع بشري خال من الاستغلال، لا تعارض ...
- مشروعنا السياسي والاجتماع والفكري في بعده الطبقي والاممي وال ...
- يوم الارض كان يوما لعزل سياسة تهويد الارض العربية والتمييز ا ...
- الموقف يتطلب أن يفهم حكام إسرائيل أن المبادرة السعودية أو ال ...
- المؤسسة الاسرائيلية - مأزومة وفاسدة ومتورطة، اخلاقيا وسياسيا ...
- دور نسائي متميز في داخل حزبن - في يوم المرأة... تحية حمراء!
- موقف عدواني فظ زئيف.. زئيف والذئب -شيف-!
- أداء الحزب الشيوعي ومواقفه في المسألة القومية عصيّة على التش ...
- نحن ندعو الى التحزب للثقافة القومية الوطنية مواقف الحزب الشي ...
- جدلية المعركة على السلام والمساواة والدمقراطية العميقة!
- أطروحات الحزب الشيوعي في المسألة القومية – حالة الجماهير الع ...
- أطروحات الحزب الشيوعي في المسألة القومية – حالة الجماهير الع ...


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عصام مخول - ليست حماس هي مشكلة اسرائيل... انما الحقوق القومية المشروعة للشعب الفلسطيني!